خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    طلبة العلم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    طلبة العلم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم Empty طلبة العلم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.12.08 12:48

    طلبة العلم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وخليله ...

    أما بعد

    " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم . يعني طلبة الحديث " .

    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم (280 ) 1 / 503 :

    أخرجه تمام في " الفوائد " ( 1 / 4 / 2 - نسخة الحافظ عبد الغني المقدسي ) عن عبد الله بن الحسين المصيصي ، و أبو بكر بن أبي علي في " الأربعين " ( ق 117 /1 ) عن موسى بن هارون ، و الرامهرمزي في " الفاصل بين الراوي و الواعي " ( ق 5 / 2 ) و عنه العلائي في " بغية المتلمس " ( 2 / 2 ) عن ابن إ3 شكاب ، و الحاكم ( 1 / 88 ) عن القاسم بن مغيرة الجوهري و صالح بن محمد بن حبيب الحافظ كلهم عن سعيد بن سليمان ( زاد موسى بن هارون و الجوهري و صالح : الواسطي ) حدثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره .


    و قال الحاكم : " هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سليمان و عباد بن العوام ، ثم الجريري ، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة ، فقد عددت له في " المسند الصحيح " أحد عشر أصلا للجريري ، و لم يخرجا هذا الحديث الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث ، و لا يعلم له علة ، و لهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد ، و أبو هارون ممن سكتوا عنه " . المستدرك - (ج 1 / ص 164) 298 و وافقه الذهبي ، و قال العلائي عقبه : " إسناده لا بأس به ، لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي ، فيه لين يحتمل ، حدث عنه أبو زرعة و أبو حاتم الرازي ، و غيرهما " .


    قلت : ليس هو النشيطي و ذلك لأمور :

    الأول :
    أنه جاء مصرحا في بعض الطرق كما رأيت أنه ( الواسطي ) ، و النشيطي بصري و ليس بواسطي .

    الثاني :
    أن شيخه في هذا السند عباد بن العوام لم يذكر في ترجمة النشيطي ، و إنما في ترجمة الواسطي .


    الثالث :
    أن بعض الرواة لهذا الحديث عنه لم يذكروا في ترجمته أيضا و إنما في ترجمة الواسطي مثل صالح بن محمد الحافظ الملقب بـ ( جزرة ) .

    فثبت مما ذكرنا أن سعيد بن سليمان إنما هو الواسطي و هو ثقة احتج به الشيخان كما تقدم في كلام الحاكم ، و توثيقه موضع اتفاق بين أهل العلم بالرجال ، اللهم إلا قول الإمام أحمد في " كتاب العلل و معرفة الرجال " ( ص 140 ) : " كان صاحب تصحيف ما شئت " .


    و ليس في هذا الحديث ما يمكن أن يصحف من مثل هذا الثقة لقصره !

    فينبغي أن تكون صحته موضع اتفاق أيضا ، لكن قد جاء عن أحمد أيضا غير ذلك ، ففي " المنتخب " لابن قدامة ( 10 / 199 / 1 ) : " قال مهنا : سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان ( قلت : فساقه بسنده ) فقال أحمد : ما خلق الله من ذا شيئا ، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد " .


    قلت : و جواب أحمد هذا يحتمل أحد أمرين :

    إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي ، و حينئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه له في نظرى لثقته كما سبق .


    و إما أن يكون عنى أنه النشيطي الضعيف ، و هذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه الواسطي . على أنه لم يتفرد به ، فرواه بشر بن معاذ العقدي ، حدثنا أبو عبد الله - شيخ ينزل وراء منزل حماد بن زيد - : حدثنا الجريري عن أبي نضرة عنه .
    أنه كان إذا رأى الشباب قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمرنا أن نحفظكم الحديث ، و نوسع لكم في المجالس .


    أخرجه الرامهرمزي و من طريقه الحافظ العلائي و قال : " أبو عبد الله هذا لم أعرفه " .


    لكن للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد :

    1 - عن أبي خالد مولى ابن الصباح الأسدي عنه أنه كان يقول : " مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاؤوه في العلم " . أخرجه الرامهرمزي و أبو خالد هذا لم أعرفه .


    2 - عن شهر بن حوشب عنه به و زاد : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيأتيكم أناس يتفقهون ، ففقهوهم و أحسنوا تعليمهم " .

    أخرجه عبد الله بن وهب في " المسند " ( 8 / 167 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " كتاب العلم " ( 50 / 1 ) عن ابن زحر عن ليث بن أبي سليم عن شهر .


    قلت : و هذا سند ضعيف مسلسل بالضعفاء : شهر فمن دونه . و لكنه أحسن حالا من حديث أبي هارون العبدي الذي سبقت الإشارة إليه في كلام الحاكم ، كذلك ذكر ابن معين ، ففي " المنتخب " : " عن إبراهيم بن الجنيد قال : ذكر ليحيى بن معين حديث أبي هارون هذا فقال : قد رواه ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد مثله .


    فقيل ليحيى : هذا أيضا ضعيف مثل أبي هارون ؟ قال : لا ، هذا أقوى من ذلك و أحسن حدثناه ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن ليث " .


    قلت : كذا في الأصل ليس فيه " ابن زحر " و هو في المصدرين السابقين من رواية يحيى بن أيوب عنه عن ليث .


    فالله أعلم .

    و بالجملة فهذه الطرق إن لم تزد الطريق الأولى قوة إلى قوة ، فلن توهن منها .


    و له شاهد من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " إنه سيضرب إليكم في طلب العلم ، فرحبوا ، و بشروا ، و قاربوا " .

    أخرجه الرامهرمزي عن زنبور الكوفي حدثنا رواد بن الجراح عن المنهال بن عمرو عن رجل عنه . و هذا سند ضعيف ، للرجل الذي لم يسم ، و زنبور لم أجد له ترجمة . و العمدة على ما تقدم .


    و للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد ، و شاهد آخر عن أبي هريرة بأسانيد واهية جدا ، و لذلك استغنيت عن ذكرهما ، و فيما ذكرنا كفاية .

    و قد تكلمت على أحد الطريقين المشار إليهما في تعليقنا على " الأحكام الكبرى " لعبد الحق الإشبيلي ( رقم الحديث 71 ) و صححه .


    ثم وجدت للحديث شاهدا آخر

    فقال الدارمي ( 1 / 99 ) : أخبرنا إسماعيل ابن أبان حدثنا يعقوب هو القمي عن عامر بن إبراهيم قال : " كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال : مرحبا بطلبة العلم ، و كان يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكم " .


    قلت : و هذا إسناد رجاله موثقون غير عامر بن إبراهيم فلم أعرفه و ليس هو عامر بن واقد الأصبهاني ، فإن هذا من شيوخ القمي المتوفى سنة ( 174 ) و ذاك من الرواة عن القمي ، و توفي سنة ( 202 ) ، إلا أن يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر .

    و الله أعلم .

    وفي سنن ابن ماجه (1 / 90)

    247 - حدثنا محمد بن الحارث بن راشد المصري . حدثنا الحكم بن عبدة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري : رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( سيأتيكم أقوام يطأبون العلم . فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبا مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم . واقنوهم )

    قلت للحكم ما " اقنوهم ؟ " قال علموهم ،....( وأقنوهم ) وفي نسخة " وأفتوهم ".

    قال الشيخ الألباني : حسن

    قال ابن القيم
    في مفتاح دار السعادة (1 / 76) :

    " أن النبي صلى الله عليه و سلم أوصى بطلبة العلم خيرا وما ذاك إلا لفضل مطلوبهم وشرفه " ....

    قال النووي
    في المجموع (1 / 27) :
    " ويستحب للمعلم أن يرفق بالطالب ويحسن إليه ما أمكنه فقد روي الترمذي باسناده عن أبى هرون العبدى قال كنا نأتى أبا سعيد الخدرى رضى الله عنه فيقول مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الناس لكم تبع وان رجالا يأتونكم من أقطار الارض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا .

    قال المناوي
    في فيض القدير (2 / 399)رقم 2138 :

    قوله " ( فإذا أتوكم فاستوصوا بهم [ ص 400 ] خيرا ) أي اقبلوا وصيتي فيهم يعني الناس يأتوكم من أقطار الأرض وجوانبها يطلبون العلم منكم بعدي لأنكم أخذتم أفعالي وأقوالي واتبعتموني فيها فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا وأمروهم بالخير وعظوهم وعلموهم علوم الدين .
    والاستيصاء قبول الوصية وبمعنى التوصية أيضا وتعدى بالباء .
    قال البيضاوي :
    وحقيقة استوصوا اطلبوا الوصية والنصيحة لهم من أنفسكم .

    وقال الطيبي :

    هذا من باب التجريد أي ليجرد كل واحد منكم شخصا من نفسه ويطلب منه الوصية في حق الطالبين ومراعاة أحوالهم والمراد حق على جميع الناس في مشارق الأرض ومغاربها متابعتكم وحق عليهم أن يأتوكم جميعا ويأخذوا عنكم أمر دينهم فإذا لم يتمكنوا منه فعليهم أن يستنفروا رجالا يأتوكم ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم فالتعريف في الناس لاستغراق الجنس والتنكير في رجالا للنوع أي رجالا صفت نياتهم وخلصت عقائدهم يضربون أكباد الإبل لطلب العلم وإرشاد الخلق

    وفي تصدير الجملة الشرطية بإذا التحقيقية تحقيق للوعد وإظهار للإخبار عن الغيب

    ولهذا قال العلائي :

    ذا من معجزاته إذ هو إخبار عن غيب وقع وقد حفظ الله بذلك الدين

    وكان بعض الصحب إذا أتاه طالب قال مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومنه أخذ أنه ينبغي أن يكون الطالب عنده أعز الناس عليه وأقرب من أهله إليه

    ولذلك كان علماء السلف يلقون شبك الإجتهاد لصيد طالب ينفع الناس في حياتهم وبعدهم وأن يتواضع مع طلبته ويرحب بهم عند إقبالهم عليه ويكرمهم ويؤنسهم بسؤاله عن أحوالهم ويعاملهم بطلاقة وجه وظهور بشر وحسن ود ويزيد في ذلك لمن يرجى فلاحه ويظهر صلاحه ومن ظهرت أهليته من ذوي البيوت ونحوهم ...
    وراجع مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح (1 / 740)

    وقال القرطبي
    في التفسير (20 / 101) :

    وقد كان أبو الدرداء ينظر إلى أصحاب الحديث، ويبسط رداءه لهم، ويقول: مرحبا بأحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    وفي حديث أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري ، قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد يقول: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ إن الناس لكم تبع وإن رجالا يأتونكم من أقطار الارض يتفقهون، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا.

    وفي رواية [ يأتيكم رجال من قبل المشرق ]..فذكره.

    هذا ..

    والحمد لله رب العالمين

    أخوكم

    رأفت الحامد بن عبد الخالق

      الوقت/التاريخ الآن هو 27.11.24 4:21