بعد البسملة والحمدلة والحوقلة
أقول :
إن اضطرابا يختلج في صدر خلّ، يؤرقني بل ويؤلمني .
إن تراجع همة فارس لا يزال صارمه يقطر بدماء الشبهات والشهوات، تهمّني بل تهدّني .
إن ضعف صوت أو انكساف قلم، أو انكسار قلب أمام صولة باطل؛ يؤسفني بل يستنفرني
([1]) .
أجل ..
وأمام تزاحم إحن أهل الهوى، وغوغاء غلّهم، بين صخيب صراخهم، في ليل الجهل الأليل، واحلولاك ظلماتهم مع تناكح حماقاتهم، ونفور نفيرهم مع نشاط شياطينهم، قد تضيع حقائق، وتخفت أصوات، وتهدر جهود، غير أنه سرعان ما تنكشف سحب الباطل وتنقشع غممه،
ليسفر
وجه الحق الصبيح، ليكشف عن وجاهة الدليل وأهله البهاليل
يسفر
عن وجوه بالسُنّة نضرة بَهِجَة، كانت ذات يقين، لم تخضع لباطل، لم تسكن، لا، لم تلين .
يسفر
عن أيدي قوية ونفوس فتية تحمل سيف حق بتار، تعلن ولاءها للبرَّ والبرِّ والأبرار، وبراءها من الفُجر والفجّار .
يسفر
عن قوة أبدان مستمَدة من عمق إيمان مع إباء واستعلاء، يسرّ الخضراء ويسعد الزرقاء
فيا أيها
المجاهد لفلول الهوى وأرباب البدع! لا تهِن، فتهُن .
أيها
العظيم في الملكوات لا تتوانى، فتتوارى .
أيها
النجيب النبيل لا تتوارى، فتهوى .
أيها
المحتسب الجليل لا تضعف لا تتأفف؛ فالأجر أعظم، اثبت وتعفف .
لا ضير
فلترتفع أصوات، ولتكثر قنوات، ولتزداد إذاعات أهل الابتداع، ليكون ذلك منهم وبالاً عليهم .
أجل ..
ستخرسهم أصواتهم، وستطاؤهم كثرتهم
وستزيدهم إذاعتهم - المسموعة والمقروءة - حججا عليهم .
أحبيب لا تتعنى
إنك من الله وبالله وإلى الله .
ربك
كتب على نفسه الرحمة – الخاصة - بأوليائه .
ربك
يحارب من عادى له وليا؛ فكن له تقيا
ربك
يدافع عن الذين آمنوا، فحققه .
ربك
كتب النصرة لك ما نصرته .
ربك
قضى أنه ناصرك، ولو بعد حين .
ربك
كلما أوقد أعداؤك – أعداء الكتاب وسنة- نار حرب أطفأها .
ربك
من ورائهم محيط، يمهل ولا يهمل، ذو استدراج .
ربك
لا يعجل – سبحانه - كعجلة أحدنا
قال الله تعالى :
"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"
سورة "محمد" الآية(7)
هذا المنطوق، والمفهوم : إن لم ننصر الله تعالى لن ينصرنا([2]) .
وفي "الصحيح" أن رسول الله – صلى الله عليه وإخوانه وله وسلم- قال :
" إن الله زوىلي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزينالأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم
وإن ربي قال: يامحمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد واني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأنلا أسلط عليهم عدوا إلا من أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها
أوقال: من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضاً"
رواه الإمام مسلم وغيره من حديث ثوبان - رضي الله عنه .
والأدلة على أن المستقبل للإسلام كريمة كثيرة، غير أنه الصبر واليقين، فثم النصرة والتمكين .
___________________
(1) أصل هذا البيان الباعث لبثه وبثه : ما يأتيني حال استفتاحي يوميا من أخي المبارك الشيخ عادل سري – سلمه الله تعالى – من أخبار عن همجية المتصوفة والمتشيعة على السنن الثوابت وأهلها – السلفيين الوهابيين .
وكان من ذا خبر انشاء موقعين صوفيين، وآخر قناتين فضائيتين، وفي تالي أنهم صدروا موقعاً لهم بذكر مقالات خلافات بعض السادة السلفيين – شرفهم الله تعالى ورفع أقدارهم- العلمية .
من ذلك : ما دار بين الشيخين الفاضلين الجابري والحجوري وغيرهم، مستثمرين تلك للتنفير من الدعوة السلفية وأهلها .
فكان هذا البيان، تثبيتا لي ولأخي ولأخواننا، وتذكيرا لمخالفينا، مطالباً الجميع بتعظيم الدليل، والخضوع له إبان ظهوره، والاستسلام لسلطانه، لما في ذلك من خير يعم، وبرّ يضم، وشرّ يذم .
(2) هذا .. مع عظيم غناه جل في علاه عمن سواه، وعظيم حاجتنا إليه إذ ليس لنا رب سواه .
عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 20.09.09 20:53 عدل 2 مرات