من صور تكريم الإسلام للمرأة
بعد بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهمن إكرام الإسلامللمرأة: أن أباح للرجل أن يعدد، فيتزوج بأكثر من واحدة، فأباح له أن يتزوج اثنتين،أو ثلاثاً، أو أربعاً، ولا يزيد عن أربع بشرط أن يعدل بينهن في النفقة، والكسوة،والمبيت، وإن اقتصر الزوج على واحدة فله ذلك.
هذا وإن في التعدد حكماً عظيمة،ومصالح كثيرة لا يدركها الذين يطعنون في الإسلام، ويجهلون الحكمة من تشريعاته، وممايبرهن على الحكمة من مشروعية التعدد مايلي:
1-
أن الإسلام حرّم الزنا،وشدَّد في تحريمه؛ لما فيه من المفاسد العظيمة التي تفوق الحصر والعد، والتي منها: اختلاط الأنساب، وقتل الحياء، والذهاب بالشرف وكرامة الفتاة؛ إذ الزنا يكسوها عاراًلا يقف حده عندها، بل يتعداه إلى أهلها وأقاربها.
ومن أضرار الزنا: أن فيه جنايةعلى الجنين الذي يأتي من الزنا؛ حيث يعيش مقطوع النسب، محتقراً ذليلاً.
ومنأضراره: ما ينتج عنه من أمراض نفسية وجسدية يصعب علاجها، بل ربما أودت بحياة الزانيكالسيلان، والزهري، والهربس، والإيدز، وغيرها.
والإسلام حين حرَّم الزنا وشدَّدفي تحريمه فتح باباً مشروعاً يجد فيه الإنسان الراحة، والسكن، والطمأنينة ألا وهوالزواج، حيث شرع الزواج، وأباح التعدد فيه كما مضى.
ولا ريب أن منع التعدد ظلمللرجل وللمرأة؛ فمنعه قد يدفع إلى الزنا؛ لأن عدد النساء يفوق عدد الرجال في كلزمان ومكان، ويتجلى ذلك في أيام الحروب؛ فَقَصْر الزواج على واحدة يؤدي إلى بقاءعدد كبير من النساء دون زواج، وذلك يسبب لهن الحرج، والضيق،
والتشتت، وربما أدى بهنإلى بيع العرض، وانتشار الزنا، وضياع النسل.
2-
أن الزواج ليس متعة جسديةفحسب: بل فيه الراحة، والسكن، وفيه -أيضاً- نعمة الولد، والولد في الإسلام ليسكغيره في النظم الأرضية؛ إذ لوالديه أعظم الحق عليه؛ فإذا رزقت المرأة أولاداً،وقامت على تربيتهم كانوا قرة عين لها؛ فأيهما أحسن للمرأة: أن تنعم في ظل رجليحميها، ويحوطها، ويرعاها، وترزق بسببه الأولاد الذين إذا أحسنت تربيتهم وصلحواكانوا قرة عين لها؟ أو أن تعيش وحيدة طريدة ترتمي هنا وهناك؟
3-
أن نظرةالإسلام عادلة متوازنة: فالإسلام ينظر إلى النساء جميعهن بعدل، والنظرة العادلةتقول بأنه لابد من النظر إلى جميع النساء بعين العدل.
إذا كان الأمر كذلك؛ فماذنب العوانس اللاتي لا أزواج لهن؟
ولماذا لا يُنظر بعين العطف والشفقة إلى من ماتزوجها وهي في مقتبل عمرها؟
ولماذا لا ينظر إلى النساء الكثيرات اللواتي قعدن بدونزواج؟
أيهما أفضل للمرأة: أن تنعم في ظل زوج معه زوجة أخرى، فتطمئن نفسها، ويهدأبالها، وتجد من يرعاها، وترزق بسببه الأولاد، أو أن تقعد بلا زواج البتة؟
وأيهماأفضل للمجتمعات: أن يعدد بعض الرجال فيسلم المجتمع من تبعات العنوسة؟ أو ألا يعددأحد، فتصطلي المجتمعات بنيران الفساد؟
وأيهما أفضل: أن يكون للرجل زوجتان أوثلاث أو أربع؟ أو أن يكون له زوجة واحدة وعشر عشيقات، أو أكثر أو أقل؟
4-
أنالتعدد ليس واجباً: فكثير من الأزواج المسلمين لا يعددون؛ فطالما أن المرأة تكفيه،أو أنه غير قادر على العدل فلا حاجة له في التعدد.
5-
أن طبيعة المرأة تختلفعن طبيعة الرجل: وذلك من حيث استعدادها للمعاشرة؛ فهي غير مستعدة للمعاشرة في كلوقت، ففي الدورة الشهرية مانع قد يصل إلى عشرة أيام، أو أسبوعين كل شهر.
وفيالنفاس مانع -أيضاً- والغالب فيه أنه أربعون يوماً، والمعاشرة في هاتين الفترتينمحظورة شرعاً، لما فيها من الأضرار التي لا تخفى.
وفي حال الحمل قد يضعف استعدادالمرأة في معاشرة الزوج، وهكذا.
أما الرجل فاستعداده واحد طيلة الشهر، والعام؛فبعض الرجال إذا منع من التعدد قد يؤول به الأمر إلى سلوك غير مشروع.
6-
قدتكون الزوجة عقيماً لا تلد: فيُحْرَمُ الزوج من نعمة الولد، فبدلاً من تطليقها يبقيعليها، ويتزوج بأخرى ولود.
وقد يقال: وإذا كان الزوج عقيماً والزوجة ولوداً؛ فهلللمرأة الحق في الفراق؟
والجواب: نعم فلها ذلك إن أرادت.
7-
قد تمرضالزوجة مرضاً مزمناً: كالشلل وغيره، فلا تستطيع القيام على خدمة الزوج؛ فبدلاً منتطليقها يبقي عليها، ويتزوج بأخرى.
8-
قد يكون سلوك الزوجة سيئاً: فقد تكونشرسة، سيئة الخلق لا ترعى حق زوجها؛ فبدلاً من تطليقها يبقي الزوج عليها، ويتزوجبأخرى؛ وفاء للزوجة، وحفظاً لحق أهلها، وحرصاً على مصلحة الأولاد من الضياع إن كانله أولاد منها.
9-
أن قدرة الرجل على الإنجاب أوسع بكثير من قدرة المرأة: فالرجل يستطيع الإنجاب إلى ما بعد الستين، بل ربما تعدى المائة وهو في نشاطه وقدرتهعلى الإنجاب.
أما المرأة فالغالب أنها تقف عن الإنجاب في حدود الأربعين، أو تزيدعليها قليلاً؛ فمنع التعدد حرمان للأمة من النسل.
10-
أن في الزواج من ثانيةراحة للأولى: فالزوجة الأولى ترتاح قليلاً أو كثيراً من أعباء الزوجية؛ إذ يوجد منيعينها ويأخذ عنها نصيباً من أعباء الزوج. ولهذا، فإن بعض العاقلات إذا كبرت فيالسن وعجزت عن القيام بحق الزوج أشارت عليه بالتعدد.
11-
التماس الأجر: فقديتزوج الإنسان بامرأة مسكينة لا عائل لها، ولا راع، فيتزوجها بنيَّة إعفافها،ورعايتها، فينال الأجر من الله بذلك.
12-
أن الذي أباح التعدد هو الله عزوجل: فهو أعلم بمصالح عباده، وأرحم بهم من أنفسهم.
وهكذا يتبين لنا حكمةالإسلام، وشمول نظرته في إباحة التعدد، ويتبين لنا جهل من يطعنون فيتشريعاته.
ومن إكرام الإسلام للمرأة أن جعل لها نصيباً من الميراث؛ فللأمنصيب معين، وللزوجة نصيب معين، وللبنت وللأخت ونحوها نصيب على نحو ما هو مُفَصَّلفي مواضعه.
ومن تمام العدل أن جعل الإسلام للمرأة من الميراث نصف ما للرجل، وقديظن بعض الجهلة أن هذا من الظلم؛ فيقولون: كيف يكون للرجل مثل حظ الأنثيين منالميراث؟ ولماذا يكون نصيب المرأة نصف نصيب الرجل؟
والجواب أن يقال: إن الذي شرعهذا هو الله الحكيم العلم بمصالح عباده.
ثم أي ظلم في هذا ؟
إن نظام الإسلاممتكامل مترابط؛ فليس من العدل أن يؤخذ نظام، أو تشريع، ثم ينظر إليه من زاوية واحدةدون ربطه بغيره، بل ينظر إليه من جميع جوانبه؛ فتتضح الصورة، ويستقيمالحكم.
ومما يتبين به عدل الإسلام في هذه المسألة: أن الإسلام جعل نفقة الزوجةواجبة على الزوج، وجعل مهر الزوجة واجباً على الزوج -أيضاً-.
ولنفرض أن رجلاًمات، وخلَّف ابناً، وبنتاً، وكان للابن ضعف نصيب أخته، ثم أخذ كل منهما نصيبه، ثمتزوج كل منهما؛ فالابن إذا تزوج مطالب بالمهر، والسكن، والنفقة على زوجته وأولادهطيلة حياته.
أما أخته فسوف تأخذ المهر من زوجها، وليست مطالبة بشيء من نصيبهالتصرفه على زوجها، أو على نفقة بيتها أو على أولادها؛ فيجتمع لها ما ورثته منأبيها، مع مهرها من زوجها، مع أنها لا تُطَالب بالنفقة على نفسها وأولادها.
أليسإعطاء الرجل ضعف ما للمرأة هو العدل بعينه إذاً؟هذه هي منزلة المرأة فيالإسلام؛ فأين النظم الأرضية من نظم الإسلام العادلة السماوية، فالنظم الأرضية لاترعى للمرأة كرامتها، حيث يتبرأ الأب من ابنته حين تبلغ سن الثامنة عشرة أو أقل؛لتخرج هائمة على وجهها تبحث عن مأوى يسترها، ولقمة تسد جوعتها، وربما كان ذلك علىحساب الشرف، ونبيل الأخلاق.
وأين إكرامُ الإسلام للمرأة، وجَعْلُها إنساناًمكرماً من الأنظمة التي تعدها مصدر الخطيئة، وتسلبها حقها في الملكية والمسؤولية،وتجعلها تعيش في إذلال واحتقار، وتعدّها مخلوقاً نجساً؟
وأين إكرام الإسلامللمرأة ممن يجعلون المرأة سلعة يتاجرون بجسدها في الدعايات والإعلانات؟
وأين إكرامالإسلام لها من الأنظمة التي تعد الزواج صفقة مبايعة تنتقل فيه الزوجة؛لتكون إحدىممتلكات الزوج؟ حتى إن بعض مجامعهم انعقدت؛ لتنظر في حقيقة المرأة وروحها أهي منالبشر أو لا؟وهكذا نرى أن المرأة المسلمة تسعد في دنياها مع أسرتها وفي كنفوالديها، ورعاية زوجها، وبر أبنائها سواء في حال طفولتها، أو شبابها، أو هرمها، وفيحال فقرها أو غناها، أو صحتها أو مرضها.
وإن كان هناك من تقصير في حق المرأة فيبعض بلاد المسلمين أو من بعض المنتسبين إلى الإسلام، فإنما هو بسبب القصور والجهل،والبُعد عن تطبيق شرائع الدين، والوزر في ذلك على من أخطأ والدين براء من تبعة تلكالنقائص.
وعلاج ذلك الخطأ إنما يكون بالرجوع إلى هداية الإسلام وتعاليمه؛ لعلاجالخطأ.
هذه هي منزلة المرأة في الإسلام على سبيل الإجمال: عفة، وصيانة، ومودة،ورحمة، ورعاية، وتذمم إلى غير ذلك من المعاني الجميلة السامية.
أما الحضارةالمعاصرة فلا تكاد تعرف شيئاً من تلك المعاني، وإنما تنظر للمرأة نظرة مادية بحتة،فترى أن حجابها وعفتها تخلف ورجعية، وأنها لابد أن تكون دمية يعبث بها كل ساقط؛فذلك سر السعادة عندهم.
وما علموا أن تبرج المرأة وتهتكها هو سبب شقائهاوعذابها.
وإلا فما علاقة التطور والتعليم بالتبرج والاختلاط وإظهار المفاتن،وإبداء الزينة، وكشف الصدور، والأفخاذ، وما هو أشد؟
وهل من وسائل التعليم والثقافةارتداء الملابس الضيقة والشفافة والقصيرة؟!
ثم أي كرامة حين توضع صور الحسناوات فيالإعلانات والدعايات؟!
ولماذا لا تروج عندهم إلا الحسناء الجميلة، فإذا استنفذتالسنوات جمالها وزينتها أهملت ورميت كأي آلة انتهت مدة صلاحيتها؟
وما نصيب قليلةالجمال من هذه الحضارة؟ وما نصيب الأم المسنّة، والجدة، والعجوز؟
إن نصيبها فيأحسن الأحوال يكون في الملاجىء، ودور العجزة والمسنين؛ حيث لا تُزار ولا يُسألعنها. وقد يكون لها نصيب من راتب تقاعد، أو نحوه، فتأكل منه حتى تموت؛ فلا رحمهناك، ولا صلة، ولا ولي حميم.
أما المرأة في الإسلام فكلما تقدم السن بهازاد احترامها، وعظم حقها، وتنافس أولادها وأقاربها على برها-كما سبق-لأنها أدَّت ماعليها، وبقي الذي لها عند أبنائها، وأحفادها، وأهلها، ومجتمعها.
أما الزعم بأنالعفاف والستر تخلّف ورجعية فزعم باطل، بل إن التبرج والسفور هو الشقاء والعذاب،والتخلف بعينه
وإذا أردت الدليل على أن التبرج هو التخلف فانظر إلى انحطاط خصائصالجنس البشري في الهمج العراة الذين يعيشون في المتاهات والأدغال على حال تقرب منالبهيمية؛ فإنهم لا يأخذون طريقهم في مدارج الحضارة إلا بعد أن يكتسوا.
ويستطيعالمراقب لحالهم في تطورهم أن يلاحظ أنهم كلما تقدموا في الحضارة زادت نسبة المساحةالكاسية من أجسادهم
كما يلاحظ أن الحضارة الغربية في انتكاسها تعود في هذا الطريقالقهقري درجة درجة حتى تنتهي إلى العري الكامل في مدن العراة التي أخذت في الانتشاربعد الحرب العالمية الأولى، ثم استفحل داؤها في السنوات الأخيرة.
وهكذا تبينلنا عظم منزلة المرأة في الإسلام، ومدى ضياعها وتشردها إذا هي ابتعدت عن الإسلام. هذه نبذة يسيرة، وصور موجزة من تكريم الإسلام للمرأةولا يوجد غير الاسلامولن يوجد من يقدر عظمة المرأةدمتم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هدى شعراوي تكتوي بنيران تحرير المرأة !
أغلب الشخصيات النسائية اللواتي تبنين ـ ما زُعم زوراً ـ تحرير المرأة، كنَّ فيالواقع شخصيات مأزومة، عاشت ظروفاً اجتماعية قاسية نتيجة غياب الوعي الكامل بمقتضىالإسلام عن نطاق أسرهن، مع امتلاكهن ـ هؤلاء النسوة ـ قدراً من التحدي وعدم التسليمبالأمر الواقع، فإذا حاولن تغيير وضعهن ونظرة أهلهن والمجتمع المحيط بهن، سلكنطرقاً ملتوياً وانجرفن في دوامات لا يستطعن التراجع عنها!
من هذه الشخصياتالتي ينطبق عليها هذا الحال إلى حدّ كبير، شخصية تعتبر رمزاً من رموز التحررالنسوي، وإذا ما ذكر تحرير المرأة قفز اسمها إلى الذهن مباشرة.
إنها "هدى شعراوي" (1878 ـ 1947م) أو: نور الهدى محمد سلطان باشا، ربيبة أحد أكبر بيوتات مصر، الذينعُرفوا بالثراء والتأثير الواسع في الرأي العام.
زواجهاتوفي والد هدىشعراوي في وقت مبكر من حياتها، إذ كانت طفلة صغيرة دون التاسعة من عمرها، وتولى ابنعمها والوصي عليها "علي باشا شعراوي" تربيتها ورعايتها، وكان علي باشا شخصية صارمةحازمة، لا يرى تعليم البنات، فحرمها من التعليم، فيما أفسح المجال لأخيها الأصغرعمر، وألحقه بالمدارس، وعندما أتمَّت هدى التاسعة من عمرها طلبها "شعراوي باشا" زوجة له، فوافقت أمها على الفور، ثمَّ زفَّت النبأ لابنتها التي امتقع لونها،وصُدمت، فالفارق بينها وبين شعراوي باشا يقارب الأربعين عاماً، وهي في سن ابنته،فقد كان شعراوي متزوجاً من امرأة أخرى، وله منها ابن في نفس عمر هدى!
اعترضت هدى بشدة على هذا الطلب الذي اعتبرته سخيفاً، لكن لم يكن هناك مخرج،فأشارت عليها أمها أن توافق، على شرط أن يطلق شعراوي زوجته الأولى، وأن ينصّ علىهذا في عقد الزواج.
وافقت هدى بعد إلحاح من أمها على هذا الحل الذي أراحهاجزئياً، وتمَّ الزفاف في حفل ضخم، وبعد أن انتهى شهر العسل بأيام؛ بدأت الشائعاتتتناثر بأنَّ الزوجة الأولى تطوف بيوت الأعيان وتقول إنَّ علي باشا شعراوي أعادهاإلى عصمته، فجنَّ جنون هدى شعراوي، وأصرَّت على الطلاق، فاضطر على شعراوي أن يطلِّقزوجته على مضض، وعادت المياه إلى مجاريها بين هدى وزوجها، ولكنها كانت مياه راكدةلم يحركها وجود "بسمة" و"محمد" اللذين رزقت بهما من علي باشا شعراوي.
خلعالحجابهذه الخلفية الاجتماعية التي انطلقت منها هدى شعراوي، جعلتها متمردةحانقة على كل شيء، وكانت في طليعة النساء التحرريات، بل كانت من أهم الرموزالنسائية التغريبية في العالم العربي، وكانت أول امرأة تخلع الحجاب علانية أمامالناس وتدوسه بقدميها مع زميلتها "سيزا نبراوي" عقب عودتهما من مؤتمر نسائي دوليسنة 1923م، وكانت هدى حلقة الوصل بين الحركات النسائية العربية ونظيرتها الغربية،إذ شاركت في 14 مؤتمراً نسائياً دولياً في أنحاء العالم العربي، وأسست 15 جمعيةنسائية في مصر وحدها، وكانت رئيسة الاتحاد النسائي المصري، وأسست مجلتين نسائيتين،واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية، ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدولالعربية.
وأغرب ما يلقانا في شخصية هذه المرأة النشيطة من أجل إثبات حقوقالمرأة والدفاع عنها لتمارس حريتها دون قيد أو شرط؛ أنهاَّ ما انطلقت في طريقها هذاإلا لإشباع رغبة مكبوتة في التحلل، غلفتها الشعارات البرَّاقة، لكنها في حقيقتها لمتتجاوز من انتقدتهم، ووجَّهت إليهم اللوم وثارت عليهم بدعوى أنَّهم يمنعون المرأةحقوقها، إذ كيف تلاحق امرأة مثلها وتحرمها حقها في أن تتزوَّج ممَّن أحبت بدعوىأنَّها مطربة أو ممثلة وهو ابن باشا!
ألم تكن المطربة أو الممثلة ومنشاكلهما ثمار جهدها وجهادها من أجل إخراج المرأة من خدرها، إلى مزالق الهوى ودروبالفتن، فإذا استجابت وخرجت حُوربت بدعوى أنها مطربة أو ممثلة؟
سؤال مهم.
والواضح أنَّ أمر هذه المطربة بالذات ـ واسمها فاطمة سري ـ مختلف عن كلالمطربات؛ إذ من المعلوم أنَّ عشرات المطربات والممثلات تزوَّجن من الباشواتوالأعيان، ولم تنكر عليهن السيدة هذا الفعل؛ بل كانت من المشجعات على ذلك، لكنالأمر هنا مختلف تماماً، خصوصاً إذا كان هذا الباشا هو ابن السيدة هدى شعراوينفسها!
الباشا تزوَّج المطربةأقامت هدى شعراوي حفلاً كبيراً في "سرايتها" بعد اختلافها مع سعد زغلول وقتذاك، وفي الحفل شاهد محمَّد شعراوي، ابنهدى شعراوي المطربة "فاطمة سري" (التي أحيت الحفل)، فأعجب بها ووقع حبها في قلبه،فراح يلاحقها من حفل إلى حفل، ومن مكان إلى مكان، وهي معرضة عنه، ممَّا أشعل حبهافي قلبه، وبدأت قصة الحب تتطور، ثم أشارت إحدى المجلات إلى هذه القصة على صفحاتها،فانزعجت المطربة، لكن الباشا لم ينزعج، وقال لها : أريد أن تعرف الدنيا كلها أنيأحبك!
وعندما علم طليق المطربة بالقصة ثار عليها وحرمها من ولديها، ففكرمحمد شعراوي في الانسحاب بعد ما تورَّطت معه وثارت من حولهما الشبهات، فكتب لهاشيكاً بمبلغ كبير ثمناً للوقت الذي أمضاه معها، فما كان منها إلا أن مزَّقت الشيكوداسته بأقدامها وتركته وهي ثائرة غاضبة، فلحق بها محمَّد شعراوي واعتذر لها عن سوءتصرفه وعرض عليها الزواج بشكل عرفي، فاعترضت المطربة وقالت إنَّها تريد عقداًشرعياً، فطلب منها أن تمهله حتى يسترضي والدته.
في هذه الأثناء كانتالمطربة قد شعرت بدبيب الحمل وقررت إجهاض نفسها، وعندما أخبرها الطبيب بأنَّ هذاالإجراء خطر على حياتها، تمسك شعراوي بها وبالجنين، وكتب الإقرار التالي بخط يده،وقد نقله إلينا وتفاصيل هذه الواقعة الكاتب المعروف "مصطفى أمين" في كتابه "مسائلشخصية":
إقـرارأقرُّ أنا الموقع على هذا محمد على شعراوي نجل المرحومعلى باشا شعراوي، من ذوي الأملاك، ويقيم بالمنزل شارع قصر النيل رقم 2 قسم عابدينبمصر، أنني تزوجت الست فاطمة كريمة المرحوم "سيد بيك المرواني" المشهورة باسم "فاطمة سري" من تاريخ أول سبتمبر سنة 1924 ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين أفرنكية،وعاشرتها معاشرة الأزواج، وما زلت معاشراً لها إلى الآن، وقد حملت مني مستكناً فيبطنها الآن، فإذا انفصل فهذا ابني، وهذا إقرار مني بذلك.
وأنا متصف بكافةالأوصاف المعتبرة بصحة الإقرار شرعاً وقانوناً، وهذا الإقرار حجة عليَّ تطبيقاًللمادة 135 من لائحة المحاكم الشرعية، وإن كان عقد زواجي بها لم يعتبر، إلا أنَّهصحيح شرعي مستوف لجميع شرائط عقد الزواج المعتبرة شرعاً.
محمد عليشعراويالقاهرة في 15 يونيو 1925موعلمت هدى شعراوي بزواج ابنها الوحيدمن المطربة، فثارت ثورة عارمة واتهمت ابنها بأنَّه يحاول قتلها بهذا الزواج، وحاولتالضغط على المطربة بما لها من نفوذ وعلاقات واسعة، بالتهديد بتلفيق ملف سري في شرطةالآداب يتهمها بالدعارة، لكن المطربة تحدتهم وقالت إنها ستطلق بنفسها الرصاص على أيوزير داخلية يقوم بهذا التزوير!
اشتعلت المعركة بين هدى شعراوي وابنهاوزوجته المطربة، فقرر ابنها السفر إلى أوربا وطلب من زوجته اللحاق به، فكان يتنقَّلمن مدينة إلى مدينة، ومن بلد إلى بلد تاركاً ـ لزوجته - في كل مدينة وفي كل بلدرسالة مفادها أن الحقي بي، لكنها برغم حرصها على اللحاق بهلم تعثر عليه في أي مكانذهبت إليه، ويبدو أنَّه كان يتهرَّب منها، فعادت المطربة إلى مصر ومعها طفلتها "ليلى" التي أخفتها عن العيون خوفاً عليها، وبعد مدة عاد شعراوي ليسأل عنها وعنابنته ويسألها أيضاً عن الإقرار، فسألته: هل يهمك الحصول على هذه الورقة؟ فقال: بهذا تثبتين إخلاصك لي إلى الأبد، فمدَّت يدها تحت الحشية التي كان يجلسان عليهاوأخرجت الورقة وسلمتها له، بعد أن قامت بتصويرها "زنكوغراف" صورة مطابقة للأصل، لميتبين شعراوي أنَّها صورة، فالخط خطه ولون الحبر نفسه، وكانت هذه نصيحة محاميها.
خرج شعراوي بعد ما طمأنها بأنَّه سيحتفظ بالورقة في مكان آمن لتكون دليلاًترثه ابنته به، ثم احتضن الصغيرة، وقبل الزوجة وخرج وهو يقول إنَّه سيعود صباحاليوم التالي، ولم يعد أبداً!
اتصلت به المطربة هاتفياً، فأنكر نفسه،فعاودت الاتصال، فوجدته وقد انهال عليها سباً وشتماً، وأغلق في وجهها الخط!
رسالة إلى محررة المرأةبعدما يأست المطربة فاطمة سري من شعراوي باشاكتبت الخطاب التالي إلى والدته السيدة هدى شعراوي زعيمة النهضة النسائية في مصر،فقالت:
سيدتي:
سلاماً وبعد، إنَّ اعتقادي بك وبعدلك، ودفاعك عن حقالمرأة، يدفعني كل ذلك إلى التقدم إليك طالبة الإنصاف، وبذلك تقدمين للعالم برهاناًعلى صدق دفاعك عن حق المرأة، ويمكنك حقيقة أن تسيري على رأس النساء مطالبة بحقوقهن،ولو كان الأمر قاصراً عليَّ لما أحرجت مركزك، لعل أنَّك أم تخافين على ولدك العزيزأن تلعب به أيدي النساء وتخافين على مستقبله من عشرتهن، وعلى سمعته من أن يقالإنَّه تزوَّج امرأة كانت فيما مضى من الزمان تغني على المسارح، ولك حق إن عجزتِ عنتقديم ذلك البرهان الصارم على نفسك؛ لأنَّه يصيب من عظمتك وجاهك وشرف عائلتك، كماتظنون يا معشر الأغنياء، ولكن هناك طفلة مسكينة هي ابنتي وحفيدتك، إنَّ نجلكالعزيز، والله يعلم، وهو يعلم، ومن يلقي عليها نظرة واحدة يعلم ويتحقق من أنَّها لمتدنس ولادتها بدم آخر، والله شهيد، طالبت بحق هذه الطفلة المعترف بها ابنك كتابياً،قبل أن يتحوَّل عني وينكرها وينكرني، فلم أجد من يسمع لندائي، وما مطالبتي بحقهاوحقي كزوجة طامعة في مالكم، كلا! والله فقد عشت قبل معرفتي بابنك، وكنت منزهةمحبوبة كممثلة تكسب كثيراً، وربما أكثر ممَّا كان يعطيه لي ابنك، وكنت متمتعةبالحرية المطلقة، وأنت أدرى بلذة الحرية المطلقة التي تدافعين عنها، ثم عرفت ابنكفاضطرني أن أترك عملي وأنزوي في بيتي، فأطعته غير طامعة بأكثر ممَّا كان يجود به،وما كنت لأطمع أن أتزوَّج منه، ولا أن ألد منه ولداً، ولكن هذه غلطة واسأليه عنهاأمامي، وهو الذي يتحمَّل مسؤوليتها، فقد كنت أدفع عن نفسي مسألة الحمل مراراًوتكراراً، حتى وقع ما لم يكن في حسابي، هذه هي الحقيقة الواقعة وانتهى الأمر.
والآن يتملَّص ولدك من كل شيء، ولا يريد الاعتراف بشيء، وقد شهد بنفسه منحيث لا يدري بتوسيطه كثيرين في الأمر، وما كنت في حاجة لوساطة، ولو كان تقدَّمإليَّ طالباً فك قيده لفعلت، وكانت المسألة انتهت في السر، ولم يعلم بها أحد، فعرضعليَّ في الأول قدراً من المال بواسطة علي بك سعد الدين (سكرتير عام وزارةالأشغال)، وبواسطة الهلباوي بك (المحامي الكبير) وغيرهم ممَّن حضروا إليَّ ظانينأنني طامعة في مالهم، وأنَّه في إمكاني إنكار نسب ابنتي إذا أغروني! ولكنني أخافإلهاً عادلاً بأنَّه سيحاسبني يوماً عن حقوقها ـ إن لم تحاسبني هي عليها ـ فلم يجدمحمد مني قبولاً للمال، وعندما وجد مني امتناعاً عن إنكار نسب ابنته سكت عنيتماماً، فوسطت "فهيم أفندي باخوم" محاميه، فاجتهد في إقناعه بصحَّة حقوقي وعقوديواعترافه بابنته، وتوسَّط في أن ينهي المسألة على حل يرضي الطرفين، فلم يقبل نجلكنصيحته بالمرة، وكان جوابه أن ألجأ برفع دعوى عليه ومقاضاته، وهو يعلم تماماً أنَّنتيجة الدعوى ستكون في صالحي، فلا أدري ماذا يفيده التشهير في مسألة كهذه سيعلم بهاالخاص والعام، وسنكون أنا وأنتم مضغة في الأفواه، وأنت أدرى بجونا المصري وتشنيعه،خصوصاً في مسألة كهذه، وهذا ما يضطرني إلى أن أرجع إليك قبل أن أبدأ أية خطوةقضائية ضده، وليس رجوعي هذا عن خوف أو عجز، فبرهاني قوي ومستنداتي لا تقبل الشكوكلها لصالحي، ولكن خوفاً على شرفكم وسمعتكم وسمعتي، ولو أنني كما تظنون لا أبالي،فربما كانت مبالاتي في المحافظة على سمعتي وشرفي أكثر من غيري في حالتي الحاضرة،فهل توافقين يا سيدتي على رأي ولدك في إنهاء المسألة أمام المحاكم؟ أنتظر منكالتروي في الأمر، والردّ عليَّ في ظرف أسبوع؛ لأنني قد مللتُ كثرة المتداخلين فيالأمر.. ودمت للمخلصة فاطمة سري.
صدى الرسالةما كادت هدى شعراوي تنتهيمن قراءة رسالة المطربة حتى ثارت ثائرتها، واعتبرتها إعلاناً لحرب، واعتبرتهاإنذاراً نهائياً مدته أسبوع واحد، فنست كل مبادئها للتحرير، وخاضت معارك عنيفة ضدالمطربة، وبعد سنوات من المرافعات والضغوط والتدخلات، إذا بالمحكمة الشرعية تحكمبأنَّ "ليلى" هي ابنة محمد شعراوي، وفي الحال خضعت هدى شعراوي لحكم القضاء.
لم تنته اللعنة التي لحقت هدى شعراوي جراء خوضها فيما سمي "تحرير المرأة" بعد، فبعد أن تزوج محمد شعراوي من سيدة من أسرة عريقة نزولاً على رغبة والدته ورزقمنها عدة بنات وولداً، لم يوفق معها، فتزوج للمرة الثالثة من راقصة تدعى "أحلام" رزق منها ثلاثة أولاد، ولم تعلم محررة المرأة بهذه الكارثة الجديدة، فقد ماتتبالسكتة القلبية وهي جالسة تكتب بياناً في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأنتقف صفاً واحداً في قضية فلسطين.
وهكذا احترقت زعيمة تحرير المرأة بنيرانثمار دعوتها، وانكشف تناقضها إزاء ما تدعو إليه وما تؤمن به.
والنقل
لطفــــــــــــــا .. من هنـــــــــــــــــــــــــــا
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=937
تعليق
لا عجبد. منذر زيتون - الأردن
أعجبني:في الواقعوبعيدا عن مدى حقيقة ما هو مذكور في هذه المقالة، فإن الملاحظ أن أكثر النساءاللواتي يسرن في طريق ما يسمى بحرية المرأة عبارة عن نساء تعيسات تخبطن في حياتهنالخاصة فحقدن على شركائهن وعلى أنفسهن في آن واحد وتعبيرا عن ذلك رفعن راية ما سميبحرية المراة، كنت مرة أجلس مع امرأة بلغت من العلم درجة الدكتوراة وكنا نتحدث عنهذا الأمر، فقلت لها إنني لاحظت شيئا على هؤلاء النسوة اللواتي يرفعن لواء حقوقالمرأة وتحريرها، فسألتني ما ذاك؟ فقلت إنني لاحظت أن أكثرهن يعشن حياة اجتماعيةفاشلة، إذ أن أكثرهن إما مطلقات وإما في خصام كبير مع أزواجهن يصل إلى المحاكم.. فضحكت المرأة وقالت أتعلم أنني أيضا ملطقة؟لو كانت هؤلاء النساء في حياةمستقرة طيبة ما حقدن على حياتهن وما أردن أن يدمرن غيرهن من النساء لأن الفاشل لايهنأ إلا إذا رأى غيره فاشلا مثله، ولذلك موضوع تحرير المرأة ليس إلا سخطا وعقدةتعلنه نساء تعيسات فاشلات يردن أن يوقعن غيرهن بنفس الحال.
المصدر السابق
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل المرأة الغربية حرة أم مستعبدة ؟
في تقرير خطير نشرته محطة CNN الإخبارية الأمريكية؛ أكدت فيه انتشار ظاهرة تجارةالرقيق من النساء حول العالم لاستخدامهن في الأعمال الجنسية المحرّمـة. كما أشارالتقرير إلى أن معدلات هذه الظاهرة تزيد عاما بعد عام > وقد أكد التقرير بناءعلى أبحاث قام بها فريق بحث مقره جامعة : Johns Hopkins بـ Maryland بالولاياتالمتحدة أن :
هناك 2 مليون امرأة وطفلة يتم بيعهن كعبيد سنويا.
120 ألف امرأة من أوروبا الشرقية (روسيا والدول الفقيرة التي حولها) يتمتهجيرهن إلى أوروبا الغربية لهذا الغرض الدنيء.
أكثر من 15 ألف امرأة يتم ارسالهن إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأغلبهن منالمكسيك.
تباع المرأة القادمة من دول شرق آسيا بأمريكا بـ 16 ألف دولار ليتم استخدامهابعد ذلك في دور الفواحش والحانات.
قرابة 200 ألف فتاة من نيبال، الكثير منهم تحت سن 14 عاما يتم بيعهن كعبيد فيالهند سنويا.
وقرابة 10 آلاف فتاة من الاتحاد السوفييتي المنحل يتم إجبارهن على ممارسةالفاحشة في إسرائيل.
10 آلاف طفلة سريلانكية بين السادسة والـ 14 عشر يجبرن على الفاحشة.
وكذلك الحال بالنسبة لبورما والتي يصل الرقم فيها لـ 20 ألف حالة سنويا.
إن مثل هذا الخبر هو أقوى رد يمكن أن يوجّه إلى أولئك المطالبينبحرية المرأة المسلمة تأسّيا بالغرب .. وهم لا يقصدون حريتها في ممارستها حقوقهاالتي كفلها الإسلام .. بل يقصدون تحررها من أحكام الإسلام ..
ها هو الغربعلى رغم ما يدعيه المدعون من الحضارة المزعومة والتقدم الهائل .. إلا أن السقوطالاجتماعي عندهم والحياة الشهوانية المادية قد أوصلهم إلى درجة الاتجار في المرأةذلك المخلوق الضعيف بغية التمتع الجنسي المحرّم بها .. ثم تلقى بعد ذلك تلكالم