الحمد لله وبعد: بالرغم من وضوح أمر النقاب والبرقع وحكم لبسه بأشكاله المختلفة التي تفننت في صناعتها أيد فاجرة ماكرة، أو متاجرة جاهلة ما أرادت بنسائنا الخير ولا لهن الستر، كما تفننت في لبسها نساءٌ لا يخفى عليهن ما في لباسها من فتنة للرجال، وتعرض للإيذاء وفتح باب شر على المجتمع، إلا أن ذلك كله لم يمنع كثير من النساء من متابعة هذه الموضة أو الإصرار عليها لأن من لبسن النقاب والبرقع لم يسألن أصلاً عن حكم لبسه بتلك الأشكال ولم يفكرن جيداً في فساده وأضراره على لابسته وعلى الرجال أيضاً، بل اعتبرن وجوده في الأسواق ولبس الجاهلات له فرصة لا تعوّض للتخلص من الحجاب الكامل (غطاء الوجه).
وكان الواجب على المسلمة أن تسأل عن حكم ما يستجد من أمور لم تكن معروفة في مجتمعها سواءُ ما يتعلق بالعقائد أو المعاملات أو العبادات ومنها (الحجاب والنقاب والبرقع) وأن تستدل (تطلب الدليل) على لباسها هذا قبل أن تقتنع بأنه حق للمرأة، وقبل أن تعتبر تواجده وانتشاره مبرراً كافياً ودليلاً شرعياً على جواز لبسه بتلك الأشكال المختلفة.
يقول فضيلة الشيخ/ محمد بن العثيمين عضو هيئة كبار العلماء في كتابة (الحجاب): "قال العلماء، وينبغي أن يستدل قبل أن يعتقد ليكون اعتقاده تابعاً للدليل لا متبوعاً، لأنه من اعتقد قبل أن يستدل قد يحمله اعتقاده على رد النصوص المخالفة لاعتقاده أو تحريفها إذا لم يمكنة ردّها" إلخ.
لذا أصبح ذلك النقاب ينتشر بين الصالحات العاقلات فضلاً عن الغافلات السفيهات، وبين نساء العقلاء المحافظين على نسائهم فضلاً عن نساء الجهال المفرّطين في ولايتهم، وبين بعض من يُسمين (بنات الحمايل) فضلاً عَمّن دونهن. وللعلم فلم يعد الناس عموماً ولا النساء خصوصاً يحسبون حساباً لكون أحدهم من آل فلان أو هذه بنت فلان، فالنساء إما مسلمة محتشمة معتزة بحجابها، أو أخرى ساذجة مقلّدة مستجيبة لكل موضة جديدة!!
فهذه أم فلان تقبع خلف السائق بنقابها!!، تلتفت يمينة ويسرة عند الإشارات وغيرها وكأنها تقول: انظروا إلى عينيّ!، عبر نقابي الجميل، لقد ولّى زمن الإنقياد لأوامر الشرع والوقوف عند حدود الله، وسؤال أهل العلم (العلماء) عن شروط الحجاب وحكم النقاب العصري فضلاً عن الإلتزام بفتاواهم فنحن في زمن الموضة التي خفّفت عنا كثيراً من الأوامر الربانية والتكاليف الشرعية !؟
وكأني بذلك السائق ـ الذي يخلو مما في الرجال من غرائز !؟ ـ المؤتمن على هؤلاء النسوة اللاتي انشغل أزواجهن أو إخوانهن في مشاريعهم ومؤسساتها وتجاراتهم عن الذهاب بهن للسوق أو المستوصف أو الجامعة أو المدرسة ـ كأني بذلك السائق ـ يقول وهو ينظر لتلك العينين: أما لنا حَقٌ في التمتع بعيون محارم الكفيل !؟ فأقول: بلى.. لقد هيأ لك هو ذلك ! بسماحه لها بالركوب معك بتلك الهيئة، وسهّلت هي مهمتك بالنظر إليك!! لحاجة ولغير حاجة ومخاطبتك وعيناها في عينيك، فالشعور متبادل غالباً ! فمن ينكر ذلك وهل من شهم يغار.
ONT face=Tahoma color=#d2691e 3?موقع كلمات/FONT/div
div align=rightFONT3">عبدالرحمن الوهيبي