قال الله تعالى عن الأول " أولئك حزب الله إلا إن حزب الله هم المفلحون" أي جنده الذين يمتثلون أوامره, ويقاتلون أعداءه, وينصرون أولياءه.
وعن الثاني يقول تعالى "أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون" أي جنوده وأتباعه ورهطه.
فحزب الله هم جماعة المسلمين , الذين أمر المسلم بالانضمام إليهم "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" ونهى عن مفارقتهم والخروج عليهم "فان من خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه" وإذا مات "مات ميتة جاهلية" وهذا الحزب الذي هو جماعة المسلمين , وهم الذين انتظمهم أمام معلوم له قدرة , ينفذ الحدود ويردع الظالم , ويقيم الصلاة.
فهذا حزب الله يمدح أهله ويحمدون في الشرع إذ هم الناجون السالمون , نجوا من النار وسلموا من البدع , فلا يسع المسلم سوى اللحوق بركبهم , ونصرتهم والذب عنهم والنصح لهم .
ومن خرج عن هذه الدائرة: جماعة المسلمين فقد خرج إلى "حزب الشيطان" بشعبه العديدة وطرقه الكثيرة الموصلة إلى سخط الله والنار.
فالكفار حزب الشيطان والمشركون حزب الشيطان وأهل البدع - الخوارج والجهمية والقدرية والرافضة- حزب الشيطان , وهكذا كل من فارق جماعة المسلمين بقلبه أو يده أو لسانه فهو من حزب الشيطان .
فمن جاء إلى بلاد مسلمه -كالبلاد السعودية- فأقام حزبا , أو دعي إلى أقامه حزب , فهو على غير هدى , وهو فى ضلال عريض , نصوص الوحي الشريف تبطل عمله , وتدحض حجته , وتلحقه بأهل الجاهلية الأولى ,أيا كان قصده , وعلى أي حال كانت نيته , فليس له حجه مقبولة عند الله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم :" من نزع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له " وبيان فساد حجته واضح جلى , فالرسول صلى الله عليه وسلم ذكر حالين - كما في حديث حذيفة- وذكر حكم كل حال ببيان واضح صريح
فالحال الأول : حال وجود جماعه المسلمين , والحكم عندئذ : وجوب الاعتصام بها ولزومها , وتحريم الخروج عليها , والجماعة هي من قام عليها حاكم مسلم له سلطه ,
ينفذ بها الحدود ويرد بها المظالم ويحمى بها البلاد من الأعداء ويقيم الصلاة.
والحال الثاني : حال عدم وجود جماعه المسلمين, فليس للمسلمين إمام يجتمعون عليه يقيم فيهم القسط و شعائر الله, والحكم عندئذ اعتزال الفرق كلها... " أهـ
نقلاً عن :