من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 17.05.09 17:37
صورة :
قال القشيري : " سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول : خرجت إلى مرو في حياة شيي الأستاذ أبي سهل الصعلوكي وكان له قبل خروجي أيام الجمعة بالغدوات مجلس دور القرآن والحتم
فوجدته عند رجوعي قد رفع ذلك الجلس وعد مجلس القول فداخلني من ذلك شيء فكنت أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختم بمجلس القول
فقال لي يوماً : يا أبا عبد الرحمن إيش يقول الناس في؟ فقلت: يقولون: رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القول، فقال: من قال لأستاذه لم ؛ لم يفلح أبداً""الرسالة القشيرية"(2/634)، والنقل عن "مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية..." (3/1086).
قال العلامة ابن الجوزي – رحمه الله تعالى :
"أما بناء الأربطة فإن قوما من المتعبدين الماضين اتخذوها للانفراد بالتعبد, وهؤلاء إذا صح قصدهم فهم على الخطأ من ستة أوجه :أحدها : أنهم ابتدعوا هذا البناء وإنما بنيان أهل الإسلام المساجد .
والثاني : أنهم جعلوا للمساجد نظيرا يقلل جمعها .
والثالث : أنهم أفاتوا أنفسهم نقل الخطى إلى المساجد .
والرابع : أنهم تشبهوا بالنصارى بانفرادهم في الأديرة .
والخامس : أنهم تعزبوا وهم شباب وأكثرهم محتاج إلى النكاح .
والسادس : أنهم جعلوا لأنفسهم علما ينطق بأنهم زهاد فيوجب ذلك زيارتهم والتبرك بهم .
وإن كان قصدهم غير صحيح فإنهم قد بنوا دكاكين للكوبة ومناخا للبطالة وأعلاما لإظهار الزهد .
وقد رأينا جمهور المتأخرين منهم مستريحين في الأربطة من كد المعاش متشاغلين بالأكل والشرب والغناء والرقص يطلبون الدنيا من كل ظالم ولا يتورعون من عطاء ماكس .
وأكثر أربطتهم قد بناها الظلمة , ووقفوا عليها الأموال الخبيثة .
وقد لبس عليهم إبليس أن ما يصل إليكم رزقكم فاسقطوا عن أنفسكم كلفة الورع .
فهمتهم دوران المطبخ والطعام والماء البارد . فأين جوع بشر , وأين ورع سري , وأين جد الجنيد .
وهؤلاء أكثر زمانهم ينقضي في التفكه بالحديث أو زيارة أبناء الدنيا , فإذا أفلح أحدهم أدخل رأسه في زرمانقته فغلبت عليه السوداء , فيقول : حدثنا قلبي عن ربي .
ولقد بلغني أن رجلا قرأ القرآن في رباط فمنعوه , وأن قوما قرأوا الحديث في رباط , فقالوا لهم : ليس هذا موضعه""تلبيس إبليس" لابن الجوزي الباب العاشر ص (195-196) نقلاً عن "التَّصَوُّفُ المنْشَأ وَالمَصَادِر" ص (97) .
صورة تتلوها صورة :
علي بن الهيتي ، يقولون : مِن كراماته أنَّه حضر هو وجماعة مِن المشايخ والفقهاء عملوا سماعاً – يعني : حضرة - فأخذ المشايخ بحظِّهم مِن الرقص والغناء، وأنكرت الفقهاء ببواطنهم فطاف عليهم الشيخ علي بن الهيتي- ما أظهروا في الباطن فقط! - فكان كلَّما قابل رجلاً نظر إليه فيفقد جميع معلومه حتى مِن القرآن! وانصرفوا ومكثوا كذلك شهراً ثم أتوا واستغفروا وقبَّلوا رجليْه .
يقول الشعراني في "العهود" ، حكى له أحدُهم أنَّ والده سراج الدِّين البلقيني قال : مرَّ يوماً في "باب اللوق" فوجد هناك زحمة، فقال: ما هذه الزحمة؟ فقالوا: شخصٌ مِن أولياء الله يبيع الحشيش! - وليٌّ يبيع الحشيش؟! - فقال : كيف يكون شخص حشاش مِن أولياء الله ؟ إنما هو مِن الحرافيش، ثم ولَّى ، فسُلب الشيخ جميعَ ما معه حتى الفاتحة .
قال : فمنذ ذلك اليوم ما أنكر الشيخ البلقيني على أحدٍ مِن أرباب الأحوال !" كما قلنا هذا هو الإرهاب الذي يضعونه ." "الرد على الخرافيين"
صورة :
"وابن عطاء الله السكندري يقسم الذاكرين إلى أنواع مختلفة، ويطلق عليهم بعض الأسماء: كالعوام، والسالكين، وأهل الغفلة، وأرباب الخلوة، ثم يخصص لكل فئة منهم الذكر الذي يناسبها، فيقول :
اسمه تعالى ( العفو ) يليق بأذكار العوام؛ لأنه يصلحهم، وليس من شأن السالكين إلى الله تعالى ذكره"
اسمه تعالى ( الباعث )([1]) يذكره أهل الغفلة، ولا يذكره أهل طلب الفناء .
اسمه تعالى ( الغافر ) يلقن لعوام التلاميذ، وهم الخائفون من عقوبة الذنب، وأما من يصلح للحضرة، فذكره مغفرة الذنب عندهم يورث الوحشة .
اسمه تعالى ( المتين ) يضر أرباب الخلوة، وينفع أهل الاستهزاء بالدين" "مفتاح أفلاح" ص(23) وما بعدها-ط. 1332هـ
ويستمر ابن عطاء في سرد هذا البهتان حتى يستوفي أكثر أسماء الله تعالى . هذا والله تعالى يقول:" قل ادعوا الله أوادعوا الرحمن أيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى " ويقول :" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون"
اسمه ( الغافر ) لا يصلح إلا للعوامّ كأنما أولئك الطواغيت معصومون من الذنب، أو آلهة! على حين كان يستغفر الرسول-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- ربه مائة مرة ! فهل تجد رحماً بين القرآن وبين باطل الصوفية؟ " "الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف" للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(98)