خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الفوائد المترتبه علي التقوى

    avatar
    عبد الله
    زائر


    الملفات الصوتية الفوائد المترتبه علي التقوى

    مُساهمة من طرف عبد الله 05.08.09 19:57

    الفوائد المترتبة على التقوى
    محمد بن صالح العثيمين
    دار القاسم


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:

    فأيها الأخوة المؤمنون:

    إن وصية الله للأولين والآخرين من عباده هي: تقواه سبحانه وتعالى، قال عز وجل: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا [النساء:131].

    وهي أيضاً: وصية الرسول لأمته، فعن أبي أمامة صُدى بن عجلان الباهلي قال: سمعت رسول الله يخطب في حجة الوداع فقال: { اتقوا ربكم وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدّوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم }. وكان إذا بعث أميراً على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً.

    ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها في خطبهم، ومكاتباتهم، ووصاياهم عند الوفاة.

    كتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد الله: ( أما بعد... فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل الذي لا بد لك من لقائه، ولا منهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة ).

    وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله تعالى: ( أما بعد.. أوصي بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه، لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر وجلك، والسلام ).

    ومعنى التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه.

    وتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه.

    وإليك أخي الكريم: بعض عبارات سلفنا الصالح في توضيح معنى التقوى.

    قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( المتقون: الذين يحذرون من الله وعقوبته ).

    وقال طلق بن حبيب: ( التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله. وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله ).

    وقال ابن مسعود في قوله تعالى: اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [آل عمران:102] قال: ( أن يُطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر ).

    فاحرص يا أخي الكريم على تقوى الله عز وجل فهو سبحانه أهل أن يُخشى ويُجل، ويعظم في صدرك.

    وإليك بيان الفوائد المترتبة على التقوى.

    avatar
    عبد الله
    زائر


    الملفات الصوتية الفوائد المترتبه

    مُساهمة من طرف عبد الله 05.08.09 20:02

    أولاً: الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا

    1 - إن التقوى: سبب لتيسير أمور الإنسان، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وقال تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل:5 -7].

    2 - إن التقوى: سبب لحماية الإنسان من ضرر الشيطان، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف:201].

    3 - إن التقوى: سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ [الأعراف:96].

    4 - إن التقوى: سببٌ في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل، ومعرفة كل منهما قال تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً... [الأنفال:29]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ [الحديد:28].

    5 - إن التقوى: سبب للخروج من المأزق، وحصول الرزق، والسعة للمتقي من حيث لا يحتسب، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2].

    6 - إن التقوى: سبب لنيل الولاية فأولياء الله هم المتقون كما قال تعالى: إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ [الأنفال:34]، وقال تعالى: وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثية:19].

    7 - إن التقوى: سبب لعدم الخوف من ضرر وكيد الكافرين، قال تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران:120].

    8 - إنها: سبب لنزول المدد من السماء عند الشدائد، ولقاء الأعداء، قال تعالى: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران:123-125].

    وبنزول المدد تكون البشرى، وتطمئن القلوب، ويحصل النصر من العزيز الحكيم، قال تعالى بعد ذلك: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [آل عمران:126].

    9 - إن التقوى: سبب لعدم العدوان وإئذاء عباد الله، قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، وقال تعالى في قصة مريم: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا [مريم:18،17].

    10 - إن التقوى: سبب لتعظيم شعائر الله، قال تعالى: وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].

    11 - إنها سبب: لصلاح الأعمال وقبولها، ومغفرة الذنوب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [الأحزاب:71،70].

    12 - إن التقوى: سبب لغض الصوت عند رسول الله ، وسواء كان ذلك في حياته، أو بعد وفاته في قبره قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى [الحجرات:2].

    13 - إن التقوى: سبب لنيل محبة الله عز وجل وهذه المحبة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة، كما قال في الحديث القدسي من الله عز وجل: { ما تقرّب إليّ عبدٌ بشيء بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه } قال تعالى: بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [آل عمران:76].

    14 - إن التقوى: سبب لنيل العلم وتحصيله قال تعالى: وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [البقرة:182].

    15 - إن التقوى: سبب قوي تمنع صاحبها من الزيغ، والضلال بعد أن مَنّ الله عليه بالهداية، قال تعالى: وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].

    16 - إن التقوى: سبب لنيل رحمة الله، وهذه الرحمة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة، قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ [الأعراف:156].

    17 - إنها: سببٌ لنيل معية الله الخاصة، فمعية الله لعباده تنقسم إلى قسمين:

    معيّة عامة: وهي شاملة لجميع العباد بسمعه، وبصره، وعلمه، فالله سبحانه سميع، وبصير، وعليم بأحوال عباده، قال تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ [الحديد:4].

    وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [المجادلة:7].

    وأما المعية الثانية: فهي المعيّة الخاصة: التي تشمل النصرة، والتأييد، والمعونة، كما قال تعالى: لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40]. وقال تعالى: لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]. ولا شك أن معيّة الله الخاصة تكون للمتقين من عباده، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:6]. وقال تعالى: وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة:194].

    18 - إن العاقبة تكون لهم، قال تعالى: وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:46]، وقال تعالى: وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ [ص:49]، وقال تعالى: إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49].

    19 - إنها: سببٌ لحصول البشرى في الحياة الدنيا، سواء بالرؤيا الصالحة، أو بمحبة الناس له والثناء عليه، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس:64،63].

    قال الامام أحمد عن أبي الدرداء عن النبي في قوله تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا قال: ( الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو تُرى له ).

    وعن أبي ذر الغفاري أنه قال: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل، ويحمده الناس عليه، ويثنون عليه به فقال رسول الله : { تلك عاجل بشرى المؤمن }.

    20 - إن التقوى: إذا أخذت النساء بأسبابها والتي من ضمنها عدم الخضوع في القول فإنها تكون سبباً في ألا يطمع فيهن الذين في قلوبهم مرض، قال تعالى: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا [الأحزاب:32].

    21 - إن التقوى: سببٌ لعدم الجور في الوصية، قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ [البقرة:180].

    22 - إن التقوى: سببٌ في إعطاء المطلقة متعتها الواجبة لها، قال تعالى: وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ [البقرة:241].

    23 - إن التقوى: سببٌ في عدم ضياع الأجر في الدنيا والآخرة، قال تعالى بعد أن منّ على يوسف عليه السلام بجمع شمله مع إخوته: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90].

    24 - إن التقوى: سببٌ لحصول الهداية. قال تعالى: ألم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة:2،1].


    avatar
    عبد الله
    زائر


    الملفات الصوتية الفوائد المترتبه علي التقوى

    مُساهمة من طرف عبد الله 05.08.09 20:07

    ثانياً: الفوائد المترتبة على التقوى في الآخرة:

    1 - إن التقوى: سببٌ للإكرام عند الله عز وجل، قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:11].

    2 - إن التقوى: سببٌ للفوز والفلاح، قال تعالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور:52].

    3 - إنها: سببٌ للنجاة يوم القيامة من عذاب الله، قال تعالى: وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [مريم:72،71]. وقال تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى [الليل:17].

    4 - إنها: سببٌ لقبول الأعمال، قال تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

    5 - إن التقوى: سببٌ قويٌ لأن يرثوا الجنة، قال تعالى: تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا [مريم:63].

    6 - إن المتقين: لهم في الجنة غُرفٌ مبنيةٌ من فوقها غُرف، قال تعالى: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ [الزمر:20].

    وفي الحديث: { إن في الجنة لغرفاً يرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها } فقال أعرابي: لمن هذا يا رسول الله؟ قال : { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وصلّى بالليل والناس نيام }.

    7 - إنهم بسبب تقواهم: يكونون فوق الذين كفروا يوم القيامة في محشرهم، ومنشرهم، ومسيرهم، ومأواهم، فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين، قال تعالى: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ [البقرة:212].

    8 - إنها: سببٌ في دخولهم الجنة، وذلك لأن الجنة أُعدت لهم، قال تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]. وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ [المائدة:65].

    9 - إن التقوى: سببٌ للتكفير من السيئات، والعفو عن الزلات قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5]، وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ [المائدة:65].

    10 - إن التقوى: سبب لنيل ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، قال تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ [النحل:31].

    11 - إن التقوى: سبب لعدم الخوف والحزن وعدم المساس بالسوء يوم القيامة، قال تعالى: وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الزمر:61] وقال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [يونس:63،62].

    12 - إنهم يحشرون يوم القيامة وفداً إليه تعالى، والوفد: هم القادمون ركباناً، وهو خير موفود، قال تعالى: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا [مريم:85].

    قال ابن كثير: عن النعمان بن سعيد قال: ( كنا جلوساً عند علي فقرأ هذه الآية: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا.. قال: لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة ).

    13 - إن الجنة: تقرب لهم، قال تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ [الشعراء:90]، وقال تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ [ق:21].

    14 - إن تقواهم: سبب في عدم مساواتهم بالفجار والكفار، قال تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ [ص:28].

    15 - إن كل صحبة وصداقة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة إلا صحبة المتقين، قال تعالى: الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67].

    16 - إن لهم مقاماً أميناً وجناتٍ وعيوناً.. إلخ - كما قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [الدخان:51-56].

    17 - إنه لهم مقعد صدق عند مليك مقتدر، قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ [القمر:55،54].

    18 - إن التقوى: سبب في ورود الأنهار المختلفة، فهذا نهر من ماء غير آسن، وذلك نهر من لبن لم يتغير طعمه، وآخر من خمر لذة ااشاربين، قال تعالى: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ [محمد:15].

    وفي الحديث: أن النبي قال: { إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن }.

    19 - إن التقوى: سبب المسير تحت أشجار الجنة، والتنعم بظلالها، قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [المرسلات:41-43]، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : { إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها } [البخاري].

    20 - إن لهم البشرى في الآخرة بألا يحزنهم الفزع لأكبر، وتلقى الملائكة لهم، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس:62-64].

    قال ابن كثير: ( وأما بشراهم في الآخرة فكما قال تعالى: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [الأنبياء:103] ).

    21 - إن المتقين: لهم نعم الدار، قال تعالى: وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ [النحل:30].

    22 - إن المتقين: تضاعف أجورهم وحسناتهم، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ [الحديد:28]. كفلين: أي أجرين.

    والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الفوائد المترتبه علي التقوى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.09 12:38

    [center]والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142884

    Twisted Evil


    فاصل

    ( تقوى الله تعالى والعلم الشرعي )

    كتبه

    قد يكون الموضوع ملفتا نوعا ما

    لكن الذي دفعني إليه ، أن كثيرا من طلاب العلم يظن أن التقوى هي أحد طرق تحصيل العلم

    مستدلين بقوله تعالى ((واتقوا الله ويعلمكم الله))

    وهذا استدلال سائد عند كثير من أهل العلم وطلابه

    ومن أجل هذا كتبت موضوعي.

    نحن نعلم أن من قواعد العربية ، أن فعل الطلب وجوابه مجزومان ، فلو كانت التقوى في هذه الآية هي شرط لكن "ويعلمكم" مجزومة لأنها جواب الشرط وجزائه ، والظاهر من الآية خلاف ذلك ، فإن "يعلمكم" مرفوعة بالضم ، فدلّ على أنها مستأنفه.

    قال ابن القيِّم رحمه الله:


    في قوله تعالى(واتقوا الله ويعلمكم الله ) .. هما جملتان مستقلتان

    طلبية :
    وهي الأمر بالتقوى

    و

    خبرية :
    وهي قوله تعالى (ويعلمكم الله)

    أي

    والله يعلمكم ما تتقون

    وليست جوابا للأمر بالتقوى

    ولو أريد بها الجزاء لأتى بها مجزومة مجردة عن الواو

    فكان يقول

    واتقوا الله يعلمكم

    أو

    إن تتقوه يعلمكم

    كما قال
    (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )

    فتدبره.

    (انظر مفتاح دار السعادة).

    Embarassed


    ملاحظة :
    - طرق تحصيل العلم معروفة عند أهل العلم وهي قائمة على التجريب ، وليس هذا مرادي الان.

    - هذه ليست دعوة إلى ترك التقوى ، بل الذي عنيته هنا أنها ليست طريقا مباشرا لتحصيل العلم وأنه لا يسوغ الاستشهاد بالآية على خلاف مرادها ، والتقوى أمرها عظيم وليس هذا موضع البسط فيها.


    وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ورزقنا الإخلاص والتقوى.


    Embarassed

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142707
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الفوائد المترتبه علي التقوى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.09 12:58


    قال الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان


    تقوى الله مفتاح العلوم

    قال الله تعالى
    الفوائد المترتبه علي التقوى Start يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ الفوائد المترتبه علي التقوى End

    وقال تعالى
    الفوائد المترتبه علي التقوى Startيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الفوائد المترتبه علي التقوى End

    قال الحافظ ابن كثير :
    ( قال ابن عباس، والسُّدِّيّ، ومُجاهِد، وعِكْرِمة، والضحاك، وقَتَادة، ومُقَاتِل بن حَيَّان: { فُرْقَانًا } مخرجا.

    زاد مجاهد:
    في الدنيا والآخرة.

    وفي رواية عن ابن عباس: { فُرْقَانًا } نجاة.
    وفي رواية عنه: نصرا.

    وقال محمد بن إسحاق: { فُرْقَانًا }
    أي: فصلا بين الحق والباطل.

    وهذا التفسير من ابن إسحاق أعم مما تقدم

    وقد يستلزم ذلك كله؛ فإن من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره، وفق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سبب نصره (1) ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا، وسعادته يوم القيامة، وتكفير ذنوبه -وهو محوها -وغفرها: سترها عن الناس -سببًا لنيل ثواب الله الجزيل،

    كما قال تعالى:
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

    قال ابن مسعود رضي الله عنه :
    ( إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعمله للخطيئة يعملها )

    قال وكيع
    (استعينوا على الحفظ بترك المعصية )

    وقال الإمام مالك للشافعي رحمه الله أول ما لقيه :
    0 إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية )

    قال الإمام الشافعي :
    (من أحب أن يفتح الله له قلبه أو ينوره فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه ، وترك الذنوب واجتناب المعاصي ويكون له فيما بينه وبين الله خبية من عمل ، فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره وإن في الموت لأكثر الشغل )

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
    (والله سبحانه جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب سلب الهدى والعلم النافع كقوله

    قال تعالى
    الفوائد المترتبه علي التقوى Startوَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا الفوائد المترتبه علي التقوى End

    وقال
    الفوائد المترتبه علي التقوى Startوَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ الفوائد المترتبه علي التقوى End

    وقال
    الفوائد المترتبه علي التقوى Startوَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ الفوائد المترتبه علي التقوى End

    وقال
    الفوائد المترتبه علي التقوى Start في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا الفوائد المترتبه علي التقوى End
    وقال تعالى :

    الفوائد المترتبه علي التقوى Startفلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم الفوائد المترتبه علي التقوى End

    وقال ابن القيم :
    ( وكلما قرب القلب من الله زالت عنه معارضات السوء ، وكان نور كشفه لحق أتم وأقوى ، وكلما بعد عن الله كثرت عليه المعارضات ، وضعف نور كشفه للصواب )

    ا. هـ النبذ في آداب الطلب (13)

    المرجع السابق
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الفوائد المترتبه علي التقوى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.09 13:16

    أخي "أبو الحسن" لعله لم يتضح لك مرادي ، أنا أتكلم عن طريق حسي إذا سلكته توصلت به إلى العلم ، أما التقوى فهي سبب خارج وليس مباشرا ، بمعنى أنك لو اتقيت الله تعالى لم يقذف العلم في قلبك ، دون سلوك الطرق المعروفة في تحصيل العلوم.

    نفس الحال لك أخي وكيع ، كلامك مثل كلام أخي "أبو الحسن" وهو حق ولا شك ، لكنكما لم تفهما ما أردته من الموضوع ، فتأملا.

    جزاكما الله خيرا ،،،


    ===



    ... يا أخي الكريم

    لو تدبرت آخر كلام ابن القيم ... فالآية الأخرى فيها المطلوب {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}، أي أن من يتقي الله عز وجل ينعم الله عليه بالفرقان الذي يفرق به بين الحق والباطل، وهذا أعلى مراتب العلم.

    وليس المقصود أن الإنسان يترك السبل المعروفة في طلب العلم، ولكن المقصود أنه يستعين بالتقوى على تحصيل العلم.

    نعم كلامك صحيح في أن التقوى وحدها لا تكفي، كما أن الدعاء من وسائل تحصيل الرزق، ولكنه لا يكفي من غير عمل، وكذلك الإخلاص لا يكفي من غير متابعة، ومثل ذلك كثير.

    ولكن هذا لا يمنع أن التقوى تجعل طالب العلم يحصل في شهر ما لا يحصله غيره في سنة.

    وهذا مشاهد معروف في الواقع؛ فإن كثيرا من طلبة العلم يُعان فيحصل في مدة وجيزة وبعضهم لا يُعان فيظل سنوات طويلة ولا يحصل شيئا.

    ثم إن التقوى والعلم متلازمان، فكلما ازداد المرء علما ازداد تقوى، وكلما ازداد تقوى فإنما ازدادها بسبب العلم، فإن لم يرَ ذلك فليتهم نفسه وليقل: أحقا قد حصل العلم؟!


    ===

    الإخوة الأفاضل هل تريدون أن تتقولوا عل لساني أني أزهد في التقوى!! ، معاذ الله أن أقلل من شأن التقوى بل لا بارك الله في علم لا يورث التقوى ، لكن أن أتكلم بكلام علمي حول الآية وحول ما يظنه الكثير ، أنك إن اتقيت الله علمك الله ، هذا الفهم على إطلاقه خطأ ، نعم التقوى تجلب البركة في العلم ، لكن أن تكون وسيلة لتحصيل العلم -وسيلة مسلوكة فليتنبه-فهذا يخالفه الواقع.

    ولا أسلم لكم أن التقوى والعلم متلازمان ، وإلا لما وجدنا كثيرا من أهل البدع والخرافات -عصمنا الله وإياكم- قد بلغوا من العلم مبلغا ، حتى في علم الحديث الذي منه تستمد السنة ، بل لا تلازم بينهما ، وإنما التقوى من ثمرات العلم لمن حسنت نيته، وهي تأتي بالتوكل على الله وإخلاص النية وسؤال الله الثبات.

    ونحن نتعلم لنحصل التقوى

    وكما أنه يوجد علماء غير أتقياء ، يوجد أتقياء غير علماء

    إخواني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما كتبت هذا الموضوع ، فلم أكن أعلم أنه سيشكل على بعضكم.

    فأرجوا التوقف عن المشاركة فيه ، فكل قد أبدا رأيه وجزاكم الله خيرا ،،،


    ===

    ولماذا لا تحمد الله عز وجل أنك كتبت هذا الموضوع حتى يبين لك الإخوة ما يشكل عليك أنت!

    العلم والتقوى متلازمان، وأنت نفسك ذكرت الدليل على هذا في الكلام الذي نقلته عن ابن القيم.
    ونحن قد نسلم لك أن الآية الأولى {واتقوا الله ويعلمكم الله} لا تفيد المدلول الشائع عند الخطباء.

    ولكن هل ترى أن بطلان دلالة الدليل يدل على بطلان المدلول؟!!

    الآية الأخرى تفيد المطلوب كما هو نص كلام ابن القيم الذي نقلتَه أنت بيدك!

    وأما قولك إن أهل البدع منهم من بلغ في العلم مبلغا، فأقول لك:
    أولا: ما يدريك أن لدى هؤلاء من التقوى والورع والحسنات الماحية ما يغطي على هذه البدع؟!!
    ثانيا: قد يقال إن هؤلاء حفظة علم وليسوا بعلماء، كما جاء (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)، و(إن الله يعز هذا الدين بالرجل الفاجر).
    ثالثا: القرآن صريح في هذه المسألة {إنما يخشى الله من عباده العلماء} فحصر خشية الله في العلماء، وكفى بالمرء علما أن يخشى الله كما قال بعض السلف.
    رابعا: الذي لا يعمل بعلمه يسمى جاهلا لا عالما، كما قال تعالى: {قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}، فسمى من لا يعمل بعلمه جاهلا.

    وجميع الوسائل المسلوكة لطلب العلم ينطبق عليها كلامك أيضا، فلو صح كلامك عن التقوى لصح أيضا على جميع الطرق المسلوكة.
    لأنه ما من طريقة مسلوكة لطلب العلم إلا وترد عليها عوارض وآفات وموانع تمنعها من أن تكون سببا لتحصيل العلم، فكذلك التقوى.

    ونحن لم نتهمك بأنك تقلل من شأن التقوى، بل هذا خروج منك عن الموضوع.

    أنت كلامك في أن التقوى ليست وسيلة لتحصيل العلم مطلقا، وتستدل على ذلك بأن التقوى وحدها لا توصل إلى العلم.
    وهذا استدلال فاسد جدا؛ لأن كل سبب من أسباب تحصيل العلم إذا نظرنا إليه وحده فربما نجده لا يوصل إلى العلم، فلا بد من اجتماع الأسباب الكافية حتى يتم التحصيل.

    ولو كان كلامك صحيحا لكان الواحد منا الآن أعلم من الصحابة والتابعين، وهذا فاسد بالاتفاق.






    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الفوائد المترتبه علي التقوى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.09 13:30

    أخبر سبحانه وتعالى أنه قد آتى عباده العلم كما في غير آية كقوله : { بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم }

    وقال : { آتيناه من لدينا علماً }
    وقال : { وعلمك ما لم تكن تعلم }
    وقال : { وعلمناه }


    فكل هذه الآيات والدلالات لهي صريحة بأن العلم ما هو إلا من الله ، ومواهب عظام من المولى سبحانه يهب العلم من يشاء ويصرفه عمن يشاء ، فإذا كان ذلك كذلك فما هذا الفضل إلإ لمن رسخت في التقوى قدماه ، وثبتت في الطاعة أركانه ..
    ولبّ ذلك صلاح العبد ..

    فكم من مسألة معضلة انحلت عقدها بفتح من الله سببها حسنات وطاعات ..
    وكم من مسألة مشكلة تفكك إشكالها بسبب استغفار لهج به لسان العبد ..

    وما الطاعات والإستغفار وترك الذنوب إلا لب لباب التقوى ..

    فأعد النظر أخي المبارك في اعتقادك ..

    فقولك بأن التقوى ليست وسيلة لتحصيل العلوم فيها محاذير كثيرة : منها :

    1- أن في هذا تزهيد لجانب الطاعة والبعد عن المعصية وهي المعبّر عنها بالتقوى ، فبهذا يظن الظان أن العلم مجرد معلومات تُحشى في الذهن ، فأنت بذلك الحبر البحر .. وإن كنت من كنت ذلك العبد الضعيف ، ولا يلزم من هذا المحذور أنك تقوله ، فلا أُلزمك بما لم تقل ، لكن هذا لأول وهلة يبدو للناظر ذلك ..

    2- أن هذا مخالف للنصوص الصريحة بفوائد التقوى ومنها ما ذكره الإخوة بأنها محصلة للفرقان والنور والبصيرة .

    3- أن قولك أن هناك أتقياء غير علماء ،،، فهذا ضعيف غاية الضعف ، وهل المراد من العلم إلا تقوى الله وهل ثمرة العلم إلا معرفة الله ، وكفى بالمتقي أن يعرف حلال الله فيفعله ، ويعرف حرام الله فيدعه ، فتنبه ...

    4- أن قولك هذا لم يسبقك فيه أحد .. ، وأعجب من استنباطك ..


    وإن كنتُ أخي المبارك أعلم أنك قد تبرمت من مشاركتك هذا ، وتفاجأت بما لم تكن تعلمه ..
    ولا يلزم من تلك المحاذير أن تكون معتقداً لها أو أنك تقررها ، لكنها لازم صنيعك ..

    فأسأل الله أن يبصرنا وإياك لهداه وتقواه ،، وأن يفتح علينا وعليك


    ===

    أخي مشتاق أنت وغيرك أرجو ألا توكن كالذي يقول : ((ويل للمصلين)) ويقف.
    أجزم أنك لم تقرأ مشاركتي كاملة ، وجزمي هذا من واقع رسالتك ، والإخوة قبلك ذكروا ما ذكرته وإن اختلفت العبارة فلما الإعادة بارك الله فيك

    أما أنك تضعف بعض ما كتبته أنا ، فلا ضير أخي ، فهذا رأيك ولا يسعك أن تلزمني به ولا يسعني إلا احترامه

    وبالمنسبة كل ما ذكرتوه ليس بخافي عني وهو أملي من طلب العلم ، لكن طال الموضوع بسب عدم الفهم من البعض والتسرع من البعض الآخر


    ===

    الأخوة الفضلاء == اختصارا

    أرى ان يقال

    ان التقوى ذاتها لا يحصل بها المسلم العلم دون طلب للعلم فكم تقي نقي خفي لا يحسن كثيرا
    من أحكام الصلاة والطهارة

    أما ان التقوى سبب لتحصيل العلم اذا طلب المسلم العلم فهذا لا شك فيه لقوله تعالى

    ((ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )) وقوله (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))

    وقوله (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ))

    فقد يوفق الطالب لفهم مسألة أعيته بسبب تقواه فيجعل الله له المخرج والفرق بين الخطأ والصواب

    والله اعلم واحكم


    ===

    حسم الخلاف في المسألة فهو أن يقال:
    إن التقوى ليست شرطا في تحصيل العلم الشرعي، ولكن هي شرط للانتفاع بالعلم، فكم من رجل يشار إليه بالفسوق من الإصرار على المعاصي كالإسبال وحلق اللحية وشرب الدخان ومجالسة النساء وتوابعها من المزح والضحك بله والمصافحة... وما خفي كان أعظم، وهذا عنده من علوم الآلة وعلوم المقاصد الشيء الكثير، ولكنه نسأل الله السلامة إنما أراد بعلمه الدنيا والكراسي.


    ===

    ( تلميذة الأصول )

    يعني اختصار قولك-رعاك الله- أن الفسق (عدم التقوى) لاتمنع من تحصيل العلم؟
    ربما نوافقك على كلامك..

    وفي الوقت نفسه، عندما أتقي الله فانه سيرزقني العلم النافع، بينما مع عدم تقواه لن ينفعني العلم؟

    اذا النتيجة أن التقوى سبب للعلم النافع الذي ينفع صاحبه في الدنيا والأخرة...

    ونحن نريد هذا العلم كما تريده،، وأفهم أنك تدعو للتقوى،،ولست تقول اتركوها، إنما تقول هي ليست السبب الرئيس في العلم..وأن العلم بالطلب، وتحصيل أسبابه..

    هذا ياأخي الكريم- من المعلومات بالضرورة- فإنه مامن أحد نزل عليه الوحي بعد النبي عليه الصلاة والسلام حتى يحصل علوماً ليست من بحثه المحض وتحريه، انما تنزل عليه الآية من السماء، والحكم من السماء، وان كان له في بعض أموره-صلى الله عليه وسلم- اجتهادات قد يقره الله عليها وقد يبين له تعالى أن الأولى خلافها..
    فيبن للناس ماأقره عليه ربه جل وعلا..

    النتيجة:

    إن ماذكرته لايعدو تفسيراً للأية من سورة البقرة فقط!!!!

    لأن الأستاذ أبا مالك العوضي-بارك الله فيه- ذكر لك آية أخرى صريحة في أن التقوى تقوي البصيرة والفهم، والتوفيق للخير والصواب..

    وقال (أظن) علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-بيتاً
    هتف العلم بالعمل***فإن أجابه وإلا ارتحل.

    والعمل بعد العلم لايكون إلا بالتقوى..


    ===
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الفوائد المترتبه علي التقوى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.09 13:40

    أختي تلميذة الأصول
    توضيح الواضحات من المشكلات ، ثم لو كان الأمر من "المعلومات بالضرورة" لماذا اختلفت وجهات النظر إذاً وكثرت الردود وانحرفت عن المسار المقصود نوعا ما.

    عموما خلاصة كلامي ، أن العلم له طريقان:
    1-مباشر : وهو بالطرق المعروفة المسلوكة عند أهل العلم قديما وحديثا.
    2-غير مباشر : ويدخل فيها أعمال القلوب من خشية الله وغيرها كثير ومنها التقوى.

    وأما كون العنوان أثاركم (متشابه) ، فهذه مشكلة المشارك الذي اكتفى بقراءة العنوان ثم أخذ يرد وهو لم يتصور الموضوع ، والحكم على الشي فرع عن تصوره.

    وإني أحذر نفسي وإياكم أن نكون ممن انطبق عليه قول الله تعالى:

    ((فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)) الآية

    تنبيــه: هذا ليس ردا على أحد ، بقدر ما هو توضيح لأصل المشاركة التي لم يفهمها أكثركم ، ولعل السبب التسرع في الرد والاكتفاء بقراءة العنوان دون المضمون!

    عموما هذه مشاركة تفيد الجميع ، وإن كان فيها ما يظهر أنه رد على مشاركتي هذه ، في النقطة رقم 14 ، لكن بالتأمل يتضح العكس!
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...145#post858145

    وفقني الله وإياكم ،،،

    ===

    يا إخوان علينا أن نحسن الظن بأخينا

    هو يقصد أن التقوى لا بد معها من بذل الأسباب المؤدية لاكتساب العلم, فإذا كنت تمتثل أمر الله وتجتنب نواهيه وتعبده, فهذا وحده لا يكفي لتحصيل العلم,

    فكم من عُبَّاد ليسوا بعلماء وهم أهل تقوى, بل لابد من سلوك سبل العلم وتحصيله, وأن التقوى سبب من أسباب تحصيل العلم, ولم ينفي ذلك.


    وهذا هو قصد الأخ سلطان جزاه الله خيرا ظاهر في مشاركاته, فيجب حمل الكلام على أحسن محمل إذا علمنا حسن قصده, وإن أخطأ في الطرح فعلينا التبيين, لا الإتهام والتهجم عليه.

    وقد عجبت والله من بعض الإخوة في ردودهم

    فهذا يقول: فأعد النظر أخي المبارك في اعتقادك ..!!!


    .....وإن كنتُ أخي المبارك أعلم أنك قد تبرمت من مشاركتك هذا ، وتفاجأت بما لم تكن تعلمه...!!!! (مشتاق حجازي/ المشاركة 18 )
    وآخر يقول: كم من المواضيع التي يندم عليها المرء ..!!!( مستور مختاري / المشاركة 15 )


    ما هذا يا إخوة !! ما هذا الأسلوب !!

    أسلوب أشبه ما يكون في الغابات !!

    الأخ يقول أنا لا أقصد كذا, ثم يأتي من يأتي ويحمل الكلام باعوجاج, ويتهم في الإعتقاد.


    والله لقد استأت كثيرا من هذه التصرفات!!! ثم أين ؟؟!!


    فليتق الله هؤلاء في حين هم يتكلمون في التقوى!!!!!


    والله المستعان


    أما ما أود قوله في هذا الموضوع, هو:
    أن التقوى لابد لها من العلم, إذ لا تقوى بلا علم, فإذا كان الإنسان لا يعلم ما يتقي؟ ومن يتقي؟ فكيف يتقي؟.

    إذ التقوى هي العمل بطاعة الله على نورٍ من الله (وهو العلم) ترجو ثواب الله، وترك معصية الله على نورٍ من الله تخاف عقاب الله.

    فإذا علم الإنسان بقدْر يجعله ذلك أن يتقي الله, فهو إذن من المتقين, وعنده تقوى, وأراد الإستزادة من العلم والخوض في شتى العلوم الشرعية وآلاتها

    , فهل هذه التقوى التي معه تكفي للتحصيل؟


    أم لابد من بذل أسباب الطلب بجانب هذا السبب؟ والذي هو أولى الأسباب.
    فالتقوى من أولى أسباب تحصيل العلم النافع.

    لكن
    هل العلم يحصل بسبب واحد؟ أم ثمت أسباب أخرى؟

    بل
    لابد من أسباب آخرى كالسعي والبحث والنظر والتواضع والسؤال ووو...إلأخ

    فإذا اتقى وطلب وسعى للعلم حصل, وإذا حصل ازداد تقا, وهذا وجه التلازم بينهما.

    وأنا أحمل كلام أخينا على هذا المحمل إن شاء الله

    وهنا سؤال:
    هل يمكن تحصيل العلم بدون تقوى؟

    نعم
    قد يحصل الإنسان على العلم بدون تقوى, كمن طلب علوم الدنيا من حساب وطب وغيرها,
    وقد يحصل العلم الشرعي أيضا, كمن طلب العلم للدنيا أو لجاه وغيره, ثم لم يعمل بعلمه.

    كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:
    "أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه"

    وهذا لا شك أنه لم يتق الله, فمن التقوى العمل بما علمه الله من حلال وحرام وغير ذلك.

    وكحال كثير من أهل البدع الغلاة, عنده فقه بأمور الشريعة,
    ولكن قد تجده قبوريا أو ممن يصحح مذهبهم وغير ذلك.

    فهل هذا عنده تقوى؟؟
    وهل ما عنده من علم نافع؟؟

    إذن يمكن تحصيل العلم بدون تقوى, ولكن العلم الغير نافع لصاحبه في الآخرة.
    وإنما العلم النافع فلابد فيه من التقوى وبذل الأسباب المؤدية إليه.
    ......


    وهناك ملاحظة:

    أن علوم الدنيا كالطب والحساب والصناعة قد تكون نافعة في الآخرة, وذلك راجع لنية طالبها,
    وكذلك قد يدخل فها التقوى.

    وبالله التوفيق


    ===

    ليس عندي شك أن التقوى هي ترك المعاصي وفعل الواجبات وهي أهم شيء في تحصيل العلم خصوصاً في البدايات فمن ابتدأ في طلب العلم وتلطخ بالمعاصي فإنه يحرم بركته ويصرف عنه وليس يخفى قول وكيع وقول الإمام مالك - كما ذكره الإخوة - والأصل في المسلم التقوى بله طالب العلم ...

    إن ما ذكرته أمر مجرب معروف في بداية الطلب ، وقد قال الشافعي رحمه الله :

    أخي لن تنال العلم إلا بستة ** سأنبيك عن تأويها ببيان
    ذكاء وحرص واجنهاد وبلغة *** وصحبة أستاذ وطول بيان

    ولم يذكر ترك المعاصي ( التقوى ) وذلك لبدهيتها فهي أصل كل خير ...

    أما بعد التأهل وتحصيل العلم واكتمال المعلومات فقد ينحرف الشخص نسال الله العافية ويتلطخ بالمعصية ويبقى ما عنده من علم ومحفوظات إذا حافظ عليها وهذا أمر مشاهد ومعروف ..

    هذه وجهة نظري ...

    وفقنا الله للعلم النافع والعمل الصالح ...


    ===

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142707
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الفوائد المترتبه علي التقوى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.09 13:44

    التقوى في حياة طالب العلم للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله

    Embarassed

    فاصل


    تقوى الله عز وجل هي المقصود الأعظم من طلب العلم، فلا يتقى الله حقاً ولا يخشى صدقاً إلا بالعلم، وخلاصة كلام أهل العلم في بيان معنى التقوى فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه وبذلك تجعل بينك وبين عذاب الله وسخطه ومقته حجاباً وجنة ووقاية.

    وشأن التقوى عظيم لذا أوصى الله بها عباده فعم وخص أمر الناس كلهم بالتقوى فقال (يا أيها الناس اتقوا ربكم)

    وأمر المؤمنين بالتقوى فقال (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله)

    وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتقواه فقال (يا أيها النبي اتق الله)

    وهي وصية الله لنا ولمن قبلنا

    كما قال سبحانه
    (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)

    والأمر بالتقوى من آخر ما نزل من القرآن

    حتى روي عن ابن عباس وأبي سعيد وسعيد بن جبير وابن جريج أن آخر آية نزلت هي قوله تعالى (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) [الإتقان في علوم القرآن 1/27]

    وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في آخر حياته

    حيث قال
    (أوصيكم بتقوى الله)
    [رواه الترمذي وقال حسن صحيح 5/44ح 2676].

    وبها كان يوصي أئمتنا إخوانهم وطلابهم ومن يتصل بهم والشواهد كثيرة

    ومنها

    ما جاء عن علي بن المديني (ت234هـ) أنه قال:
    ودعت أحمد بن حنبل (ت 241هـ) فقلت له توصيني بشيء؟
    قال نعم: اجعل التقوى زادك، وانصب الآخرة أمامك.
    [مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص200]

    وقال أبوعبيد القاسم بن سلام (ت224هـ):
    (دخلت البصرة لأسمع من حماد بن زيد (ت198هـ) فقدمت فإذا هو قد مات فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بن مهدي فقال: مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى الله)

    [تاريخ بغداد 12/408]

    أي إن كنت غلبت عليه فلا تغلبن عن تقوى الله عز وجل.

    وقد رتب الله على التقوى خير الدنيا والآخرة

    فقال سبحانه وتعالى
    (إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر)
    (إن المتقين في جنات وعيون)
    (إن المتقين في جنات ونعيم)
    (إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون)
    (إن للمتقين مفازاً)
    (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)
    (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً)
    ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له جراً).
    (إنما يتقبل الله من المتقين).
    (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

    وطالب العلم أولى الناس بتقوى الله تبارك وتعالى لأن حجة الله عليه قائمة، ولأنه قدوة لغيره من الناس يقتدون بعمله أكثر مما يقتدون بقوله، فصلاحه في نفسه صلاح لغيره وضلاله في نفسه إضلال لغيره.

    وبين تحصيل العلم والانتفاع به وبين التقوى علاقة قوية

    جاء التنبيه على هذه الوشيجة بينهما في مواطن من كتاب الله تعالى

    قال الله عز وجل
    (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم)

    قال البغوي
    ( قال مجاهد:
    مخرجاً في الدنيا والآخرة.
    وقال مقاتل بن حيان:
    مخرجاً في الدين من الشبهات.
    وقال عكرمة:
    نجاة أي يفرق بينكم وبين ما تخافون.
    وقال الضحاك:
    بياناً.
    وقال ابن إسحق:
    فصلاً بين الحق والباطل يظهر الله به حقكم ويطفىء باطل من خالفكم والفرقان مصدر كالرجحان والنقصان)
    [تفسير البغوي 2/243]

    ويدل على العلاقة بين العلم والتقوى أيضاً

    قوله تعالى
    (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً، وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً، ولهديناهم صراطاً مستقيماً)

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
    (وأما العلم اللدني فلا ريب أن الله يفتح على قلوب أوليائه المتقين وعباده الصالحين بسبب طهارة قلوبهم مما يكرهه، واتباعهم ما يحبه ما لا يفتح به على غيرهم، وهذا كما قال علي: (إلا فهماً يؤتيه الله عبداً فى كتابه)

    وفى الأثر:
    (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم)

    وقد دل القرآن على ذلك فى غير موضع كقوله
    (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتاً. واذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً. ولهديناهم صراطاً مستقيماً)

    فقد أخبر أنه من فعل ما يؤمر به يهديه الله صراطا مستقيما
    [مجموع الفتاوى13/245].
    ويدل على ذلك أيضاً قول الله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله) على أحد التفسيرين.

    وذلك أن المفسرين منهم من جعل قوله ويعلمكم الله مرتباً على قوله واتقوا الله كأنه قال إن تتقوا الله يعلمكم الله ومن هؤلاء القرطبي والشوكاني وابن كثير

    قال القرطبي
    (وعد من الله تعالى بأن من اتقاه علمه أي يجعل في قلبه نورا يفهم به ما يلقى إليه وقد يجعل الله في قلبه ابتداء فرقانا أي فيصلا يفصل به بين الحق والباطل ومنه قوله تعالى يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا والله أعلم)
    [تفسير القرطبي 3/406]

    ومنهم من جعلها جملاً مستقلة (واتقوا الله) جملة (ويعلمكم الله) جملة (والله بكل شيء عليم) جملة ومنهم الطبري والبيضاوي وأبو السعود والنسفي والآلوسي.

    وإذا كانت التقوى من أعظم أسباب تحصيل العلم والانتفاع به

    فالمعاصي من أعظم أسباب نسيان العلم ومحق بركته والعياذ بالله، قال تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آيتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.

    ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث . ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون).

    قال البغوي: قال عطاء:
    (أراد الدنيا وأطاع شيطانه وهذه أشد آية على العلماء وذلك أن الله أخبر أنه آتاه آياته من اسمه الأعظم والدعوات المستجابة والعلم والحكمة فاستوجب بالسكون إلى الدنيا واتباع الهوى تغيير النعمة والانسلاخ عنها ومن الذي يسلم من هاتين الخلتين إلا من عصمه الله).
    [مختصر تفسير البغوي 1/324]

    ومن الأخبار المشهورة في هذا الباب البيتان المرويان عن الشافعي حيث يقول:

    شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
    وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي


    ومن عجيب ما يروى في هذا الباب قصة المرابط العالم الشنقيطي صاحب مراقي السعود شرح مراقي السعود (ت 1325هـ أو في التي تليها) أنه خرج ذات يوم فرأى بعض تلامذته مع نسوة يتحدثون إليهن، فقال لهم إخواني تلامذتي: إنني عندما جئت وأنشأت مدرستي كان لا يمكث عندي طالب عدة سنوات إلا استكمل جميع معلوماتي والآن عندي منكم جمع مكث أكثر مما يمكثه الطلاب الألون ولم ستكمل معلوماتي، وكنت أظن أن هذا مني والآن عرفت أنه منكم.. إلى أن قال: وأنا بالله الذي لا إله إلا هو ما عصيت الله عمداً منذ بلغت إلا مرة واحدة وذلك أني كنت أضع الفخوخ للطيور في وقت مبكر من عمري مع عبد لآل فلان وذات يوم سبقته للفخوخ فوجدت قرعة في فخه فنزعتها فجعلتها في فخي وما زلت إلى اليوم وأنا أستغفر الله لمالكيه. اهـ [مقدمة تحقيق مراقي السعود ص 21]

    أخي طالب العلم:

    ليس من شرط طالب العلم أن لا تقع منه المعصية، فكل بني آدم خطاء، ولكن على طالب أن يجتهد غاية الجهد في تطهير نفسه عن المعاصي والسيئات، وتكميلها وتزكيتها بالأعمال الصالحات، وحيث بدرت منه خطيئة فليبادر إلى التوبة والاستغفار، والاستكثار من صالح الأعمال (إن الحسنات يذهبن السيئات).


    جعلني الله وإياك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، ولا تجعل ما علمتنا وبالاً علينا.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    علي بن يحيى الحدادي
    16/10/1425هـ

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 17:58