ما الفائدة من صحبة الأخيار ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين،
أما بعد:
فقال الإمام الحافظ أبو الفرج ابن رجب في الحكم الجديرة بالإذاعة (مجموع1/251-252)
وقد كان الشيوخ العارفون ينهون عن صحبة الأشرار،
وأن ينقطع العبد إلى الله بصحبته الأخيار
فمن صحب الأخيار بمجرد التعظيم لهم والغلو فيهم زائداً غلواً عن الحد وعلق قلبه بهم فقد انقطع عن الله بهم ،
وإنما المراد من صحبة الأخيار أن يوصلوا من صحبهم إلى الله ويسلكوا طريقه ويعلموه دينه .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين،
أما بعد:
فقال الإمام الحافظ أبو الفرج ابن رجب في الحكم الجديرة بالإذاعة (مجموع1/251-252)
وقد كان الشيوخ العارفون ينهون عن صحبة الأشرار،
وأن ينقطع العبد إلى الله بصحبته الأخيار
فمن صحب الأخيار بمجرد التعظيم لهم والغلو فيهم زائداً غلواً عن الحد وعلق قلبه بهم فقد انقطع عن الله بهم ،
وإنما المراد من صحبة الأخيار أن يوصلوا من صحبهم إلى الله ويسلكوا طريقه ويعلموه دينه .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أهله وأصحابه على التمسك بالطاعة ويقول :
" اشتروا أنفسكم من الله ، لا أغني عنكم من الله شيئاً "
وقال لأهله :
" إن أوليائي منكم المتقون يوم القيامة ، لا يأتي الناس بالأعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم
فتقولون : يا محمد .
فأقول : قد بلغت " .
ولما سأله ربيعة الأسلمي مرافقته في الجنة قال
" فأعني على نفسك بكثرة السجود " .
فإنما يراد من صحبة الأخيار إصلاح الأعمال والأحوال والإقتداء بهم في ذلك ، والانتقال من الغفلة إلى اليقظة ، ومن البطالة إلى العمل ، ومن التخليط إلى التكسب ، والقول ، والفعل إلى الورع ، ومعرفة النفس ، وآفاتها ، واحتقارها
فأما من صحبهم وافتخر بصحبتهم وادعى بذلك الدعاوى العريضة ، وهو مصر على غفلته ، وكسله ، وبطالته فهو منقطع عن الله من حيث ظن الوصول إليه .
وقال 1/254 :
التشبه بأهل الخير والتقوى والإيمان والطاعة .. حسن مندوب إليه
ولهذا يشرع الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته وآدابه وأخلاقه .
وذلك مقتضى المحبة الصحيحة ، فإن المرء مع من أحب ، ولا بد من مشاركته في أصل عمله وان قصر المحب عن درجته .
قال الحسن
لا تغتر بقولك : المرء مع من أحب ، إن من أحب قوما اتبع آثارهم ، ولن تلحق الأبرار حتى تتبع آثارهم ، وتأخذ بهديهم ، وتقتدي بسنتهم ، وتمسي وتصبح وأنت على مناهجهم ، حريصاً أن تكون منهم ، وتسلك سبيلهم ، وتأخذ طريقتهم ، وإن كنت مقصراً في العمل .
فإن ملاك الأمر أم تكون على استقامة .
أما رأيت اليهود والنصارى وأهل الأهواء الردية يحبون أنبياءهم وليسوا معهم لأنهم خالفوهم في القول والعمل وسلكوا غير طريقهم فصار موردهم النار ؟
نعوذ بالله من النار .
كان يونس بن عبيد ينشد :
فإنك من يعجبك لا تك مثله **** إذا أنت لم تصنع كما كان يصنع
وجاء في الحديث :
" ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " .
فمن أحب أهل الخير وتشبه بهم جهده فإنه يلحق بهم كما في الحديث المشهور :
" من حفظ أربعين حديثا حشر يوم القيامة في زمرة العلماء " .
ومن أحب أهل الطاعة والذكر - على وجه السنة - وجالسهم يغفر له معهم وإن لم يكن منهم
" فإنهم القوم لا يشقى جليسهم " .
فأما التشبه بأهل الخير في الظاهر ، والباطن لا يشبههم فهو بعيد منهم
وإنما القصد بالتشبيه أن يقال عن المتشبه بهم إنه منهم وليس منهم من خصال النفاق
كما قال بعض السلف :
" استعيذوا بالله من خشوع النفاق إن يرى الجسد خاشعاً ، والقلب ليس بخاشع " .
كان السلف يجتهدون في أعمال الخير ويعدون أنفسهم من المقصرين المذنبين
ونحن مع إساءتنا نعد أنفسنا من المحسنين .
كان مالك بن دينار يقول :
إذا ذكر الصالحون " أف لي ، وتف " .
وقال أيوب :
" إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل " .
وقال يونس بن عبيد :
" أعد مائة خصلة من خصال الخير ليس منها فيَّ واحدة " .
وقال محمد بن واسع :
" لو أن للذنوب رائحة لم يستطع أحد أن يجلس معي " .
يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد ، وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد
يا من يسمع ما يلين الجوامد وطرفه جامد ، وقلبه أقسى من الجلامد
يا من يرد قلبه عن التقوى
كيف ينفع الضرب البارد في حديد بارد ؟
يا نفس أنـى تؤفكينَ ؟ * * حتى متى لا ترعوينَ ؟
حتى متى ، لا تعقلينـا * *وتسمعينا وتبصريـنا ؟
يا نفس إن لم تصلحـي * * فتشبهي بالصالحينـا
والنقل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=57024