من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 19.02.09 11:33
| التعدد بين العواطف والمواقف | |
لقد شوهت وسائل الإعلام ( الدش، التلفاز، المجلات الهابطة وغيرها ) فكرة التعدد، فجعلها أعداء الإسلام معنى لعدة أفكار سيئة منها: (بيع العواطف، هدم البيوت، تشريد الأولاد وتفكك الأسر، الإفلاس)، جعلوها معنى للحسد والحقد، والبغض والكراهية بين الضرات، وما هذا وذلك إلا لتشويه الإسلام ومعالمه السمحة التي أتى بها.
أيضاً واقع بعض الأزواج المعددين - هداهم الله - الذين نرى بأعيننا، ونسمع بآذاننا قصصهم المؤلمة مع نسائهم، وذلك لبعدهم عن تعاليم الإسلام أو الجهل بها.
ولكننا نحن معشر المسلمين ما ظننا بدين رباني مصدره كتاب الله (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ))، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – ((تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)).
فلو تمسكنا بكتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – لهدينا، ولكانت حياتنا ملؤها السعادة والطمأنينة، ولكننا ابتعدنا عن الحق فكانت النتيجة أن...؟!
فإليك أختي الحبيبة أهدي بعض زهرات نصائحي، والتي قطفتها لك من بستان التجربة والحقيقة، لا من نسيج الخيال، وزائف الآمال وهي:
1- يقول الله - عز وجل – ((وجعل بينكم مودة ورحمة))، فمهما قسى قلبك على زوجك، ومهما شعرت أنه قد انقطعت أواصر الحب بينك وبينه؛ إلا أنه تبقى المودة، وتبقى الألفة والرحمة، وما تحمل هذه الكلمات في طياتها من معاني نبيلة، فاحرصي أختي الحبيبة على بقاء تلك المعاني بينك وبين زوجك، بل واحرصي على تقوية العلاقة بينكما أكثر من ذلك.
ولا أقول علاقة أكل وشرب ونوم وعاطفه فقط؛ لا بل العلاقة الإيمانية والروحانية فعليك:
تحفزي زوجك على صيام النوافل، وتشاركيه في ذلك، فإذا صام أعددت له أطيب الطعام إن استطعت، وتذكريه بين الحين والآخر بفضل الصيام حتى لا يصيبه الملل والسآمة، ولعل الله أن يدخلكما الجنة من باب الريان، وأنكما قد فعلتما أحب الأعمال إلى الله "فإنه لي وأنا أجزي به".
إيقاظه لصلاة قيام الليل، وتذكيره بالأجر والمثوبة عند الله ، قال - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء".
حثيه على صلاة الضحى ولو ركعتين، وعلى صلاة النوافل، وصلاة الوتر، وأعينيه على ذلك محتسبة الأجر عند الله.
عوديه دائماً على الكلام الطيب، وحذريه من الغيبة والنميمة، والسب والمزاح الذي فيه كذب.. الخ، وأن يحرص على أن لا يكون مأكله ومشربه وملبسه حرام.
أن لا يكون لقائك معه وجلوسك معه كله كلام عاطفي، ولغو في أمور الدنيا، بل امزجيه بكلام الله - تعالى -، وكلام رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - أو القراءة مثلاً في كتاب نافع.
التسابق فيما بينكما والتنافس في حفظ سورة أو حديث أو قصيدة شعر هادفة تتناول جانب من جوانب الدين.
ذكريه بالزكاة، وحثيه على البذل والعطاء والصدقات؛ فإنها تطفئ نار الخطيئة.
إذن فلا تجردي حياتك من الإيمانيات لأنها سبب في حصول السعادة والتي منها حب الزوج، إذا فعلت ذلك أخيتي ثقي كل الثقة أنك سوف تنالي رضى الله - تعالى- ثم رضى زوجك عنك، وسوف تنقلب حياتك من الشقاء إلى السعادة، ومن التعاسة إلى السرور والفرحة.
2- أعينيه على العدل بينك وبين زوجاته، وحسسيه بالأمان والرضى إذا ذهب إلى إحداهن، وإذا أتاك غاضباً من إحداهن أوصيه بألا يجعل للشيطان سيلاً في الدخول بينه وبينها، وإذا أراد أن يفضلك على إحداهن بنفقة أو سكن أو أي أمر فذكريه بالله، وأن هذا يسخط الله - تعالى - وهو حرام ولا يجوز فعله، وأن يعطيك مثل ما يعطيهن سواء بالنفقة أو السكن أو غير ذلك سواءً بسواء، وإذا أخطأ وذكر إحداهن عندك بسوء أوقفيه عن الكلام، واجعليه يستغفر الله فوراً.
3- لقد جعل الله للزوج مميزات وخصائص أكثر من المرأة، كما جعل له حقوقاً وواجبات على المرأة القيام بها، إذن فيجب على المرأة أن تقوم بحق زوجها كاملاً، وأن تحاول بقدر ما تستطيع أن تنال رضاه، وتتجنب سخطه، ولكن لماذا؟! هل من أجله؟ أم استجابة لأمر الله ورسوله الكريم.
والجواب هو: أنه يجب على المرأة أن تطيع زوجها تلبية لأمر الله، واحتكاماً لشرع الله ونيل رضاه - تبارك وتعالى -، لأنها تعتبر طاعة لله أولاً، ثم طاعة للزوج ومحبة له.
واعلمي أختي الحبيبة أنك إذا أطعت زوجك لأنك تحبيه فقط فإنه لا بد أن يأتي يوم من الأيام ويتخلل حياتك الزوجية عواصف مزعجة، فكثير من النساء إذا تزوج عليها زوجها تقول منفجرة: "أنا أطيعه، وأخلص له في حبي وطاعتي، وأطبخ له ألذ الطعام، وأربي أولاده أحسن تربية، وأضحي من أجله، وهو يذهب ويتزوج علي"،
فتتأثر، وتهمل زوجها وبيتها، وتقتصر في تربية أولادها، وقد تركتهم ضحية انصدامها في حبها لزوجها، وهذه هي النتيجة في أقل الأحوال!! فعليك أختي الحبيبة أن تطيعي زوجك كما أمرك الله محتسبة الأجر عنده – تعالى -.
4- وفي أثر عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، موقوفاً عليه (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما).
فانطلاقاً من هذا أوصي أختي الحبيبة بأنه لا بأس عليها أن تحب زوجها وتتودد له بكل شيء، ولكن لا تعلق قلبها فيه، فيحول حبها ذلك - والعياذ بالله - إلى شرك دون أن تشعر ((يحبونهم كحب الله))، الزوج له حقه وله حبه الذي يستحقه، فهو حبيبك وزوجك، ولكن كما يرضى الله – تعالى -، وحتى إذا ما حدث لهذا الزوج في يوم من الأيام مكروه فإن الزوجة لا تنصدم وتتأثر فيحصل لها أمر ما يهلكها.
ونقيس على ذلك إذا حدث وأن هذا الزوج تزوج على زوجته في يوم من الأيام فإن الزوجة قد تبكي وتحزن وتتألم، وقد تمرض وتنقل إلى المستشفى، أو تصاب بحالة نفسية سيئة تؤثر عليها وعلى حياتها، ومن ثم تؤثر على أولادها، أو قد تطلب الطلاق، فيكون الضحية هم الأولاد.
ولكن إذا تزوج عليها زوجها وهي غير متعلقة به وفي نفس الوقت تحبه فإنها ستكون معتدلة في رد فعلها تجاه ذلك الحدث، ولن تتأثر ذلك التأثر السيئ الذي يؤدي بها إلى التهلكة.
5- إن زواج الرجل على زوجته أمر قد شرعه الله، ويجب على الزوجة:
أ- التسليم لشرع الله وحكمه ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)).
ب- الرضا من صميم القلب – فإن من نواقض الإسلام العشرة: بغض أي شيء جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به، ومن شروط الإسلام القبول بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال - صلى الله عليه وسلم -: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءاً ولا تنبت كلاً فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعمل، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".
ت- الإيمان بقضاء الله وقدره، فالله قدر عليها أن يتزوج زوجها بأخرى، وكما نعلم أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، ومن أخل بركن من أركان الإيمان كان كافراً - والعياذ بالله من ذلك - قال تعالى: "وكان أمر الله قدراً مقدوراً".
ونحن هنا لا نتحدث عن الغيرة، فنحن مسلمين بأن الغيرة فطرة في النساء جبلن عليها، فالتسليم لحكم الله في جواز التعدد أمر، والغيرة التي تأبى المرأة أن تشاركها أي امرأة في زوجها أمر آخر، بدليل أن المرأة تجتهد في تطبيق أحكام التعدد من العدل، ومن القبول بحكم الله مع أنها تكون في نفس الوقت متضايقة في نفسها للمشاركة في الزوج، وقد تكون متضايقة لأمور غير شرعية.
وإذا نظرنا إلى واقع مجتمع نساء الصحابة وأمهات المؤمنين فإننا سنلاحظ أنه لم يكن هناك أي اعتراض على التعدد، ولا توجد حادثة رفض لهذا المبدأ، وإنما كانت القضية فقط هي: البحث عن مكانة المرأة عند الزوج، والمطالبة بالعدل، ولربما حصل انقسام لنساء الرجل الواحد، فهذه تؤيد هذه، وهذه تؤيد هذه كالأحزاب، مثل نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - كن حزبين حزب عائشة، وحزب زينب بنت جحش - رضي الله عنها -.
6- اضبطي أعصابك وانفعالاتك، وسيطري على ردود أفعالك، ولا تتركي حياتك للآخرين يعبثون بها.
7- اتخذي لك صديقة حميمة عاقلة متزنة مربية تأخذي منها المشورة.
8- ثقي في حب زوجك، ولا تكوني رهينة أوهامك.
9- لا تجعلي (المكياج) و(الموديل) والذهب والإكسسوار مقياساً لحب زوجك.
10- كوني متفائلة دائماً بالخير، ولا تتوقعي الفشل.
11- شجعي نفسك وحفزيها على الاهتمام بمعالي الأمور، وترك سفاسفها.
12- لا تكوني سريعة الغضب، فالغضب سلوك سلبي لا يحل مشكلة، ولكنه يزيد الأمور تعقيداً.
13- تغاضي عن زلات زوجك، واعرضي عنها، ولا تجعلي من الحبة قبة.
14- لا تظهري أمام أولادك والأهل أي مشكلة تحصل بينك وبين زوجك ليسود بيتك الهدوء والسكينة والمحبة.
15- لا تخرجي أسرار بيتك خارج البيت، ولا ترخي سمعك للنساء الغير واعيات.
أسأل الله لك السداد والتوفيق في الدنيا والآخرة.
وفاء الشريانى
والنقل
لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــا