وقال في كتابه ـ أيضًا ـ <نحو وحدة العمل الإسلامي> ص (43 ـ 44): <إلى مَن ينفصل بطريق دون إخوانه في الحركة الإسلامية، ويعتقد أنّ مجموعته هي الوحيدة صاحبة الحقّ في التواجد على الساحة الإسلامية..
وأقول: إنّ التعصّب لجماعة، والولاء لها، ورفض بقية الجماعات التي تنتمي ﻟ <أهل السنّة والجماعة> ومعاداتها، هي في حقيقتها دعوى جاهلية، يقال لأهلها كما قال النبي r للمهاجرين والأنصار: <دَعُوهَا فَإنَّهَا مُنْتِنَةٌ> >. اﻫ
وانظر إلى ما قاله <البيانوني> في كتابه: <وحدة العمل الإسلامي بين الأمل والواقع> ص (18 ـ 20): <ومنهم مَن لا يستوعب فهم حقيقة تعدّد الجماعات الإسلامية، فيسيئون إليها بتصرّفاتهم ومواقفهم.. ! فكثرًا ما تصوّر الشباب المسلم العامل للإسلام، تعدّد الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة الإسلامية عقبة كئودًا أمام تحقيق وحدة العمل الإسلامي، إذ كيف يمكن أن يكون هناك عمل إسلامي واحد مع وجود تجمّعات وجماعات إسلامية متعدّدة ؟!!
فإذا كان تعدّد الآراء العلمية في المسألة الواحدة، في الدين الواحد ـ أحيانًا ـ أمرًا طبيعيًّا وشرعيًّا([1]) لأسباب تعرف في محالِّها، فإنّ تعدّد الجماعات الإسلامية في الساحة الإسلامية، في الإسلام الواحد أمر طبيعي، وشرعي أيضًا، ولا سيما في هذا الزمن>. اﻫ
وانظر إلى المقال الذي بعنوان: <عندما يتحوّل الخلاف من تنوع إلى تضاد>، المنشور في مجلة <البيان> عدد (52)، ص (98)، حيث قال صاحبه: <كما أنّ العبادات تتعدّد وتتنوع، ما بين صيام، وصدقة، وصلاة، ـ وهذا من رحمة الله وحكمته ـ كذلك ـ أيضًا ـ تتعدّد أساليب الدعوة ومجالاتها، وتتنوّع ما بين وعظ وخطابة، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وتأليف وتصنيف، وتربية، وأعمال خيرية، وإغاثة... الخ.
وهذا التعدّد ينصبُّ في الدعوة، والعمل الإسلامي ينصبُّ في قناة <اختلاف التنوع>([2]).. ويؤدِّي هذا إلى ظهور التحزّب والتفرّق ويصاحب ذلك شعور العداء والبغضاء بينهم، رغم أنَّهم يستظلُّون تحت راية الدعوة الإسلامية، ومنهج أهل السنّة والجماعة>. اﻫ
وانظر إلى ما قاله وكتبه محمّد محمّد بدري في مجلة <البيان>، عدد (13) ص (38 ـ 39) تحت عنوان <الوحدة والائتلاف.. ونبذ الفرقة والاختلاف> حيث قال: <وأنّ من أعظم ما أصاب المسيرة الإسلامية الفرقة والتنازع والاختلاف، فساحة العمل الإسلامي تغصُّ بجماعات كثيرة، دعواها واحدة وهي الإسلام، وإعادة مجد الإسلام، وأمّة الإسلام، ولكنَّها متنافرة فيما بينها، تتراشق الاتهام.. بل يصل الأمر إلى الرمي بالمروق من الدين، والاتهام بالضلال، وهذا هو الخلاف المذموم، الناشئ عن الهوى، والتعصب، لرجل أو جماعة، بدون تَعرُّف على الحقّ وتبيُّن له.. ونحاول إيجاد صيغة للالتقاء والانسجام([3]) بين تجمعات أهل السنّة والجماعة، العاملة في الساحة الإسلامية، بحيث تمضي القافلة المسلمة في طريق واحد نحو هدفها>. اﻫ
وانظر إلى ما جاء في بريد القراء في مجلة <البيان> عدد (26)، ص (97)، قولهم: <.. نقول للأخ البراك: منذ البداية دَعَوْنَا جماعات أهل السنة ـ يعني بها فصائل الجهاد الأفغاني ـ إلى الاتحاد والتعاون، وحذرنا من أمثال <المجددي>، والظروف الصعبة التي يَمرُّ بها المسلمون تُحتِّم عليهم التعاون والتناصر ما داموا ضمن إطار أهل السنّة>. اﻫوانظر إلى ما جاء في كتاب المنتدى الإسلامي الأوّل والذي بعنوان: <جهاد المسلمين في أفغانستان يمر بأخطر مراحله> في ص (12 ـ 13)، حيث قال كاتبه: <يستحيل اجتماع كلمة المجاهدين ـ الأفغان ـ على حزب من الأحزاب، أو جماعة من الجماعات، وقد بذلوا محاولات من هذا القيبل ففشلوا، لكنّهم يؤكّدون بأنّهم يسيرون على ما كان عليه الرسول r، وما كان عليه
([1]) هذا قياس فاسد، إذ يقول: كما أنّه ساغ الخلاف في الفروع، فليسغ الخلاف في الأصول ! فهل بعد هذا الضلال من ضلال ؟! إذ فيه تسويغ الخلاف في الأصول، وهذا مخالف لِمَا أجمع عليه العلماء، من أنّه لا يجوز الخلاف في الأصول، وإلاّ كان اختلافًا مذمومًا، لا اختلافًا جائزًا، بل مَن قال لك: إنّ كلّ خلاف في الفروع فهو سائغ ؟!
([2]) قلت: سبحان الله ! تشابهت مقولاتهم، لتشابه منهجهم، وبعد ذلك يزعمون أنَّهم ليسوا جماعة، وليس لهم منهج إلاّ منهج أهل السنّة والجماعة، الذين هم سلفنا الصالح، فهل هذا هو منهج السلف الصالح، والذي يجمع تحت لوائه: الصوفي، والقبوري، والتكفيري، والرافضي، والأشعري، والماتريدي، بل والداعي إلى وحدة الأديان ؟!! سبحانك اللهم وبحمدك، إنّ هذا إلاّ افتراء على المنهج السلفي وأهله.
([3]) أرأيت هذا المنهج الترقيعي التلفيقي، فالداعية الملهم <بدري>، يريد إيجاد صيغة للالتقاء والانسجام بين الأحزاب والجماعات الإسلامية، ولم يقل لهم: دعوا ما أنتم عليه من الباطل، وارجعوا إلى المنهج المتكامل، والمنهج الحقّ، منهج السلف الصالح !! فبدلاً من أن تُخضِعَ المنهج السلفي لرغبات أولئك، اسْعَ إلى إخضاعهم للانقياد له، وإلاّ انقلبت الموازين، فصار الحاكم محكومًا، والمحكوم حاكمًا، وهذا عين الباطل.