بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول :
في ردّ العدوان عن شريعة الرحيم الرحمن .
في زجرّ غبي ذي روغان، تكرر له البيان تلو البيان، فأبى إلا التنقل بلا تعقل، والتمادي بلا تهادي، فالاستقواء بغابر الأغبياء الأغوياء .
إذ في مسألتنا – مسألة الحجاب- استدل بسلفه الهالك محمد عبده([1])– أخمد الله تعالى ذكره-
فأقول :
العجب من ذاك المتفرنج إذ يحدثنا عن المستورد، آلا يستحي؟! ألا يستتر؟!
سبحان الله! آمحمد عبده ينكر المستورد؟!
ويتكلم بالشرع! للشرع؟!
ويأتي همجه من بعده ينعقون نعيقه، وينهقون بنهيقه، ويرتعون مرتعه؟!
وأقول : لعاقل، لا، لذا الخائب الخاسر، مشرف منتدى دين وفلسفة - الذي ما وقف عند حدّ، ولا خضع لنصّ، وأنما تنقل كالقرود من قول لقول، ومن فرع لفرع .
وما علم أن المسألة ليست مغالبة، إنها دين!!!
والربّ رقيب، وعلى عمل عباده شهيد
فالحذر .. الحذر :
وعن فرضية وفضيلة النقاب دلّلنا - وغيرنا كثير – وأكثرنا . ولكن .. ما الحيلة مع الأهواء المضلة وتلاعبها بأهلها الهدب، بل الهباء؟ ماذا نصنع مع العماية والجهل؟ الله تعالى الهادي .
وفي المقام : ننقل للأنام مرجعية هذا المفتون الفتان، لعل وعسى . وأيضاً – وهو مقصودنا، بعد الله تعالى - وليحذر فئام، ويسلم أنام .
أقول : من بلايا هذا الرجل محمد عبده([2]) الذي يلقبّه : إما جاهل، وإما غافل، وإما خائن بـ ( الإمام) :
أولاً – وهو كاف واف شاف : قوله بوحدة الوجود، ومن ثم تأليهه لشيخه الخبيث :
أقول : الوحدة! تلكم العقيدة المتناقضة المنقوضة، الخربة الخبيثة([3]) التي لا تحرم حراما، ولا تحفظ حرمة، ولا تعظّم شرعا، بل ولا عقلا!!!
قال بها الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره- إذ قال في رسالة إلى شيخه الأفغاني الرافضي الماسوني : " ليتني كنت أعلم ماذا أكتب إليك، وأنت تعالم ما في نفسي كما تعلم ما في نفسك، صنعتنا بيديك، وأفضت على موادنا صورها الكمالية، وانشأتنا في أحسن تقويم، فيك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العالم أجمعين ..."
الى آخر هذا الهذيان القبيح، بل الكفر الصريح – والحكم على القول شيء، والحكم على قائله شيء آخر، فلينتبه .
ويسألون : من يكتب لمن، وهل من دين الوحدة : صانع ومصنوع؟!
وقال عن ذاك الكلام تلميذه محمد رشيد رضا– عفا الله تعالى عنه : " ...وهو أغرب كتبه بل هو الشاذ فيما يصف أستاذه السيد مما يشبه كلام صوفية الحقائق!!([4]) والقائلين بوحدةالوجود... "
ثم نقل رسالته وحذف([5]) منها بعض العبارات!! " "تاريخ الأستاذ الإمام لرشيد رضا" (2/599) "المدرسة العقلية الحديثة" (1/155) ونقل المؤلف الوثائق بالصور (124-196).
وقد عدّ الكوثري الفاجر محمد عبده من أهل وحدة الوجود - وقد يصدق الكذوب- وأهل البدع يعرف بعضهم بعضاً .
قلت : ومن مؤلفاته ذات التعلق بالباب :
"حاشية عقائد الجلال الدواني في علم الكلام"
و " فلسفة الإجتماع والتاريخ"
بل له "شرح نهج البلاغة" المنسوب كذبا لأبي تراب – رضي الله تعالى عنه .
بل له "رسالة في وحدة الوجود"([6])
وقد عدّ الكوثري الفاجر محمد عبده من أهل وحدة الوجود - وقد يصدق الكذوب- وأهل البدع يعرف بعضهم بعضاً .
قلت : ومن مؤلفاته ذات التعلق بالباب :
"حاشية عقائد الجلال الدواني في علم الكلام"
و " فلسفة الإجتماع والتاريخ"
بل له "شرح نهج البلاغة" المنسوب كذبا لأبي تراب – رضي الله تعالى عنه .
بل له "رسالة في وحدة الوجود"([6])
وفي بيان قبح هذه العقيدة وفحش فعال أهلها، ومسخها لأربابها : قال الإمام الآجري- رحمه الله تعالى-المتوفى سنة 360هـ : "إني أحذر إخواني المؤمنين مذهب الحلولية الذي لعب بهم الشيطان ، فخرجوا بسوء مذهبهم عن طريق أهل العلم إلى مذاهب قبيحة، لا تكون إلا في كل مفتون هالك .
زعموا أن الله عز وجل حال في كل شيء، حتى أخرجهم سوء مذهبهم أن تكلموا في الله عز وجل بما تنكره العلماء العقلاء، لا يوافق قولهم كتاب ولا سنة ولا قول الصحابة-رضي الله عنهم-ولا قول أئمة المسلمين .
وإني لأستوحش أن أذكر قبيح أفعالهم تنزيهاً مني لجلال الله الكريم وعظمته، كما قال ابن المبارك - رحمه الله تعالى : "إنا لنستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية"كتاب" الشريعة" للإمام الآجري (291)
قال مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي - رحمه الله تعالى-عن متولي كبرها، الهالك ابن عربي – أخمد الله تعالى ذكره : " وعلق شيئاً كثيراً في تصوف أهل الوحدة، ومن أردأ تواليفه كتاب"الفصوص" فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر! نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله!…زعموا أن الله عز وجل حال في كل شيء، حتى أخرجهم سوء مذهبهم أن تكلموا في الله عز وجل بما تنكره العلماء العقلاء، لا يوافق قولهم كتاب ولا سنة ولا قول الصحابة-رضي الله عنهم-ولا قول أئمة المسلمين .
وإني لأستوحش أن أذكر قبيح أفعالهم تنزيهاً مني لجلال الله الكريم وعظمته، كما قال ابن المبارك - رحمه الله تعالى : "إنا لنستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية"كتاب" الشريعة" للإمام الآجري (291)
وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين ابن عبد السلام يقول عن ابن عربي : شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجاً"
وفي"لسان الميزان:"شيخ سوء شيعي كذاب،ونحوها في الميزان"…إلى أن قال :
"يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر، نسأل الله العفو، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فوالله لأن يعيش المسلم جاهلاً خلف البقر، لا يعرف من العلم شيئاً سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات، ويؤمن بالله واليوم الآخر، خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق" انظر ديباجة "الوحدة لهدم الوحدة"
وعليه .. قال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى : " ما أحد على أهل الإسلام أضرّ من الجهمية، ما يريدون إلا إبطال القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم" "طبقات الحنابلة" (1/47) .
ثانياً : طعن الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره- في القرآن المجيد ككل شيطان رجيم
وعن نشره للإلحاد في الأزهر([7]) صرّح به أمين الخولي حين رفضت جامعة فؤاد رسالة المدعو محمد أحمد خلف الله "الفن القصصي في القرآن" وصرّح هذا الضّال وقال:"إننا لا نتحرج من القول بأن في القرآن أساطير . وأن ورود الخبر في القرآن لا يقتضي وقوعه" وغير ذلك من الإلحاد - والعياذ بالله .
وقد سبقه في ذلك أعمى البصر والبصيرة الضال طه حسين([8]) – أخمد الله تعالى ذكره بل ذكرهم .
وعن الصلة بين قوله وقوله : دافع أمين الخولي عن الرسالة!!! قائلاً: " إنها ترفض اليوم ما كان يقرره محمد عبده بين جدران الأزهر منذ اثنين وأربعين سنة" انظر "منهج المدرسة العقلية" للرومي ص(156) .
ولا غرو! أليس ينتسب إلى إلحاد الدجاجلة من المتصوفة والمتشيعة المتفلسفة أهل الوحدة ؟!
ألا فاعلموا أنه " لم تعبث فرقة بكتاب الله وتعمل المعاول فيه والتزوير كما فعل الروافض والمتصوفة، وهما فرقة واحدة، إذ أن التصوف وليد التشيع، فهما وجهان لعملة واحدة، صكها ابن سبأ، وقدح زنادها ابن القداح، وأجج نارها اليهود" "صوفيات شيخ الأزهر"ص(80)
يقول الفاجر التلمساني – أخمد الله تعالى ذكره : " القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا " "مجموعة الرسائل والمسائل"لشيخ الإسلام (1/145)
و" نقل عبد الرحمن دمشقية عن الغزالي : " أن الأغاني تفضل على القرآن من نحو سبعة أوجه أو أكثر" "فضائح ونصائح" للشيخ مقبل (279)
وقال الغزالي – أبو حامد، عفا الله تعالى عنه : "اعلم أن الغناء أشد تهييجاً للوجد من القرآن لوجوه عديدة" "الإحياء"(2/301)
فـ "الصوفية لا يبغضون شيئاً في الحياة بغضهم لما أوحى به الله سبحانه إلى رسله، وإذا استشهد صوفي بآية أفسد معناها بأساطير زندقته ...
ويعلنها كاهنهم ابن الفارض – أخمد الله تعالى ذكره : لا تركن إلى الكتاب والسنة، فليس فيهما آثارة من الحق ولا لمع من الهداية ولا إشراق من الحقيقة، وتعال إلي أعلمك علماً دقيقاً جليلاً يهيمن على الهدى والحق!!" حاشية "مصرع التصوف" ص(115-116) انظر هذا وغيره بحثنا "الامتنان .. في بيان تكريم التصوف للقرآن"
ثالثاً – وهو تابع لسابقه : تحريف الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره- في التفسير على طريقة الفلاسفة والملاحدة :
أجل .. كان اعتزالياً متطرفاً، هذا أقرب ما يمكن أن يوصف به، آية ذلك : تفسيره للملائكة والجن، والطير الأبابيل، وخلق آدم، وربما كانت هذه التأويلات هي التي دفعت كرومر([9]) إلى قوله " أشك أن صديقي عبده كان في الحقيقة لا إدرياً " بتصرف عن "دراسات في حضارة الإسلام" ص(399)
" وصلة العقل عند محمد عبده بالدين وثيقة ليس هذا فحسب بل يعتقد أن الإيمان بالله لا يؤخذ من الرسول! ولا من الكتاب!! ولا يصحّ أخذه منهما، بل من العقل . أما إذا تعارض العقل والنقل عنده فيقدم العقل" "موقف العقلانيين المعاصريين من القرآن الكريم.. نقد وتحليل" لعبد الرحمن الرحيمي – أصول الدين- الرياض .
والتعليق : مشاع لعموم المسلمين السالمين .
رابعاً : إنكاره بعض آيات الأنبياء – عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام- ولو صدق لأنكر النبوات تبعا لمفردات إلحاده :
فأنكر - هو وتلميذه محمد رشيد رضا - انشقاق القمر لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – وقد بلغت حدّ التواتر([10]) كما ذكر حافظ المغرب ابن عبد البر – رحمه الله تعالى- وغيره .
وأنكروا إحياء الموتى لعيسى - عليه السلام – وغيرها"" تفسير المنار" (1/347-348-3/211) وغيرها .
خامساً : انكار الهالك محمد عبده – أخمد الله ذكره- للسُّنَّة، وزعمه أن الاعتماد على القرآن فقط، وقد تقدم اعتقاده فيه، لتقف على صورة من صور كذبهم ومكرهم! والله تعالى شهيد، وجامعهم ليوم عليهم شديد، آت لا ريب فيه :
قال أبو ريّة الهالك([11]) تلميذه – والظلّ كالفرع : استقامة واعوجاجا : " قال لي الأستاذ الإمام محمد عبده - رضي الله عنه : " إن المسلمين ليس لهم إمام في هذا العصر غير القرآن، وإن الإسلام الصحيح هو ما كان عليه الصدر الأول قبل ظهور الفتن" إهـ
قلت : أخزاكم الله، وهل الصدر الأول أهل الإسلام الصحيح والاستسلام التام، إلا أهل سنة وقرآن؟!
نحن ماذا ننتظر من ضال؟!
نمهل اتباعه إلى أن تنقطع أنفاسهم، لينقلوا لنا خبراً صحيحاً عن صحابي ردّ السُّنَّة اكتفاءا بالقرآن! وحاشهم .
بل النقل عنهم، بل وصيتهم تنحر هذه الدعوة بعد وطأئها بالأقدام :
فالكتاب سُمع منه – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- تبليغاً، والسُّنَّة تصدر عنه تبييناً
لذا أمر الله تعالى بالرجوع إليه في نيف وثلاثين موضعا من كتابه، بل ذكر شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – أربعين موضعا "مجموع فتاوى شيخ الإسلام"(1/4) ولو كان مرة واحدة لكفى وكان لازما لزاما؛ كيف وهو كما تقدم؟
قلت : وفي هذا، وهذا فقط نقض لفريتهم وهدم لعقولهم، بل وإبطال لدعوى ردّ خبر الواحد المبتدعة، وهي التالية
قال الله تعالى : "وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا" سورة "النساء" الآية(113)
قال العلامة شمس الدين ابن القيم ـ رحمه الله تعالى : "والكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة باتفاق السلف، وما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم- عن الله ـ سبحانه ـ فهو في وجوب تصديقه والإيمان به، كما أخبر به الربّ ـ تعالى ـ على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم- هذا أصل متفق عليه بين أهل الإسلام، لا ينكره إلا من ليس منهم" اهـ "الروح" ص(501)
وعليه .. قال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى : " ما أحد على أهل الإسلام أضرّ من الجهمية، ما يريدون إلا إبطال القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم" "طبقات الحنابلة" (1/47) .
ثانياً : طعن الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره- في القرآن المجيد ككل شيطان رجيم
وعن نشره للإلحاد في الأزهر([7]) صرّح به أمين الخولي حين رفضت جامعة فؤاد رسالة المدعو محمد أحمد خلف الله "الفن القصصي في القرآن" وصرّح هذا الضّال وقال:"إننا لا نتحرج من القول بأن في القرآن أساطير . وأن ورود الخبر في القرآن لا يقتضي وقوعه" وغير ذلك من الإلحاد - والعياذ بالله .
وقد سبقه في ذلك أعمى البصر والبصيرة الضال طه حسين([8]) – أخمد الله تعالى ذكره بل ذكرهم .
وعن الصلة بين قوله وقوله : دافع أمين الخولي عن الرسالة!!! قائلاً: " إنها ترفض اليوم ما كان يقرره محمد عبده بين جدران الأزهر منذ اثنين وأربعين سنة" انظر "منهج المدرسة العقلية" للرومي ص(156) .
ولا غرو! أليس ينتسب إلى إلحاد الدجاجلة من المتصوفة والمتشيعة المتفلسفة أهل الوحدة ؟!
ألا فاعلموا أنه " لم تعبث فرقة بكتاب الله وتعمل المعاول فيه والتزوير كما فعل الروافض والمتصوفة، وهما فرقة واحدة، إذ أن التصوف وليد التشيع، فهما وجهان لعملة واحدة، صكها ابن سبأ، وقدح زنادها ابن القداح، وأجج نارها اليهود" "صوفيات شيخ الأزهر"ص(80)
يقول الفاجر التلمساني – أخمد الله تعالى ذكره : " القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا " "مجموعة الرسائل والمسائل"لشيخ الإسلام (1/145)
و" نقل عبد الرحمن دمشقية عن الغزالي : " أن الأغاني تفضل على القرآن من نحو سبعة أوجه أو أكثر" "فضائح ونصائح" للشيخ مقبل (279)
وقال الغزالي – أبو حامد، عفا الله تعالى عنه : "اعلم أن الغناء أشد تهييجاً للوجد من القرآن لوجوه عديدة" "الإحياء"(2/301)
فـ "الصوفية لا يبغضون شيئاً في الحياة بغضهم لما أوحى به الله سبحانه إلى رسله، وإذا استشهد صوفي بآية أفسد معناها بأساطير زندقته ...
ويعلنها كاهنهم ابن الفارض – أخمد الله تعالى ذكره : لا تركن إلى الكتاب والسنة، فليس فيهما آثارة من الحق ولا لمع من الهداية ولا إشراق من الحقيقة، وتعال إلي أعلمك علماً دقيقاً جليلاً يهيمن على الهدى والحق!!" حاشية "مصرع التصوف" ص(115-116) انظر هذا وغيره بحثنا "الامتنان .. في بيان تكريم التصوف للقرآن"
ثالثاً – وهو تابع لسابقه : تحريف الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره- في التفسير على طريقة الفلاسفة والملاحدة :
أجل .. كان اعتزالياً متطرفاً، هذا أقرب ما يمكن أن يوصف به، آية ذلك : تفسيره للملائكة والجن، والطير الأبابيل، وخلق آدم، وربما كانت هذه التأويلات هي التي دفعت كرومر([9]) إلى قوله " أشك أن صديقي عبده كان في الحقيقة لا إدرياً " بتصرف عن "دراسات في حضارة الإسلام" ص(399)
" وصلة العقل عند محمد عبده بالدين وثيقة ليس هذا فحسب بل يعتقد أن الإيمان بالله لا يؤخذ من الرسول! ولا من الكتاب!! ولا يصحّ أخذه منهما، بل من العقل . أما إذا تعارض العقل والنقل عنده فيقدم العقل" "موقف العقلانيين المعاصريين من القرآن الكريم.. نقد وتحليل" لعبد الرحمن الرحيمي – أصول الدين- الرياض .
والتعليق : مشاع لعموم المسلمين السالمين .
رابعاً : إنكاره بعض آيات الأنبياء – عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام- ولو صدق لأنكر النبوات تبعا لمفردات إلحاده :
فأنكر - هو وتلميذه محمد رشيد رضا - انشقاق القمر لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – وقد بلغت حدّ التواتر([10]) كما ذكر حافظ المغرب ابن عبد البر – رحمه الله تعالى- وغيره .
وأنكروا إحياء الموتى لعيسى - عليه السلام – وغيرها"" تفسير المنار" (1/347-348-3/211) وغيرها .
خامساً : انكار الهالك محمد عبده – أخمد الله ذكره- للسُّنَّة، وزعمه أن الاعتماد على القرآن فقط، وقد تقدم اعتقاده فيه، لتقف على صورة من صور كذبهم ومكرهم! والله تعالى شهيد، وجامعهم ليوم عليهم شديد، آت لا ريب فيه :
قال أبو ريّة الهالك([11]) تلميذه – والظلّ كالفرع : استقامة واعوجاجا : " قال لي الأستاذ الإمام محمد عبده - رضي الله عنه : " إن المسلمين ليس لهم إمام في هذا العصر غير القرآن، وإن الإسلام الصحيح هو ما كان عليه الصدر الأول قبل ظهور الفتن" إهـ
قلت : أخزاكم الله، وهل الصدر الأول أهل الإسلام الصحيح والاستسلام التام، إلا أهل سنة وقرآن؟!
نحن ماذا ننتظر من ضال؟!
نمهل اتباعه إلى أن تنقطع أنفاسهم، لينقلوا لنا خبراً صحيحاً عن صحابي ردّ السُّنَّة اكتفاءا بالقرآن! وحاشهم .
بل النقل عنهم، بل وصيتهم تنحر هذه الدعوة بعد وطأئها بالأقدام :
فالكتاب سُمع منه – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- تبليغاً، والسُّنَّة تصدر عنه تبييناً
لذا أمر الله تعالى بالرجوع إليه في نيف وثلاثين موضعا من كتابه، بل ذكر شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – أربعين موضعا "مجموع فتاوى شيخ الإسلام"(1/4) ولو كان مرة واحدة لكفى وكان لازما لزاما؛ كيف وهو كما تقدم؟
قلت : وفي هذا، وهذا فقط نقض لفريتهم وهدم لعقولهم، بل وإبطال لدعوى ردّ خبر الواحد المبتدعة، وهي التالية
قال الله تعالى : "وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا" سورة "النساء" الآية(113)
قال العلامة شمس الدين ابن القيم ـ رحمه الله تعالى : "والكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة باتفاق السلف، وما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم- عن الله ـ سبحانه ـ فهو في وجوب تصديقه والإيمان به، كما أخبر به الربّ ـ تعالى ـ على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم- هذا أصل متفق عليه بين أهل الإسلام، لا ينكره إلا من ليس منهم" اهـ "الروح" ص(501)
وقال الله تعالى : "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" سورة "الجمعة" الآية(2)
قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى : "سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ". اهـ. "الرسالة" للإمام لشافعي ص(87)
ومن أقوال السلف الصالح وفي مقدمتهم الصدر الأول القاضية بوجوب تعظيم السنة وتحقيقها وتقديمها
قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى : "سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ". اهـ. "الرسالة" للإمام لشافعي ص(87)
ومن أقوال السلف الصالح وفي مقدمتهم الصدر الأول القاضية بوجوب تعظيم السنة وتحقيقها وتقديمها
قال الصديق- رضي الله تعالى عنه : "السنة هي حبل الله المتين" "الشرح والإبانة"ص(120)
قال عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه : "إن ناساً يجادلوكم بشبه القرآن، فخذوهم بالسنن؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله- عزّ وجلّ " "رواه الدارمي (1/49) والآجري في "الشريعة" وابن بطة في "الإبانة" (83)
قال عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه : "إن ناساً يجادلوكم بشبه القرآن، فخذوهم بالسنن؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله- عزّ وجلّ " "رواه الدارمي (1/49) والآجري في "الشريعة" وابن بطة في "الإبانة" (83)
وقال علي - رضي الله تعالى عنه : "الهوى عند من خالف السنة حق، وإن ضربت فيه عنقه" "الشرح والإبانة"لابن بطة(122)
وقال أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه : " عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما من عبد على السبيل والسنة، وذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فيعذبه" "الحلية" لأبي نعيم(1/352-353) واللالكائي(1/54) الأثر(10)
وقال عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما - حين قال له رجل : أرأيت أرأيت . فقال : اجعل أرأيت باليمن، إنما هي السنن "أي: الدين المأثور عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم" "الشرح والإبانة (126)
وقال عبد الله بن الديلمي- رحمه الله تعالى- من كبار التابعين : "بلغني أن أول ذهاب الدين، ترك السُّنة" "سنن الدارمي (1/45) و"البدع"لابن وضاح ص(38)
وقال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله تعالى : "السُّنة إنما سنَّها من علم من جاء في خلافها من الزلل" "البدع" لابن وضاح ص(38) " ولهم كانوا على المنازعة والجدل أقدر منكم" "الشرح والإبانة" لابن بطة ص (123)
قال يحيى بن كثير- رحمه الله تعالى : "السُّنة قاضية على كتاب الله" "سنن الدارمي"(1/144) و"الشرح والإبانة" لابن بطة (128)
وقال حسان بن عطية ت :120هـ يرحمه الله تعالى : " كان جبريل ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالسُّنة كما ينزل بالقرآن" "الشرح والإبانة"لابن بطة (128) و"مجموع فتاوى شيخ الإسلام" "(3/366)
يقول شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى : "إن السُّنة هي الشريعة، وهي ما شرعه الله ورسوله من الدين""مجموع الفتاوى" (4/436) . في أقوال .
قلت : وبذا يظهر غباء الطائفتين : القرآنيين والعقلانيين – وإن شئت قلت : اللاقرآنيين، واللاعقلانيين- نفاة – كل أو بعض- السُّنُّة، ويظهر لنا كذلك، بجلاء ما فيه أدنى خفاء أن حقيقة هؤلاء التكذيب بالقرآن كما السُّنَّة، وعليه .. لا عقل ولا قرآن، هداهم الله تعالى .
وقال إمام الضلالة محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره : " لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم ما دامت هذه الكتب فيها -أي الكتب التي تدرس في الأزهر وأمثالها كما ذكره في الهامش - ولن تقوم إلا بالروح التي كانت في القرن الأول وهو القرآن وكل ما عاده فهو حجاب قائم بينه وبين العلم والعمل" " أضواء على السنة المحمدية" لأبي رية (405-406) طــ الثالثة دار المعارف القاهرة . نقلاً عن "زوابع حول السنة" ص(72) .
وفي إيراد هذا الباطل كفاية في إبطاله، وهو قول وإن خرج من دعاة العقل ومدعي العقلانية فمردود بالنقل والعقل جميعا([12]) أبطله البهاليل باليسير مع التيسير في القديم والحديث، ومن تلمس آثارهم اهتدى واقتفى، فسما ونجا .
سادساً :ردّه أحاديث الآحاد في العقيدة، نذكر هذا مع ما تقدم لتقف على كذبة أخرى، وتعلقها – كما هو ظاهر- بأصول التلقي، لتقف على أصول الانحراف، وتهافت المخالفين :
قال الهالك - محمد عبده : " لا يمكن أن يعتبر حديث من أحاديث الآحاد دليلاً على العقيدة " "الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده" ( 5/37) لمحمد عمارة من رسالة التوحيد !!! .
قلت : وهي فتنة قديمة، مقهورة مقبورة، هدمت أصول اعتقاد معتنقيها، لذا أنكرها الأحبار([13])، وتكاثرت في ردّها الأخبار، وتجمهرت في دفعها الآثار، وفي المقام أكتفي بنقل مثال دال :
قال أيوب السختياني ت 131هــ – رحمه الله تعالى : " إذا حدثت الرجل بالسُّنَّة فقال : دعك من هذا، وحدثنا من القرآن! فاعلم أنه ضال ومضل" " الكفاية" ص(16)
سابعاً : دعوته للتقريب بين الأديان، كنتاج متوقع مرّ من كل خرافي، وكذا انهزامي انتهازي غوي :
وهي دعوة خبيثة إلحادية، قال الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره : " وإنا نرى التوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتباً متوافقة وصحفاً متصادقة يدرسها أبناء الملتين ويوقرها أرباب الدينين([14]) فيتم نور الله في أرضه ويظهر دينه الحق على الدين كله!!" "الأعمال الكاملة لمحمد عبده" جمع محمد عمارة العقلاني (2/363-364)
جهل - وهو للجهل أهل : أن "َالدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ..." سورة "آل عمران" الآية(19)
تغابى - وهو الغبي - عن قوله تعالى : "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" سورة "آل عمران" الآية(85)
غفل – الغافل – عن إمامته وقوامته وهيمنته، قال الله تعالى : " إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" سورة "الإسراء" الآية(9) .
وقال تعالى : " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ... " سورة "المائدة" الآية(48) .
قال العلامة شمس الدين ابن القيم - رحمه الله تعالى - عن الكفرة الضلال: " ... كان أهل الكتاب أفضل الصنفين ( الزنادقة الذين لا كتاب لهم – وأهل الكتاب ) وهم نوعان مغضوب عليهم وضالون:
فالأمة الغضبية هم اليهود: أهل الكذب والبهت والغدر والمكر والحيل، قتلة الأنبياء وأكلة السحت وهو الربا والرشا، أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة وأقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء وديدنهم العداوة والشحناء، بيت السحر والكذب والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا لمن وافقهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة .
بل أخبثهم أعقلهم، وأحذقهم أغشهم، وسليم الناصية وحاشاه أن يوجد بينهم ليس بيهودي على الحقيقة.
أضيق الخلق صدورا، وأظلمهم بيوتا، وأنتنهم أفنية، وأوحشهم سجية، تحيتهم لعنة، ولقاؤهم طيره، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت .
فصل والصنف الثاني المثلثة أمة الضلال وعباد الصليب:
الذين سبُّوا الله الخالق مسبَّة ما سبَّه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ولم يجعلوه أكبر من كل شيء بل قالوا فيه : " ما تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا"
فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها أن الله ثالث ثلاثة وأن مريم صاحبته وأن المسيح أبنه وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات ودفن، فدينها عبادة الصلبان ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم يا والدة الإله ارزقينا واغفري لنا وارحمينا.
فدينهم شرب الخمور وأكل الخنزير وترك الختان، والتعبد بالنجاسات واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله القس والحرام ما حرمه والدين ما شرعه وهو الذي يغفر لهم الذنوب وينجيهم من عذاب السعير" "هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى" للعلامة ابن القيم ص(227-228) دار القلم- دار الشامية سنة النشر: 1416هـ / 1996م
ثامنا : عظيم انحراف محمد عبده – أخمد الله ذكره- في تركه للصلاة جهراً!! وكذا الحج! مع تيممه قبلة باريس ولندن عدة مرات!!! ويزعمون إنه إمام! أجل : في الضلال، إمام كل خبيث مستخبث- وكم نستعيذ بالله تعالى من الخبث والخبائث :
كما هي عادة شيخه الرافضي الماسوني الأفغاني، فقال يوسف النبهاني المبتدع الخرافي([15]) عن محمد عبده : " أنه اجتمع به سنة 1297هــ في مصر حين كان مجاوراً بالأزهر ولازمه من قبل الغروب الى قرب العشاء فلم يصل المغرب" " الرائية الصغرى" للنبهاني المبتدع التي رد عليها الشيخ محمود الألوسي .
قلت : ومن بعدهم - ممن على شاكلتهم – العقاد([16]) أستاذ أقنوم التكفير في العصر الحديث سيد قطب، إذ كان يعقد مجلسه الجيفة أثناء الجمعة! وهم في ذا أتباع منهج الإلحاد -الحلول والاتحاد والوحدة على تفاصيل- الكافر بالمأمور، المؤمن بكل محذور([17]) .
وعليه .. قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى : " وقد اتفق أهل العلم بالأحوال أن أعظم السيوف التى سلت على أهل القبلة ممن ينتسب اليها، وأعظم الفساد الذى جرى على المسلمين ممن ينتسب الى أهل القبلة إنما هو من الطوائف المنتسبة اليهم، فهم أشد ضررا على الدين وأهله" " مجموع الفتاوى" ( 28/479)
تاسعا : متابعته الشريدة لشيخه الرافضي الخبيث جمال الدين الأفغاني – أخمد الله تعالى ذكره- في الانحلال بعد الانحراف، وتشجيعه بعد السفر للسفور :
قال مصطفي صبري الحنفي : " فلعله وصديقه أو شيخه جمال الدين([18]) أرادا أن يلعبا!!! في الإسلام دور لوثر وكالفين زعيمي البروستانت في المسيحية فلم يتسنى لهما الأمر لتأسيس دين حديث للمسلمين، وإنما اقتصر تأثير سعيهما على مساعدة الإلحاد المقنع بالنهوض والتجديد" "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين" (1/144)
ويؤيد كلامه قول محمد عبده في رسالة الى جمال الدين الأفغاني حيث يقول: " ونحن الآن على سنتك القويمة لا نقطع الدين إلا بسيف الدين ..."
وقال : " وأما الدعوة الإصلاحية المنسوبة الى محمد عبده: فخلاصته أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين!! فقرب كثيراً من الأزهريين الى اللادينيين ولم يقرب اللادينيين الى الدين خطوة.
وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني، كما أنه شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر" (1/133-134)
أجل .. " كان ظهيراً لقاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة "([19]) فعندما أصدر قاسم أمين كتابه تحرير المرأة شك كثيرون في كونه كاتبه لما حواه الكتاب من عرض ومناقشة للأقوال الفقهية والأدلة الشرعية التي كان مثل قاسم قليل البضاعة منها
ولكنهم لم يشكوا في أن الذي دفعه إلى الفكرة هو أحد رجلين : إما محمد عبده وإما كرومر؛ ويحل لطفي السيد الإشكال في كتابه قصة حياتي إذ يقول : " إن قاسم أمين قرأ عليه وعلى الشيخ محمد عبده فصول كتاب "تحرير المرأة" في جنيف عام 1897م قبل أن ينشره على الناس"
بل الأمر أبعد من ذلك : قالوا وقد ذكروا قصة كتاب " تحرير المرأة " لقاسم أمين، أنهُ من تأليف محمد عبده كما قرر ذلك أحدهم ( المدعو محمد عمارة ) في كتاب " الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده "(1/247 - 248 ) فقال : " والرأي الذي أؤمن به والذي نبع من الدراسة لهذه القضية هو أن هذا الكتاب إنما جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين ... وإن في هذا الكتاب - يعني كتاب تحرير المرأة - عدة فصول قد كتبها الأستاذ الإمام وحده ، وعدة فصول كتبها قاسم أمين ، ثم صاغ الأستاذ الإمام الكتاب صياغته النهائية ، بحيث جاء أسلوبه على نمط واحد هو أقرب إلى أسلوب محمد عبده منه إلى قاسم أمين " انظر " منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير " للدكتور فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي ص(124-169)
ردّ تعليل كل انهزامي عليل :
قلت : أما تعليل كل عليل في تجاسره على الشعائر بدعوى تحسين صورة الإسلام، فهو تعليل عليل هذيل بل أثيم .
تلكم الدعوة التي طنطن بها سلفه - الأفغاني ومن بعده الغزالي السقا ومن لفّ لفّه- دعاة الانهزامية .
وقد قال تعالى : "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" سورة "آل عمران" الآية(139)
مع ضميمة قوله تعالى : "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" سورة "التوبة" الآية(33)
وقوله تعالى : "... كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" سورة "المائدة" الآية(64) .
فبادئ ذي البدء :
أولاً : نقرّ بالمتقرر : أن الإسلام حسن في ذاته، في أخباره، في أحكامه، في إحكامه، وحُسننا منه، بل وكل حُسن فرع عنه .
ثانياً : لا تكونن ولا تقومن الدعوة له إلا به، بالاستمساك برسمه لا بالتنازل عن شرائعه عن شعائره عن تعاليمه، قال الله تعالى : "خذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة "البقرة" الآية(63) وهو ما أشرنا إليه فيما كتبنا
استقلالا وتباعا([20]) : الفرق بين المداراة والمداهنة .
ثالثاً : أن الحُسن – كما تقدم- يكمن ويكمل في إسلامنا في استسلامنا– علم ذلك من علم، وجهله من جهل- الأمر الموجب لطرح الإسلام كما هو، والعمل به في اتباع لا ابتداع فيه، في التخلق بأخلاقة والتأدب بآدابه، في اعتزاز به واعتزى، "و َاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" سورة "محمد" الآية(38)
رابعاً : ومن محاسن الإسلام : الشمولية .
شمولية بالنسبة للمخاطب : فهو دعوة عامة للعربي والعجمي كما أنها للجني كما الإنسي، قائمة على الرحمة " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" سورة "الأنبياء" الآية(107)
وقول رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " و الذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" "صحيح الإمام مسلم وغيره من حديث أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه .
شمولية بالنظر إلى تشريعاته : فهي عامة يذكو ويذكو به الفرد كما المجتمع وكذا الدول .
قال الله تعالى : "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ... " الآية . سورة "الأعراف" الآية(96)
قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم" أيما أهل بيت من العرب والعجم أراد الله بهم خيرا: أدخل عليهم الإسلام، ثم تقع الفتن كأنها الظلل" "السلسلة الصحيحة" (1/117) برقم(51)
وفي مراسلة نبينا – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم – لرئيس الروم : " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد ; فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و{ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } " "صحيح الجامع..." برقم(2820) .
شمولية زمانية ومكانية : فهو دين كل زمان ومكان، ذلك أنه من لدن حكيم خبير .
قال الله تعالى : "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" سورة "الملك" الآية(14)
قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو ذل ذليل؛ عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر" "السلسلة الصحيحة" (1/32) برقم(3) الأمر الموجب إلى الاستعلاء والاعتزاز به، مع التبجح والتحدي، في إذاعته وإشاعته.
ومن ثمّ : دعت الحاجة إلى قيام ورثة الأنبياء – رفع الله تعالى قدرهم، وسدد سعيهم ورميهم- بتضاعف الجهد في زمان تمالأ العدا، وتداعي أرباب الهوى والخنا – الشبهات والشهوات .
نعم .. فيه الدلالة على القوة المقتضية للنجاة والنصرة، غير أنه القضاء الشرعي حينما يتضافر بالقضاء الكوني .
نذكر - معتبرين - أولئك الغابرين الضالين بنعيقهم الذي أزعج الأجواء، وآذى الجوارح، وشان الشرائع، ونرى اليوم مسخهم في تابعهم، الأمر القاضي – بعد الحمدلة والحوقلة- بضرورة الاتباع ومتابعة أهله .
نذكر هذا ونذكر معه قول ربنا : "لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ" سورة "النحل" الآية(25) .
هذا حال المتبوع، وأما التابع : "قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ" سورة "الأعراف" الآية(38)
أجل .. ليحملوا أوزارهم وأوزار تابعيهم في يوم الحسرة والندامة وسؤال النجاة ولو بالافتداء :
" يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ" سورة "المعارج" الآيات(11-14)
والعلّة المُعلّة : عدم الاتباع : وفي ذلك، قال الله تعالى : "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً" سورة "الفرقان" الآيا
قلت : وبذا يظهر غباء الطائفتين : القرآنيين والعقلانيين – وإن شئت قلت : اللاقرآنيين، واللاعقلانيين- نفاة – كل أو بعض- السُّنُّة، ويظهر لنا كذلك، بجلاء ما فيه أدنى خفاء أن حقيقة هؤلاء التكذيب بالقرآن كما السُّنَّة، وعليه .. لا عقل ولا قرآن، هداهم الله تعالى .
وقال إمام الضلالة محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره : " لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم ما دامت هذه الكتب فيها -أي الكتب التي تدرس في الأزهر وأمثالها كما ذكره في الهامش - ولن تقوم إلا بالروح التي كانت في القرن الأول وهو القرآن وكل ما عاده فهو حجاب قائم بينه وبين العلم والعمل" " أضواء على السنة المحمدية" لأبي رية (405-406) طــ الثالثة دار المعارف القاهرة . نقلاً عن "زوابع حول السنة" ص(72) .
وفي إيراد هذا الباطل كفاية في إبطاله، وهو قول وإن خرج من دعاة العقل ومدعي العقلانية فمردود بالنقل والعقل جميعا([12]) أبطله البهاليل باليسير مع التيسير في القديم والحديث، ومن تلمس آثارهم اهتدى واقتفى، فسما ونجا .
سادساً :ردّه أحاديث الآحاد في العقيدة، نذكر هذا مع ما تقدم لتقف على كذبة أخرى، وتعلقها – كما هو ظاهر- بأصول التلقي، لتقف على أصول الانحراف، وتهافت المخالفين :
قال الهالك - محمد عبده : " لا يمكن أن يعتبر حديث من أحاديث الآحاد دليلاً على العقيدة " "الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده" ( 5/37) لمحمد عمارة من رسالة التوحيد !!! .
قلت : وهي فتنة قديمة، مقهورة مقبورة، هدمت أصول اعتقاد معتنقيها، لذا أنكرها الأحبار([13])، وتكاثرت في ردّها الأخبار، وتجمهرت في دفعها الآثار، وفي المقام أكتفي بنقل مثال دال :
قال أيوب السختياني ت 131هــ – رحمه الله تعالى : " إذا حدثت الرجل بالسُّنَّة فقال : دعك من هذا، وحدثنا من القرآن! فاعلم أنه ضال ومضل" " الكفاية" ص(16)
سابعاً : دعوته للتقريب بين الأديان، كنتاج متوقع مرّ من كل خرافي، وكذا انهزامي انتهازي غوي :
وهي دعوة خبيثة إلحادية، قال الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره : " وإنا نرى التوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتباً متوافقة وصحفاً متصادقة يدرسها أبناء الملتين ويوقرها أرباب الدينين([14]) فيتم نور الله في أرضه ويظهر دينه الحق على الدين كله!!" "الأعمال الكاملة لمحمد عبده" جمع محمد عمارة العقلاني (2/363-364)
جهل - وهو للجهل أهل : أن "َالدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ..." سورة "آل عمران" الآية(19)
تغابى - وهو الغبي - عن قوله تعالى : "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" سورة "آل عمران" الآية(85)
غفل – الغافل – عن إمامته وقوامته وهيمنته، قال الله تعالى : " إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" سورة "الإسراء" الآية(9) .
وقال تعالى : " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ... " سورة "المائدة" الآية(48) .
قال العلامة شمس الدين ابن القيم - رحمه الله تعالى - عن الكفرة الضلال: " ... كان أهل الكتاب أفضل الصنفين ( الزنادقة الذين لا كتاب لهم – وأهل الكتاب ) وهم نوعان مغضوب عليهم وضالون:
فالأمة الغضبية هم اليهود: أهل الكذب والبهت والغدر والمكر والحيل، قتلة الأنبياء وأكلة السحت وهو الربا والرشا، أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة وأقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء وديدنهم العداوة والشحناء، بيت السحر والكذب والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا لمن وافقهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة .
بل أخبثهم أعقلهم، وأحذقهم أغشهم، وسليم الناصية وحاشاه أن يوجد بينهم ليس بيهودي على الحقيقة.
أضيق الخلق صدورا، وأظلمهم بيوتا، وأنتنهم أفنية، وأوحشهم سجية، تحيتهم لعنة، ولقاؤهم طيره، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت .
فصل والصنف الثاني المثلثة أمة الضلال وعباد الصليب:
الذين سبُّوا الله الخالق مسبَّة ما سبَّه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ولم يجعلوه أكبر من كل شيء بل قالوا فيه : " ما تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا"
فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها أن الله ثالث ثلاثة وأن مريم صاحبته وأن المسيح أبنه وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات ودفن، فدينها عبادة الصلبان ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم يا والدة الإله ارزقينا واغفري لنا وارحمينا.
فدينهم شرب الخمور وأكل الخنزير وترك الختان، والتعبد بالنجاسات واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله القس والحرام ما حرمه والدين ما شرعه وهو الذي يغفر لهم الذنوب وينجيهم من عذاب السعير" "هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى" للعلامة ابن القيم ص(227-228) دار القلم- دار الشامية سنة النشر: 1416هـ / 1996م
ثامنا : عظيم انحراف محمد عبده – أخمد الله ذكره- في تركه للصلاة جهراً!! وكذا الحج! مع تيممه قبلة باريس ولندن عدة مرات!!! ويزعمون إنه إمام! أجل : في الضلال، إمام كل خبيث مستخبث- وكم نستعيذ بالله تعالى من الخبث والخبائث :
كما هي عادة شيخه الرافضي الماسوني الأفغاني، فقال يوسف النبهاني المبتدع الخرافي([15]) عن محمد عبده : " أنه اجتمع به سنة 1297هــ في مصر حين كان مجاوراً بالأزهر ولازمه من قبل الغروب الى قرب العشاء فلم يصل المغرب" " الرائية الصغرى" للنبهاني المبتدع التي رد عليها الشيخ محمود الألوسي .
قلت : ومن بعدهم - ممن على شاكلتهم – العقاد([16]) أستاذ أقنوم التكفير في العصر الحديث سيد قطب، إذ كان يعقد مجلسه الجيفة أثناء الجمعة! وهم في ذا أتباع منهج الإلحاد -الحلول والاتحاد والوحدة على تفاصيل- الكافر بالمأمور، المؤمن بكل محذور([17]) .
وعليه .. قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى : " وقد اتفق أهل العلم بالأحوال أن أعظم السيوف التى سلت على أهل القبلة ممن ينتسب اليها، وأعظم الفساد الذى جرى على المسلمين ممن ينتسب الى أهل القبلة إنما هو من الطوائف المنتسبة اليهم، فهم أشد ضررا على الدين وأهله" " مجموع الفتاوى" ( 28/479)
تاسعا : متابعته الشريدة لشيخه الرافضي الخبيث جمال الدين الأفغاني – أخمد الله تعالى ذكره- في الانحلال بعد الانحراف، وتشجيعه بعد السفر للسفور :
قال مصطفي صبري الحنفي : " فلعله وصديقه أو شيخه جمال الدين([18]) أرادا أن يلعبا!!! في الإسلام دور لوثر وكالفين زعيمي البروستانت في المسيحية فلم يتسنى لهما الأمر لتأسيس دين حديث للمسلمين، وإنما اقتصر تأثير سعيهما على مساعدة الإلحاد المقنع بالنهوض والتجديد" "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين" (1/144)
ويؤيد كلامه قول محمد عبده في رسالة الى جمال الدين الأفغاني حيث يقول: " ونحن الآن على سنتك القويمة لا نقطع الدين إلا بسيف الدين ..."
وقال : " وأما الدعوة الإصلاحية المنسوبة الى محمد عبده: فخلاصته أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين!! فقرب كثيراً من الأزهريين الى اللادينيين ولم يقرب اللادينيين الى الدين خطوة.
وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني، كما أنه شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر" (1/133-134)
أجل .. " كان ظهيراً لقاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة "([19]) فعندما أصدر قاسم أمين كتابه تحرير المرأة شك كثيرون في كونه كاتبه لما حواه الكتاب من عرض ومناقشة للأقوال الفقهية والأدلة الشرعية التي كان مثل قاسم قليل البضاعة منها
ولكنهم لم يشكوا في أن الذي دفعه إلى الفكرة هو أحد رجلين : إما محمد عبده وإما كرومر؛ ويحل لطفي السيد الإشكال في كتابه قصة حياتي إذ يقول : " إن قاسم أمين قرأ عليه وعلى الشيخ محمد عبده فصول كتاب "تحرير المرأة" في جنيف عام 1897م قبل أن ينشره على الناس"
بل الأمر أبعد من ذلك : قالوا وقد ذكروا قصة كتاب " تحرير المرأة " لقاسم أمين، أنهُ من تأليف محمد عبده كما قرر ذلك أحدهم ( المدعو محمد عمارة ) في كتاب " الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده "(1/247 - 248 ) فقال : " والرأي الذي أؤمن به والذي نبع من الدراسة لهذه القضية هو أن هذا الكتاب إنما جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين ... وإن في هذا الكتاب - يعني كتاب تحرير المرأة - عدة فصول قد كتبها الأستاذ الإمام وحده ، وعدة فصول كتبها قاسم أمين ، ثم صاغ الأستاذ الإمام الكتاب صياغته النهائية ، بحيث جاء أسلوبه على نمط واحد هو أقرب إلى أسلوب محمد عبده منه إلى قاسم أمين " انظر " منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير " للدكتور فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي ص(124-169)
ردّ تعليل كل انهزامي عليل :
قلت : أما تعليل كل عليل في تجاسره على الشعائر بدعوى تحسين صورة الإسلام، فهو تعليل عليل هذيل بل أثيم .
تلكم الدعوة التي طنطن بها سلفه - الأفغاني ومن بعده الغزالي السقا ومن لفّ لفّه- دعاة الانهزامية .
وقد قال تعالى : "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" سورة "آل عمران" الآية(139)
مع ضميمة قوله تعالى : "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" سورة "التوبة" الآية(33)
وقوله تعالى : "... كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" سورة "المائدة" الآية(64) .
فبادئ ذي البدء :
أولاً : نقرّ بالمتقرر : أن الإسلام حسن في ذاته، في أخباره، في أحكامه، في إحكامه، وحُسننا منه، بل وكل حُسن فرع عنه .
ثانياً : لا تكونن ولا تقومن الدعوة له إلا به، بالاستمساك برسمه لا بالتنازل عن شرائعه عن شعائره عن تعاليمه، قال الله تعالى : "خذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة "البقرة" الآية(63) وهو ما أشرنا إليه فيما كتبنا
استقلالا وتباعا([20]) : الفرق بين المداراة والمداهنة .
ثالثاً : أن الحُسن – كما تقدم- يكمن ويكمل في إسلامنا في استسلامنا– علم ذلك من علم، وجهله من جهل- الأمر الموجب لطرح الإسلام كما هو، والعمل به في اتباع لا ابتداع فيه، في التخلق بأخلاقة والتأدب بآدابه، في اعتزاز به واعتزى، "و َاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" سورة "محمد" الآية(38)
رابعاً : ومن محاسن الإسلام : الشمولية .
شمولية بالنسبة للمخاطب : فهو دعوة عامة للعربي والعجمي كما أنها للجني كما الإنسي، قائمة على الرحمة " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" سورة "الأنبياء" الآية(107)
وقول رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " و الذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" "صحيح الإمام مسلم وغيره من حديث أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه .
شمولية بالنظر إلى تشريعاته : فهي عامة يذكو ويذكو به الفرد كما المجتمع وكذا الدول .
قال الله تعالى : "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ... " الآية . سورة "الأعراف" الآية(96)
قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم" أيما أهل بيت من العرب والعجم أراد الله بهم خيرا: أدخل عليهم الإسلام، ثم تقع الفتن كأنها الظلل" "السلسلة الصحيحة" (1/117) برقم(51)
وفي مراسلة نبينا – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم – لرئيس الروم : " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد ; فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و{ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } " "صحيح الجامع..." برقم(2820) .
شمولية زمانية ومكانية : فهو دين كل زمان ومكان، ذلك أنه من لدن حكيم خبير .
قال الله تعالى : "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" سورة "الملك" الآية(14)
قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو ذل ذليل؛ عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر" "السلسلة الصحيحة" (1/32) برقم(3) الأمر الموجب إلى الاستعلاء والاعتزاز به، مع التبجح والتحدي، في إذاعته وإشاعته.
ومن ثمّ : دعت الحاجة إلى قيام ورثة الأنبياء – رفع الله تعالى قدرهم، وسدد سعيهم ورميهم- بتضاعف الجهد في زمان تمالأ العدا، وتداعي أرباب الهوى والخنا – الشبهات والشهوات .
نعم .. فيه الدلالة على القوة المقتضية للنجاة والنصرة، غير أنه القضاء الشرعي حينما يتضافر بالقضاء الكوني .
نذكر - معتبرين - أولئك الغابرين الضالين بنعيقهم الذي أزعج الأجواء، وآذى الجوارح، وشان الشرائع، ونرى اليوم مسخهم في تابعهم، الأمر القاضي – بعد الحمدلة والحوقلة- بضرورة الاتباع ومتابعة أهله .
نذكر هذا ونذكر معه قول ربنا : "لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ" سورة "النحل" الآية(25) .
هذا حال المتبوع، وأما التابع : "قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ" سورة "الأعراف" الآية(38)
أجل .. ليحملوا أوزارهم وأوزار تابعيهم في يوم الحسرة والندامة وسؤال النجاة ولو بالافتداء :
" يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ" سورة "المعارج" الآيات(11-14)
والعلّة المُعلّة : عدم الاتباع : وفي ذلك، قال الله تعالى : "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً" سورة "الفرقان" الآيا