من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 10.05.09 20:05
( ومن وجه آخر فان تشبيه الشيخ الاكبر للفقهاء الذين لم يتصوفوا بأنهم فراعنة الاولياء لم يقصد به تكفيرهم ولا اخراجهم عن الدين
بل الكلام هنا عن عداوة الفقهاء للصوفية وانهم يتكبرون ويمارسون كل طرق التسلط والعداوة لهم كحال الفراعنة مع الناس
وهذا واقع مشاهد عبر التاريخ فان اصل الانكار على الصوفية وعداوتهم ومحاولة النيل منهم عبر السنين والقرون لم يكن الا من قبل الفقهاء الذين لم يتصوفوا )
أقول :
أولا : نحن لم ولن نقف معكم طويلا ، وإنما المقام مقام إجمال، لانشغال .
ثانيا : يمكننا حمل الفرعنة هنا على تأليهنا - ونحن نبرأ إلى الله تعالى منها كما برأنا من معتقداتكم الصوفية السافلة - إذ فرعون عندكم خير من كليم الله تعالى، الذي هو عند الله وجيها، واصطنعه سبحانة على عينه، وقربه ، فماذا بعد ؟!.
بل هو إلهكم عن شيخكم الأحقر – أخمد الله تعالى ذكره !!! .
فتكونون والحالة هذا قد مدحتمونا حال إيرادة ذمنا ! فهل هناك سفه يربوا عن ذا .
وإن كانت الأخرى – إيرادة المذمة- فقد نجستم من تقدّسونه – الهالك ابن عربي- أخمد الله تعالى ذكره- وكفرتم بعقيدته وإلهه- فرعون!!! .
فاختاروا وأرجو ألا تحتاروا، فإن عجزتم- وأنتم أهله- فعليكم بالسكر والمحو ففيه مفزع! .
ثالثاً : محاولة التهرب من التكفير! محاولة زائفة زائغة، فالتصوف شأنه في ذا شأن كل أهل الأهواء : يكفّر من عداه، ويكفر بما سواه، ثم يلتفت إلى الوراء ليكفر بعضه بعضا!!!
برهان ذلك :
مولى الصوفية الأكبر جلال الدين الرومي يعلنّها مدويّة فيكفر من خالفه :
" عجبت من اتهام الصوفية لغيرهم بأنهم ( تكفيرية!! ) ... وفوجئت حينما قرأت فتاوى صوفية شاذلية ونقشبندية لتكفير الطريقة التيجانية!!!
ووجدت كذلك كتب نقشبندية في تكفير بعض مشايخ الصوفية!! ...
ونحن نبيّن عن أصل من أصول هذه [ المدرسة التكفيرية ] الإقصائية!! على لسان أحد كهنتهم وهو علمهم ومولاهم ووليهم جلال الدين الرومي:
قال الأفلاكي : سأل الشيخ المحترم أوحد الدين الخوئي مولانا [ يعني جلال الدين الرومي ] من هو الكافــــر؟
فقال مولانا : أرني المؤمن كي يَبِينَ الكــافـــر!
فقال الشيخ أوحد الدين : أنت هو المؤمن!!
فقال مولانا : في تلك الحال فكل من يضادُّنا فهو الكــافـــر! " " الأفلاكي، "مناقب العارفين" (1/515) نقلاً عن "أخبار جلال الدين الرومي" ص(228)
علّق على هذا أبو الفضل محمد القونوي قائلا : " ويؤيد نهج الجلال في الإكفار، والعنف، واستحلال إراقة دم المخالف قوله في "المثنوي" (2/3072) وأي : حلال ذلك يا من غدوت من أهل الضلال، إنني لست أرى حلالاً سوى دمك!! .
وقوله في (6/ رقم2064) : أين هو نسل موسى؟ هلا جاؤوا فأراقوا دماء عباد العجل هؤلاء!! واأسفاه" كتبه : أبو عمر الدوسري (المنهج) – شبكة الدفاع عن السنة على شبكة المعلومات الدوليّة "الإنترنت" بتصرف
وسيأتي معنا، كيف أنه حرّض همجه على القتل، فقتلوا ...
وزعم ابن عربي أن مقام الأنبياء دون مقام الأولياء, وأن الولاية أعظم من النبوة، وذلك في قوله :
مقام النبوة في برزخ *** فويق الرسول ودون الولي ([1])
" وهذا والذي قبله ضلال مبين، وإلحاد ساقط , ورثه ابن عربي وأمثاله من مخالفات الفلاسفة, الذين يجعلون الفيلسوف أعلى من النبي , ويقولون : إن النبي معلوم للعوام، والفلاسفة معلمون للأذكياء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى : " فهذا كما ترى في حال هذا الرجل. وتعظيم بعض المتأخرين له, وصرّح الغزالي بأن قتل من ادعى أن رتبة الولاية أعلى من رتبة النبوة أحب إليه من قتل مائة كافر, لأن ضرر هذا في الدين أعظم" انتهى. "مجموع الفتاوى"(4/172) والنقل عن"موازين الصوفية"ص(223- 224)
وبذا تطفح سمة من السمات البارزة الجامعة بين التصوف والفرق التكفيرية : تكفير بعضهم بعضا !!!
وبمناسبة ذكر الغزالي والباب :
في تكفير أبي حامد الغزالي لابن سينا رئيس الفلاسفة- والفلسفة هي التي قام عليها المنهج الباطني وما في بطنه .
قال الحافظ المفسر المؤرخ العماد ابن كثير – رحمه الله تعالى : " قد حصر الغزالي كلامه – أي : كلام ابن سينا- في "مقاصد الفلاسفة" ثم ردّ عليه في "تهافت الفلاسفة" في عشرين مجلسا، كفّره في ثلاث منها، وهي قوله : بقدم العالم، وعدم المعاد الجسماني، وأن الله لا يعلم الجزئيات.
وبدّعه في البواقي، ويقال أنه تاب عند الموت، فالله أعلم" "البداية والنهاية"(12/46) و"تاريخ الأدب العربي" ص(388) والنقل عن"أدلة علو الله تعالى على خلقه من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة" من كلام العلامة ابن القيم ص(127) ت : محمد بن أحمد سيد – مكتبة السوادي .
ومن ذلك أيضاً :
تكفير الجنيد للبسطامي وشيعته، يقول الجنيد بن محمد : " أدركت سبعين عارفاً كلهم يعبدون الله على ظن ووهم, حتى أخي أبي يزيد لو أدرك صبياً من صبياننا لأسلم([2]) على يديه" انظر"طبقات الشعراني"(2/15)
.
وقد فسّر قوله :" يعبدون الله على ظن ووهم" بمنى أنهم يظنون أنه ليس بعد المقام الذي وصلوا إليه مقام، وهذا ظن ووهم, فإذا كان كل مقام فوقه مقام إلى ما لا ينتهي، كما قال المرسي .
وعلى تقدير أن كلام الجنيد لا يرد به أن هؤلاء الذين يعبدون الله على ظن ووهم خارجون عن الإسلام ويحتاجون إلى صبيان الجنيد ليصححوا إسلامهم, فإن قوله على تفسير المرسي يدل لازمة على نقص العلوم والمعارف بلا شك, ومن قال بغير هذا فهو واهم" "موازين الصوفية"ص(162)
قلت : أي: أن لازم قوله : الكفر بالشريعة إذ أنها من جملة العلوم والمعارف، وهذا المضمر هنا، جاء مصرح به في كلامهم تصريحاً لا تلويحاً، تبجحا وتطاولا، وقد تقدم .
ومن ذلك أيضاً :
تكفير ابن حجر الهيتمي الصوفي، للصوفية القائلين بأنهم يقولون للشيء كن فيكون، أو ينسبونه لغير الله تعالى، وسيأتي ..." ومن رام الزيادة فلينظر "لنفير لعقر التصوف عن التكفير"
([1] ) هذا .. ويشترك الشيعة مع غلاة الصوفية والفلاسفة في نفس المعتقد إذ يقولون : " أن الأولياء أرفع مكاناً من الأنبياء" فالجميع فرحوا بما عندهم من العلم واشتركوا في مقولة : ( خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحلة ).
وقد صرح الخميني – الهالك – بما هو أشد من ذلك فقد زعم أن للأولياء ولاية تكوينية على كل ذرات الكون.
فقال في كتاب "الحكومة الإسلامية" ص(52) : " إن للأئمة مقاما محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون .
وقال : وأن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل" "موازين الصوفية" ص(224)
([2]) إذا علمت ما قد سبق فانظر إلى الجنيد نفسه إذ : " قيل للجنيد إن أبا يزيد يقول :"سبحاني سبحاني أنا ربي الأعلى "
قال الجنيد : إن الرجل مستهلك في شهود الجلال, فنطق بما استهلكه ,أذهله الحق عن رؤيته إياه , فلم يشهد إلا الحق فنعته"إهـ "موازين الصوفية"ص(174) وهذا كثير في التصوف، وكل منهج مبتدع وأهله، ولا بدّ؛ إذ لو كان من عند الله ما وجدوا فيه اختلافاً لا تناقضا؛ قال الله تعالى : " ... وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً" سورة "النساء" الآية(82) .
آخر : وكان الجنيد ينكر على من يقول بقدم العلم, ولما سئل عن التوحيد قال : هو الفارق بين القديم والمحدث"انظر "مجموع الفتاوى"(8/318) أي: توحيده التفريق بين الخالق والمخلوق، خلافاً لدين التصوف، والذي يعدّ الجنيد من أربابه، وعُمَد كهنته
لكن هل صدق؟!
فقد نقل عن الجنيد أنه قال : " التَصَوّف نعت أقيم العبد فيه, قيل : نعت للعبد أو نعت للحق؟ " .
فقال: " نعت الحق حقيقة, ونعت العبد رسماً " نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(45) .