وصية الخطاب بن المعلى المخزومي لابنه. لا تفوتنك يا طالب العلم!
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد
فهذا نصائح غالية من أب لابنه في الأخلاق والآداب وغير ذلك، وفيها ما لا ينبغي لطالب العلم أن يهمله أو يغفل عنه، وهي في كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء للإمام ابن حبان رحمه الله تعالى!
وعظ الخطاب بن المعلى المخزومي القرشي ابنه فقال :
يا بني عليك بتقوى الله وطاعته وتجنب محارمه باتباع سنته ومعالمه
حتى تصح عيوبك وتقر عينك فانها لا تخفي على الله خافيه
واني قد وسمت لك وسما ووضعت لك رسما
ان انت حفظته ووعيته وعملت به ملأت أعين الملوك وانقاد لك به الصعلوك ولم تزل مرتجى مشرفا يحتاج اليك ويرغب الى ما في يديك
فأطع اباك واقتصر على وصية ابيك
وفرغ لذلك ذهنك واشغل به قلبك ولبك
واياك وهذر الكلام وكثرة الضحكك والمزا ح ومهازلة الإخوان فإن ذلك يذهب البهاء ويوقع الشحناء
وعليك بالرزانة والتوقر من غير كبر يوصف منك ولا خيلاء تحكي عنك
والق صديقك وعدوك بوجه الرضى وكف الأذى من غير ذلة لهم ولا هيبة منهم
وكن في جميع أمورك في أوسطها فإن خير الأمور أوساطها
وقلل الكلام
وأفش السلام
وامش متمكنا قصدا
ولا تخط برجلك ولا تسحب ذيلك
ولا تلو عنقك ولا ردائك
ولا تنظر في عطفك ولا تكثر الالتفاف
ولا تقف على الجماعات
ولا تتخذ السوق مجلسا ولا الحوانيت متحدثا
ولا تكثر المراء ولا تنازع السفهاء
فإن تكلمت فاختصر وإن مزحت فاقتصر
واذا جلست فتربع
وتحفظ من تشبيك أصابعك وتفقيعها والعبث بلحيتك وخاتمك وذؤابة سيفك وتخليل أسنانك وإدخال يدك في أنفك وكثرة طرد الذباب عنك وكثرة التثاؤب والتمطى وأشباه ذلك مما يستخفه الناس منك ويغتمزون به فيك.