صحة زيادة "ومغفرتة" بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
من مواضيع أبو سالم الأثري في المنتدى
قال الشيخ العلامة/ عبد السلام البرجس -رحمه الله- في رسالته
أحكام السلام:
الزيادة بعد (( وبركاته ))في السلام ابتداء ورداً
أحكام السلام:
الزيادة بعد (( وبركاته ))في السلام ابتداء ورداً
المشروع في السلام الكامل هو قول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . بدليل ما رواه أبو داود في سننه ( 20/133 البذل ) عن عمران بن حصين – رضي الله عنه– قال : جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( عشر )) ثم جاء أخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس : فقال : (( عشرون )) ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس . فقال (( ثلاثون )) .
قال الحافظ في ( الفتح 11/6 ) علي هذا الحديث : أخرجه أبو داود والترمذي ، والنسائي بسند قوي . ا هـ وقال ابن مفلح في ( الآداب 1/383 ) بإسناد جيد . ا هـ .
وقد أخرج البخاري في (( الأدب المفرد )) نحوه وعن أبي هريرة ، وفيه (( عشر حسنات )) (( عشرون حسنة )) (( ثلاثون حسنة )) .
قال العلامة القرطبي – رحمه الله تعالي – في تفسير قوله تعالي في سورة النساء : )إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ( (النساء: من الآية86)
رد الأحسن أن يزيد فيقول : عليك السلام ورحمة الله لمن قال : سلام عليك . فإن قال : سلام عليك ورحمة الله ، زدت في ردك وبركاته . وهذا هو النهاية ، فلا مزيد عليه . قال تعالي مخبراً عن البيت الكريم : ( رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود: من الآية73)
وقال – أيضاً – علي آية هود التي سبقت في كلامه : ودلت الآية – أيضاً – علي أن منتهي السلام (( وبركاته )) كما أخبر عن صالحي عباده . ا هـ .
وقد ورد ما يدل علي عدم جواز الزيادة علي ( وبركاته ) في السلام . ومن ذلك ما احتج به ابن كثير في تفسير قوله تعالى( و إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا... ) الآية .
حيث ساق سند ابن جرير عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – قال :
(( جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : (( وعليكم السلام ورحمة الله )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ، ورحمة الله ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال له (( وعليك )) فقال له الرجل : يا نبي الله : بأبي أنت وأمي ، أتاك فلان ، وفلان ، فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما ردت علي . فقال له صلى الله عليه وسلم : (( إنك لم تدع لنا شيئاً ))
قال الله تعالي ( إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) فرددناها عليك.
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالي –
وفي هذا الحديث دلالة علي أنه لا زيادة في السلام علي علي هذه الصفة (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم . ا هـ ( 1/531 )
ومن ذلك ما رواه الإمام مالك في (( الموطأ )) بسند جيد عن محمد بن عمرو بن عطاء ، أنه قال : كنت جالساً عند عبد الله بن عباس ، فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته – ثم زاد شيئاً بعد ذلك قال ابن عباس – وهو يومئذ قد ذهب بصره - :من هذا ؟
قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك – فعرفوه إياه – قال : فقال ابن عباس : (( إن السلام انتهي إلي البركة )) .
وأخرجه البيهقي في (( الشعب ))( 6/455 ) ، ولفظه : (( قال محمد بن عمرو بن عطاء : بينا أنا عند ابن عباس وعنده أبنه ، فجاءه سائل فسلم عليه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، وعدد من ذلك .
فقال ابن عباس : ما هذا السلام ؟ وغضب حتى أحمرت وجنتاه .
فقال له ابنه علي : يا أبتاه : إنه سائل من السؤال .
فقال : (( إن الله حد السلام حداً ، ونهي عما وراء ذلك . ثم قرأ ( رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) ومن ذلك ما أخرجه البيهقي في (( الشعب )) عن زهرة بن معبد قال : قال عمر – رضي الله عنه – (( انتهي السلام إلى وبركاته )) قال الحافظ ابن حجر : - رجاله ثقات . ا هـ ( 11/6 الفتح )
ومن ذلك ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 10/390 ) عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع أو غيره : أن رجلاً كان يلقى ابن عمر فيسلم عليه فيقول : السلام عليك ، ورحمة الله وبركاته ، ومغفرته ، ومعافاته ، فقال له ابن عمر وعليك مئة مرة ، لئن عدت إلي هذا لأسوءنك ))
ومن ذلك ما أخرجه البيهقي في (( الشعب )9 ( 6/456 ) أن رجلاً سلم علي عبد الله بن عمر فقال : سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته
فانتهره ابن عمر وقال : (( حسبك إذا انتهيت إلي وبركاته ، إلي ما قال الله عز وجل ، وقد )) ا هـ قلت : يعني بما قال الله تعالي : ( رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) (هود: من الآية73)
وفي (( الشعب )) أيضاً ( 6/510 ) عن زهرة بن معبد عن عروة بن الزبير أن رجلاً سلم عليه ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فقال عروة : (( ما ترك لنا فضلاً ، إن السلام انتهي إلي وبركاته )) .
فتقرر من جملة ما تقدم : المنع من الزيادة علي (( وبركاته )) في السلام ابتداءً ورداً
وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما قال المحقق ابن القيم رحمه الله وما خالف ذلك من الأحاديث المرفوعة فلا يثبت ، وتفصيل ذلك أن الزيادة علي (( وبركاته )) وردت في أحاديث :
الأول : حديث سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه ثم أتي آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته . فقال – أنس - : (( أربعون)) قال : هكذا تكون الفضائل )) قوله (( أربعون ) أي أربعون حسنة أخرجه أبو داود في سننه – كتاب الأدب – باب كيف السلام ( 5/380 ) .
قال العلامة ابن مفلح في (( الآداب الشرعية )) ( 1/382 )
خبر ضعيف وخلاف الأمر المشهور . ا هـ .
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد ( 2/418 ) :
ولا يثبت هذا الحديث .
وقال ابن حجر في (( الفتح )) ( 11/6 ) :
سنده ضعيف . ا هـ .
الحديث الثاني حديث أنس – رضي الله عنه – قال : (( كان رجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم – يرعى دواب أصحابه – فيقول : السلام عليك يا رسول الله . فيقول النبي صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ، ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته ورضوانه .. )) الحديث .
قال ابن القيم وهو أضعف من الحديث السابق .
وقال النووي في (( الأذكار )) ص 209 : إسناده ضعيف . ا هـ .
وقال ابن حجر في (( الفتح ))( 11/6 ) إسناده واهٍ ا هـ .
الحديث الثالث : قال البخاري في (( التاريخ الكبير ))( 1/330 )
قال محمد ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شعبة ، عن عن هارون بن سعد ، عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال : كنا إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قلنا وعليك السلام ، ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته . ا هـ .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، علته محمد – شيخ البخاري – وهو : ابن حميد .
قال أبو زرعة : تركه محمد بن إسماعيل . وقال النسائي : كذاب . وقال مرة ليس بثقة . وقال ابن خراش : كان والله يكذب . ا هـ من (( التهذيب )) ( 9/127 )
قال ابن حجر : حافظ ضعيف ، كان ابن معين حسن الرأي فيه . ا هـ .
والحديث أخرجه البيهقي في (( شعب الإيمان )) ( 6/45 ) ( ح 8881 ) وقد صرح في السند بأن محمداً هو ابن حميدٍ .
قال البيهقي عقبه : (( تابعه محمد بن غالب – يعني علي بن الحسين – عن محمد بن حميد وهذا إن صح قلنا به ، غير أن في إسناده إلي شعبة من لا يحتج به ، والله أعلم . ا ه. وقد ضعف الحافظ إسناد البيهقي في (( الفتح )) ( 11/35 ) . ( *) فتبين مما تقدم أن الزيادة علي ((وبركاته )) في السلام ، غير مشروعة ، سواء ابتداءً ، أو رداً .
كيف والله تعالي قد انتهي إلي (( وبركاته ))؟
كيف والمستفيض علي النبي صلى الله عليه وسلم إلى(( وبركاته)) ؟ وما ورد من الزيادة فضعيف لا يقوى مجتمعاً ، فكيف منفرداً ؟ والله الموفق .
=============================
الحاشية
* - لفضيلة الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني – حفظه الله – كلام في تصحيح هذا الحديث مقدمة الجزء الثالث من السلسلة الصحيحة بناء علي أن محمد هذا هو ابن سعيد الأنصاري . وهذا البناء لم يقم علي يقنيات لدي الشيخ ، بل هو ترجيح بالقرائن .
والذي أتضح أن محمداً هذا هو ابن حميد كما صرح به البيهقي ، ومخرج حديثه ومخرج حديث البخاري واحد إذ روياه جميعاً عن محمد – أهمله البخاري وقال البيهقي : ابن حميد ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شعبة ، عن هارون بن سعيد ، عن ثمامة بن عقبة ، عن زيد بن أرقم ...
قال الحافظ في ( الفتح 11/6 ) علي هذا الحديث : أخرجه أبو داود والترمذي ، والنسائي بسند قوي . ا هـ وقال ابن مفلح في ( الآداب 1/383 ) بإسناد جيد . ا هـ .
وقد أخرج البخاري في (( الأدب المفرد )) نحوه وعن أبي هريرة ، وفيه (( عشر حسنات )) (( عشرون حسنة )) (( ثلاثون حسنة )) .
قال العلامة القرطبي – رحمه الله تعالي – في تفسير قوله تعالي في سورة النساء : )إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ( (النساء: من الآية86)
رد الأحسن أن يزيد فيقول : عليك السلام ورحمة الله لمن قال : سلام عليك . فإن قال : سلام عليك ورحمة الله ، زدت في ردك وبركاته . وهذا هو النهاية ، فلا مزيد عليه . قال تعالي مخبراً عن البيت الكريم : ( رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود: من الآية73)
وقال – أيضاً – علي آية هود التي سبقت في كلامه : ودلت الآية – أيضاً – علي أن منتهي السلام (( وبركاته )) كما أخبر عن صالحي عباده . ا هـ .
وقد ورد ما يدل علي عدم جواز الزيادة علي ( وبركاته ) في السلام . ومن ذلك ما احتج به ابن كثير في تفسير قوله تعالى( و إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا... ) الآية .
حيث ساق سند ابن جرير عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – قال :
(( جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : (( وعليكم السلام ورحمة الله )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ، ورحمة الله ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال له (( وعليك )) فقال له الرجل : يا نبي الله : بأبي أنت وأمي ، أتاك فلان ، وفلان ، فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما ردت علي . فقال له صلى الله عليه وسلم : (( إنك لم تدع لنا شيئاً ))
قال الله تعالي ( إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) فرددناها عليك.
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالي –
وفي هذا الحديث دلالة علي أنه لا زيادة في السلام علي علي هذه الصفة (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم . ا هـ ( 1/531 )
ومن ذلك ما رواه الإمام مالك في (( الموطأ )) بسند جيد عن محمد بن عمرو بن عطاء ، أنه قال : كنت جالساً عند عبد الله بن عباس ، فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته – ثم زاد شيئاً بعد ذلك قال ابن عباس – وهو يومئذ قد ذهب بصره - :من هذا ؟
قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك – فعرفوه إياه – قال : فقال ابن عباس : (( إن السلام انتهي إلي البركة )) .
وأخرجه البيهقي في (( الشعب ))( 6/455 ) ، ولفظه : (( قال محمد بن عمرو بن عطاء : بينا أنا عند ابن عباس وعنده أبنه ، فجاءه سائل فسلم عليه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، وعدد من ذلك .
فقال ابن عباس : ما هذا السلام ؟ وغضب حتى أحمرت وجنتاه .
فقال له ابنه علي : يا أبتاه : إنه سائل من السؤال .
فقال : (( إن الله حد السلام حداً ، ونهي عما وراء ذلك . ثم قرأ ( رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) ومن ذلك ما أخرجه البيهقي في (( الشعب )) عن زهرة بن معبد قال : قال عمر – رضي الله عنه – (( انتهي السلام إلى وبركاته )) قال الحافظ ابن حجر : - رجاله ثقات . ا هـ ( 11/6 الفتح )
ومن ذلك ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 10/390 ) عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع أو غيره : أن رجلاً كان يلقى ابن عمر فيسلم عليه فيقول : السلام عليك ، ورحمة الله وبركاته ، ومغفرته ، ومعافاته ، فقال له ابن عمر وعليك مئة مرة ، لئن عدت إلي هذا لأسوءنك ))
ومن ذلك ما أخرجه البيهقي في (( الشعب )9 ( 6/456 ) أن رجلاً سلم علي عبد الله بن عمر فقال : سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته
فانتهره ابن عمر وقال : (( حسبك إذا انتهيت إلي وبركاته ، إلي ما قال الله عز وجل ، وقد )) ا هـ قلت : يعني بما قال الله تعالي : ( رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) (هود: من الآية73)
وفي (( الشعب )) أيضاً ( 6/510 ) عن زهرة بن معبد عن عروة بن الزبير أن رجلاً سلم عليه ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فقال عروة : (( ما ترك لنا فضلاً ، إن السلام انتهي إلي وبركاته )) .
فتقرر من جملة ما تقدم : المنع من الزيادة علي (( وبركاته )) في السلام ابتداءً ورداً
وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما قال المحقق ابن القيم رحمه الله وما خالف ذلك من الأحاديث المرفوعة فلا يثبت ، وتفصيل ذلك أن الزيادة علي (( وبركاته )) وردت في أحاديث :
الأول : حديث سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه ثم أتي آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته . فقال – أنس - : (( أربعون)) قال : هكذا تكون الفضائل )) قوله (( أربعون ) أي أربعون حسنة أخرجه أبو داود في سننه – كتاب الأدب – باب كيف السلام ( 5/380 ) .
قال العلامة ابن مفلح في (( الآداب الشرعية )) ( 1/382 )
خبر ضعيف وخلاف الأمر المشهور . ا هـ .
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد ( 2/418 ) :
ولا يثبت هذا الحديث .
وقال ابن حجر في (( الفتح )) ( 11/6 ) :
سنده ضعيف . ا هـ .
الحديث الثاني حديث أنس – رضي الله عنه – قال : (( كان رجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم – يرعى دواب أصحابه – فيقول : السلام عليك يا رسول الله . فيقول النبي صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ، ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته ورضوانه .. )) الحديث .
قال ابن القيم وهو أضعف من الحديث السابق .
وقال النووي في (( الأذكار )) ص 209 : إسناده ضعيف . ا هـ .
وقال ابن حجر في (( الفتح ))( 11/6 ) إسناده واهٍ ا هـ .
الحديث الثالث : قال البخاري في (( التاريخ الكبير ))( 1/330 )
قال محمد ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شعبة ، عن عن هارون بن سعد ، عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال : كنا إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قلنا وعليك السلام ، ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته . ا هـ .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، علته محمد – شيخ البخاري – وهو : ابن حميد .
قال أبو زرعة : تركه محمد بن إسماعيل . وقال النسائي : كذاب . وقال مرة ليس بثقة . وقال ابن خراش : كان والله يكذب . ا هـ من (( التهذيب )) ( 9/127 )
قال ابن حجر : حافظ ضعيف ، كان ابن معين حسن الرأي فيه . ا هـ .
والحديث أخرجه البيهقي في (( شعب الإيمان )) ( 6/45 ) ( ح 8881 ) وقد صرح في السند بأن محمداً هو ابن حميدٍ .
قال البيهقي عقبه : (( تابعه محمد بن غالب – يعني علي بن الحسين – عن محمد بن حميد وهذا إن صح قلنا به ، غير أن في إسناده إلي شعبة من لا يحتج به ، والله أعلم . ا ه. وقد ضعف الحافظ إسناد البيهقي في (( الفتح )) ( 11/35 ) . ( *) فتبين مما تقدم أن الزيادة علي ((وبركاته )) في السلام ، غير مشروعة ، سواء ابتداءً ، أو رداً .
كيف والله تعالي قد انتهي إلي (( وبركاته ))؟
كيف والمستفيض علي النبي صلى الله عليه وسلم إلى(( وبركاته)) ؟ وما ورد من الزيادة فضعيف لا يقوى مجتمعاً ، فكيف منفرداً ؟ والله الموفق .
=============================
الحاشية
* - لفضيلة الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني – حفظه الله – كلام في تصحيح هذا الحديث مقدمة الجزء الثالث من السلسلة الصحيحة بناء علي أن محمد هذا هو ابن سعيد الأنصاري . وهذا البناء لم يقم علي يقنيات لدي الشيخ ، بل هو ترجيح بالقرائن .
والذي أتضح أن محمداً هذا هو ابن حميد كما صرح به البيهقي ، ومخرج حديثه ومخرج حديث البخاري واحد إذ روياه جميعاً عن محمد – أهمله البخاري وقال البيهقي : ابن حميد ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شعبة ، عن هارون بن سعيد ، عن ثمامة بن عقبة ، عن زيد بن أرقم ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ علي رضا-يحفظه الله-
أزعم أن شيخنا -رحمه الله - لو اطلع على بحثي لتراجع عن تصحيحها !
[size=21](( زيادة : ومغفرته في رد السلام تنقل للضعيفة )) [/size]
أزعم أن شيخنا -رحمه الله - لو اطلع على بحثي لتراجع عن تصحيحها !
[size=21](( زيادة : ومغفرته في رد السلام تنقل للضعيفة )) [/size]
اطلعت على ما أبداه أحد الباحثين حول ضعف زيادة ( ومغفرته ) عند رد السلام فألفيته رداً جيداً ؛ وقد كان شيخنا مقبل الوادعي سألني :
هل صحت عندك زيادة ( ومغفرته ) ؟
ولم أكن قد بحثت المسألة ، فقلت له : صححها شيخنا الألباني !
فقال : أنا أسألك أنت ؟
فقلت : سأبحث إن شاء الله 0
والآن يسر الله لي البحث :
فرجعت لكتاب ( شعب الإيمان ) للبيهقي 6 / 456 برقم 8881 ،
وكذا رجعت لكتاب ( الكامل ) لابن عدي 7 / 2588 - وقد كتبت خطأ عند الباحث - فرأيت أن ابن عدي يرويه عن علي بن سعيد – وهو الرازي - ثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن المختار به 0
والرازي حافظ ، ويحفظ ويفهم ، ووثقه قاسم بن مسلمة ، لكن قال الدارقطني : ليس بذاك 0
وفي رواية : ليس بثقة 0
وتكلم فيه بعض العلماء لدخوله في أعمال السلطان ، وأنه كان والي قرية فما أعطوه الخراج فجمع الخنازير في المسجد !
انظر ( لسان الميزان ) 4 / 271 0
وأما البيهقي فيرويه من طريق علي بن الحسين بن حيان – وصحفت إلى حبان - وهو ثقة كما في ( تاريخ بغداد ) 11 / 395 لكن شيخ
البيهقي : أبا الحسن محمد بن يعقوب الفقيه لم أقف له على توثيق من أحد الأئمة !
إلا أن الطريق الأولى عند ابن عدي تقوي الجزم بأنه محمد بن حميد الرازي وليس محمد بن سعيد الأصبهاني كما جزم شيخنا الألباني رحمه الله والخلاصة هي ضعف هذه الزيادة ، وخاصة أن البيهقي نفسه ضعف الإسناد فقال :
( تابعه - يعني علي بن الحسين بن حبان - محمد بن غالب عن محمد بن حميد وهذا إن صح قلنا به غير أن في إسناده إلى شعبة من لايحتج به ) وهو بلا شك ابن حميد الرازي وإذا تساهلنا قلنا كما قال الحافظ عنه : حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه 0 ( التقريب ) 5871 0
إلا أن بلدي ابن حميد وهو : أبو زرعة الرازي كذبه ! وكذبه النسائي ، وقال البخاري : فيه نظر 0
انظر ( التهذيب ) 3 / 546 - 548 فمثله أحسن أحوال حديثه الضعف الشديد ولعل شيخنا رحمه الله لو اطلع على هذا كله لتغير رأيه ؛ فإنه رجاع للحق رحمه الله ,وبناءً على ما سبق ينقل الحديث بهذه الزيادة إلى ( الضعيفة ) والله تعالى أعلم 0
هل صحت عندك زيادة ( ومغفرته ) ؟
ولم أكن قد بحثت المسألة ، فقلت له : صححها شيخنا الألباني !
فقال : أنا أسألك أنت ؟
فقلت : سأبحث إن شاء الله 0
والآن يسر الله لي البحث :
فرجعت لكتاب ( شعب الإيمان ) للبيهقي 6 / 456 برقم 8881 ،
وكذا رجعت لكتاب ( الكامل ) لابن عدي 7 / 2588 - وقد كتبت خطأ عند الباحث - فرأيت أن ابن عدي يرويه عن علي بن سعيد – وهو الرازي - ثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن المختار به 0
والرازي حافظ ، ويحفظ ويفهم ، ووثقه قاسم بن مسلمة ، لكن قال الدارقطني : ليس بذاك 0
وفي رواية : ليس بثقة 0
وتكلم فيه بعض العلماء لدخوله في أعمال السلطان ، وأنه كان والي قرية فما أعطوه الخراج فجمع الخنازير في المسجد !
انظر ( لسان الميزان ) 4 / 271 0
وأما البيهقي فيرويه من طريق علي بن الحسين بن حيان – وصحفت إلى حبان - وهو ثقة كما في ( تاريخ بغداد ) 11 / 395 لكن شيخ
البيهقي : أبا الحسن محمد بن يعقوب الفقيه لم أقف له على توثيق من أحد الأئمة !
إلا أن الطريق الأولى عند ابن عدي تقوي الجزم بأنه محمد بن حميد الرازي وليس محمد بن سعيد الأصبهاني كما جزم شيخنا الألباني رحمه الله والخلاصة هي ضعف هذه الزيادة ، وخاصة أن البيهقي نفسه ضعف الإسناد فقال :
( تابعه - يعني علي بن الحسين بن حبان - محمد بن غالب عن محمد بن حميد وهذا إن صح قلنا به غير أن في إسناده إلى شعبة من لايحتج به ) وهو بلا شك ابن حميد الرازي وإذا تساهلنا قلنا كما قال الحافظ عنه : حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه 0 ( التقريب ) 5871 0
إلا أن بلدي ابن حميد وهو : أبو زرعة الرازي كذبه ! وكذبه النسائي ، وقال البخاري : فيه نظر 0
انظر ( التهذيب ) 3 / 546 - 548 فمثله أحسن أحوال حديثه الضعف الشديد ولعل شيخنا رحمه الله لو اطلع على هذا كله لتغير رأيه ؛ فإنه رجاع للحق رحمه الله ,وبناءً على ما سبق ينقل الحديث بهذه الزيادة إلى ( الضعيفة ) والله تعالى أعلم 0
ــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ / محمد بن رمزان -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإلى الأخ/....... وفقه الله لما يحبه ويرضاه.
فقد جرى بيننا مذاكرة حول الزيادة في رد السلام.
وكان على إثرها هذا البحث الذي تم جمعه، تبين لي فيه أن الأفضل الاقتصار على الوارد أولى من الزيادة بغير الوارد والله الهادي للرشاد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإلى الأخ/....... وفقه الله لما يحبه ويرضاه.
فقد جرى بيننا مذاكرة حول الزيادة في رد السلام.
وكان على إثرها هذا البحث الذي تم جمعه، تبين لي فيه أن الأفضل الاقتصار على الوارد أولى من الزيادة بغير الوارد والله الهادي للرشاد.
يقول ابن حجر في الفتح:
* * * قوله فقالوا السلام عليك ورحمة الله كذا للأكثر في البخاري هنا وكذا للجميع في بدء الخلق ولأحمد ومسلم من هذا الوجه من رواية عبد الرزاق ووقع هنا الكشميهني فقالوا وعليك السلام ورحمة الله وعليها شرح الخطابي واستدل برواية الأكثر لمن يقول يجزئ في الرد أن يقع باللفظ الذي يبتدأ به كما تقدم قيل ويكفي أيضا الرد بلفظ الافراد وسيأتي البحث في ذلك في باب من رد فقال عليك السلام قوله فزادوه ورحمة الله فيه مشروعة الزيادة في الرد على الابتداء وهو مستحب بالاتفاق لوقوع التحية في ذلك في قوله تعالى فحيوا بأحسن منها أو ردوها فلو زاد المبتدئ ورحمة الله استحب أن يزاد وبركاته.
فلو زاد وبركاته فهل تشرع الزيادة في الرد؟
وكذا لو زاد المبتدئ على وبركاته هل يشرع له ذلك؟
* * *أخرج مالك في الموطأ عن بن عباس قال انتهى السلام إلى البركة وأخرج البيهقي في الشعب من طريق عبد الله بن بأبيه قال جاء رجل إلى بن عمر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته* فقال حسبك إلى وبركاته انتهى إلى وبركاته .
ومن طريق زهرة بن معبد قال قال عمر انتهى السلام إلى وبركاته ورجاله ثقات.
وجاء عن بن عمر الجواز فأخرج مالك أيضا في الموطأ عنه أنه زاد في الجواب والغاديات والرائحات وأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق عمرو بن شعيب عن سالم مولى بن عمر قال كان بن عمر يزيد إذا رد السلام فأتيته مرة فقلت السلام عليكم فقال السلام عليكم ورحمة الله ثم أتيته فزدت وبركاته فرد وزاد وطيب صلواته ومن طريق زيد بن ثابت انه كتب إلى معاوية السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلواته.
ونقل بن دقيق العيد عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى فحيوا بأحسن منها الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدئ.
وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي بسند قوي عن عمران بن حصين قال جاء رجل إلى النبي* صلى الله عليه وسلم* فقال السلام عليكم فرد عليه وقال عشر ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه وقال عشرون ثم جاء آخر فزاد وبركاته فرد وقال ثلاثون.
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة وصححه بن حبان وقال ثلاثون حسنة وكذا فيما قبلها صرح بالمعدود.
وعند أبي نعيم في عمل اليوم والليلة من حديث على أنه هو الذي وقع له مع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأخرج الطبراني من حديث سهل بن حنيف بسند ضعيف رفعه من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات ومن زاد ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة ومن زاد وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة.
وأخرج أبو داود من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه بسند ضعيف نحو حديث عمران وزاد في اخره ثم جاء آخر فزاد ومغفرته فقال أربعون وقال هكذا تكون الفضائل.
وأخرج بن السني في كتابه بسند واه من حديث أنس قال كان رجل يمر فيقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه
وأخرج البيهقي في الشعب بسند ضعيف أيضا من حديث زيد بن أرقم كنا إذا سلم علينا النبي صلى الله عليه وسلم قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت قوى ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على وبركاته.
واتفق العلماء على أن الرد واجب على الكفاية...فتح الباري (11 / 6)
قال السيوطي في تفسيره:
* * *وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد قال كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فسلم عليهِ فقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال ابن عباس انته إلى ما انتهيت إليه الملائكةِ ثم تلا رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.
* * *وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن عطاء قال كنت عند ابن عباس رضي الله عنهماِ فجاء سائلا فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته وصلواته فقال ابن عباس ما هذا السلامِ وغضب حتى احمرت وجنتاهِ إن الله حد للسلام حدا ثم انتهى ونهى عما وراء ذلكِ ثم قرأ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد.
وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال له سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فانتهره ابن عمر وقال حسبك إذا انتهيت إلى وبركاته إلى ما قال الله.
الدر المنثور : (4 / 453 -454)
الدر المنثور : (4 / 453 -454)
وروى ابو داود في سننه 5196 / قال: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي ثنا بن أبي مريم قال أظن أني سمعت نافع بن يزيد قال أخبرني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي* صلى الله عليه وسلم بمعناه زاد ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته* فقال أربعون قال هكذا تكون الفضائل. سنن أبي داود : (4 / 350)
يقول ابن القيم في الزاد:
وكان هديه انتهاء السلام إلى وبركاته فذكر النسائي عنه أن رجلا جاء فقال السلام عليكم فرد عليه النبي* صلى الله عليه وسلم* وقال عشرة ثم جلس ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه النبي* صلى الله عليه وسلم* وقال عشرون ثم جلس وجاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه رسول الله* صلى الله عليه وسلم وقال ثلاثون رواه النسائي والترمذي من حديث عمران بن حصين وحسنه وذكره أبو داود من حديث معاذ بن أنس وزاد فيه ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال أربعون فقال هكذا تكون الفضائل ولا يثبت هذا الحديث. فإن له ثلاث علل:
إحداها: أنه من رواية أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ولا يحتج به.
الثانية: أن فيه أيضا سهل بن معاذ وهو أيضا كذلك.
الثالثة: أن سعيد بن أبي مريم أحد رواته لم يجزم بالرواية بل قال أظن أني سمعت نافع بن يزيد.
* * *وأضعف من هذا الحديث الآخر عن أنس كان رجل يمر بالنبي* صلى الله عليه وسلم* يقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له النبي* صلى الله عليه وسلم* وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه فقيل له يا رسول الله تسلم على هذا سلاما ما تسلمه على أحد من أصحابك فقال وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلا وكان يرعى على أصحابه.* زاد المعاد: (2 /* 417 - 418)
وروى الازدي في الجامع قال :
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع أو غيره أن رجلا كان يلقى ابن عمر فيسلم عليه فيقول السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومعافاته قال يكثر من هذا فقال له ابن عمر وعليك مئة مرة لئن عدت إلى هذا لأسوءنك.
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع أو غيره أن رجلا كان يلقى ابن عمر فيسلم عليه فيقول السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومعافاته قال يكثر من هذا فقال له ابن عمر وعليك مئة مرة لئن عدت إلى هذا لأسوءنك.
الجامع لمعمر بن راشد الازدي وهو ملحق بمصنف عبد الرزاق الصنعاني: (10 / 390)
وروى الطبراني في معجمه قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن آدم ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال زاد ربيع بن خيثم في التشهد بركاته ومغفرته فقال علقمة نقف حيث علمنا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . المعجم الكبير: (10 /52)
وقال الخطيب البغدادي:
انا ابو بكر محمد بن احمد بن يوسف الصياد انا عمر بن جعفر بن سالم الختلي نا إبراهيم بن اسحق الحربي نا عبيد الله بن عائشة نا نوح بن قيس نا عون بن ابي شداد قال كان ابن عباس قاعدا فجاء رجل فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال ابن عباس انتهوا إلى البركات فأنها تحية أهل البيت الصالحين. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: (1 / 164)
قال الهيثمي في مجمعه: عن سلمة الهمداني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم* كتب إلى قيس بن ملك الأرحبي باسمك اللهم من محمد رسول الله إلى قيس بن ملك سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته أما بعد فذاكم أنى استعملتك على قومك عربهم وجمهورهم ومواليهم وحاشيتهم وأعطيتك من درة يسار مائتي صاع من زبيب خيران مائتي صاع جاري ذلك لك ولعقبك من بعدك أبدا أبدا أحب إلي أني لأرجو أن يبقى عقبى أبدا قال يحيى عربهم أهل البادية وجمهورهم أهل القرى.
رواه أبو يعلى: (2 / 215) وفيه عمرو بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف. مجمع الزوائد:(3/ 84)
وقال البيهقي في الشعب رقم :3980 أخبرنا ابو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون أنا أبو عميس عن ابن حلحلة عن محمد بن عطاء قال علي بن عباس حجرة خالته ميمونة بعد الجمعة فجاء سائل فقام على الباب فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته وصلاته ومغفرته فقال ابن عباس عباد الله انتهوا بالتحية الى ما قال الله عز وجل ورحمة الله وبركاته . شعب الإيمان: (3 /430)
وقال أيضا:
أخبرنا أبو زكريا بن أبي اسحاق قال نا أبو العباس الأصم قال نا بحر بن نصر قال نا ابن وهب قال أخبرني ابن جريج أن عطاء بن أبي رباح حدثه أن ابن عباس أتاهم يوما في مجلس فسلم عليهم فقال سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال من هذا فقلت عطاء فقال انته إلى وبركاته قال ثم تلا رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد.
وبعده قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب قال نا أحمد بن عبدالحميد قال نا أبو أسامة عن الوليد بن كثير قال نا محمد بن عمرو بن عطاء قال بينا أنا عند ابن عباس وعنده ابنه فجاءه سائل فسلم عليه فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته* *ومغفرته* ورضوانه وعدد من ذا فقال ابن عباس ما هذا السلام وغضب حتى احمرت وجنتاه فقال له ابنه علي يا أبتاه إنه سائل من السؤال فقال إن الله حد السلام حدا ونهى عما وراء ذلك ثم قرأ إلى رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ثم انتهى.
وبإسناده قال ونا أبو أسامة عن سفيان عن حبيب عمن سمع ابن عباس يقول إن لكل شيء منتهي وإن منتهى السلام وبركاته.
وقال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي اسحاق قال نا أبو العباس الأصم قال نا بحر بن نصر قال نا ابن وهب قال أخبرني ابن جريج أن أبا الزبير أخبره عن عبدالله بن بابيه أنه كان مع عبدالله بن عمر فسلم عليه رجل فقال سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته فانتهره ابن عمر وقال حسبك إذا انتهيت إلى وبركاته إلى ما قال الله عز وجل.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الفقيه قال أنا أبو علي الصواف قال نا علي بن الحسين بن حبان قال نا محمد بن حميد قال نا أزهر بن المختار عن شعبة عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم علينا فرددنا عليه السلام قلنا وعليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته تابعه محمد بن غالب عن محمد بن حميد وهذا إن صح قلنا به غير أن في إسناده إلى شعبة من لا يحتج به والله أعلم. شعب الإيمان: (6 /455-456)
وذكر ابن عبد البر في التمهيد:
قال ابن عباس وابن عمر انتهى السلام إلى البركة كما ذكر الله عز وجل عن صالح عباده رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت وكانا يكرهان أن يزيد أحد في السلام على قوله وبركاته والله الموفق للصواب. (5 / 293)
أقول وبالله التوفيق:
ومن خلال ما تقدم من كلام أهل العلم حول الزيادة في الابتداء أو الزيادة في الرد بغير الوارد يتضح أن في الاكتفاء بالوارد غنية عن التكلف في الرد والزيادة بما لم يرد.
• وأما ما ورد عن ابن عمر وابن عباس بأنهم يرون الزيادة فانه تبين من خلال النقل انه لم يثبت عنهم إلا خلافه، بل التشديد في المنع من الزيادة.
• وأما الاحتجاج بمجموع الروايات الضعيفة فانه لا حجة فيها لان جواب السلام عبادة مستقلة والأصل فيها التوقف إلا بدليل صحيح يعتمد عليه ويتقرب فيه العبد لربه ولم يرد في الزيادة شيء و إنما انتهى السلام إلى قوله صلى الله عليه وسلم عليكم السلام ورحمة الله وبركاته فنقف حيث وقف فهو احرص الناس على الأجر وزيادة الحسنات ولو كان هناك زيادة لشرعها لنا صلى الله عليه وسلم.
• وأما الاستدلال بقوله تعالى (فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فإنه لا يفهم منه الزيادة في الرد بغير الوارد بل يفهم منه انه إن سلم بسلام كامل يرد عليه، وان سلم بسلام للراد فيه مجال الزيادة بالوارد؛ أو الرد فهو بالخيار، وليس له أن ينقص في الرد.
والله اعلم بالصواب.
أخوك/ محمد بن رمزان آل طامي الهاجري
18شوال 1423
18شوال 1423
من مواضيع أبو سالم الأثري في المنتدى