خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    البيان والإيضاح لأحكام الأضاح (هذا الموضوع نشر لكاتبه في مجلة التوحيد في شهر ذى الحجة 1428هـ)

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية البيان والإيضاح لأحكام الأضاح (هذا الموضوع نشر لكاتبه في مجلة التوحيد في شهر ذى الحجة 1428هـ)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 21.10.08 13:17

    الحمد لله الذي جعل الأضاحي شعيرة من شعائر الإسلام ، وفداءً للنّفس منّة من الرحمن ، فدى بها إسماعيل بن خليل الرحمن عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام ، فالحمد لله حمداً كثيراً على عظيم نعمه وجزيل الإحسان .

    قال العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : (( هي من نعمة الله على الإنسان أن يشرع الله له ما يشارك به أهل موسم الحج؛ لأن أهل الموسم لهم الحج والهدي، وأهل الأمصار لهم الأضحية، ولهذا نجد من فضل الله ورحمته أنه جعل لأهل الأمصار نصيباً مما لأهل المناسك، مثل اجتناب الأخذ من الشعر والظفر في أيام العشر؛ من أجل أن يشارك أهل الأمصار أهل الإحرام بالتعبد لله تعالى بترك الأخذ من هذه الأشياء؛ ولأجل أن يشاركوا أهل الحج بالتقرب إلى الله ـ تعالى ـ بذبح الأضاحي؛ لأنه لولا هذه المشروعية لكان ذبحها بدعة، ولنهي الإنسان عنها، ولكن الله شرعها لهذه المصالح العظيمة)) أهـ.(1).

    وقال الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ : ((هذا الموضوع يُذكر في كتب أهل العلم بعد أحكام الحج؛ لأن أحكام الهدي والأضحية متعلقة بالحج، لأن الهدي يُفعل في مكة -يفعله الحاج- والأضحية أيضا يفعلها الحاج ويفعلها غيرُه .

    بعض أهل العلم يذكر أحكام الهدي والأضاحي بعد كتاب الذبائح في أواخر أبواب الفقه؛ وذلك لأن بعضهم درج على ذكر أحكام الأطعمة والأشربة في أواخر كتب أهل العلم، ويذكر بعد الأطعمة الذبائح، ويذكر بعد الذبائح الأضاحي والهدي وعلى كلٍّ فهذا الموضوع مهم؛ لأنه متعلق بعبادة عظيمة يحبها الله جل وعلا ويرضاها ألا وهي إراقة الدم تقربا إلى الله جل وعلا )) أهـ .(2) .

    ـــــــــــــــــ
    (1) نقلاً من مقدمة" أحكام الأضحية والذكاة " للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ (صـ1) .
    (2) نقلاً من مقدمة " أحْكَـام ُالهَـدْيِ والأضَاحِي " لفضيلة الشيخ / صالح آل الشيخ ـ حفظه الله .

    الأُضْحِيَةُ :

    تعريفها : الأضحية: ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل .(1) .

    سبب تسميتها : وسميت بذلك؛ لأنها تذبح ضحى، بعد صلاة العيد .(2) .

    مشروعيتها : هي من شعائر الإسلام المشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله e ، وإجماع المسلمين.

    أولاً:الكتاب:قال الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } [الكوثر آية: (2)] ، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام آية: (162)، (163)]. والنسك الذبح، قاله سعيد بن جبير، وقيل جميع العبادات ومنها الذبح، وهو أشمل.(3) وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَـمِ فَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ }[الحج آية: (34)]. قلت : وهذه الآية تدل على أن الذبح تقرباً إلي الله تعالى مشروع في كل أمة ، وهو برهان بيِّن على أنه عبادة ومصلحة في كل زمان ومكان وأمة .

    ثانياً : السنة :فقد ثبتت مشروعية الأضحية فيها بقول النبي e، وفعله ، وإقراره فاجتمعت فيها أنواع السنة الثلاثة : القول ، والفعل ، والتقرير .

    أ ـ السنة القولية : ما في " الصحيحين " من حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ t قَالَ : أن النبي e قال : ((مَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ )) (4) .

    ب ـ السنة الفعلية : ما في " الصحيحين " من حديث أَنَسٍ t قَالَ : ((ضَحَّى النَّبِيُّ e بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا )) (5) .

    وعَنْ ابْنِ عُمَرَ tقَالَ : (( أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ e بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي )) (6) .

    ج ـ السنة التقريرية : ما في " الصحيحين " من حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ t قَالَ : ((قَسَمَ النَّبِيُّ e بَيْنَ أَصْحَابِهِ ضَحَايَا فَصَارَتْ لِعُقْبَةَ جَذَعَةٌ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَارَتْ لِي جَذَعَةٌ ، قَالَ : " ضَحِّ بِهَا " )) (7) .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) " أحكام الأضحية والذكاة " للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ (صـ2) ،" الشرح الممتع " للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ(7/517).
    (2) " الشرح الممتع " للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ (7/453) .
    (3) الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في " تفسير " : ( 2/198) ط دار التراث .
    (4) متفق عليه : الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ح ( 5546 ) ، والإمام مسلم ـ رحمه الله ـ ح ( 1960) .
    (5) متفق عليه : الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ح ( 5565 ) ، والإمام مسلم ـ رحمه الله ـ ح ( 5199) .
    (6) رواه الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في " مسنده " ح (4715) ، والإمام الترمذي ـ رحمه الله ـ في " سننه " ح ( 1427) قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وحسنه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في " المشكاة " ح ( 1475) .
    (7) متفق عليه : الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ح ( 5547 ) ، والإمام مسلم ـ رحمه الله ـ ح ( 5197) .

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 2:51