من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 14.09.10 17:50
عظيم حاجة الأمة إلى تعطيم السُّنَّة
( ردّ على العقلانيين والقرآنيين ومن نحا نحوهم )
المقدمة وفيها الباعث على طرح هذا الموضوع
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" سورة "آل عمران" الآية (102) " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سورة " النساء " الآية (1) " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " سورة "الأحزاب" الآية (70-71)،،، أما بعد ،،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبعد :
أعلم- رحمك الله تعالى- أنه ومذ أن أشرقت الدنيا بنور رسالة نبينا محمد- صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- وبزغ فجرها بتعاليمه، واستنارت الأرض بدعوته، واستضاءت العقول والقلوب من قبسات هديه، والمسلمون ينعمون بسنته، يتبجحون بها في مجالسهم، ويتباهون بنسبتهم إليها في نواديهم ومحافلهم، ويتسابقون إلى تأويلها حال ورودها قربة لله وزلفا، بل ونصبوها ميزانا، يقيسون بعظيم التمسك بها أتباعها، ويعزرون أربابها . وعلى حين نشوة منهم بها، تلفظ أرحام خاطئة ما في أحشائها في طرقات المسلمين السالمين المسالمين ما ينفرهم، وينأى بهم عن السبيل، كذاك العيي الغبي الغوي القائل عن الأدلة وأهلها الأهلة : "شل تفكيرهم، وتحويلهم إلى كائنات مسجونة داخل النصوص" وهكذا بين الفينة والأخرى يخرج علينا فاسد العقل، أخرق الرأي، كاسد العلم قليل الفقه، متعالما وهو الجهول، متعاليا وهو الوضيع، متطاولا وهو الحقير، فيكفر أيماننا، ويزري بهدينا، ويسخر من اتباعنا . ذاك وغيره أوتوا من قبل عقولهم العليلة، وفهومهم الكليلة، ونفوسهم الغليلة، جعلوا العقل سيفاً مصلتاً على إرث النبوة . ما راعوا – من جهلهم- حمى للوحي، ولا أبقوا – من حنقهم- حرمة لأهله، ما علموا – من عمايتهم- أن أهله أهلّه، بهم – بعد الوحي- يقتدى ويهتدى . عود على بدء : أزعم أن عبدة عقولهم هؤلاء : ما وقفوا على حقيقة أمرهم، وضعف بنيانهم، وهزالة أركانهم؛ وما ذا إلا من إعراضهم عن الحق، وتكبرهم على الخلق، وإحداهما مزري مهلك! فكيف باجتماعهما ؟! فلا غرو أن تراهم عند النزال سرعان ما زالت حجاهم، وذهبت قواهم، وزهلت عقولهم عنهم فحاروا، وخارت قواهم، فصاحوا بل صاخوا، وهربوا بعد أن أرعدوا وأبرقوا وأزبدوا، هرولوا شرّقوا وهاموا غرّبوا، ولم يجدوا لهم ناصرا، حتى صرعوا في ميادين الرجال، وثبت الحق مع أهله الأقوياء الأشداء، الذين أخذوه بقوة، واستمسكوا به بشدة، وعضوا عليه بالنواجذ عضاً، واستعلوا به وحضوا، وحمدوا الله تعالى على توفيقه، وشكروه - تعالى- على تأييده ونصره . هذا .. ولا زلنا بين الفينة والأخرى تطالعنا بعض الكتب الكريهة بالتشكيك في السُّنَّة تارة، وبرفضها تارة أخرى، تطلّ علينا بوجهها الكالح، تخرج لنا من بطونها كل قبيح، وتفرز لنا كل كريه، منه نستدل على مرضها، ونقف على دائها، ونستعيذ من حالها ومآلها . ونظراً لخطورة الداء وخوف العدوى- ولا عدوى- استأصلنا الداء لمعرفتنا بالدواء وقدرتنا- بالله- عليه . ثم حفاظاً على الذراري وذريتهم منعناهم من الدخول عليه، والجلوس بين يديه، نصحاً عليهم وعملاً بما ورثناه من سلفنا الصالح الحريص علينا، حتى أخمد الداء صاحبه، وأدرج جسده في مقبرة التاريخ، وسلمت البرية من الداء، وشُكِرَ صنيع المعالج وحمد الدواء .