وهذا موضوع آخر في [ الرد على ( المدعوة ) سارة ، المشرفة على قسمي "دين وفلسفة" و"عالم المرأة" في منتدى "المستقلة" ] وتحته موضوع "مخنثة الأفكار" للشيخ الحبيب الفاضل أبي عبد الله محمد بن عبدالحميد وبعده موضوع أجرأ من ضبابة وقد أنزلته سلفاً ، ولكني سأردف التعليقات عليهما بعد البحث ، وإليكموه :
رد على مشرفة قسمي "دين وفلسفة، و"عالم المرأة" بمنتديات المستقلة الإلحادية
قال الله تعالى :
"وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً"
[الإسراء : 53]
بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقوال
في ظل غياب العلم وغلبة الجهل على قلوب البعض حتى ران وساح بل وساخ في مستنقعات عروق أفكار ساخبة ساخطة، تظن – من سفهها- أنها ساحقة ماحقة!
ليطفح بأقذر بيان، ويفوح بأنتن مقال، تأنف منه أنوف العفة ويزكم العفاف، وتتلوث بقرأته ناهيك عن قربه أرديّة الطهر السابغة، ويعكر نقاء وصفاء أنساب الفخر الشامخة .
ومما يؤسف له أنه مقال نساء لسنا كالنساء، نساء سوء غير أسوياء، أنساء([1]) نسين الله تعالى والدار الآخرة، نسين – تركن- الخير وأهله، وركبن الشرّ حتى علاهن، بُهم الفهوم، حُمْر العقول، عفنة المعتقدات، خلطة المشارب، خبلة الأقوال، خطلة الفعال، لذا وُسِمَن هاهنا تبعا لأزواجهن بـ "مخنثة الأفكار"
برهان ذلك : ما لوثته مخالب آثمة على إسرها وأثارها خطت فخطّت خطلة، مستقوية مقويّة، قائلة :
"أختي مشاعل أوافقك([2]) علي كل كلمه قلتيها تقريبا، انت تعاني ما اعاني منه، نحن نعاني من ثقافه مجتمع ذكوري يفرض علي المراءه ان تحصر عقلها وتفكيرها في اطار الزواج فقط كل الافتاءات التي تطلع اليوم كلها تدور في محور واحد في محور علاقه الرجل بالمراءه الجسديه وناسيين ان الرجل هوا اب واخ وصديق نحن مجتمع مكبوت
وانا اعاني من اسره متشدده ومتخلفه كله عيب وحرام وانا منقبه واذا حطيت مسكره في عيوني يقولون عليا صايعه وتحب تلفت انتباه الشباب المشكله ياختي علمائنا يتعاملون معنا ككائن جنسي وناسيين ان المراءه هيا انسان هيا فكر روح قلب
نحن في مجتمع يفرض علينا الغباء واتباع الاخر واخد الافكار الجاهزه والمسلمه
مجتمع يفرض علينا ان نكون شخص اخر بعيد كل البعد عن ذاتنا الحقيقه
يا اختي مجتمعنا يتعامل معنا كاننا قنبله ستنفجر في اي وقت حرام ان تتكلم المراءه لانه صوتها عوره وحرام ان تخرج بدون نقاب وحرام وحرام وحرام ان تضع حاموره يد
هذا ارهاب فكري وكبت يؤدي للانفجار من هيا الراءه ومن هو الرجل
ربك اكرم من ان يميز جنس بشري علي جنس اخر وربك عادل، نحن مجتمع نحصر انسانيه المراءه بالزواج فقط مع ان الدين يدعوا الي حريه الفكر وحريه التصرف، مجتمع يقدس فيه الرجل فالرجل هوا الاول والاخير والمواطن والحاكم والقانون والشعب، والمراءه هيا هامش يتكيء عليه الرجل حين يشاء، اني استحقر فكره النقاب وان النقاب هوا العفه، العفه هيا عفه العقل عفه القلب والمراءه عندما تتعود من صغرها علي فكره الرجل هوا زوج وفقط تكبر وهيا هشه غبيه سطحيه، هيا اخت له بالعمل واخت له بالفكر، واقدر معانتك لاني فعلا امر بها" [ من هنـا ]
أقول – باعتبار الظاهر : غالب ظني أن هذه المتسكعة في المنتديات، المتطفلة على الكلمات، المتطاولة على الحقوق المتجرأة على الحرمات، الخرّاجة الولاّجة : عانس أو أرمل أو ضحية – وستأتي القرينة- إذ أن نفسيتها غضبية، ودعوتها همجية، وكلماتها – مع كونها كَلْم لها- عصية .
ومع عدائها للمقدسات، وعدواتها للمطهرات، وكفرها الحقوق، وإنكارها الحدود، مقبولة عند مخنثة الأفكار، وكيف لا ؟!
ولقد علمنا كما علم غيرنا : إن المرأة حتى المتنمرة والمتمردة – عياذا بالله من رؤيتها فضلا عن صحبتها- ترضى بإنوثتها وتحميها، كما أن الرجل حقاً يعتز بفحولته ويزكيّها، وهذه هنا – كأزواجها- لا من هؤلاء ولا هؤلاء، فتوافق الخبر بالمخبر "مخنثة الأفكار" و"وافق شنّ طبقه" .
أما عن قرينة قولي أن هذه عانس أو أرمل - وليس كل العوانس ولا الأرامل أزواجها - قولها : " نحن نعاني من ثقافه مجتمع ذكوري يفرض علي المراءه ان تحصر عقلها وتفكيرها في اطار الزواج فقط
كل الافتاءات التي تطلع اليوم كلها تدور في محور واحد في محور علاقه الرجل بالمراءه الجسديه وناسيين ان الرجل هوا اب واخ وصديق نحن مجتمع مكبوت"إهـ هذه أحرفها على ركاكتها ككاتبتها! وأقول :
أولاً : إبطال الكذب في قولها " مجتمع ذكوري يفرض علي المراءه ان تحصر عقلها وتفكيرها في اطار الزواج فقط ، كل الافتاءات التي تطلع اليوم كلها تدور في محور واحد في محور علاقه الرجل بالمراءه الجسديه"
أقول : أين الدليل على هذا الحصر والقصر؟ أين البرهان على تلك "الكليّة" المزعومة ؟!
كيف والواقع يلطمها ويركلها !
إنها الانتكاسة المفرزة لارتجاسة الأخلاق؛ فيُستحل معها الافتراء، وتخنيث الأفكار؛ وتلويث العقائد، وتدنيس المقدسات؛ فيتولد عنها الإباحية والإلحاد .
إننا ندعو المرأة كما ندعو الرجل بل ندعو أنفسنا إلى الطهارة بنوعيها : المعنويّة والحسيّة .
ندعو إلى التوحيد والسّنّة وفق فهم سلف الأمة، مخالفين كل فكر خارج عنها، أو هوى ينكرها، أو استحسان خارج عنها .
نرجو بذا الخير كل الخير؛ لإيماننا بأن بذا – دونما سواه- يتحقق الخير كل الخير، وفي التدليل على ما تقدم أبحاث بهاليل .
ثم .. مع التسليم على أن دندنة الصالحين والمصلحين حول قضايا المرأة مقتصرة على وقارها في وكرها وقورة، ساجدة لربها في مضجعها، سعيدة مع سيدها في سكينة، ساكنة مع ثمارها سعيدة، كـ "إنما" كافية ومكفوفة، مسلمة سالمة سالم منها .
شأنها همها : تعلم العلم، تحقيق التوحيد، اتباع للسنة، إقامة الشعائر، الاهتمام بنظافة وزينة وسلامة نفسها وولدها وبيتها، مسلمة مسرورة تسرّ، مؤمنة مأمونة آمنة، مغبوطة غالية غافلة .
وسيدها – زوجها : خادمها ! يسعى لكفايتها وسدّ حاجتها : من مأكل ومشرب وملبس وملمس حتى الإشباع، في اتباع
ثمارها - أبناؤها : بطهرها يفتخرون، بعفافها يتبجحون!! وبأدابها يرتقون!!! كيف لا، وهي المتقربة القريرة الوقورة، أبهى وأطهر وأطيب قرورة . لله درها وطوبى لها .
أي ملكة هذه؟!
وأي مملكة تلك التي تحفظ فيها الحرم، وتراعى الحقوق، في سكون مغمور بمودة ورحمة، إنه النعيم قبل النعيم!
أهذا ينكر؟!
أمن هذا يُفرّ ؟!
ألم نقل "مخنثة الأفكار"
ثانياً : تصريحها في قولها بعده : " وناسيين ان الرجل هوا اب واخ وصديق نحن مجتمع مكبوت"
ولم تقل زوج!
مسيكنة !!
والحق!
أنها هي المكبوتة لا مجتمعها .
وإلا
فالمجتمعات إن كانت مكبوتة، فلبروز براز "مخنثة الأفكار"
ثالثاً : إعرابها عن معتقدها الخبيث ربيب الإباحية حفيد الإلحاد، والذي أحبله صحبة – معنويّة كانت أو حسيّة، قرأة كتبهم أو مجالسة ذواتهم- مخنثة الأفكار، فأولدها قولها "ان الرجل هوا اب واخ وصديق"إهـ
قلت : لا .. ثم .. لا ! نحن لا نؤمن بصداقة بين رجل وامرأة أجنبيين!!!
ما أشبه قولها بقول كل "متردّية ونطيحة"، تكاد من طهرنا ووحدتنا تمسي "موقوذة" وتصبح "منخنقة"([3]) وأمها الهاوية تنتظرها " تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ..." [الملك : 8] – يا ويلها إن ضمّتها .
أما نحن .. فإنما يجمعنا طهر طاهر، في سياج من الشرع واق، وحجاب من التقوى حاجز، يحفظ للرجل والمرأة على حد سواء دينه وقلبه وطهره ونسبه وولده، قال الله تعالى : " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [التوبة : 71]
هذا .. وسلوا تأريخ الصدقات المزعومة! واستنطقوا أحداثها، واستخبروا وقائعها، تصفحوا الصحف، اسبروا سجلات الإجرام، عودوا المشافي، زوروا القبور لتحدثكم خجلة بصوت مقبور عن أثرها وأثرهم .
تخبركم :
كيف أحالتهم صداقاتهم إلى كلاب وقردة وخنازير !
كيف مسخت نضارة عفتهم!
كيف خسفت ضوء كرامتهم !
كيف لوثت فطرتهم !
كيف خنثت فكرتهم !
كيف سفكت دماء عفتهم، وأسالت طهر كرامتهم، واستلت أرواحهم؛ حتى صاروا أثراً سيئا بعد عين أثمة .
لذا شكرنا القبر على القبر، ورحمناه من عفن ونتن رمم في أحشائه ابتلي بها كرها " فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ" [الدخان : 29]
ويفجأنا حال كربنا مع قبرنا صوت عال، كنسمة عبير تتفتح لها آمال صدورنا، ذات عبق يملء حياتنا بهجة وجمال، إنه قول الله تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ" [البقرة : 165]
رابعاً : لا يوجد على وجه المبسوطة مجتمع ذكوري! إذ المجتمع فرع الدولة أصل الأسرة، والأسرة زوج وزوجة وأزهار ماتعة وثمار يافعة .
وعليه .. فالمجتمع الذكوري على حقيقته، هو مجتمع صوري بل تصوري، مجتمع فئة سبق وسمها بـ "مخنثة الأفكار" ومن ثم .. فمحلّه خبال الخيال فحسب!!!
خامساً : - تعلقه بالسائمة الموسومة بـ سارة : نحن لا ندري هل الزواج نافرها، أم هي نافرته، حتى نأى عنها؟!
ألدمامة أخلاقها، وشراسة فهمها، وشين تفكيرها، وضعف عقلها ؟
أو علة ببدنها، والأخيرة داخلة تحت قولهم "لكل ساقطة لاقطة" فتخرج .
غير أن السؤال :
لما نفروها لتنفر وبمخاض سفاح الأفكار تزفر ؟!
لما أهملوها لتشرد هكذا شانئة الطهر، مشنوءة الفكر، مشينة ؟!
لما لفظوها لشوارع الإلحاد وحيدة، وطرقات الردّة متمردة متنمرة عربيدة ؟!
لما ألقوها في أزقة الإباحية مستباحة فمبيحة غويّة، غبيّة مغرورة غرّتها دعوى حريّة؟!!
وهي في حقيقتها قيود قاتلة لأنوثتها لكرامتها لآدميتها؛ تحيلها بهيمة عارية! عارية؛ لنزوة ساعة! تعقبها أنّات وآهات الحرمان فصرخات الإهمال إلى قيام الساعة! وعندها لا تذكر الساعة .
في صحيح الإمام مسلم وغيره – رحمهم الله تعالى- عن أنس – رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة، ثم يقال له : يا ابن آدم! هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب .
ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له : يا ابن آدم! هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا ربّ، ما مرّ بى بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط" "صحيح الجامع" برقم(8000)
قلت : هذا في أنعم، فكيف بأبأس؟!
مخنثة الأفكار :
عيب .. لا تتحدثن حديث فجرة الرجال، ولا تلجنّ مداخل المجّان، استحين، فإن لم يكن من الدين فمن صراخ الفطرة الكامن فيكن .
أما أن تتقاذفكن أهواء أرباب الشهوات : تشهياً تارة، وشواء أخرى، فلا، اربئن بأنفسكن!
ولكن .. كيف؟! ولا دين وازع، ولا خلق رادع، ولا رقيب زاجر، كان الله لكن .
وعليه ..
أيا بئيسة : أفيقي!!
أيا تعيسة :
في إسلامنا السعادة في الدارين
في أحكامه الصيانة في الدارين
في تعاليمه السمو في الدارين
في اتباعه النجاة في الدارين .
قال الله تعالى : " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" [النحل : 97]
"... وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ" [غافر : 40]
"وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً" [النساء : 124]
"وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً" [طه : 112]
" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" [فصلت : 46]
"مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" [الجاثية : 15]
" مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ" [الروم : 44]
"وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" [الزلزلة : 8]
يا هنتاه، لا تكشّري! إليك بشرى؛ فأبشري، قال الله تعالى : " وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً" [النساء : 110]
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر : 53]
" نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الحجر : 49]
سلي الله السلامة واستغفريه تعالى واستهديه : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [البقرة : 186]
" إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ" [المؤمنون : 109]
نذكر هذا حامدين الله تعالى على هدايته، فرحين بنعمته، شاكرين فضله، سائلين مدده، راغبين ثوابه، حذرين عقابه .
وأقول : إن في كتابتي هنا خوف عليك وشبهك، بل وحنو وشفقة – وإن علاه شيء فمنه - في دلالة على إرادة الخير لك وبك، على اهتمام لا إهمال .
ذلك، على انشغال – والله – شاغل، وطرد عن ترفع صارخ، في قناعة على رضا بالأرزاق، وربنا الوهاب – سبحانه وبحمده .
أرجو أن تجد أحرفي في سويداء قلبك مكانا مثمرا، ومقاما مؤمنا . وأن تجد كلماتي أكليل الرضا، وكرائم القبول، فيكون حبور .
هذا .. ما جاد به الوقت من بيان، وما سمحت به القريحة من نصيحة، ووفق الله تعالى من مقال، به الكفاية
([1]) في "النهاية" قال أبو السعادات – عفا الله تعالى عنه : "يقال لخرقة الحائض : أنساء . تقول العرب : إذا ارتحلوا من المنزل : أنظروا أنساءكم : يريدون الأشياء الحقيرة التي ليست عندهم ببال" "النهاية في غريب الحديث والأثر" لأبي السعادات ابن الأثير ص(914) ط. ابن الجوزي – الثانية .
([2])وعن حقيقة الموافقة لتقف على المشاكلة فالمشكلة : أنتخب للمقام ما يقوم به البيان، سيما وقد كفانا الشيخ عبد الحميد في بحثه ( عيب .. يا خالة ) وكذا أم عبد الله في ردّها ( أخزنتني هداكي الله ) بخطاب رفيق رقيق، الحاصل قيل : ( مشاعل العثمان) :
أ- "أن الحجاب ليس من الإسلام بشيء والمضحك أنّ المسلمين جعلوا من الحجاب انه نجاة من النار"
ب - "... هؤلاء الدجالين - زادوا من امر الحجاب لدرجة انهم جعلوا الفتاة تفكر في مصيرها يا حجاب او نار !"
ج - " في بلادنا العربية الاسلامية من تكشف وجهها تُعتبر فاجره!! و لا أعلم من يخدعون فهل يخدعوا أنفسهم"
د - " السعودية الذي يهيمن عليه هؤلاء الدجالون...و لو اتت للسعودية وعاشت بين المسلمين الحقيقيين انذاك ستلعن اليوم الذي أسلمت فيه"
هـ ـ "انا عندما اتكلم في المنتديات عن تفاهة الحجاب واطالب بحريتي وانسانيتي وعدم تكفيني وانا حيّه يطولني التكفير والتهديد وهذه هي الاساليب القذرة التي تصدر من المتدينين تهديد وتكفير هذه لغتهم الارهابيه وتلك عاداتهم السيئة التي تعكس تربيتهم الدينية"
و ـ " عائلتي شبه متشدده من ناحية الدين بشكل عام لكنهم متشددين من ناحية الحجاب أكثر ناهيك عن العادات البدويه فأنا مهما تحضرت وسكنت بأرقى الاحياء فالعادات البدوية لازالت تتدخل بحياتي الشخصيه" .
ز ـ " خذ مثلا عندما اركب مع أخي أو عمي او اي شخص محرم لي فيكرر عليّ دائماً "غطي عيونك غطي عيونك" ...
ح ـ " اقولها بملء فمي انا ابغض النقاب والحجاب واحتقره ايضا ً واتمنى ان يأتي اليوم الذي ارميه في الزباله لاني لست مقتنعه به على الاطلاق بل هو مفروض عليّ و لم اكن مقتنعه به وانا مؤمنه عندما بدأت اقرأ وابحث بالكتب ولم اجد شيء اسمه تغطية الوجه ونقاب وهذه التفاهات , فكيف الان وانا لستُ مؤمنه, بل امارس العبادات الاسلاميه من صلاة وصيام وغيرها مجبره عليها..انا لا اريد الزام احد بآرائي عن الحجاب, أو الدين ولكن لا تلزموني بلبس النقاب وتفرضون ارائكم علينا بالقوة . وان انتقدناكم أُهدرت دماءنا وان رايتمونا كاشفات وصفتمونا بالعاهرات !!!"
طـ ـ " كنت ولا زلت ارى في مجتمعي و بالمدارس خصوصا فتياة شاذات بمعنى الكلمه فاسدات لدرجة اني كنت اخاف الذهاب للمدرسه لأنهن يتحرشن بي . هؤلاء يدخلن المدرسه بالحجاب الشرعي كاملاً وتغطية اليدين وعندما تراهن تظن انهن داعيات" [ من هنـا ]
أقول : ليس بدعا من القول ولا من سوء الظن في شيء القول بأن كاتب هذا المقال عربيد عاتي، في ثوب عقل عاص وله شواهد شواهق سيما إذا اعتبرنا بأن المقال مذاع مشاع في منتدى "المسيحين العرب" [ من هنـا ]
هناك .. في ذاك المستنقع القذر المستقذر تعليقات يعدون النقاب "قرفا"!!! وينصبه! المثلثة عبدة الصليب محطّ سخرية، وهو هو، وهموا هموا .
قلت : وإن كان، فهو لا يعدو عن كونه فساء نفساء بل خنفساء . وقد بدا عارٍ عار، وعدّ – لمتأمل- على قائله بليّة، ولا يحتاج مني هنا وقفة ولا بصقة، فإيراده كاف في ردّه ولطمه وركله، ولفظه دال على لحظه فلفظه، وما طفح أعرب عما خفي!!! إنه الخلط والخبل والخطل
بيد أني أقولها فاحفظوها وعوها - ولكن هل ستفهموها؟! على كلٍ - خذوها مختصرة بل معتصرة :
أحمير فهم! أكلاب نهم! أخنازير حُرُم! أقرود تنقل! أشياطين أز! أثعالب مكر! أخنافس خبث! أثعابين نفث! تتحدثون عن فضائل، وترمون شمائل، وترجون نجائب، تواروا إن لم تستحوا!!
" إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ " [يونس : 81]
" إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ" [الحج : 38]
" كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" [المجادلة : 21]
وفي الصحيح " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر" "السلسلة الصحيحة"(1/32) برقم(3)
([3]) اقتباس من قوله تعالى : "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ ..." الآية [المائدة : 3]
والمنخنقة : أي: الميتة بخنق .
والموقوذة : أي: الميتة بسبب الضرب بقصد, أو بغير قصد.
والمتردي : أي: الساقطة من علو فتموت بذلك.
والنطيحة : وهي التي تنطحها غيرها فتموت.
رد على مشرفة قسمي "دين وفلسفة، و"عالم المرأة" بمنتديات المستقلة الإلحادية
قال الله تعالى :
"وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً"
[الإسراء : 53]
بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقوال
في ظل غياب العلم وغلبة الجهل على قلوب البعض حتى ران وساح بل وساخ في مستنقعات عروق أفكار ساخبة ساخطة، تظن – من سفهها- أنها ساحقة ماحقة!
ليطفح بأقذر بيان، ويفوح بأنتن مقال، تأنف منه أنوف العفة ويزكم العفاف، وتتلوث بقرأته ناهيك عن قربه أرديّة الطهر السابغة، ويعكر نقاء وصفاء أنساب الفخر الشامخة .
ومما يؤسف له أنه مقال نساء لسنا كالنساء، نساء سوء غير أسوياء، أنساء([1]) نسين الله تعالى والدار الآخرة، نسين – تركن- الخير وأهله، وركبن الشرّ حتى علاهن، بُهم الفهوم، حُمْر العقول، عفنة المعتقدات، خلطة المشارب، خبلة الأقوال، خطلة الفعال، لذا وُسِمَن هاهنا تبعا لأزواجهن بـ "مخنثة الأفكار"
برهان ذلك : ما لوثته مخالب آثمة على إسرها وأثارها خطت فخطّت خطلة، مستقوية مقويّة، قائلة :
"أختي مشاعل أوافقك([2]) علي كل كلمه قلتيها تقريبا، انت تعاني ما اعاني منه، نحن نعاني من ثقافه مجتمع ذكوري يفرض علي المراءه ان تحصر عقلها وتفكيرها في اطار الزواج فقط كل الافتاءات التي تطلع اليوم كلها تدور في محور واحد في محور علاقه الرجل بالمراءه الجسديه وناسيين ان الرجل هوا اب واخ وصديق نحن مجتمع مكبوت
وانا اعاني من اسره متشدده ومتخلفه كله عيب وحرام وانا منقبه واذا حطيت مسكره في عيوني يقولون عليا صايعه وتحب تلفت انتباه الشباب المشكله ياختي علمائنا يتعاملون معنا ككائن جنسي وناسيين ان المراءه هيا انسان هيا فكر روح قلب
نحن في مجتمع يفرض علينا الغباء واتباع الاخر واخد الافكار الجاهزه والمسلمه
مجتمع يفرض علينا ان نكون شخص اخر بعيد كل البعد عن ذاتنا الحقيقه
يا اختي مجتمعنا يتعامل معنا كاننا قنبله ستنفجر في اي وقت حرام ان تتكلم المراءه لانه صوتها عوره وحرام ان تخرج بدون نقاب وحرام وحرام وحرام ان تضع حاموره يد
هذا ارهاب فكري وكبت يؤدي للانفجار من هيا الراءه ومن هو الرجل
ربك اكرم من ان يميز جنس بشري علي جنس اخر وربك عادل، نحن مجتمع نحصر انسانيه المراءه بالزواج فقط مع ان الدين يدعوا الي حريه الفكر وحريه التصرف، مجتمع يقدس فيه الرجل فالرجل هوا الاول والاخير والمواطن والحاكم والقانون والشعب، والمراءه هيا هامش يتكيء عليه الرجل حين يشاء، اني استحقر فكره النقاب وان النقاب هوا العفه، العفه هيا عفه العقل عفه القلب والمراءه عندما تتعود من صغرها علي فكره الرجل هوا زوج وفقط تكبر وهيا هشه غبيه سطحيه، هيا اخت له بالعمل واخت له بالفكر، واقدر معانتك لاني فعلا امر بها" [ من هنـا ]
أقول – باعتبار الظاهر : غالب ظني أن هذه المتسكعة في المنتديات، المتطفلة على الكلمات، المتطاولة على الحقوق المتجرأة على الحرمات، الخرّاجة الولاّجة : عانس أو أرمل أو ضحية – وستأتي القرينة- إذ أن نفسيتها غضبية، ودعوتها همجية، وكلماتها – مع كونها كَلْم لها- عصية .
ومع عدائها للمقدسات، وعدواتها للمطهرات، وكفرها الحقوق، وإنكارها الحدود، مقبولة عند مخنثة الأفكار، وكيف لا ؟!
ولقد علمنا كما علم غيرنا : إن المرأة حتى المتنمرة والمتمردة – عياذا بالله من رؤيتها فضلا عن صحبتها- ترضى بإنوثتها وتحميها، كما أن الرجل حقاً يعتز بفحولته ويزكيّها، وهذه هنا – كأزواجها- لا من هؤلاء ولا هؤلاء، فتوافق الخبر بالمخبر "مخنثة الأفكار" و"وافق شنّ طبقه" .
أما عن قرينة قولي أن هذه عانس أو أرمل - وليس كل العوانس ولا الأرامل أزواجها - قولها : " نحن نعاني من ثقافه مجتمع ذكوري يفرض علي المراءه ان تحصر عقلها وتفكيرها في اطار الزواج فقط
كل الافتاءات التي تطلع اليوم كلها تدور في محور واحد في محور علاقه الرجل بالمراءه الجسديه وناسيين ان الرجل هوا اب واخ وصديق نحن مجتمع مكبوت"إهـ هذه أحرفها على ركاكتها ككاتبتها! وأقول :
أولاً : إبطال الكذب في قولها " مجتمع ذكوري يفرض علي المراءه ان تحصر عقلها وتفكيرها في اطار الزواج فقط ، كل الافتاءات التي تطلع اليوم كلها تدور في محور واحد في محور علاقه الرجل بالمراءه الجسديه"
أقول : أين الدليل على هذا الحصر والقصر؟ أين البرهان على تلك "الكليّة" المزعومة ؟!
كيف والواقع يلطمها ويركلها !
إنها الانتكاسة المفرزة لارتجاسة الأخلاق؛ فيُستحل معها الافتراء، وتخنيث الأفكار؛ وتلويث العقائد، وتدنيس المقدسات؛ فيتولد عنها الإباحية والإلحاد .
إننا ندعو المرأة كما ندعو الرجل بل ندعو أنفسنا إلى الطهارة بنوعيها : المعنويّة والحسيّة .
ندعو إلى التوحيد والسّنّة وفق فهم سلف الأمة، مخالفين كل فكر خارج عنها، أو هوى ينكرها، أو استحسان خارج عنها .
نرجو بذا الخير كل الخير؛ لإيماننا بأن بذا – دونما سواه- يتحقق الخير كل الخير، وفي التدليل على ما تقدم أبحاث بهاليل .
ثم .. مع التسليم على أن دندنة الصالحين والمصلحين حول قضايا المرأة مقتصرة على وقارها في وكرها وقورة، ساجدة لربها في مضجعها، سعيدة مع سيدها في سكينة، ساكنة مع ثمارها سعيدة، كـ "إنما" كافية ومكفوفة، مسلمة سالمة سالم منها .
شأنها همها : تعلم العلم، تحقيق التوحيد، اتباع للسنة، إقامة الشعائر، الاهتمام بنظافة وزينة وسلامة نفسها وولدها وبيتها، مسلمة مسرورة تسرّ، مؤمنة مأمونة آمنة، مغبوطة غالية غافلة .
وسيدها – زوجها : خادمها ! يسعى لكفايتها وسدّ حاجتها : من مأكل ومشرب وملبس وملمس حتى الإشباع، في اتباع
ثمارها - أبناؤها : بطهرها يفتخرون، بعفافها يتبجحون!! وبأدابها يرتقون!!! كيف لا، وهي المتقربة القريرة الوقورة، أبهى وأطهر وأطيب قرورة . لله درها وطوبى لها .
أي ملكة هذه؟!
وأي مملكة تلك التي تحفظ فيها الحرم، وتراعى الحقوق، في سكون مغمور بمودة ورحمة، إنه النعيم قبل النعيم!
أهذا ينكر؟!
أمن هذا يُفرّ ؟!
ألم نقل "مخنثة الأفكار"
ثانياً : تصريحها في قولها بعده : " وناسيين ان الرجل هوا اب واخ وصديق نحن مجتمع مكبوت"
ولم تقل زوج!
مسيكنة !!
والحق!
أنها هي المكبوتة لا مجتمعها .
وإلا
فالمجتمعات إن كانت مكبوتة، فلبروز براز "مخنثة الأفكار"
ثالثاً : إعرابها عن معتقدها الخبيث ربيب الإباحية حفيد الإلحاد، والذي أحبله صحبة – معنويّة كانت أو حسيّة، قرأة كتبهم أو مجالسة ذواتهم- مخنثة الأفكار، فأولدها قولها "ان الرجل هوا اب واخ وصديق"إهـ
قلت : لا .. ثم .. لا ! نحن لا نؤمن بصداقة بين رجل وامرأة أجنبيين!!!
ما أشبه قولها بقول كل "متردّية ونطيحة"، تكاد من طهرنا ووحدتنا تمسي "موقوذة" وتصبح "منخنقة"([3]) وأمها الهاوية تنتظرها " تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ..." [الملك : 8] – يا ويلها إن ضمّتها .
أما نحن .. فإنما يجمعنا طهر طاهر، في سياج من الشرع واق، وحجاب من التقوى حاجز، يحفظ للرجل والمرأة على حد سواء دينه وقلبه وطهره ونسبه وولده، قال الله تعالى : " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [التوبة : 71]
هذا .. وسلوا تأريخ الصدقات المزعومة! واستنطقوا أحداثها، واستخبروا وقائعها، تصفحوا الصحف، اسبروا سجلات الإجرام، عودوا المشافي، زوروا القبور لتحدثكم خجلة بصوت مقبور عن أثرها وأثرهم .
تخبركم :
كيف أحالتهم صداقاتهم إلى كلاب وقردة وخنازير !
كيف مسخت نضارة عفتهم!
كيف خسفت ضوء كرامتهم !
كيف لوثت فطرتهم !
كيف خنثت فكرتهم !
كيف سفكت دماء عفتهم، وأسالت طهر كرامتهم، واستلت أرواحهم؛ حتى صاروا أثراً سيئا بعد عين أثمة .
لذا شكرنا القبر على القبر، ورحمناه من عفن ونتن رمم في أحشائه ابتلي بها كرها " فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ" [الدخان : 29]
ويفجأنا حال كربنا مع قبرنا صوت عال، كنسمة عبير تتفتح لها آمال صدورنا، ذات عبق يملء حياتنا بهجة وجمال، إنه قول الله تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ" [البقرة : 165]
رابعاً : لا يوجد على وجه المبسوطة مجتمع ذكوري! إذ المجتمع فرع الدولة أصل الأسرة، والأسرة زوج وزوجة وأزهار ماتعة وثمار يافعة .
وعليه .. فالمجتمع الذكوري على حقيقته، هو مجتمع صوري بل تصوري، مجتمع فئة سبق وسمها بـ "مخنثة الأفكار" ومن ثم .. فمحلّه خبال الخيال فحسب!!!
خامساً : - تعلقه بالسائمة الموسومة بـ سارة : نحن لا ندري هل الزواج نافرها، أم هي نافرته، حتى نأى عنها؟!
ألدمامة أخلاقها، وشراسة فهمها، وشين تفكيرها، وضعف عقلها ؟
أو علة ببدنها، والأخيرة داخلة تحت قولهم "لكل ساقطة لاقطة" فتخرج .
غير أن السؤال :
لما نفروها لتنفر وبمخاض سفاح الأفكار تزفر ؟!
لما أهملوها لتشرد هكذا شانئة الطهر، مشنوءة الفكر، مشينة ؟!
لما لفظوها لشوارع الإلحاد وحيدة، وطرقات الردّة متمردة متنمرة عربيدة ؟!
لما ألقوها في أزقة الإباحية مستباحة فمبيحة غويّة، غبيّة مغرورة غرّتها دعوى حريّة؟!!
وهي في حقيقتها قيود قاتلة لأنوثتها لكرامتها لآدميتها؛ تحيلها بهيمة عارية! عارية؛ لنزوة ساعة! تعقبها أنّات وآهات الحرمان فصرخات الإهمال إلى قيام الساعة! وعندها لا تذكر الساعة .
في صحيح الإمام مسلم وغيره – رحمهم الله تعالى- عن أنس – رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة، ثم يقال له : يا ابن آدم! هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب .
ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له : يا ابن آدم! هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا ربّ، ما مرّ بى بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط" "صحيح الجامع" برقم(8000)
قلت : هذا في أنعم، فكيف بأبأس؟!
مخنثة الأفكار :
عيب .. لا تتحدثن حديث فجرة الرجال، ولا تلجنّ مداخل المجّان، استحين، فإن لم يكن من الدين فمن صراخ الفطرة الكامن فيكن .
أما أن تتقاذفكن أهواء أرباب الشهوات : تشهياً تارة، وشواء أخرى، فلا، اربئن بأنفسكن!
ولكن .. كيف؟! ولا دين وازع، ولا خلق رادع، ولا رقيب زاجر، كان الله لكن .
وعليه ..
أيا بئيسة : أفيقي!!
أيا تعيسة :
في إسلامنا السعادة في الدارين
في أحكامه الصيانة في الدارين
في تعاليمه السمو في الدارين
في اتباعه النجاة في الدارين .
قال الله تعالى : " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" [النحل : 97]
"... وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ" [غافر : 40]
"وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً" [النساء : 124]
"وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً" [طه : 112]
" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" [فصلت : 46]
"مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" [الجاثية : 15]
" مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ" [الروم : 44]
"وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" [الزلزلة : 8]
يا هنتاه، لا تكشّري! إليك بشرى؛ فأبشري، قال الله تعالى : " وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً" [النساء : 110]
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر : 53]
" نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الحجر : 49]
سلي الله السلامة واستغفريه تعالى واستهديه : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [البقرة : 186]
" إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ" [المؤمنون : 109]
نذكر هذا حامدين الله تعالى على هدايته، فرحين بنعمته، شاكرين فضله، سائلين مدده، راغبين ثوابه، حذرين عقابه .
وأقول : إن في كتابتي هنا خوف عليك وشبهك، بل وحنو وشفقة – وإن علاه شيء فمنه - في دلالة على إرادة الخير لك وبك، على اهتمام لا إهمال .
ذلك، على انشغال – والله – شاغل، وطرد عن ترفع صارخ، في قناعة على رضا بالأرزاق، وربنا الوهاب – سبحانه وبحمده .
أرجو أن تجد أحرفي في سويداء قلبك مكانا مثمرا، ومقاما مؤمنا . وأن تجد كلماتي أكليل الرضا، وكرائم القبول، فيكون حبور .
هذا .. ما جاد به الوقت من بيان، وما سمحت به القريحة من نصيحة، ووفق الله تعالى من مقال، به الكفاية
وفيما ذكر إيماءة لما طويه
والله تعالى الهادي، وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
كتبه
الفقير إلى رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 12/1/1431هـ ـ 28/1/2010م
والله تعالى الهادي، وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
كتبه
الفقير إلى رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 12/1/1431هـ ـ 28/1/2010م
([1]) في "النهاية" قال أبو السعادات – عفا الله تعالى عنه : "يقال لخرقة الحائض : أنساء . تقول العرب : إذا ارتحلوا من المنزل : أنظروا أنساءكم : يريدون الأشياء الحقيرة التي ليست عندهم ببال" "النهاية في غريب الحديث والأثر" لأبي السعادات ابن الأثير ص(914) ط. ابن الجوزي – الثانية .
([2])وعن حقيقة الموافقة لتقف على المشاكلة فالمشكلة : أنتخب للمقام ما يقوم به البيان، سيما وقد كفانا الشيخ عبد الحميد في بحثه ( عيب .. يا خالة ) وكذا أم عبد الله في ردّها ( أخزنتني هداكي الله ) بخطاب رفيق رقيق، الحاصل قيل : ( مشاعل العثمان) :
أ- "أن الحجاب ليس من الإسلام بشيء والمضحك أنّ المسلمين جعلوا من الحجاب انه نجاة من النار"
ب - "... هؤلاء الدجالين - زادوا من امر الحجاب لدرجة انهم جعلوا الفتاة تفكر في مصيرها يا حجاب او نار !"
ج - " في بلادنا العربية الاسلامية من تكشف وجهها تُعتبر فاجره!! و لا أعلم من يخدعون فهل يخدعوا أنفسهم"
د - " السعودية الذي يهيمن عليه هؤلاء الدجالون...و لو اتت للسعودية وعاشت بين المسلمين الحقيقيين انذاك ستلعن اليوم الذي أسلمت فيه"
هـ ـ "انا عندما اتكلم في المنتديات عن تفاهة الحجاب واطالب بحريتي وانسانيتي وعدم تكفيني وانا حيّه يطولني التكفير والتهديد وهذه هي الاساليب القذرة التي تصدر من المتدينين تهديد وتكفير هذه لغتهم الارهابيه وتلك عاداتهم السيئة التي تعكس تربيتهم الدينية"
و ـ " عائلتي شبه متشدده من ناحية الدين بشكل عام لكنهم متشددين من ناحية الحجاب أكثر ناهيك عن العادات البدويه فأنا مهما تحضرت وسكنت بأرقى الاحياء فالعادات البدوية لازالت تتدخل بحياتي الشخصيه" .
ز ـ " خذ مثلا عندما اركب مع أخي أو عمي او اي شخص محرم لي فيكرر عليّ دائماً "غطي عيونك غطي عيونك" ...
ح ـ " اقولها بملء فمي انا ابغض النقاب والحجاب واحتقره ايضا ً واتمنى ان يأتي اليوم الذي ارميه في الزباله لاني لست مقتنعه به على الاطلاق بل هو مفروض عليّ و لم اكن مقتنعه به وانا مؤمنه عندما بدأت اقرأ وابحث بالكتب ولم اجد شيء اسمه تغطية الوجه ونقاب وهذه التفاهات , فكيف الان وانا لستُ مؤمنه, بل امارس العبادات الاسلاميه من صلاة وصيام وغيرها مجبره عليها..انا لا اريد الزام احد بآرائي عن الحجاب, أو الدين ولكن لا تلزموني بلبس النقاب وتفرضون ارائكم علينا بالقوة . وان انتقدناكم أُهدرت دماءنا وان رايتمونا كاشفات وصفتمونا بالعاهرات !!!"
طـ ـ " كنت ولا زلت ارى في مجتمعي و بالمدارس خصوصا فتياة شاذات بمعنى الكلمه فاسدات لدرجة اني كنت اخاف الذهاب للمدرسه لأنهن يتحرشن بي . هؤلاء يدخلن المدرسه بالحجاب الشرعي كاملاً وتغطية اليدين وعندما تراهن تظن انهن داعيات" [ من هنـا ]
أقول : ليس بدعا من القول ولا من سوء الظن في شيء القول بأن كاتب هذا المقال عربيد عاتي، في ثوب عقل عاص وله شواهد شواهق سيما إذا اعتبرنا بأن المقال مذاع مشاع في منتدى "المسيحين العرب" [ من هنـا ]
هناك .. في ذاك المستنقع القذر المستقذر تعليقات يعدون النقاب "قرفا"!!! وينصبه! المثلثة عبدة الصليب محطّ سخرية، وهو هو، وهموا هموا .
قلت : وإن كان، فهو لا يعدو عن كونه فساء نفساء بل خنفساء . وقد بدا عارٍ عار، وعدّ – لمتأمل- على قائله بليّة، ولا يحتاج مني هنا وقفة ولا بصقة، فإيراده كاف في ردّه ولطمه وركله، ولفظه دال على لحظه فلفظه، وما طفح أعرب عما خفي!!! إنه الخلط والخبل والخطل
بيد أني أقولها فاحفظوها وعوها - ولكن هل ستفهموها؟! على كلٍ - خذوها مختصرة بل معتصرة :
أحمير فهم! أكلاب نهم! أخنازير حُرُم! أقرود تنقل! أشياطين أز! أثعالب مكر! أخنافس خبث! أثعابين نفث! تتحدثون عن فضائل، وترمون شمائل، وترجون نجائب، تواروا إن لم تستحوا!!
" إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ " [يونس : 81]
" إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ" [الحج : 38]
" كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" [المجادلة : 21]
وفي الصحيح " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر" "السلسلة الصحيحة"(1/32) برقم(3)
([3]) اقتباس من قوله تعالى : "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ ..." الآية [المائدة : 3]
والمنخنقة : أي: الميتة بخنق .
والموقوذة : أي: الميتة بسبب الضرب بقصد, أو بغير قصد.
والمتردي : أي: الساقطة من علو فتموت بذلك.
والنطيحة : وهي التي تنطحها غيرها فتموت.