هي الفتنة فاعرفوها
بقلم
أبي إبراهيم ابن سلطان العدناني
***
وشهد شاهد من أهلها قال الصاوي: <أمّا القطبيون... فقد قام منهجهم ابتداءً على بلورة قضية التشريع وبيان صلتها بأصل الدين أن الخلل الذي يغشى ظمة الحكم في مجتمعاتنا المعاصرة ناقض لعقد الإسلام وهادم لأصل التوحيد.. ومعلوم أنّ الكتب التي تمثّل هذا الاتجاه وتعبّر عن منهجه هي كتب الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في مجال الدعوة والمخاطبة العامّة، وكتاب حدّ الإسلام للأستاذ عبد المجيد الشاذلي في مجال التأصيل والتنظير..>. [مدى شرعية الانتماء إلى الأحزاب والجماعات الإسلامية (ص 171)]. القطبية هي الفتنة فاعرفوها |
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد. وبعد:
فإنّه لَمّا صدر كتابي: <القطبية هي الفتنة فاعرفوها> شرّق وغرّب ـ ولله الحمد والمنّة ـ فوصل إلى كثير من العامّة والخاصّة من أهل العلم وطلبته، فأقبلوا عليه قراءة وتوزيعًا ـ لاقتناعهم بإفادته ـ حتى نفد ما طُبِعَ منه، فأشار عليّ بعض إخواني وأحبّتي بإعادة طبعه مرّة أخرى، ليعمّ النفع به، فأجبتهم إلى طلبهم، فحرّرت عباراته، زائدًا في مادّته العلمية، ليخرج للناس مرّة أخرى في صورة بهية نقية ـ إن شاء الله تعالى ـ.
هذا ولا يفوتني أن أشكر كلّ من نصح لي حين أهدى إليّ ملاحظاته على ما كتبت، فله منّي الشكر والثناء والدعاء الصالح في ظهر الغيب.
وأودّ هنا ـ بالمناسبة ـ أن أزف البشرى لِمَن أراد الزيادة في معرفة هذه الجماعة أكثر فأكثر، بأنّه سيصدر قريبًا ـ إن شاء الله تعالى ـ بعض المؤلّفات لبعض العلماء والفضلاء والفاضلات، والتي تبين مناهج وأفكار تلك الجماعة، مناقشة إيّاها بالحجّة والبرهان.
اللهمّ أرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين.
تمّ الفراغ من مراجعته وكتابة مقدّمته يوم السبت غرة شهر ذي القعدة من عام 1415ﻫ المؤلّف: أبو إبراهيم ابن سلطان العدناني |
الحمد لله القائل في كتابه: }اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا{ [المائدة، آية: 6].
والقائل: }فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكٍِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [النساء، آية: 65].
والقائل أيضًا: }وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ{ [التوبة، آية: 100].
والصلاة والسلام على خليله ومصطفاه محمّد بن عبد الله القائل: <تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ، لَيْلِهَا كَنَهَارِهَا، لاَ يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ...>. أحمد في مسنده (4/126)، والقائل أيضًا: <مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ>. البخاري (8/156).
وعلى آله وصحبه الذين قال لهم الرسول الكريم r: <أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بعدي اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتُ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ>. أحمد في المسند (4/126).
والقائل: <وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّة وَاحِدَة، فقيل له: ما الواحدة ؟ قال: مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَوْمَ وَأَصْحَابِي > الحاكم (1/128 ـ 129)([1]). وبعد: