خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    المِنَنُ الوافدة في طرائقِ تقييدِ الفائدة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية المِنَنُ الوافدة في طرائقِ تقييدِ الفائدة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.09.09 13:16

    المِنَنُ الوافدة في طرائقِ تقييدِ الفائدة
    Embarassed

    هذا مقالٌ ممتعٌ أنقله لكم للأخ
    الشيخ / عبدالله بن سليمان العتَيِّق .


    الحمد لله، و الصلاة و السلامُ على رسول الله، و على آله و صحبه، و من والاه .

    أما بعد :

    فإنَّ المرءَ حين تنقلِه بين رياضِ الكتب، يجد من طيب الثمار ما يستوقفه، و يشدُّ منه الانتباه، و يسلُبُ منه الفكرَ، و يُشغلُ الهاجسَ .

    و لكن
    من أسفٍ أن تلحظَ كثيراً من القُراءِ يُهملون تلك الفوائد النفيسات

    فلا هم لها مقيدين، و لا هم لها حافظين
    و هذه وصمةُ عارٍ في جبين أولئك القوم
    إذ ضاعتِ الأعمار بتحصيلِ ما يُستفادُ منه إبقاءً و إدامةً .

    و لهذا أسبابه

    سيكون التعريجُ عليها قريباً _ بحول الله و توفيقه _ .

    و تقييدُ الفوائد مهم جداً للقاريءِ

    و كما قال الأولُ :
    العِلْمُ صيدٌ و الكتابةُ قَيْدُه *** قيِّد صُيودَك بالحبال الواثقة
    فَمِنَ الحماقةِ أنْ تصيدَ غزالةً *** و تتركها بين الخلائقِ طالقة


    و على هذا التقييد كان مسيرُ الأئمة
    و قد سموا كتبهم بـ :

    " خبايا الزوايا "
    أو
    " الفوائد " و نحوها .

    إلا أنه ينبغي أن يُشارَ إلى أن الفوائد على نوعين :



    الأول :
    فوائدُ لا بُدَّ من إبقائها و رعايتها، و هي مربطُ الفرس، و رنةُ الجرس .

    الثاني :

    فوائدُ بخلاف الأولى، فأمرها ليس بذاك، و إن كان لا يُستغى عن تقييد أيةِ فائدة ، فلربما كانت الحاجةُ لها داعية في وقتٍ آتٍ .

    إذا بان هذا،
    فإنَّ أسباب عدم التقييد و الاحتفاظ و الإبقاء للفوائد راجع إلى سببين :


    أولهما :

    عدم المبالاة و الاهتمام بالفائدة، و هذه مصيبةٌ عظمى، و خطبٌ جلَلٌ .

    ثانيهما :

    عدم معرفة تقييد تلك الفوائد، و هذا حالُ كثيرين من الناس، و الله المستعان
    و لتفادي هذه المشكلة، فإنَّ هناك طرائقَ عدة لتقييد الفوائد، و هي :

    الأولى :


    التقييدُ على جلدة الكتاب، و لهذا صورٌ :

    1.

    أن تكون على وجه الجلدة، بأن تكون حول عنوان الكتاب، و قد كان مسلوكاً عند العلماء في تقييد فوائدهم، كما يظهرُ في صورِ المخطوطات .

    2.

    أن يكون على بطن الجلدة من داخل الكتاب _ سواءً في أولِه أو آخرِهِ _ و هي الدارجة و الأسهل عند القراءة

    و لكن ينبغي مراعاة أشياء :

    أولاً :

    كتابةُ رقم الصفحة .

    ثانياً :

    كتابةُ طرف الفائدة، أشبه ما يكون بكَتْبِ أطراف ألأحاديث .

    ثالثاً :

    الإشارةُ إلى الفائدة بعلامةٍ عند موضعها في صُلْبِ الكتاب .

    رابعاً :

    تصنيف الفائدة على حَسْبِ العلوم، و لو كان تقسيم الصفحات إلى أنواع العلوم فَحَسَنٌ .

    الثانية :


    التقييدُ في بطاقات، و هي التي بحجم كفِّ يد المرءِ، أو ما يُناسبُ المرءَ أو الفائدة، و لها منهاجٌ حسَنٌ، و هو :

    أولاً :

    كتابةُ عنوان الفائدة في أعلى الصفحةِ في إحدى الزاويتين
    و ذلك لأن الباحثَ أول ما يقع نظره في البحث على أعلى الصفحة و الورقة .

    ثانياً :

    كتابةُ الفائدة كاملةً، و لا يُشيرُ إلى طرفٍ منها، لأنه سيضطرُّ إلى البحث عن الكتاب لنقلها منه، و إذا نقلها في البطاقة كاملةً اكتفى بذلك .

    ثالثاً :

    ذكرُ مصدرها : " الكتاب" ( مجلد / صفحة ) ، و يُستحسنُ ذكر الطبعة .

    رابعاً :

    ذكرُ تاريخ التقييد، و يُفادُ من ذلك في معرفة حال التنقلات و التطورات الفكرية لدى القاريءِ .

    خامساً :

    تصنيف الفائدة على حسب العلوم .

    تنبيه :

    آفةُ هذه الطريقة أنه إذا كثُرَتْ البطاقات أين سيكون محلُّها، فإنَّه لابُدَّ من وضِعِ محلٍّ لها و أدراجٍ، أو صناديقَ لحفظها، و عند حدوث ذلك لا بُدَّ من تصنيف الصناديق و الأدراج .

    الثالثة :


    التقييدُ في " كُرَّاسٍ " ، أو " كُنَّاش " ، و ذلك بأن تُجعلَ الفوائد في " كراريسَ " ، و لها طريقتان :

    أُولاهما :

    جعْلُ " كُرَّاسٍ " لكلِّ علمٍ، و يُسلَك فيه الترتيب المطروق في ذلك العلم،
    أي : على " كتبه " و " أبوابه " و " فصوله " .

    ثانيهما :

    جعْلُ " كشَّافٍ " أشبَهَ " الفهرِس " الموجود في أواخر الكتب ، و أقرب ما يُشَبَّه به _ أيضاً _ طريقة تقييد الفائدة في بطن جلدة الكتاب ، و على هذا درجَ كثيرون من المشتغلين بالقراءة و البحث ، كالعلامة عبد السلام هارون _ رحمه الله _ .

    الرابعة :


    حفظُ الفائدة عن طريق التقنية الجديدة ، و ذلك من خلال برامج الحاسب الآلي ، فإنَّ هناك برامج في ( الشبكة ) لتقييد الفوائد العلمية ، و لكن لا أظنها أحفظُ للفائدة من الطرائقِ الأُوَل .

    الخامسة :


    حفظ الفائدة من خلال التسجيل الصوتي ، و حاصلها : أن القاريءَ يجعلُ معه عند القراءة آلةً لتسجيل الصوت ، فإذا مرَّ بفائدة حفظها بصوته في تلك الآلة ، و يُشار إلى أنه ينبغي ملاحظة ما يلي :

    أولاً :

    ذكرُ الفائدة كاملةً .

    ثانياً :

    ذكرُ المصدر : " الكتاب " ( مجلد / صفحة ) ، المؤلِّف ، و يُستحسنُ ذكر الطبعة .

    ثالثاً :


    نسخُ الفوائد كتابةً بعد الانتهاءِ من الحفظ لها في الآلة .

    السادسة :


    حفظُ الفوائد كَحِكَمٍ في مجلس أو مكتب ، تُعلَّق أو تُظهر موضوعةً على مكان بارز .
    هذا ما سنح في البالِ تقييدُه على عُجالةٍ من الأمر ، و انشغالٍ من الذهن ، و لولا أن استدعى ذلك مني شريفٌ سَنيَّ النَّسَبِ لما كان التقييدُ منبعثاً مني


    و لكن لزوم الإشارة كافٍ في تحرير العبارة

    نفعني الله بما كتبتُ ، و عامةِ من وقفَ عليها .

    و الله أعلمُ ، و هو الموفق ، لا ربَّ سواه ، و لا مُرشِد إلا هو ، و صلى الله و سلم على سدنا و نبينا محمد ، و على آله و أصحابه أجمعين ، و الحمدُ للهِ ختماً كمُبتدءٍ .


    كتبها
    عبدُ الله بنُ سُلَيْمان العُتَيِّق
    سَحر الأربعاء ، 24/8/1426هـ
    الرياض


    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112957
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: المِنَنُ الوافدة في طرائقِ تقييدِ الفائدة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.09.09 13:21

    وهذا كلام للموضوع به صلة
    من كلام العلامة محمد بن الحسن الددو
    حفظه الله من محاضرة له

    "يحتاج الطالب إلى منهجية في المطالعة، ومنهجية المطالعة هي ألا يشوش الإنسان فكره

    إذا أراد قراءة كتاب ما، وإذا بدأ المطالعة في كتاب لابد أن يكمله،

    ولابد أيضاً أن تكون هذه المطالعة مطالعة علمية،

    فالمطالعة غير العلمية هي أن تقرأ في كتاب وليس لديك قلم ولا ورقة، ولا تحفظه،

    بل تقرأه فقط، فلا تحرز منه فائدة،

    والمطالعة العلمية هي أن تجعل لك دفتراً لكل كتاب تطالعه، وتضع فيه اسم الكتاب، وتبدأ الصفحة الأولى بتاريخ، وتكتب: بدأت القراءة الساعة كذا لليوم الفلاني من الشهر الفلاني من العام الفلاني في الكتاب الفلاني من الصفحة كذا، حتى تكمل ما تطالعه منه،

    وتقسم الدفتر إلى ثلاثة أقسام:

    القسم الأول:
    للزوائد النادرة، والأشياء العجيبة التي استفدتها من الكتاب، ولا تكتب الأشياء المكررة والموجودة في الكتب كلها؛ لأنها موجودة في الكتب، ولا فائدة من نسخك لكتاب مطبوع،
    لكن تكتب الفوائد النادرة، والأشياء الغريبة جداً.

    القسم الثاني:
    لما فهمته أنت من الكتاب مما ليس فيه، وهو ما يسمى: قراءة ما بين السطور،
    فتستفيد معلومات بفهمك وربطك للمعلومات بمعلومات سابقة لديك،
    فتكون بذلك استفدت من هذا الكتاب فهماً ومقارنة، فتكتب المعلومات التي استفدتها حتى لا تضيع منك، وستبقى مادة لديك في المستقبل لكتبك ودروسك التي أنت فهمتها من الكتب، ولو لم تكن مخصوصة ولا موجودة فيها.

    القسم الثالث:
    للإشكالات:
    كل كتاب قرأته لابد أن يعرض لك فيه كثير من الإشكالات،

    بعضها ناشئ عن أخطاء مطبعية،
    وبعضها ناشئ عن أخطاء من المؤلف نفسه،
    وبعضها ناشئ عن عدم فهم منك أنت،
    وبعضها ناشئ عن اختلاف في الدلالة،
    فدلالة اللفظ الواحد قد يكون مشتركاً، وقد يكون مجازاً، وقد يكون مستعملاً في وقت المؤلف استعمالاً شائعاً، وفي وقتك غير ذلك.

    فتحتاج إلى تقييد هذه الإشكالات للرجوع إليها في مراجع أوسع، أو لسؤال من تلقاه من أهل العلم عنها

    فالاستشكال علم كما قال أهل العلم

    فإذا استشكلت شيئاً فقد ازددت علماً؛ لأنك ستبحث عنه، وسيقتضي ذلك منك اطلاعاً على ما لم تكن لتصل إليه لولا ذلك الإشكال

    وكم من شوارد علمية نالها الإنسان ولم يكن يبحث عنها، وإنما بحث عن مسألة أخرى دونها، ففتح الكتاب وقرأ فاستفاد علماً آخر أكثر مما كان يبحث عنه!

    فإذاً:
    ستقسم دفتر المطالعة لكل كتاب إلى ثلاثة أقسام:


    القسم الأول:
    تقييد النوادر التي هي مخصوصة في الكتاب.

    القسم الثاني:
    تقييد ما فهمته أنت ولم يكن مدوناً في الكتاب.

    القسم الثالث:
    للإشكالات التي عرضت لك أثناء قراءتك للكتاب.

    وتستمر على هذه المنهجية حتى تكمل ذلك الكتاب، وتحتفظ بالدفتر، ثم تأتي إلى كتاب آخر..."

    المصدر نفسه

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 3:39