الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أما بعد:
فقد استوقفني مقال للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم – رحمه الله – :يبين فيه عدم جواز زيادة و(مغفرته) في ردِّ السلام!!
فأقول: بل زيادة ( ومغفرته ) في ردِّ السلام مشروعة، لثبوت ذلك عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أخرج البخاري في التاريخ الكبير(1/1/330) قال: حدثنا إبراهيم بن المختار عن شعبة عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال:
«كنَّا إذا سلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علينا قلنا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته».
قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة(1449):
قلت:وهذا إسناد جيد رجاله ثقات، كلهم من رجال التهذيب؛ وإبراهيم بن المختار ؛ وهو الرازي، روى عنه جماعة من الثقات ذكرهم ابن أبي حاتم(1/1/138) ثم قال: سألت أبي عنه: فقال: صالح الحديث، وهو أحب إليَّ من سلمة بن الفضل، وعلي بن مجاهد.
ومحمد الراوي عنه هو ابن سعيد بن الأصبهاني، وهو من شيوخ البخاري في الصحيح فالإسناد متصل غير معلق، والكلام فيه كالكلام في حديث هشام بن عمار في الملاهي الذي رواه البخاري عنه( قال) ، كما هو مذكور في محله.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد برقم(1131)
حدثنا بن أبي مريم قال أخبرنا بن أبي الزناد قال حدثني أبي : أنه أخذ هذه الرسالة من خارجة بن زيد ومن كبراء آل زيد بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زيد بن ثابت سلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنك تسألني عن ميراث الجد والإخوة فذكر الرسالة ونسأل الله الهدى والحفظ والتثبت في أمرنا كله ونعوذ بالله أن نضل أو نجهل أو نتكلف ما ليس لنا به علم والسلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته وكتب وهيب يوم الخميس لثنتي عشرة بقيت من رمضان سنة اثنتين وأربعين.
قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في الأدب المفرد:حسن الإسناد.
وقال ـ رحمه الله ـ في الضعيفة(11/725):قلت: إسناده صحيح. وسكت عنه الحافظ وعن الذي قبله، وذكر عن ابن دقيق العيد أنه نقل عن أبي الوليد بن رشد أنه يُؤخذ من قوله ـ تعالى ـ(فحيُّوا بأحسن منها) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدئ.
ثم ذكر بعض الأحاديث المرفوعة الصريحة في ذلك، ثم قال:
وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت؛ قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على(وبركاته).
قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في الضعيفة(11/724):وأخرج البخاري في الأدب المفرد(ص49 ـ دار الكتب العلمية)عن عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر قال:
كان ابن عمر إذا سلَّم عليه، فردَّ؛ زاد؛ فأتيته وهو جالس، فقلت: السلام عليكم.
قال: السلام عليكم ورحمة الله. ثم أتيته مرة أخرى فقلت: السلام عليكم ورحمة الله.
قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم أتيته مرة ثالثة فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته.
قال الشيخ الألباني رحمه الله ـ: قلت: رجاله ثقات معروفون؛ غير سالم هذا...
هذا أولا.
أما ثانياً: فقد ذكر بعض الأدلة على عدم جواز زيادة ( ومغفرته) في ردِّ السلام ما ساقه عن ابن جرير عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه –قال:
جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : (( وعليكم السلام ورحمة الله )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ، ورحمة الله ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - (( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال له (( وعليك )) فقال له الرجل : يا نبي الله : بأبي أنت وأمي ، أتاك فلان ، وفلان ، فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما ردت علي . فقال له– صلى الله عليه وسلم - : (( إنك لم تدع لنا شيئاً ))قال الله تعالي (إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) فرددناها عليك( في اسناده ضعف.
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الضعيفة برقم(5433) عقب هذا الحديث منكر... وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير هشام بن لاحق ... قلت: فقد ضعفه الجمهور .
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى ـ"
وفي هذا الحديث دلالة علي أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله – صلى الله عليه وسلم –. ا هـ ( 1/531 ).
فأقول: بعدما تبين عدم ثبوت هذا الحديث الذي يستدل به ابن كثير ـ رحمه الله ـ على عدم جواز الزيادة في السلام على تلك الصفة الواردة في الحديث،تبين ومن خلال الأحاديث الصحيحة التي سقناها أن زيادة (ومغفرته) في ردِّ السلام مشروعة والله أعلم.
ثالثاً: أورد الشيخ عبد السلام ـ رحمه الله ـ: أثر ابن عباس ما رواه الإمام مالك في (( الموطأ )) بسند جيد عن محمد بن عمرو بن عطاء ، أنه قال : كنت جالساً عند عبد الله بن عباس ، فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته – ثم زاد شيئاً بعد ذلك قال ابن عباس – وهو يومئذ قد ذهب بصره - : من هذا ؟
قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك – فعرفوه إياه – قال : فقال ابن عباس : (( إن السلام انتهي إلى البركة.
فأقول: قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في الضعيفة(11/723)" إسناده صحيح.
ثم قال ـ رحمه الله ـ: ولا يخفى أن أثر ابن عمر هذا لو صحَّ لا يشهد ـ كأثر ابن عباس ـ لحديث الترجمة وذلك لأمرين:
1ـ أن الحديث مرفوع، والأثر موقوف.
2ـ أنَّ الحديث في ردِّ السلام، والأثر في إلقائه.
فقد استوقفني مقال للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم – رحمه الله – :يبين فيه عدم جواز زيادة و(مغفرته) في ردِّ السلام!!
فأقول: بل زيادة ( ومغفرته ) في ردِّ السلام مشروعة، لثبوت ذلك عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أخرج البخاري في التاريخ الكبير(1/1/330) قال: حدثنا إبراهيم بن المختار عن شعبة عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال:
«كنَّا إذا سلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علينا قلنا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته».
قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة(1449):
قلت:وهذا إسناد جيد رجاله ثقات، كلهم من رجال التهذيب؛ وإبراهيم بن المختار ؛ وهو الرازي، روى عنه جماعة من الثقات ذكرهم ابن أبي حاتم(1/1/138) ثم قال: سألت أبي عنه: فقال: صالح الحديث، وهو أحب إليَّ من سلمة بن الفضل، وعلي بن مجاهد.
ومحمد الراوي عنه هو ابن سعيد بن الأصبهاني، وهو من شيوخ البخاري في الصحيح فالإسناد متصل غير معلق، والكلام فيه كالكلام في حديث هشام بن عمار في الملاهي الذي رواه البخاري عنه( قال) ، كما هو مذكور في محله.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد برقم(1131)
حدثنا بن أبي مريم قال أخبرنا بن أبي الزناد قال حدثني أبي : أنه أخذ هذه الرسالة من خارجة بن زيد ومن كبراء آل زيد بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زيد بن ثابت سلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنك تسألني عن ميراث الجد والإخوة فذكر الرسالة ونسأل الله الهدى والحفظ والتثبت في أمرنا كله ونعوذ بالله أن نضل أو نجهل أو نتكلف ما ليس لنا به علم والسلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته وكتب وهيب يوم الخميس لثنتي عشرة بقيت من رمضان سنة اثنتين وأربعين.
قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في الأدب المفرد:حسن الإسناد.
وقال ـ رحمه الله ـ في الضعيفة(11/725):قلت: إسناده صحيح. وسكت عنه الحافظ وعن الذي قبله، وذكر عن ابن دقيق العيد أنه نقل عن أبي الوليد بن رشد أنه يُؤخذ من قوله ـ تعالى ـ(فحيُّوا بأحسن منها) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدئ.
ثم ذكر بعض الأحاديث المرفوعة الصريحة في ذلك، ثم قال:
وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت؛ قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على(وبركاته).
قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في الضعيفة(11/724):وأخرج البخاري في الأدب المفرد(ص49 ـ دار الكتب العلمية)عن عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر قال:
كان ابن عمر إذا سلَّم عليه، فردَّ؛ زاد؛ فأتيته وهو جالس، فقلت: السلام عليكم.
قال: السلام عليكم ورحمة الله. ثم أتيته مرة أخرى فقلت: السلام عليكم ورحمة الله.
قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم أتيته مرة ثالثة فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته.
قال الشيخ الألباني رحمه الله ـ: قلت: رجاله ثقات معروفون؛ غير سالم هذا...
هذا أولا.
أما ثانياً: فقد ذكر بعض الأدلة على عدم جواز زيادة ( ومغفرته) في ردِّ السلام ما ساقه عن ابن جرير عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه –قال:
جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : (( وعليكم السلام ورحمة الله )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ، ورحمة الله ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - (( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال له (( وعليك )) فقال له الرجل : يا نبي الله : بأبي أنت وأمي ، أتاك فلان ، وفلان ، فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما ردت علي . فقال له– صلى الله عليه وسلم - : (( إنك لم تدع لنا شيئاً ))قال الله تعالي (إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) فرددناها عليك( في اسناده ضعف.
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الضعيفة برقم(5433) عقب هذا الحديث منكر... وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير هشام بن لاحق ... قلت: فقد ضعفه الجمهور .
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى ـ"
وفي هذا الحديث دلالة علي أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله – صلى الله عليه وسلم –. ا هـ ( 1/531 ).
فأقول: بعدما تبين عدم ثبوت هذا الحديث الذي يستدل به ابن كثير ـ رحمه الله ـ على عدم جواز الزيادة في السلام على تلك الصفة الواردة في الحديث،تبين ومن خلال الأحاديث الصحيحة التي سقناها أن زيادة (ومغفرته) في ردِّ السلام مشروعة والله أعلم.
ثالثاً: أورد الشيخ عبد السلام ـ رحمه الله ـ: أثر ابن عباس ما رواه الإمام مالك في (( الموطأ )) بسند جيد عن محمد بن عمرو بن عطاء ، أنه قال : كنت جالساً عند عبد الله بن عباس ، فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته – ثم زاد شيئاً بعد ذلك قال ابن عباس – وهو يومئذ قد ذهب بصره - : من هذا ؟
قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك – فعرفوه إياه – قال : فقال ابن عباس : (( إن السلام انتهي إلى البركة.
فأقول: قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في الضعيفة(11/723)" إسناده صحيح.
ثم قال ـ رحمه الله ـ: ولا يخفى أن أثر ابن عمر هذا لو صحَّ لا يشهد ـ كأثر ابن عباس ـ لحديث الترجمة وذلك لأمرين:
1ـ أن الحديث مرفوع، والأثر موقوف.
2ـ أنَّ الحديث في ردِّ السلام، والأثر في إلقائه.
لقد استمعت إلى ما قاله فضيلة الشيخ الحويني ـ حفظه الله ـ ومما قاله الشيخ ـ حفظه الله ـ :
1ـ أن الشيخ الألباني رجَّح أنَّ محمداً الذي في الإسناد هو محمد بن مهران!!!
2ـ أنَّ بعض طلبة العلم السعوديين كان أرسل للشيخ الألباني في حياته يقول أنَّ محمداً شيخ البخاري في هذا الحديث هو محمد بن حميد الرازي وليس محمد بن مهران!!.
3ـ لما طُبع شعب الإيمان للبيهقي، وإذْ بالبيهقي يروي هذا الخبر من طريق البخاري، قال: حدثنا محمد بن حميد، فلذلك انكشف المستور وأن محمداً هو محمد بن حميد الرازي وليس كما رجَّح الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ.
4ـ أنَّ الشيخ الألباني رجع عن تصحيح الرواية؛ ولكن بقي مع عموم الآية في الزيادة .
1ـ أن الشيخ الألباني رجَّح أنَّ محمداً الذي في الإسناد هو محمد بن مهران!!!
2ـ أنَّ بعض طلبة العلم السعوديين كان أرسل للشيخ الألباني في حياته يقول أنَّ محمداً شيخ البخاري في هذا الحديث هو محمد بن حميد الرازي وليس محمد بن مهران!!.
3ـ لما طُبع شعب الإيمان للبيهقي، وإذْ بالبيهقي يروي هذا الخبر من طريق البخاري، قال: حدثنا محمد بن حميد، فلذلك انكشف المستور وأن محمداً هو محمد بن حميد الرازي وليس كما رجَّح الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ.
4ـ أنَّ الشيخ الألباني رجع عن تصحيح الرواية؛ ولكن بقي مع عموم الآية في الزيادة .