أبو عبد الرحمن عبد المحسن كتب:
خطبة بعنوان :
تكريم الإسلام للمرأة
لفضيلة الشيخ العلامة :
صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه الله تعالى -
للتحميل بالضغط على الرابط التالى
هنـــــــــــــــــا
رابط المحاضرة
هنــــــــــــــــــا
"تكريم الإسلام للمرأة" للعلامة الفوزان -رحمه الله تعالى
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
أبو محمد عبد الله السلفي كتب:واقع المرأة قبل الإسلام
نبذة :
جاء الإسلام وكل أمم الأرض تمتهن المرأة وتبخسها حقها وغاية ما تصل إليه من تقدير :الاعتراف بأصلها الإنساني, فكيف بتقرير كرامتها ومساواتها للرجل في الحقوق والواجبات. فهي عند اليونان وسيلة للترفيه والمتعة،وقد عبر عن ذلك نص( ديمو ستين )
حين قال( إننا نتخذ العاهرات للذة ,ونتخذ الخليلات للعناية بصحة أجسامنا اليومية, ونتخذ الزوجات ليكون لنا أبناء شرعيون) وعند الرومان كان يحق للأب والزوج أن يبيعها لمن يشاء ، أماعند العرب فكان يحق لأبن زوجها أن يرثها كما يرث فرض أبيه ودابته! وهذا إن نجاها الله من الوأد عند ميلادها . وهكذا بقية الأمم من فرس وهنود وغيرهم. ودون أن تقوم المرأة بثورات أو احتجاجات على هذا الوضع المزري ,ودون أن يقوم أحد بذلك ,ودون أن تحدث تطورات اجتماعية أو اقتصادية تفرض شيئا من ذلك.
الى أن جاء الإسلام ليعترف لها بالمساواة مع الرجل ويقرر لها حقوقها كاملة لينقذها من ذلك الوضع المأساوي الشائن إلى أفق سامية على الصعد كافة .
رابط التحميل :
>> اضغط هنا <<
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
- مساهمة رقم 3
ذو صلة
اعترافات حول ما يسمى بـ ( تحرير المرأة )
" أدركت خطر دعوتي وأحمد الله أن خذلها " هذا الاعتراف لقاسم أمين ... وهو أول من دعا في مصر إلى " تحرير المرأة " .. تحريرها من عبوديتها لله إلى عبوديتها للشيطان والنفس الأمارة بالسوء .. كما قال ابن القيم رحمه الله : ( هربوا من الرق الذي خُلقوا له فبُلُوا برقّ النفس والشيطان ) .
وبعد سبع سنوات من إعلانه لدعوته ونشرها بين الناس ، تنصّل من آرائه ورجع عن دعوته ، واعترف قائلاً : " لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر التُّرك بل الإفرنج في ( تحرير نسائهم ) وغالَيْت في هذا المعنى حتى دعَوْتهم إلى تمزيق الحجاب ، وإلى إشراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم ، ولكن ... أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس ) ..
فلقد تتبعت خطوات النساء في كثير من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهنَّ ، وما ذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات ، فرأيت من فساد أخلاق الرجال ـ بل أسفّ ـ ما حمدت الله على ما خذل من دعوتي ، واستنفر الناس إلى معارضتي ..
رأيتهم ما مرت بهم امرأة أو فتاة إلا تطاولوا إليها بألسنة البذاءة ، ثم ما وجدت زحاماً في طريق فمرت به امرأة إلا وتناولتها الأيدي والألسن جميعاً ، " إلى آخر ما ذكره .. وكان ذلك قبل وفاته بعامين ، وقد نشر هذا الاعتراف في جريدة الطاهر ( أكتوبر ، 1906 م ) ، فما ذا يقول أدعياء تحرير المرأة اليوم ؟ ..
ومن طريف ما يروى في ذلك ، أن المؤرخ الإسلامي ( رفيق العظم ) أراد أن يثبت لقاسم أمين فشله في دعوته بطريق عملي ، فطرق منزله يوماً فلما رآه الخادم أسرع وأخبر قاسم أمين الذي خرج لاستقباله ، فقال رفيق العظم : أنا في هذه المرة جئت لزيارة حَرَمِكم لأتحدث معها في بعض المسائل الاجتماعية .. وعند ما استنكر قاسم أمين طلبه ، أجابه رفيق العظم متعجباً :
كيف تدعو لشيء وتمنع أهلك منه ؟! إذاً فأنت تدعو الأمة إلى غير ما تريد لنفسك ! فقال قاسم : إن زوجتي تلقت تربيتها و ( عاداتها ) عن والديها ، وهي لم تألف ما أدعو إليه ، فضحك رفيق العظم وقال : كلنا هكذا ، والخير في ذلك ، وتهذيب المرأة لا يتوقف على لقائها بالرجل ، وقد أردت أن أبرهن لك على أن ما تدعو إليه يمجّه الناس جميعاً حتى أهل بيتك "
ونحن نقول لأدعياء تحرير المرأة اليوم ما قاله رفيق العظم رحمه الله : هل ترضون لنسائكم وبناتكم ما تدعون إليه وترضونه لنساء العالمين من التبرج والسفور والانحلال ومخالطة الرجال ؟ أجيبوا إن كنتم صادقين ..
عبد الله بن عيسى
منقول من هنـــــــــــا
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
- مساهمة رقم 4
تكريم المرأة
تكريم المرأة فى الاسلام واهانتها فى الجاهلية
السؤال :
يتهم الغرب الإسلام بأنه يظلم المرأة ، فما هي مكانة المرأة في الإسلام؟
الجواب:
الحمد لله بلغت المرأة في الإسلام مكانة عالية , لم تبلغها ملة ماضية , ولم تدركها أمة تالية , إذ إن تكريم الإسلام للإنسان تشترك فيه المرأة و الرجل على حد سواء , فهم أمام أحكام الله في هذه الدنيا سواء, كما أنهم أمام ثوابه وجزاءه في الدار الآخرة سواء , قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم ) سورة الإسراء /70 , وقال عز من قائل : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) سورة النساء/7, وقال جل ثناؤه ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) سورة البقرة / 228, وقال سبحانه : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) سورة التوبة /71 , وقال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً - واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) سورة الإسراء / 23 ,24 .
وقال تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) سورة آل عمران / 195, وقال جل ثناؤه : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) سورة النحل /97 , وقال عز من قائل : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ) سورة النساء/124 .
وهذا التكريم الذي حظيت به المرأة في الإسلام لا يوجد له مثيل في أي ديانة أو ملة أو قانون فقد أقرت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رقيقاً تابعاً للرجل , ولا حقوق لها على الإطلاق , واجتمع في روما مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة فقرر أنها كائن لا نفْس له , وأنها لهذا لن ترث الحياة الأخروية , وأنها رجس .
وكانت المرأة في أثينا تعد من سقط المتاع , فكانت تباع وتشترى , وكانت تعد رجساً من عمل الشيطان . وقررت شرائع الهند القديمة : أن الوباء والموت والجحيم وسم الأفاعي والنار خير من المرأة , وكان حقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها - الذي هو سيدها - فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها في نيرانه , وإلا حاقت عليها اللعنة .
أما المرأة في اليهودية فقد جاء الحكم عليها في العهد القديم ما يلي : ( درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً , ولأعرف الشر أنه جهالة , والحماقة أنها جنون ؛ فوجدت أمرّاً من الموت : المرأة التي هي شباك , وقلبها شراك , ويدها قيود ) سفر الجامعة , الإصحاح 7 : 25 , 26 , ومن المعلوم أن العهد القديم يقدسه ويؤمن به اليهود والنصارى . تلك هي المرأة في العصور القديمة.
أما حالها في العصور الوسطى والحديثة فتوضحها الوقائع التالية : شرح الكاتب الدانمركي wieth kordsten اتجاه الكنيسة الكالوثوليكية نحو المرأة بقوله : ( خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدوداً جداً تبعاً لاتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد المرأة مخلوقاً في المرتبة الثانية ) , وفي فرنسا عقد اجتماع عام 586 م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنساناً أو لا تعد إنساناً ؟ وبعد النقاش : قرر المجتمعون أن المرأة إنسان , ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل .
وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسي على ما يلي : ( المرأة المتزوجة - حتى لو كان زواجها قائماً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها - لا يجوز لها أن تهب , ولا أن تنقل ملكيتها ولا أن ترهن , ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته عليه موافقة كتابية ) .
وفي إنجلترا حرّم هنري الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام 1850 م غير معدودات من المواطنين , وظللن حتى عام 1882 م ليس لهن حقوق شخصية , سلسلة مقارنة الأديان , تأليف د . أحمد شلبي , ج3 , ص: 210 - 213 .
أما المرأة المعاصرة في أوروبا وأمريكا وغيرها من البلاد الصناعية فهي مخلوق مبتذل مستهلك في الأغراض التجارية , إذ هي جزء من الحملات الإعلانية الدعائية , بل وصل بها الحال إلى أن تجرد ملابسها لتعرض عليها السلع في واجهات الحملات التجارية وأبيح جسدها و عرضها بموجب أنظمة قررها الرجال لتكون مجرد متعة لهم في كل مكان.
وهي محل العناية ما دامت قادرة على العطاء والبذل من يدها أو فكرها أو جسدها , فإذا كبرت وفقدت مقومات العطاء تخلى عنها المجتمع بأفراده ومؤسساته , وعاشت وحيدة في بيتها أو في المصحات النفسية .
قارن هذا - ولا سواء - بما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) سورة التوبة/71 , وقوله جل ثناؤه : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) سورة البقرة / 228 . وقوله عز وجل : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً - واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) سورة الإسراء / 23, 24 . وحينما كرمها ربها هذا التكريم أوضح للبشرية قاطبة بأنه خلقها لتكون أماً وزوجة وبنتاً وأختاً , وشرع لذلك شرائع خاصة تخص المرأة دون الرجل.
منقول من هنــــــــــا
يتهم الغرب الإسلام بأنه يظلم المرأة ، فما هي مكانة المرأة في الإسلام؟
الجواب:
الحمد لله بلغت المرأة في الإسلام مكانة عالية , لم تبلغها ملة ماضية , ولم تدركها أمة تالية , إذ إن تكريم الإسلام للإنسان تشترك فيه المرأة و الرجل على حد سواء , فهم أمام أحكام الله في هذه الدنيا سواء, كما أنهم أمام ثوابه وجزاءه في الدار الآخرة سواء , قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم ) سورة الإسراء /70 , وقال عز من قائل : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) سورة النساء/7, وقال جل ثناؤه ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) سورة البقرة / 228, وقال سبحانه : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) سورة التوبة /71 , وقال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً - واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) سورة الإسراء / 23 ,24 .
وقال تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) سورة آل عمران / 195, وقال جل ثناؤه : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) سورة النحل /97 , وقال عز من قائل : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ) سورة النساء/124 .
وهذا التكريم الذي حظيت به المرأة في الإسلام لا يوجد له مثيل في أي ديانة أو ملة أو قانون فقد أقرت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رقيقاً تابعاً للرجل , ولا حقوق لها على الإطلاق , واجتمع في روما مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة فقرر أنها كائن لا نفْس له , وأنها لهذا لن ترث الحياة الأخروية , وأنها رجس .
وكانت المرأة في أثينا تعد من سقط المتاع , فكانت تباع وتشترى , وكانت تعد رجساً من عمل الشيطان . وقررت شرائع الهند القديمة : أن الوباء والموت والجحيم وسم الأفاعي والنار خير من المرأة , وكان حقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها - الذي هو سيدها - فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها في نيرانه , وإلا حاقت عليها اللعنة .
أما المرأة في اليهودية فقد جاء الحكم عليها في العهد القديم ما يلي : ( درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً , ولأعرف الشر أنه جهالة , والحماقة أنها جنون ؛ فوجدت أمرّاً من الموت : المرأة التي هي شباك , وقلبها شراك , ويدها قيود ) سفر الجامعة , الإصحاح 7 : 25 , 26 , ومن المعلوم أن العهد القديم يقدسه ويؤمن به اليهود والنصارى . تلك هي المرأة في العصور القديمة.
أما حالها في العصور الوسطى والحديثة فتوضحها الوقائع التالية : شرح الكاتب الدانمركي wieth kordsten اتجاه الكنيسة الكالوثوليكية نحو المرأة بقوله : ( خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدوداً جداً تبعاً لاتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد المرأة مخلوقاً في المرتبة الثانية ) , وفي فرنسا عقد اجتماع عام 586 م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنساناً أو لا تعد إنساناً ؟ وبعد النقاش : قرر المجتمعون أن المرأة إنسان , ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل .
وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسي على ما يلي : ( المرأة المتزوجة - حتى لو كان زواجها قائماً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها - لا يجوز لها أن تهب , ولا أن تنقل ملكيتها ولا أن ترهن , ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته عليه موافقة كتابية ) .
وفي إنجلترا حرّم هنري الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام 1850 م غير معدودات من المواطنين , وظللن حتى عام 1882 م ليس لهن حقوق شخصية , سلسلة مقارنة الأديان , تأليف د . أحمد شلبي , ج3 , ص: 210 - 213 .
أما المرأة المعاصرة في أوروبا وأمريكا وغيرها من البلاد الصناعية فهي مخلوق مبتذل مستهلك في الأغراض التجارية , إذ هي جزء من الحملات الإعلانية الدعائية , بل وصل بها الحال إلى أن تجرد ملابسها لتعرض عليها السلع في واجهات الحملات التجارية وأبيح جسدها و عرضها بموجب أنظمة قررها الرجال لتكون مجرد متعة لهم في كل مكان.
وهي محل العناية ما دامت قادرة على العطاء والبذل من يدها أو فكرها أو جسدها , فإذا كبرت وفقدت مقومات العطاء تخلى عنها المجتمع بأفراده ومؤسساته , وعاشت وحيدة في بيتها أو في المصحات النفسية .
قارن هذا - ولا سواء - بما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) سورة التوبة/71 , وقوله جل ثناؤه : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) سورة البقرة / 228 . وقوله عز وجل : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً - واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) سورة الإسراء / 23, 24 . وحينما كرمها ربها هذا التكريم أوضح للبشرية قاطبة بأنه خلقها لتكون أماً وزوجة وبنتاً وأختاً , وشرع لذلك شرائع خاصة تخص المرأة دون الرجل.
منقول من هنــــــــــا
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
- مساهمة رقم 5
ذو صلة
آيات محكمات في تكريم المرأة
قال-تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) النساء: 36.
وقال-تعالى-: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) الأنعام: 151
وقال-عز وجل-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24)) الإسراء.
وقال-تبارك وتعالى-: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)) لقمان.
وقال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)) البقرة.
وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1)) النساء.
وقال: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7)) النساء.
وقال: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) النساء: 34.
وقال: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً(35)) الأحزاب.
وقال: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58)) الأحزاب.
وقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) الروم.
وقال: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)) النحل.
وقال: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)) آل عمران.
وقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)) النحل.
وقال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36)) الأحزاب.
وقال: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)) محمد.
وقال-تعالى-: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) الأنعام: 151
وقال-عز وجل-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24)) الإسراء.
وقال-تبارك وتعالى-: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)) لقمان.
وقال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)) البقرة.
وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1)) النساء.
وقال: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7)) النساء.
وقال: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) النساء: 34.
وقال: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً(35)) الأحزاب.
وقال: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58)) الأحزاب.
وقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) الروم.
وقال: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)) النحل.
وقال: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)) آل عمران.
وقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)) النحل.
وقال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36)) الأحزاب.
وقال: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)) محمد.
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
- مساهمة رقم 6
ذو صلة
الرجل والمرأة بين المساواة الفطرية والتسوية القسرية
جعل الله تعالى الكائنات الحية كلها زوجين اثنين: ذكرا وأنثى. بل إن في غيرها ذكورة وأنوثة، قال الله تعالى "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون". وجعل سبحانه الزوجية بين الذكر والأنثى سببا للتلاقح والتوالد، ومظهرا للتكامل والتناسق، ومنبعا للمودة والرحمة والسكينة والسعادة. فالرجل يأنس بالمرأة ويسعد بها، باعتبارها امرأة مختلفة عنه، والمرأة تأنس بالرجل وتسعد به، لأنه رجل مختلف عنها.
وبقدر ما تكون المرأة شبيهة بالرجل أو متشبهة به بقدر ما تفقد جاذبيتها ومكانتها أمامه وامتيازها عنده، وكذلك الرجل بقدر ما يقترب من المرأة ويتأنث ويتخنث، بقدر ما يفقد جاذبيته ومكانته وامتيازه عند المرأة
فالمرأة تميل إلى الرجل وتحتاجه وتريده بقدر ما هو رجل مكمل لها، وكذلك الرجل يميل إلى المرأة ويريدها ويحتاجها بقدر ما هي امرأة مكملة له.
وهذا كما ينطبق على الجوانب الحسية والجنسية، فإنه ينطبق على الجوانب العاطفية والنفسية، وعلى الجوانب الوظيفية الاجتماعية.
هذه هي طبيعة الأشياء وهذه هي الفطرة السوية، وهي ما اتفقت عليه الأمم والشعوب وأجمعت عليه الملل والنحل، في كافة الأزمان والعصور، من غابرها إلى حاضرها، ومن شرقها إلى غربها.
الاختلافات الفطرية
القيم المسماة اليوم بالكونية -وهي قيم يتم فرضها وتغليبها وتعظيمها لأن صناعها وتجارها هم الغالبون- تريد اليوم إبطال كل الفوارق وكل التمايزات بين الرجل والمرأة.. إنهم يريدون أن يجعلوا "اثنين في واحد"، فكل ما تتصف به المرأة يتصف به الرجل، وكل ما يتصف به الرجل تتصف به المرأة، وكل ما يفعله الرجل تفعله المرأة، وكل ما تؤديه المرأة يؤديه الرجل، وكل ما يلزم أحدهما يلزم الآخر، وكل ما يجوز أو لا يجوز لأحدهما، يجوز أو لا يجوز للآخر، حرفا بحرف، وشكلا بشكل.
هذا من حيث المبدأ العام والشعار المرفوع، ولكن من حيث الواقع الفعلي، فعملية "تذكير" الإناث تجري أكثر بكثير من عملية تأنيث الذكور، ومن هنا وجدنا بعض المستغربين والمستغربات عندنا يطالبون بحذف نون النسوة وجمع المؤنث السالم من اللغة العربية، دون أن يطالبوا بحذف واو الجماعة أو جمع المذكر السالم! ووجدناهم كذلك يهرولون إلى تسمية النساء بأسماء أزواجهن، دون أن يفعلوا العكس أو يطالبوا به. ومن أشهر الأمثلة وأقربها إلى الأذهان قولهم: سهى عرفات بينما اسمها الصحيح هو سهى الطويل.
غير أن هذا التشويه وهذا التحريف لطبيعة الأمور وهذا السعي الدؤوب لتذكير النساء، وأحيانا لتأنيث الرجال، ما زال -ولن يزال- يصطدم بعمق الفطرة ورسوخها "ولن تجد لسنة الله تبديلا".
فما زالت المرأة تحيض وتحمل وتلد، والرجل لا يحيض ولا يحمل ولا يلد، وما زالت المرأة ترضع والرجل لا يرضع، وما زال الرجل يتسم بالخشونة أكثر من المرأة، والمرأة تتسم بالليونة أكثر من الرجل، في الوجه والصوت والبشرة والشعور.
ولا يقف هذا التمايز العميق المتجذر عند ما هو خلقي جسدي فسيولوجي، بل يتعداه إلى السلوك الإرادي والتصرف الكسبي.
وما زالت الأعمال والوظائف المهنية، بعضها يجتذب الرجال أكثر وبعضها يجتذب النساء أكثر, وبعضها يقع فيه التساوي أو التقارب.
وهذا يقال أيضا في التخصصات الدراسية، إذ كان المفروض -وقد تساوت الفرص والشروط- أن يكون التساوي والتقارب الشديد في جميع المجالات والتخصصات. ولكننا نجد المرأة -بعدما أتيحت لها كل الفرص والإمكانات- قد اكتسحت بعض المجالات المهنية وتفوقت فيها عددا وأداء، بينما لم تلج مجالات أخرى إلا بنسب قليلة وأحيانا ضئيلة أو شبه منعدمة.
وعلى العموم نجد المرأة راغبة ومرغوبة وناجحة في المجالات التي تتسم بالرقة والليونة والروتينية وتعتمد على حسن الخلق ولطف المعاملة.. ونجدها بنسبة قليلة -تزيد وتنقص- في المجالات التي تسودها الغلظة والشدة والخشونة والصراع والظروف المخوفة.
قبل سنوات حضرت بالمغرب -ضمن الجمهور- ندوة في موضوع "المرأة والمشاركة السياسية"، وسمعت جميع المتحدثات في الندوة -وكن إسلاميات وعلمانيات- ينتقدن "تغييب" المرأة عن المناصب السياسية وعن مواقع القرار السياسي، ويطالبن بوضع حد لهذا الحيف وهذا التهميش, وطالب بعضهن باعتماد نظام المحاصة بين النساء والرجال في المناصب السياسية، كالحكومة والبرلمان وقيادات الأحزاب، والوظائف العليا في مختلف الإدارات..
وتدخلت بتقديم استدراك بسيط فقلت: لماذا لا تطالبن أيضا بالحصص المماثلة والحضور المماثل في المناصب العسكرية؟ فهناك ضباط ومناصب سامية في الجيش والدرك والشرطة؟ فلماذا لا تنتقدن تغييب المرأة في هذا المجال أيضا؟
وأنا أعرف -بحكم الواقع قبل حكم الشارع- أن النساء أقل استعدادا وأقل تلاؤما حتى مع المناصب السياسية والمناصب القيادية عامة، وهن أقل ميلا وأهلية من ذلك للمناصب والمهام العسكرية والأمنية.
وها نحن نرى الولايات المتحدة على سبيل المثال قد قامت منذ أول يوم على الديمقراطية والحرية والمساواة، ولم تصل فيها المرأة لا إلى منصب الرئيس ولا إلى منصب نائب الرئيس، ولا إلى مجرد مرشحة لأي من المنصبين.
وحتى لو وصلت في المرة القادمة فسيكون ذلك حدثا استثنائيا لا يتجاوز نسبة 1% في التاريخ الأميركي أو لا يصل إليها، وقل مثل هذا عن مارغريت تاتشر وأنديرا غاندي حديثا، وعن زنوبيا وبلقيس قديما.
ومن المجالات التي يتجلى فيها التمايز الطبيعي بين النساء والرجال، المجال الرياضي. وهو مجال غير متهم لا بالتزمت ولا بالتطرف ولا بالأصولية، ولا بممارسة السادية ولا بمعاداة السامية..
في هذا المجال نجد رياضات تكاد تكون حكرا على الرجال، أو على تفوق الرجال، ونجد رياضات أخرى -هينة لينة أو استعراضية- يكثر فيها النساء.
ولعل المجال الرياضي هو المجال الوحيد الذي يظل إلى الآن مستعصيا على الاختلاط. أعني ليس فيه فرق رياضية مختلطة، وليس فيه سباقات ومنافسات مختلطة. ومع ذلك لا أحد يستنكر، ولا أحد يتهم، ولا أحد يطالب، لا التقدميون والحداثيون، ولا النسوانيات والنسوانيون، ولا منظمات حقوق الإنسان، ولا دعاة التربية على التفتح والمساواة..!
من هذا القبيل أيضا ألفت النظر إلى عدد آخر من مظاهر التمايز الذي يرجع إلى فوارق فطرية بين الرجل والمرأة.
لماذا الحروب والعنف والجريمة المعتمدة على العنف، بما في ذلك جريمة الاغتصاب، كلها تعتبر تخصصات رجالية، ولا نجد فيها النساء إلا في أدوار ثانوية أو بنسبة ضئيلة؟
لماذا عالم الأزياء والزينة والموضة هو عالم نسائي بدرجة كاسحة، ليس فيها مساواة ولا ما يشبه المساواة؟!
لماذا تنتشر في العالم كله -إلا من رحم ربك- مسابقات "ملكة الجمال" ولا نجد بلدا واحدا ينظم مسابقة "ملك الجمال"؟!
هناك قضايا حساسة اليوم يمارس فيها تضليل كثيف قد يصل إلى حد الإرهاب والتخويف، من أجل إسكات العلماء والمفكرين ومنعهم من حرية التفكير والتعبير فيها. ومن هذه القضايا قضية اليهود، ومنها قضية التسوية التامة بين الرجل والمرأة.
ومنذ أسابيع قليلة فقط تداولت وسائل الإعلام خبر المسؤول الجامعي الأميركي الذي ذهب إلى القول بتفوق الذكور على الإناث في الرياضيات. لكنه سرعان ما أرغم على التراجع والاعتذار، فالمسألة مسألة مناصب ومكاسب قلما يستطيع أحد التضحية بها..
المساواة بين الأصل والاستثناء
الإنصاف لأي واحد من الناس يكون بإعطائه كل ما يستحقه، مع الاحترام والتكريم الذي منحه الله بني آدم جميعا "ولقد كرمنا بني آدم..".
ومن الإنصاف التسوية فيما تساوت أسبابه ومقدماته وشروطه. ومن الإنصاف أيضا عدم التسوية وعدم المطابقة بين الأشياء المختلفة، وذلك على قدر اختلافها وتمايزها.
وإذا ثبت أن المرأة والرجل متطابقان في خلقتهما وخصائصهما ومؤهلاتهما بالتمام والكمال، فيلزم حينئذ التسوية بينهما بالتمام والكمال. وإذا ثبت أنهما متطابقان بدرجة كبيرة جدا، ولكنهما يختلفان بنسبة محدودة جدا، فمن العدل ومن الإنصاف ومن الصلاح أن يسوى بينهما بنفس الدرجة وبنفس النسبة، بلا زيادة ولا نقصان.
والذي لا شك فيه أن التطابق والتماثل بين الرجل والمرأة كبير جدا، وهو الأصل فيهما وفي أحكامهما. فهما جميعا جنس واحد وأصل واحد "كلكم لآدم وآدم من تراب" وهم جميعا "ذرية بعضها من بعض".
يقول العلامة محمد الطاهر بن عاشور إن "الإسلام دين الفطرة، فكل ما شهدت الفطرة بالتساوي فيه بين المسلمين فالتشريع يفرض فيه التساوي بينهم، وكل ما شهدت الفطرة بتفاوت البشرية فيه، فالتشريع بمعزل عن فرض أحكام متساوية فيه". ثم يقول "فالمساواة في التشريع أصل لا يتخلف إلا عند وجود مانع، فلا يحتاج إثبات التساوي في التشريع بين الأفراد أو الأصناف إلى البحث عن موجب المساواة، بل يكتفى بعدم وجود مانع من اعتبار التساوي".
وإذا كان المسلمون وغير المسلمين قد بالغوا -عبر العصور- في توسيع دائرة التفريق والتمييز وعدم التسوية بين الرجل والمرأة، على غير أساس من الدين أو الفطرة، فليس من الإنصاف ولا من الإصلاح الذهاب إلى الطرف المضاد، وفرض التسوية الإجبارية المطلقة ضد الفطرة البشرية، وضد مصلحة الحياة البشرية، بل ضد مصلحة المرأة ذاتها وضد كرامتها وسعادتها.
تكريم المرأة في الإسلام
إذا كان الله تعالى قد كرم بني آدم عامة بوجوه شتى من التكريم والتفضيل، فإن شريعة الله سبحانه قد خصت المرأة بوجوه إضافية خاصة من هذا التكريم، سواء بوصفها امرأة، أو بوصفها أماً أو بنتا أو زوجة..
فأما تكريم المرأة بنتا أو أختا، فمثل ما في قوله صلى الله عليه وسلم "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو بنتان أو أختان، فأحسن صحبتهن، وصبر عليهن، واتقى الله فيهن، دخل الجنة" وفي حديث آخر "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين.. وضم أصابعه".
وفي مثل هذه الأحاديث والتوجيهات ما يدعو ويحفز على مزيد من العناية والرعاية للإناث غير ما هو مطلوب لجميع الأبناء، ذكورا وإناثا.
وأما تكريم المرأة أما، فحسبنا وحسبها فيه ما جاء في الرواية المشهورة "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وجاء في حديث آخر حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحق الناس بحسن الصحبة؟ فأجاب: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك".
وأما تكريم المرأة مطلقا فله مظاهر متعددة، أذكر منها إعفاءها من القتال الواجب والشرعي الذي يدعى إليه الرجال، إلا إذا تطوعت أو كانت هناك حالة ضرورة قصوى. ومعلوم ما في الحروب من مخاطر ومواقف حرجة أو مهينة أو مشينة يتعرض لها المقاتلون. وفي هذا المجال أيضا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل نساء العدو في حالة الحرب.
ومن تكريم الإسلام للمرأة مطلقا أنه نهاها عن التبرج وعن كل المظاهر والتصرفات التي تجعل منها مجرد عنصر إثارة وفتنة، ومجرد وسيلة وأداة للغرائز والنزوات البهيمية الهابطة. وهذا ما أصبحت نساء عصرنا رمزا له وعنوانا عليه وبضاعة له.
فمن أراد جلب الزبناء إلى متجره أو تزيين مكتبه أتى بالمتبرجات، ومن أراد ترويج سلعته أتى بالمتبرجات، ومن أراد إنجاح تلفزيونه أو برنامجه أتى بالمتبرجات، ومن أراد تنشيط حفلته وتمتيع ضيوفه أتى بالمتبرجات.
لقد أصبح التبرج والعري بضاعة نسائية محتكرة، وهذه هي المأساة الأولى لنساء العصر المتبرجات العاريات. وأما المأساة الثانية -وليست الأخيرة- فهي أن هذه البضاعة أصبح العرض فيها يفوق الطلب بكثير وبشكل متزايد، وهذا الوضع ليس له من عنوان سوى الكساد والبوار والابتذال والخسار، وانهيار الأسعار.
وأما تكريم المرأة زوجة -وهي الحالة التي تثير لغطا كثيرا- فأبرز مظاهره إسناد القوامة بمعناها الشرعي الإيجابي إلى الرجل لفائدة المرأة. فالقوامة في النظر الإسلامي إنما هي خدمة ورعاية ومسؤولية مادية ومعنوية يتحملها الرجل لفائدة زوجته، فهو بمقتضى هذه القوامة يتحمل متاعب وأعباء ومسؤوليات إضافية تعفى منها المرأة، أو تتحمل منها ما تشاء، أو ما يكون تكميليا وليس أساسيا.
وروت السيدة عائشة رضي الله عنها -وغيرها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". وهذا الحديث النبوي الشريف هو أحد المعالم الإسلامية المضيئة في موضوع علاقة الرجل بالمرأة عموما، وعلاقة الزوجين خصوصا.
وأول ما ينبغي أن نلتفت إليه في هذا الحديث هو تسمية الزوجة باسم "الأهل"، فالمعروف في الأصل اللغوي أن الأهل هم العشيرة الأقربون. ولكن الأحاديث النبوية جاءت بإطلاق لفظ الأهل على الزوجة خاصة وتحديدا. وفي هذا ما لا يخفى من الإيحاء النفسي العاطفي، ومن التوجيه السلوكي، فالأهل هم أهل للمحبة والمودة، وأهل للعطف والحنان، وأهل للرعاية والحماية..
فليست علاقة الرجل بزوجته علاقة مشاكسة وتدافع، كل منهما يدافع عن حقوقه ويخاصم لأجل انتزاع مصلحته من صاحبه. بل العلاقة التي جاء بها الإسلام هي أن كلا منهما يكمل صاحبه ويخدم صاحبه ويندمج في صاحبه، كما جاء في الآية الكريمة "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن".
غير أن الإسلام في هذا الباب قد حمل الرجل قسطا إضافيا من الخدمة والرعاية، وهو القسط المعبر عنه بالقوامة التي هي درجة من المسؤولية أنيطت بالرجل تجاه أهله. قال تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة"، وقال تعالى "الرجال قوامون على النساء".
هذه القوامة إذا وضعت في سياق كافة النصوص الحاكمة والموجهة لعلاقة الرجل بزوجته، ونظر إليها في ضوء السنة والسيرة النبوية المطهرة، ظهر أنها قوامة خدمة ورعاية ومسؤولية، بالإضافة إلى كونها قوامة تراض وتشاور وتفاهم. فهي ليست سلطة تحكم وتعسف وقهر كما يصورها دعاة النزعة الأنثوية (feminism)، وكما قد يحصل فعلا من بعض الأزواج الذين لا أخلاق لهم.
قال ابن عباس رضي الله عنهما "تلك الدرجة إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة والتوسع للنساء في المال والخلق"، وقال ابن عطية "وهو قول حسن بارع". وتلافيا لما قد يقع من فهم معوج وتطبيق خاطئ للقوامة، جاءت السنة القولية والعملية لرسول الله صلى الله عليه وسلم توجه وتسدد وتهدي إلى سواء السبيل. ومنها الحديث السابق "خيركم خيركم لأهله" الذي قال عنه الإمام الشوكاني "في ذلك تنبيه على أن أعلى الناس رتبة في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله. فإن الأهل هم الأحقاء بالبْشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضرر. فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر.
وكثيرا ما يقع الناس في هذه الورطة، فيرى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقا وأشحهم نفسا وأقلهم خيرا. وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره. ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق، نسأل الله السلامة".
الخلاصة هذه ليست دعوة إلى عدم المواساة، بل هي دعوة إلى المساواة الطبيعية التي ليس فيها تكلف ولا تعسف. وليست دعوة لحصر تكريم المرأة فيما ذكرته من رعاية وصيانة، بل تكريمها -إضافة إلى ذلك- بكل ما تستحقه وتصلح له وتتناسب معه، أيضا دون ضغط و لا إكراه ولا إفساد لطبيعة المرأة وخصوصياتها.
كاتب مغربي
من هنــــــــــــــا
جعل الله تعالى الكائنات الحية كلها زوجين اثنين: ذكرا وأنثى. بل إن في غيرها ذكورة وأنوثة، قال الله تعالى "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون". وجعل سبحانه الزوجية بين الذكر والأنثى سببا للتلاقح والتوالد، ومظهرا للتكامل والتناسق، ومنبعا للمودة والرحمة والسكينة والسعادة. فالرجل يأنس بالمرأة ويسعد بها، باعتبارها امرأة مختلفة عنه، والمرأة تأنس بالرجل وتسعد به، لأنه رجل مختلف عنها.
وبقدر ما تكون المرأة شبيهة بالرجل أو متشبهة به بقدر ما تفقد جاذبيتها ومكانتها أمامه وامتيازها عنده، وكذلك الرجل بقدر ما يقترب من المرأة ويتأنث ويتخنث، بقدر ما يفقد جاذبيته ومكانته وامتيازه عند المرأة
فالمرأة تميل إلى الرجل وتحتاجه وتريده بقدر ما هو رجل مكمل لها، وكذلك الرجل يميل إلى المرأة ويريدها ويحتاجها بقدر ما هي امرأة مكملة له.
وهذا كما ينطبق على الجوانب الحسية والجنسية، فإنه ينطبق على الجوانب العاطفية والنفسية، وعلى الجوانب الوظيفية الاجتماعية.
هذه هي طبيعة الأشياء وهذه هي الفطرة السوية، وهي ما اتفقت عليه الأمم والشعوب وأجمعت عليه الملل والنحل، في كافة الأزمان والعصور، من غابرها إلى حاضرها، ومن شرقها إلى غربها.
الاختلافات الفطرية
القيم المسماة اليوم بالكونية -وهي قيم يتم فرضها وتغليبها وتعظيمها لأن صناعها وتجارها هم الغالبون- تريد اليوم إبطال كل الفوارق وكل التمايزات بين الرجل والمرأة.. إنهم يريدون أن يجعلوا "اثنين في واحد"، فكل ما تتصف به المرأة يتصف به الرجل، وكل ما يتصف به الرجل تتصف به المرأة، وكل ما يفعله الرجل تفعله المرأة، وكل ما تؤديه المرأة يؤديه الرجل، وكل ما يلزم أحدهما يلزم الآخر، وكل ما يجوز أو لا يجوز لأحدهما، يجوز أو لا يجوز للآخر، حرفا بحرف، وشكلا بشكل.
هذا من حيث المبدأ العام والشعار المرفوع، ولكن من حيث الواقع الفعلي، فعملية "تذكير" الإناث تجري أكثر بكثير من عملية تأنيث الذكور، ومن هنا وجدنا بعض المستغربين والمستغربات عندنا يطالبون بحذف نون النسوة وجمع المؤنث السالم من اللغة العربية، دون أن يطالبوا بحذف واو الجماعة أو جمع المذكر السالم! ووجدناهم كذلك يهرولون إلى تسمية النساء بأسماء أزواجهن، دون أن يفعلوا العكس أو يطالبوا به. ومن أشهر الأمثلة وأقربها إلى الأذهان قولهم: سهى عرفات بينما اسمها الصحيح هو سهى الطويل.
غير أن هذا التشويه وهذا التحريف لطبيعة الأمور وهذا السعي الدؤوب لتذكير النساء، وأحيانا لتأنيث الرجال، ما زال -ولن يزال- يصطدم بعمق الفطرة ورسوخها "ولن تجد لسنة الله تبديلا".
فما زالت المرأة تحيض وتحمل وتلد، والرجل لا يحيض ولا يحمل ولا يلد، وما زالت المرأة ترضع والرجل لا يرضع، وما زال الرجل يتسم بالخشونة أكثر من المرأة، والمرأة تتسم بالليونة أكثر من الرجل، في الوجه والصوت والبشرة والشعور.
ولا يقف هذا التمايز العميق المتجذر عند ما هو خلقي جسدي فسيولوجي، بل يتعداه إلى السلوك الإرادي والتصرف الكسبي.
وما زالت الأعمال والوظائف المهنية، بعضها يجتذب الرجال أكثر وبعضها يجتذب النساء أكثر, وبعضها يقع فيه التساوي أو التقارب.
وهذا يقال أيضا في التخصصات الدراسية، إذ كان المفروض -وقد تساوت الفرص والشروط- أن يكون التساوي والتقارب الشديد في جميع المجالات والتخصصات. ولكننا نجد المرأة -بعدما أتيحت لها كل الفرص والإمكانات- قد اكتسحت بعض المجالات المهنية وتفوقت فيها عددا وأداء، بينما لم تلج مجالات أخرى إلا بنسب قليلة وأحيانا ضئيلة أو شبه منعدمة.
وعلى العموم نجد المرأة راغبة ومرغوبة وناجحة في المجالات التي تتسم بالرقة والليونة والروتينية وتعتمد على حسن الخلق ولطف المعاملة.. ونجدها بنسبة قليلة -تزيد وتنقص- في المجالات التي تسودها الغلظة والشدة والخشونة والصراع والظروف المخوفة.
قبل سنوات حضرت بالمغرب -ضمن الجمهور- ندوة في موضوع "المرأة والمشاركة السياسية"، وسمعت جميع المتحدثات في الندوة -وكن إسلاميات وعلمانيات- ينتقدن "تغييب" المرأة عن المناصب السياسية وعن مواقع القرار السياسي، ويطالبن بوضع حد لهذا الحيف وهذا التهميش, وطالب بعضهن باعتماد نظام المحاصة بين النساء والرجال في المناصب السياسية، كالحكومة والبرلمان وقيادات الأحزاب، والوظائف العليا في مختلف الإدارات..
وتدخلت بتقديم استدراك بسيط فقلت: لماذا لا تطالبن أيضا بالحصص المماثلة والحضور المماثل في المناصب العسكرية؟ فهناك ضباط ومناصب سامية في الجيش والدرك والشرطة؟ فلماذا لا تنتقدن تغييب المرأة في هذا المجال أيضا؟
وأنا أعرف -بحكم الواقع قبل حكم الشارع- أن النساء أقل استعدادا وأقل تلاؤما حتى مع المناصب السياسية والمناصب القيادية عامة، وهن أقل ميلا وأهلية من ذلك للمناصب والمهام العسكرية والأمنية.
وها نحن نرى الولايات المتحدة على سبيل المثال قد قامت منذ أول يوم على الديمقراطية والحرية والمساواة، ولم تصل فيها المرأة لا إلى منصب الرئيس ولا إلى منصب نائب الرئيس، ولا إلى مجرد مرشحة لأي من المنصبين.
وحتى لو وصلت في المرة القادمة فسيكون ذلك حدثا استثنائيا لا يتجاوز نسبة 1% في التاريخ الأميركي أو لا يصل إليها، وقل مثل هذا عن مارغريت تاتشر وأنديرا غاندي حديثا، وعن زنوبيا وبلقيس قديما.
ومن المجالات التي يتجلى فيها التمايز الطبيعي بين النساء والرجال، المجال الرياضي. وهو مجال غير متهم لا بالتزمت ولا بالتطرف ولا بالأصولية، ولا بممارسة السادية ولا بمعاداة السامية..
في هذا المجال نجد رياضات تكاد تكون حكرا على الرجال، أو على تفوق الرجال، ونجد رياضات أخرى -هينة لينة أو استعراضية- يكثر فيها النساء.
ولعل المجال الرياضي هو المجال الوحيد الذي يظل إلى الآن مستعصيا على الاختلاط. أعني ليس فيه فرق رياضية مختلطة، وليس فيه سباقات ومنافسات مختلطة. ومع ذلك لا أحد يستنكر، ولا أحد يتهم، ولا أحد يطالب، لا التقدميون والحداثيون، ولا النسوانيات والنسوانيون، ولا منظمات حقوق الإنسان، ولا دعاة التربية على التفتح والمساواة..!
من هذا القبيل أيضا ألفت النظر إلى عدد آخر من مظاهر التمايز الذي يرجع إلى فوارق فطرية بين الرجل والمرأة.
لماذا الحروب والعنف والجريمة المعتمدة على العنف، بما في ذلك جريمة الاغتصاب، كلها تعتبر تخصصات رجالية، ولا نجد فيها النساء إلا في أدوار ثانوية أو بنسبة ضئيلة؟
لماذا عالم الأزياء والزينة والموضة هو عالم نسائي بدرجة كاسحة، ليس فيها مساواة ولا ما يشبه المساواة؟!
لماذا تنتشر في العالم كله -إلا من رحم ربك- مسابقات "ملكة الجمال" ولا نجد بلدا واحدا ينظم مسابقة "ملك الجمال"؟!
هناك قضايا حساسة اليوم يمارس فيها تضليل كثيف قد يصل إلى حد الإرهاب والتخويف، من أجل إسكات العلماء والمفكرين ومنعهم من حرية التفكير والتعبير فيها. ومن هذه القضايا قضية اليهود، ومنها قضية التسوية التامة بين الرجل والمرأة.
ومنذ أسابيع قليلة فقط تداولت وسائل الإعلام خبر المسؤول الجامعي الأميركي الذي ذهب إلى القول بتفوق الذكور على الإناث في الرياضيات. لكنه سرعان ما أرغم على التراجع والاعتذار، فالمسألة مسألة مناصب ومكاسب قلما يستطيع أحد التضحية بها..
المساواة بين الأصل والاستثناء
الإنصاف لأي واحد من الناس يكون بإعطائه كل ما يستحقه، مع الاحترام والتكريم الذي منحه الله بني آدم جميعا "ولقد كرمنا بني آدم..".
ومن الإنصاف التسوية فيما تساوت أسبابه ومقدماته وشروطه. ومن الإنصاف أيضا عدم التسوية وعدم المطابقة بين الأشياء المختلفة، وذلك على قدر اختلافها وتمايزها.
وإذا ثبت أن المرأة والرجل متطابقان في خلقتهما وخصائصهما ومؤهلاتهما بالتمام والكمال، فيلزم حينئذ التسوية بينهما بالتمام والكمال. وإذا ثبت أنهما متطابقان بدرجة كبيرة جدا، ولكنهما يختلفان بنسبة محدودة جدا، فمن العدل ومن الإنصاف ومن الصلاح أن يسوى بينهما بنفس الدرجة وبنفس النسبة، بلا زيادة ولا نقصان.
والذي لا شك فيه أن التطابق والتماثل بين الرجل والمرأة كبير جدا، وهو الأصل فيهما وفي أحكامهما. فهما جميعا جنس واحد وأصل واحد "كلكم لآدم وآدم من تراب" وهم جميعا "ذرية بعضها من بعض".
يقول العلامة محمد الطاهر بن عاشور إن "الإسلام دين الفطرة، فكل ما شهدت الفطرة بالتساوي فيه بين المسلمين فالتشريع يفرض فيه التساوي بينهم، وكل ما شهدت الفطرة بتفاوت البشرية فيه، فالتشريع بمعزل عن فرض أحكام متساوية فيه". ثم يقول "فالمساواة في التشريع أصل لا يتخلف إلا عند وجود مانع، فلا يحتاج إثبات التساوي في التشريع بين الأفراد أو الأصناف إلى البحث عن موجب المساواة، بل يكتفى بعدم وجود مانع من اعتبار التساوي".
وإذا كان المسلمون وغير المسلمين قد بالغوا -عبر العصور- في توسيع دائرة التفريق والتمييز وعدم التسوية بين الرجل والمرأة، على غير أساس من الدين أو الفطرة، فليس من الإنصاف ولا من الإصلاح الذهاب إلى الطرف المضاد، وفرض التسوية الإجبارية المطلقة ضد الفطرة البشرية، وضد مصلحة الحياة البشرية، بل ضد مصلحة المرأة ذاتها وضد كرامتها وسعادتها.
تكريم المرأة في الإسلام
إذا كان الله تعالى قد كرم بني آدم عامة بوجوه شتى من التكريم والتفضيل، فإن شريعة الله سبحانه قد خصت المرأة بوجوه إضافية خاصة من هذا التكريم، سواء بوصفها امرأة، أو بوصفها أماً أو بنتا أو زوجة..
فأما تكريم المرأة بنتا أو أختا، فمثل ما في قوله صلى الله عليه وسلم "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو بنتان أو أختان، فأحسن صحبتهن، وصبر عليهن، واتقى الله فيهن، دخل الجنة" وفي حديث آخر "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين.. وضم أصابعه".
وفي مثل هذه الأحاديث والتوجيهات ما يدعو ويحفز على مزيد من العناية والرعاية للإناث غير ما هو مطلوب لجميع الأبناء، ذكورا وإناثا.
وأما تكريم المرأة أما، فحسبنا وحسبها فيه ما جاء في الرواية المشهورة "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وجاء في حديث آخر حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحق الناس بحسن الصحبة؟ فأجاب: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك".
وأما تكريم المرأة مطلقا فله مظاهر متعددة، أذكر منها إعفاءها من القتال الواجب والشرعي الذي يدعى إليه الرجال، إلا إذا تطوعت أو كانت هناك حالة ضرورة قصوى. ومعلوم ما في الحروب من مخاطر ومواقف حرجة أو مهينة أو مشينة يتعرض لها المقاتلون. وفي هذا المجال أيضا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل نساء العدو في حالة الحرب.
ومن تكريم الإسلام للمرأة مطلقا أنه نهاها عن التبرج وعن كل المظاهر والتصرفات التي تجعل منها مجرد عنصر إثارة وفتنة، ومجرد وسيلة وأداة للغرائز والنزوات البهيمية الهابطة. وهذا ما أصبحت نساء عصرنا رمزا له وعنوانا عليه وبضاعة له.
فمن أراد جلب الزبناء إلى متجره أو تزيين مكتبه أتى بالمتبرجات، ومن أراد ترويج سلعته أتى بالمتبرجات، ومن أراد إنجاح تلفزيونه أو برنامجه أتى بالمتبرجات، ومن أراد تنشيط حفلته وتمتيع ضيوفه أتى بالمتبرجات.
لقد أصبح التبرج والعري بضاعة نسائية محتكرة، وهذه هي المأساة الأولى لنساء العصر المتبرجات العاريات. وأما المأساة الثانية -وليست الأخيرة- فهي أن هذه البضاعة أصبح العرض فيها يفوق الطلب بكثير وبشكل متزايد، وهذا الوضع ليس له من عنوان سوى الكساد والبوار والابتذال والخسار، وانهيار الأسعار.
وأما تكريم المرأة زوجة -وهي الحالة التي تثير لغطا كثيرا- فأبرز مظاهره إسناد القوامة بمعناها الشرعي الإيجابي إلى الرجل لفائدة المرأة. فالقوامة في النظر الإسلامي إنما هي خدمة ورعاية ومسؤولية مادية ومعنوية يتحملها الرجل لفائدة زوجته، فهو بمقتضى هذه القوامة يتحمل متاعب وأعباء ومسؤوليات إضافية تعفى منها المرأة، أو تتحمل منها ما تشاء، أو ما يكون تكميليا وليس أساسيا.
وروت السيدة عائشة رضي الله عنها -وغيرها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". وهذا الحديث النبوي الشريف هو أحد المعالم الإسلامية المضيئة في موضوع علاقة الرجل بالمرأة عموما، وعلاقة الزوجين خصوصا.
وأول ما ينبغي أن نلتفت إليه في هذا الحديث هو تسمية الزوجة باسم "الأهل"، فالمعروف في الأصل اللغوي أن الأهل هم العشيرة الأقربون. ولكن الأحاديث النبوية جاءت بإطلاق لفظ الأهل على الزوجة خاصة وتحديدا. وفي هذا ما لا يخفى من الإيحاء النفسي العاطفي، ومن التوجيه السلوكي، فالأهل هم أهل للمحبة والمودة، وأهل للعطف والحنان، وأهل للرعاية والحماية..
فليست علاقة الرجل بزوجته علاقة مشاكسة وتدافع، كل منهما يدافع عن حقوقه ويخاصم لأجل انتزاع مصلحته من صاحبه. بل العلاقة التي جاء بها الإسلام هي أن كلا منهما يكمل صاحبه ويخدم صاحبه ويندمج في صاحبه، كما جاء في الآية الكريمة "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن".
غير أن الإسلام في هذا الباب قد حمل الرجل قسطا إضافيا من الخدمة والرعاية، وهو القسط المعبر عنه بالقوامة التي هي درجة من المسؤولية أنيطت بالرجل تجاه أهله. قال تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة"، وقال تعالى "الرجال قوامون على النساء".
هذه القوامة إذا وضعت في سياق كافة النصوص الحاكمة والموجهة لعلاقة الرجل بزوجته، ونظر إليها في ضوء السنة والسيرة النبوية المطهرة، ظهر أنها قوامة خدمة ورعاية ومسؤولية، بالإضافة إلى كونها قوامة تراض وتشاور وتفاهم. فهي ليست سلطة تحكم وتعسف وقهر كما يصورها دعاة النزعة الأنثوية (feminism)، وكما قد يحصل فعلا من بعض الأزواج الذين لا أخلاق لهم.
قال ابن عباس رضي الله عنهما "تلك الدرجة إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة والتوسع للنساء في المال والخلق"، وقال ابن عطية "وهو قول حسن بارع". وتلافيا لما قد يقع من فهم معوج وتطبيق خاطئ للقوامة، جاءت السنة القولية والعملية لرسول الله صلى الله عليه وسلم توجه وتسدد وتهدي إلى سواء السبيل. ومنها الحديث السابق "خيركم خيركم لأهله" الذي قال عنه الإمام الشوكاني "في ذلك تنبيه على أن أعلى الناس رتبة في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله. فإن الأهل هم الأحقاء بالبْشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضرر. فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر.
وكثيرا ما يقع الناس في هذه الورطة، فيرى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقا وأشحهم نفسا وأقلهم خيرا. وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره. ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق، نسأل الله السلامة".
الخلاصة هذه ليست دعوة إلى عدم المواساة، بل هي دعوة إلى المساواة الطبيعية التي ليس فيها تكلف ولا تعسف. وليست دعوة لحصر تكريم المرأة فيما ذكرته من رعاية وصيانة، بل تكريمها -إضافة إلى ذلك- بكل ما تستحقه وتصلح له وتتناسب معه، أيضا دون ضغط و لا إكراه ولا إفساد لطبيعة المرأة وخصوصياتها.
كاتب مغربي
من هنــــــــــــــا
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
- مساهمة رقم 7
ذو صلة
تلبيس مردود في قـضايا حيَّة
المؤلف : د. صالح بن عبد الله بن حميد
إمام وخطيب الحرم المكي الشريف
القضايا
1 - المساواة والحرية
2- لا إكراه في الدين
3- الإسلام والرق
4- المرأة
5- الميراث
6- الطلاق
7- تعدد الزوجات
8- حقيقة الجهاد
9- أمم الأرض والقوة
لقراءة البحث وتحميله >> اضغط هنا <<
المؤلف : د. صالح بن عبد الله بن حميد
إمام وخطيب الحرم المكي الشريف
القضايا
1 - المساواة والحرية
2- لا إكراه في الدين
3- الإسلام والرق
4- المرأة
5- الميراث
6- الطلاق
7- تعدد الزوجات
8- حقيقة الجهاد
9- أمم الأرض والقوة
لقراءة البحث وتحميله >> اضغط هنا <<
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
- مساهمة رقم 8
تكريم المرأة في الإسلام
تكريم المرأة في الإسلام
المرأة هل كرمها الإسلام ؟
نعم، لقد كرمها الإسلام، أما، وأختا، وبنتا، وزوجة، وعمة، وخالة، وو
كرمها أما:
جاء رجل يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد قَالَ: ((وَيْحَكَ ! أَحَيَّةٌ أمّكَ قال: نَعَمْ يَا رَسولَ اللَّه. قَالَ: وَيْحَكَ الْزَمْ رجْلَهَا فثَمَّ الْجَنَّة))..
خذ هذا من الإسلام ثم اذهب إلى دور العجزة وكبار السن في أوروبا وأمريكا وقارن بين؟؟؟ وبين ؟؟؟فالجنة تحت أقدام الأمهات.....
وكرمها زوجةً:
قال تعالى: ((وَعَاشروهنَّ بالْمَعْروف))، وقال: ((وَلَهنَّ مثْل الَّذي عَلَيْهنَّ بالْمَعْروف))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((اسْتَوْصوا بالنّسَاء خَيْرًا )). وقال صلى الله عليه وسلم: ((خَيْركمْ خَيْركمْ لأَهْله وَأَنَا خَيْركمْ لأَهْلي)).
وكرمها بنتا:
فحث على تربيتها وتعليمها، وجعل لتربية البنات أجرا عظيماً، ومن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَ لَه ثَلاث بَنَات، فصَبَرَ عَلَيْهنَّ، وَأَطْعَمَهنَّ وَسَقَاهنَّ وَكَسَاهنَّ منْ جدَته كنَّ لَه حجَابًا منْ النَّار يَوْمَ الْقيَامَة)).
وكرمها أختا وعمة وخالة:
فأمر بصلة الرحم، وحث على ذلك، وحرم قطيعتها قال صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ: قال اللَّه تعالى – عن الرحم-: ((مَنْ وَصَلَك وَصَلْته، وَمَنْ قَطَعَك قَطَعْته)). قد تجتمع هذه الأوجه في المرأة الواحدة، فتكون زوجة وبنتا وأما وأختا وعمة وخالة، فينالها التكريم من هذه الأوجه مجتمعة.
وخلاصة الأمر:
الإسلام رفع من شأن المرأة، وسوى بينها وبين الرجل، فهي مأمورة مثله بالإيمان والطاعة، ومساوية له في جزاء الآخرة، ولها حق التعبير، تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله، ولها حق التملك، تبيع وتشتري، وترث، وتتصدق وتهب، ولا يجوز لأحد أن يأخذ مالها بغير رضاها، ولها حق الحياة الكريمة، لا يعتدى عليها، ولا تظلم. ولها حق التعليم، بل يجب أن تتعلم ما تحتاجه في دينها.
ولا أريد أن أقارن بين المرأة في الإسلام والجاهلية....وبين المرأة في الإسلام والحضارات الأخرى وبين المرأة في الإسلام ومجتمع الإغريقبين وبين المرأة في الإسلام ومجتمع الفرسبين وبين المرأة في الإسلام واليهودية.
حتى في العصر الحديث وفي أوروبا التي يلهث الكثير وراء تعاليمها……أصبحت المرأة تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في العمل لنيل لقمة العيش، وإذا ما رغبت في البقاء في المنزل فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها وثمن طعامها وغسيل ملابسها.
وفي الختام:
لا يجوز أن نحمل الإسلام والدين مسؤولية تخبط بعض المسلمين، وعدم تطبيقهم للإسلام، فممارسات البعض ضد المرأة لا يعطينا الحق لنعيب على الإسلام أو على الدين.
منقول من هنــــــــــــــا
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
وليس الذكر كالأنثى
تقديم بين يدي العنوان:
تقديم بين يدي العنوان:
نذرت أم مريم وكانت حاملا إذا ولدت ولدا ذكرا فسوف تهبه لخدمة بيت الله، ولما وضعت أنثى قالت: {إنى وضعتها أنثى} تتحسر على أنها لم تضع ذكرا أي أن الوليد الذى جاء لا يؤدي الغرض الذى وهب من أجله؛ فالأنثى - مريم - لا تستطيع أن تؤدي الخدمة في المعبد لأنها أنثى فامرأة عمران تعتقد: أن الذكر أفضل من الأنثى فى ذلك.
وهنا يصحح الله لها أفكارها وعقيدتها، فيقول لها: أما زلت تحسبين أن الذكر أحسن من الأنثى؟ هذا المنطق وهذا التفكير الذي تفكرين به هو منطق الدنيا الخائب، ثم يقول لها الخالق سبحانه: {وليس الذكر كالأنثى} أي أن الأنثى التي جاءت أفضل من الذكر الذي تمنيته، والأنثى لها مكانة أكثر مما تظنين، فلا تقولى أن الله قد أعطاني أنثى ولم يعطني ذكرا؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق؛ ولأنه يعرف أن هذه الأنثى سيصبح لها شأن آخر، فالذكر لو جاء لخدم المعبد، لكن الأنثى التي جاء بها الله ولدت عيسى وعيسى خدم البشرية كلها.
خلق الله الجنس البشري وجعله مؤلفا من نوعين اثنين: الذكر والأنثى. ولما انحرفت فطرة بعض البشر أرادوا إزالة الفروق كلياً بين النوعين. وحينما تزول الفوارق بين الذكر والأنثى يقع في الأرض الفساد والخراب.
لا شك بأن الذكر والأنثى يجتمعان في أنهما كائنان مكرمان عند الله، وهناك قواسم مشتركة بينهما، كما أن هناك فروقا.استفاض القرآن الكريم بذكر القواسم المشتركة بين الذكور والإناث، قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.
الذكر والأنثى يشتركان في قضايا التكليف، والتشريف، والمسؤولية ، المرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعايته، والرجل راع في بيته، ومسؤول عن رعيته.
كلاهما من بني البشر، والمرأة إنسان، لها فكر ومشاعر، وعواطف، يؤذيها ما يؤذي الرجل، ويفرحها ما يفرح الرجل، ترقى إلى الله كما ترقى أنت، تسمو كما تسمو، وتسقط كما تسقط، وتنحط كما تنحط، هناك قواسم مشتركة بين الذكر والأنثى لأنهما من جنس واحد، من جنس البشر، قال تعالى: {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا}.
ولكن مع كل هذه المعاني الجميلة والحقيقية في الإسلام، يبقى هناك فروق بين الذكر والأنثى، ولعل القرآن صريح في هذا من خلال قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}.
فالتصميم الإلهي أن لكل من الذكر والأنثى خصائص عقلية، ونفسية، واجتماعية، وجسمية.
المرأة تتميز عن الرجل بأشياء، وتقوم بمهام لا يستطيع جميع رجال الأرض أن يقوموا بها.
والرجل يتميز عن المرأة بأشياء، ويقوم بمهام لا تستطيع جميع نساء الأرض أن يقمن بها.
عندما نزلت آية المواريث وجعل الله للذكر مثل حظ الأنثيين تمنى النساء أن يكون لهن في الإرث نصيب كنصيب الرجل، وحينما فرض للذكر مثل حظ الأنثيين تمنى الرجال أن يكون أجرهم في الآخرة مثلي أجر المرأة، فنزل قوله تعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.
فالمرأة صممت لتكون امرأة، وقد منحها الله تعالى من الخصائص الجسمية والنفسية، والعاطفية، والاجتماعية والفكرية ما يؤهلها لأن تكون امرأة ناجحة في حياتها في كل ما تحمله هذه الكلمة من معاني.
والرجل صمم ليكون رجلا، وقد أودع الله تعالى فيه من الخصائص الجسمية والنفسية، والعاطفية، والاجتماعية والفكرية ما يؤهله لأن يكون رجلا ناجحا في حياته بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني.
والذين أرادوا إزالة الفروق بين الرجل والمرأة، وقالوا بأن المرأة حرة، ولها أن تتشبه بالرجال، وكذلك الرجل له الحرية أن يتشبه بالنساء، ثم تدرجوا في الجريمة أكثر من ذلك حيث أباحوا للرجل والمرأة أن يتحولا عن جنسهما؛ المرأة تتحول إلى رجل، والرجل يتحول إلى امرأة، هؤلاء قوم فطرتهم انحرفت، قوم لم يذوقوا حلاوة الإيمان، ولم يتعرفوا على حكمة الله تعالى في خلق الإنسان، الذي يعلم من خلق: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
أيها الرجل: خلقك الله لتكون رجلا فسعادتك مرتهنة بأن تبقى رجلا، كما أراد الله.
أيتها المرأة:خلقك الله لتكوني امرأة فسعادتك مرهونة بأن تبقي امرأة كما أراد الله.
وأي مخالفة لمراد الله في هذا، تُوقع صاحبها في التعاسة والشقاوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)).
الشاب الذي يتشبه بالنساء يتمنى أن يكون امرأة ، والفتاة التي تتشبه بالرجال تتمنى أن تكون رجلا. الرجل المخنث الذي يتشبه بالنساء، والمرأة المسترجلة التي تتشبه بالرجال، فعلهم من أكبر الكبائر لأنهم ، رفضوا اختيار الله لهم.
فالمؤمن يرضى عن الله تعالى، المرأة المؤمنة ترضى عن الله أنه اختارها أنثى ، مع أن الأنثى لا تقل ولا شعرة واحدة في مكانتها عند الله عن الذكر.
والرجل المؤمن يرضى عن الله تعالى أن اختاره رجلا، مع أنه لا يزيد ولا شعرة واحدة في المكانة والتكريم عند الله تعالى عن الأنثى.
يذكر الدكتور النابلسي فيقول: هناك كاتب فرنسي كتب كتابا عن الفروق الدقيقة بين الذكور والإناث، والكتاب يقع في 800 صفحة، وهو مترجم إذا قرأته من دفته إلى دفته ثم قرأت قوله تعالى : {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى}،لا تملك إلا أن تخر لله ساجداً، لأن القرآن ذكر آية خطيرة، هذا الكتاب ترجمة هذه الآية، فأي مجتمع وأي نظام، وأي ترتيب يتجاهل الفروق بين المرأة والرجل، هذا نظام يقع في إشكال كبير، وفي فساد عريض.
منقول من هنــــــــــــا