بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول :
{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
سورة "الأنبياء" الآية(18)
قال الإمام القرطبي- رحمه الله تعالى : " ( بل نقذف بالحق على الباطل ) القذف الرمي؛ أينرمي بالحق على الباطل) فيدمغه ) أي: يقهره ويهلكه"
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم : "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" "المشكاة" برقم(248).
وفي دفع باطل المبطلين، وغلو الغالين، وتحريف المنحرفين، وانتحال المنحلين، وتأويل الجاهلين المعتدين على شريعة رب العالمين؛ أعلق على حوار من حوارات حائرة بل جائرة، للرجل نسأل الله تعالى له الهداية كإنموذج لعبدة العقول في جولتنا الحالية، فإليكموه :
" (...) : "المسلمون.. العائق الأكبر أمام النهضة الإسلامية" حوار: محمد ربيعلا توجد فرقة أو مذهب اسمه الوهابية . والسلفيون الجدد ليس لهم علاقة بالسلف الحقيقي . لأنهم يجمدون التاريخ عند لحظة معينة . هكذا قال د. (...) عضو مجمع البحوث الاسلامية في حواره معنا, وأضاف : " أنا مسلم لبيرالي، والجهلاء لا يفهمون المعني الحقيقي للبيرالية". فإلي نص الحوار..
التعليق :
أولاً : هكذا بإطلاق " المسلمون العائق الأكبر أما النهضة الإسلامية" كيف .. وأين الحكم القاضي ببقاء الطائفة الناجية المنصورة في كل زمان ؟
كيف .. وقد قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : "إذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم" "صحيح الجامع..." برقم(608) عن أبي هريرة- رضي اله تعالى عنه .
ثانياً : بماذا كانوا عائقاً ؟ والجواب بعدم استخدامهم العقل؟([1]) فهل هذا التعليل صحيح فضلاً أن يعول عليه ؟
ثالثاً : كيف تجمع بين "إثبات العائق" و "قيام النهضة الإسلامية" وهل يثبت لغير المسلمين إسلاما ؟([2]) أم نثبت القيام للنهضة ؟! إيه يا أهل التخييل والتخبيل .
رابعاً : وكذلك التناقض في قوليه "مسلم" و "ليبرالي"([3])
فالأول : قام على التسليم استجابة .
والثاني قام على الإنحلال العام والانفلات المطلق "إلا ما أشرب من هواه"
خامساً : يبقى شيئان :
أولاهما "بيان معنى الليبرالية المزعومة، وهذا لم يبينه .
وثانيهما : إثبات الطعن بالباطل لأجل الباطل، وهو الثابت في قوله " الجهلاء لا يفهمون المعني الحقيقي للبيرالية" في دلالة !!!
سادساً : وفي حكم ما يسمى بالليبرالية،هذا وقد سئل العلامة ابن عثيمين- رحمه الله تعالى- في حكم من ينتسب إلى الليبرالية :
"السؤال: هل يجوزإطلاق لفظ علماني أو لبرالي على من يتفاخر بهذه التسمية ويقول : أنه علمانيوليبرالي، ويعارض علناً تطبيق الشريعة .
الشيخ: من هو اللبرالي؟ .
السائل: الذي يدعو إلى الحرية المطلقة بدونقيود.
الشيخ: الواجب على ولاة الأمور أن مثلهؤلاء القوم يحاكمون ويحكم عليهم بما يقتضي الشرع؛ لأن الذي يدعو إلى التحرر مطلقاًمن كل قيد ولو كان دينياً هذا كافر،وما معنى أن نقول: أنت حر،صل أو لا تصل، صم أو لا تصم، زك أو لا تزكِ؟معناه: أنه أنكر فريضة منفرائض الإسلام، بل فرائض الإسلام كلها، وأباح الزنا واللواط والخمر، فكيف يكون هذامسلم؟!! هذا مرتد كافر، يحاكم فإن رجع إلى دين الإسلام،وكف شره عن المسلمين، وإلا فالسيف .
أما العلمانيون فليس عندي تصورفيهم، وإن كان عندك تصور فصفه لنا ونفتي بما نرى أنه واجب؟ .
السائل: همالذين يرون فصل الدين عن الدولة.
الشيخ: هؤلاء أهون من الأولين؛ لأنهؤلاء أخطر،والدولة إذا لم تعمل بالدين فهي خاسرة،وسبحان الله العظيم كل آيات القرآن وأحاديث السنة كلها تدل على أنالإسلام هو الدولة، بمعنى: أنه يجب على الدولة أن تطبق الإسلام في نفسها وقوانينهاوفي شعبها.
وعلى كل حال: أنا أوصي إخواني المؤمنين حقاً أنيثبتوا أمام هذه التيارات؛لأن الكفار الآن بما أعطاهم الله تعالى منقوة الصناعة والسيطرة على الناس صاروا يريدون أن يخرجوا المسلمين من دينهم بألفاظتشبه الحق وليست بحق،كالعولمة مثلاً، العولمة معناها: أن الناس أحراركلهم سواء، سوق عواصم الكفر وسوق عواصم الإسلام على حد سواء، بع ما شئت واشترِ ماشئت ولك الحرية في كل شيء،ولهذا يجب على المسلمين -على الحكام أولاًثم على الشعوب ثانياً- أن يحاربوا العولمة،وألا يتلقوها بسهولة؛ لأنهافي النهاية تؤدي إلى أن يكون اليهود والنصارى والمجوس والملحدون والمسلمونوالمنافقون كلهم سواء، عولمة عالمية، فالواجب علينا نحن أن نرفض هذاالفكر..." "لقاءات البابالمفتوح" الشريط (235) الوجه أ ( الدقيقة 21)
* هل نحن إزاء أزمة في الفكر الديني .. ما هو تعريف الأزمة وأسبابها ؟
** حقيقة نحن أمام أزمة وهي تجميد لحظة معينة في التاريخ والوقوف عندها. مثلا تجد السنة والشيعة والصوفية وقفوا عند لحظة معينة في تاريخهم وتجمدوا عندها, والسبب الرئيسي في الازمة أننا بعدنا عن الدين بمفهومه الصحيح والمسلمون هم العائق الأكبر أمام نهضة التجديد الإسلامي لأنهم مازالو مختلفين ويجمدون اللحظات ولا يفهمون الإسلام فهماً حقيقياً .
والتعليق :
أولاً : ما دخل أهل السُنّة في عبدة العقول مؤلهي التأريخ ؟ إنما أهل السُنّة ربانيون، أتباع دليل، خلافا لمن ذكر .
ثانياً : وهل وقوف السُنّة في معتقداتهم وأقوالهم وأفعالهم وفق ما تقدم – أي: الكتاب والسنة- محمود أم مذموم ؟! وهل يوجب تقدم أم تأخر؟! وهل تعبدنا بذا، أم بالأمر والنهي؟! .
ثالثاً : وهل فكر الجهمية – ومنه: الإعتزال- يخرج من ذ أم لا ؟! فلما الإجحاف .
رابعاً : الجواب الصواب : أن الاستمساك بالكتاب والسُنّة وفق فهم سلف الأمة لهو السبيل القويم والدائم للعز والتمكين، والدليل آية وحديث وأثر :
أما الآية : فقوله الله تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ" سورة النور" الآية(55)
وأما الحديث : فقوله – صلى الله تعالى عليه وخوانه وآله وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" "صحيح جامع الترمذي"(4/485) برقم(2192)
وأما الأثر : فقول الإمام مالك- رحمه الله تعالى : " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً " "الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة" (1/161)
وكلها كما فيها الهداية لأقوم طريق، فيها بقاء الطائفة المنصورة الناجية، وفيها بيان استمراريته، وفي هذا طرح وصرع لما عداه .
خامساً : ومن التواطؤ بين دعواهموا "زعمه- أي حسن الترابي- أنه ليس سنياً ولا شيعياً" قدوتهفي ذلك الخميني الهالك عندما جاء إلى الحكم، وأراد أن يضلل السذج من المسلمين، ويخدعهم فيإيران وخارجها، فقال : " أنا لست سنياً ولا شيعيا ً"
هذا .. وقد جاء في التبرئ من السنة المطهرة : حكمرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن رغب عن سنتي فليس مني" الحديث "فليس مني" فليهدأ وليهنأ !!!
* هل هناك أسباب أخري للأزمة ؟
** هناك أسباب سياسية واجتماعية وفكرية واقتصادية وتعليمية حيث أن المناهج الدينية لا تكفي لعلاج هذا القصور في الفكر الديني .
التعليق : قلت : إذا كان ذلك كذلك، وهو كذلك، فإنما- حصر وقصر- في اتباع الكتاب والسنة والذين فيهما الهدى كل الهدى، ونفى الضلال عن التمسك بهما، والدليل قول رسولنا الأعظم – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- والذي رواه عنه الحبر البحرعبد الله بن عباس – رضي الله تعالى عنهما- قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع، فقال : "إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم، فاحذروا، إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه" "صحيح الترغيب والترهيب" برقم(40)
فأين هذا الجواب مع وضوحه، من هذيان العقول، ولهثها وراء أفكار كِفار، وآراء أهواء .
* كيف تري تجربة الداعيات وهل ثقافة الذكورية في الدعوة أثرت في الفكر الديني؟
** أنا لا أخص الرجال بحكم والنساء بحكم, لكني داعية ومن أجل أن تكون داعية لابد أن تحصل علي الأدوات الكافية للدعوة وهي حفظ القرآن والسنة والثقافة الاسلامية الدينية وللأسف الدولة عينت في بعض المناصب الدينية الكبيرة أشخاصاً إذا صليت وراءهم المغرب يقرأون القرآن بالأفرنجي .
التعليق : هذا أبرز ما قد وقفت عليه من حال هؤلاء : كبر وتعالي، وقد علمت ما جاء فيهما
ثانياً : ردّ قوله "أنا لا أخص الرجال بحكم والنساء بحكم" وتسليمنا لحكم الله تعالى، وقد فرّق .
ثالثاً : إنكاري– الشخصي، ومن قديم- على إطلاق لفظ "الثقافة الإسلامية" بل شريعة الإسلامية تعبدية واجبة .
رابعاً : يقال له : أين العقل، ذهل، أم نسيت ؟!
خامساً : وما صلة تخصيص ذكر "الثقافة الإسلامية" مع الكتاب والسنة؟! فإن كانت من الإسلام- والإسلام كتاب وسنة- فيُعدّ حشو في الكلام عرفتم به ؟([4]) وإن كانت غيره، فلما نسيتها إليه ؟!!
سادساً : ثم ما وراء الهمز واللمز والغمز بذكر الدولة وظلمها المناصب؟! [5]وهل ما ذكرت من شرطها ؟! مع التدليل، كيف والأدلة على خلافه :
قال الإمام النووي– رحمه الله تعالى- معلقا على حديث" أنها ستكون بعدي أثره، وأمور تنكرونها..." فيه: الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالما عسوفا فيعطي حقه من الطاعة ولا يخرج عليه ولا يخلعه ، بل يتضرع لله تعالى في كشف أذاه ودفع شره وإصلاحه" " شرح صحيح الإمام مسلم" للإمام النووي (12/232)في آيات وأحاديث وآثار، محصلتها :
ما قال شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى : "وأما أهل العلم والدين والفضل، فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور، وغشهم، والخروج عليهم بوجه من الوجوه، كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديماً وحديثاً ومن سيرة غيرهم" "مجموع الفتاوى" (35/12)
فلا غرو أن نجد د. (...) يغضب حال بزوغ فتوى علمية سلفية تجيز لولي الأمر الأمر قتل الداعي إلى التثوير([6]) والمصيبة تجمع المصابين .
سابعاً : قوله " لكني داعية" نعم .. ولكن– ومع غاية الآسف والأسى-للإفساد لا الإصلاح، للتثوير لا للتنوير .
ثامناً : إبطالنا للغلو في التوصيف في قوله : " ...أشخاصاً إذا صليت وراءهم المغرب يقرأون القرآن بالأفرنجي"
تاسعاً : إبطال التحريش الشيطاني : ودليله، ما رواه جابر بن عبدالله- رضي الله تعالى عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ولكن بالتحريش بينهم" حديث صحيح رجال إسناده ثقات معروفون غير ماعز التميمي فلم يوثقه غير ابن حبان ولم يذكروا له راويا سوى صفوان لكن تابعه ابو سفيان وأبو الزبير كما بينته في سلسلة الاحاديث الصحيحة وطريق أبي سفيان عند مسلم وغيره والحوطي اسمه عبد الوهاب بن نجدة أبو عبدالله الشامي وقد تابعه احمد بن حنبل في مسنده حدثنا ابو اليمان به ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : "بئس العبد عبد هواه يضله" "ظلال الجنة" برقم(8)
* ما سبب ذلك؟
** أنهم اكتفوا بالاختيار عن طريق الشهادات وما هي إلا عبارة عن رخصة لطلب العلم والدكتوراه من وجهة نظري رخصة للتعلم وطلب العلم وأنت تستطيع أن تتعامل مع النصوص وهناك أيضا أشخاص يتعاملون مع النصوص وليست معهم دكتوراه وبأخذون مناصب رفيعة .
التعليق : يردّ به على دعاة التخصص؟! هذا أولاً .
ثانياً : لم يبين لنا مهيّة التعامل مع النصوص : آلتسليم، أم التأويل، فإن كانت الأولى : فليسم لنا واحدا، نفرح له، وإن كانت الثانية : فهو المردود .
ثالثاً : لما الدندنة والطنطنة حول المناصب الرفيعة، أوليست بقضها وقضيضها أساليب الدعوة الرافضية المرفوضة؟!!!
-------------------------- ( الحاشية ) ---------------------------
([1]) د(...)- هو عضو أيضا في مجلس إدارة الجمعية الفلسفية المصرية : "أن إعمال العقل يعني إدارة الحياة" والدكتور (...) له من الكتب : "تجديد الفكر الاسلامي في العصر الحديث" و"جذور الفكر المادي" و "ولاية المرأة وابن رشد وفلسفته"..." قاله ضمن نشاط هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبالتنسيق مع الهيئة العامة للشؤون الاسلامية، بصفته أحد المفكرين في تجديد الفكر ومتابعة الإشكاليات الفلسفية في إطاريها التاريخي والمعاصر، وكونه عضو أيضا في مجلس إدارة الجمعية الفلسفية المصرية .
([2]) والحق أن فعل هذا، ففي ندوة "معا من أجل مصر" التي نظمتها الهيئة القبطية الإنجيلية، فجّر د. (...) عدة قضايا مهمة وأبدي اعتراضه علىتصريحات الأنبا بيشوي لكنه تكلم بكل صراحة حول عقيدة التثليث لدي المسيحيين،وأجاب عن السؤال المهم الذي فجر الأزمة الأخيرة، وهو: هل المسيحيونكفار؟.
قال الدكتور (...) إن مسيحيى مصر ليسوا كفارا بنص القرآن، وأن جميعالآيات التي وردت في القرآن الكريم المتعلقة بأصحاب الديانات الأخرى غير الإسلاميةلم تكفر أصحابها خاصة آية " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" وهيالآية التي أثارها الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية وأثاربسببها جدلا واسعا في الأيام الماضية .
وقال أيضا إنه لا مانع من أن يبشرالمسيحيون بديانتهم وكذلك المسلمون، فالديانتان بطبيعتيهما ديانتان تبشيريتان،ومن حق أصحاب الديانتين التبشير بديانتهما طالما كان تبشيرا نزيها، ووفق القانونوالشرعية دون تجريح أو طعن في ديانة أحد .
... وهاجم د. (...) القنوات الدينية التي تبث من مصر ووصفها قائلاً :للأسف الشديد هذه القنوات الدينية الإسلامية بلاء على الإسلام وتضره ولا تفيده" [ من هنا ]
([3]) و"سئل العلامة صالح بنفوزان الفوزان - حفظه الله تعالى: هل السلفية تشابه الليبرالية؟! وأنها – أي: السلفية- ضد التطور والإبداع ؟
الجواب :" هذا كلام باطل، لأن الليبرالية والعلمانية معناها فصل الدين عن الدولة، ويجعلون الدين خاصاً بالمساجد فقط ، ولا شأن له في أمور الحياة لا في المعاملات ولا في شؤون الحكم ولا يتدخل في شؤون الناس، هذا معنى العلمانية .
أما السلفية التي كانت على منهج السلف الصالح، فالدين شامل ولله الحمد لأمور الدين والدنيا والآخرة، كما قال تعالى : "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي" سورة "المائدة" الآية (3)
فلو قيل الدين قاصر على المساجد صار الدين ليس بكامل بل ناقص ولا يشمل الحياة، ولا يشمل أمور الناس، هذا كذب وافتراء وخلط بين الحق والباطل" "مسائل علمية وفتاوى شرعية" للشيخ صالح بن فوزانالفوزان ص(36) جمع محمد بن فهد الفريح ط دار الصميعي .
([4]) وفي هذا قال شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى- في معرض حديث له عن الفلاسفة وأهل الكلام : " لكن من المعلوم من حيث الجملة أن الفلاسفة والمتكلمين من أعظم بني آدم حشواً وقولاً للباطل، وتكذيباً للحق في مسائلهم ودلائلهم، لا يكاد - والله أعلم - تخلو لهم مسألة واحدة من ذلك" "مجموع الفتاوى"(4/27-28)
([5]) وفي هذا رمي للدولة بالظلم الموجب للخروج، ومن عقائدهم الذين يشيعونها دون حياء، وإثبات ذلك من قوله : " فـ " تحت ترجمة "علماء الأزهر: ... إذا استشرىالفساد وجب الخروج على الحاكم"المصري اليوم– كتب:أحمد البحيرى١٦/ ١/ ٢٠١١م : " أكد عدد من كبار علماء وشيوخ الأزهر أن طاعة ولى الأمر ليست مطلقة في الشريعة الإسلامية، وقالوا إنها مقيدة بعدم مخالفة أوامر الله تعالى وتوفير الحياة الكريمة وحفظ كرامة الرعية .
قال الدكتور (...) عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ « المصرى اليوم» : إن قول المولى عز وجل «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم» لا يعنى الطاعة المطلقة للحاكم أو ولى الأمر وإنما هذه الطاعة مقيدة بعدم مخالفة تعاليم وأوامر المولى عز وجل، استنادا للقاعدة الشرعية « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
وأضاف: «عدم تنفيذ الحاكم وعوده في برنامجه الانتخابي يبيح للرعية الخروج عليه وعدم الالتزام بطاعته، وإذا استشرى الفساد وأصبح ظاهراً ومخالفا لأحكام الشريعة وجب الخروج على الحاكم»
وقال الدكتور (...) عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، إن مبدأ طاعة ولى الأمر في الشريعة الإسلامية ليس مطلقا، بل تحكمه ضوابط وقواعد عامة، منها عدم الخروج على أحكام الشريعة .
واستدل (...) بما حدث لجماعة من المسلمين حينما كانوا في سفر فغضب عليهم أميرهم في السفر، وسألهم: أليس لي عليكم حق الطاعة؟ فأجابوا: بلى، فقال: إذن اجمعوا حطبا، وأوقدوا النار فيه، ففعلوا ثم أمرهم بأن يلقوا بأنفسهم في النار، فرفضوا وقالوا: ما أسلمنا إلا هروباً من النار فكيف ندخل فيها، وحينما عادوا قابلوا النبي- صلى الله عليه وسلم- وأخبروه بما حدث فقال ( لو دخلوا فيها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في الطاعة ) مما يدل على تقييد طاعة ولى الأمر وربطها بعدم معصية الخالق أو مخالفة الأحكام الشرعية.
وأكد (...) أن خلع الرئيس التونسى زين العابدين بن على، تم بطريقة أقرب إلى الشرعية وجائز شرعا، إذ لم يتم استخدام العنف في المظاهرات إلا من رجال الأمن.
وذكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن طاعة ولى الأمر محددة بضوابط وليست مطلقة وترتبط بتوفير ولى الأمر سبل الحياة الكريمة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، مستدلة بقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما تولى الخلافة ( أيها الناس إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوّموني ) فرد أحد الحضور «والله أقوّمك بسيفى» فقال سيدنا عمر ( رحم الله هذا الزمان إن وجد فيه من يقوّم عمراً بسيفه ) [من هنا ]
([6]) " وأكد الدكتور (...) عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف أنه لا مرجعية في الإسلام للفتوى التي أصدرها أحد المغمورين بإهدار دم البرادعي لأنه يثير الفتن بدعوة الشعب لعصيان مدني"[من هنا]