هذا الموضوع رد على موضوع إحياء الموتى بين ابن تيمية و السادة الصوفية إضغط هنا
الحمد الله حمدا لا ينفد و اصلي و اسلم على النبي احمد و على آله و صحبه و من تعبد
أما بعد .
فقد اطلعت على مقال للمتحصن خلف جدر بن النفيس الازهري قام بنقله احد تلامذته الصغار حاول فيه ان يوهم العامه بأن اهل السنه متناقضون فأحدهم يجيز و الآخر يمنع و كما قيل أن كل قول صحيح و لكن آفته من الفهم السقيم ودرجة الفهم عند الصوفية حدث عنها و لا حرج فقد الغو شئ يسمى العلم و العقل و الرائ و السبب في ذلك يرجع الى التربية الخاطئة للمريدين على ايدي شيوخهم التنابله .
و قد ضل الصوفية في هذا الباب كما ضل النصاري فإن الحواريين مثلا كانت له مكرامات كما تكون الكرامات لصلاحي هذه الامة فظنو أن ذلك يستلزم عصمتهم فصاروا يوجبون موافقتهم في كل ما يقولون و هذا غلط حتى ان الصوفية زادو عنهم في الانحراف درجه فأوجبوا تأويل كلام مشايخهم فيما عارض ظاهر النصوص و المعاني العامة للكتاب والسنة .
و سأبين في هذه العجاله بإذن الفرق بين مذهب أهل السنه و الجماعة في احياء الموتي و مذهب المتصوفه حيث انه لا بد من حدود تحد للتفريق بين معجزة الانبياء و كرامة الاولياء كما انه لا بد من حد للتفريق بين كرامات اولياء الرحمن و و مخاريق اولياء الشيطان و أهل الاوثان و قد قال الحافظ بن حجر ( خرق العادة قد يقع للزنديق بطريق الإملاء و الإغواء كما يقع للصديق بطريق الكرامة و الاكرام و إنما تحصل التفرقة بينهما بإتباع الكتاب و السنة) . فتح البارئ 12/385 .
مقدمة .
من هو القادر على التميز بين الاحوال الرحمانية و الاحوال الشيطانية : -
يتمكن ابليس من الانسان على قدر حظه من العلم لذلك نجده قد تمكن من الصوفية غاية الامكان وذلك بسبب جهلهم المطبق لذلك لا تشتبه الكرامة الرحمانية بالحال الشيطانية إلا عند الجهال وأهل الاهواء بخلاف أهل العلم و البصيرة لذلك نجد الازهري في هذا الموضوع لم يستطع ان يفرق بين الحاليين فأعتقد ان هنالك تناقض في كلام الشيخين .
المذاهب في الكرامه .
المذهب الاول : جواز وقوعها على أيدي الصالحين و لكنها لا تصل إلى الخوارق التي أظهرها الله عز وجل على ايدي الانبياء ورسله لاثبات نبوتهم و هذا ما قرره شيخ الاسلام رحمه الله في موضوع الذي نقله الصوفي و هو مذهب أهل السنه .
المذهب الثاني: جواز وقوعها بدون حد فما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي بل الخارق يقع من النبي و الولي و الساحر و لا فرق إلا دعوى النبوة من النبي و الصلاح من الولي . وهذا مذهب الاشاعرة و المتصوفه وهذا سبب عدم فهمهم لاقوال أهل السنه في هذا المجال .
و المذهب الثالث : المنع من وقوع خرق العادة لغير الانبياء و هذا قول المعتزلة وابن حزم و يذكر عن الإسفراييني من الاشاعرة .
القول الراجح في الكرامات
القول الراجح هو ما يشهد له الدليل من الكتاب و السنه و يؤكده الواقع و الحوادث التي ينقلها الثقات وهو ما ذهب اليه سلف الامة من جواز وقوعها بما دون خوارق الانبياء . أما المذهبان الاخران فعلي كل واحد منهما مآخذ وسنرد علي كل مذهب بأقوال علماءه المنتمين له .
اولا مذهب الاشاعرة و المتصوفه .
تقدم أن مذهب الاشاعرة و الصوفية جواز وقوع الخارق من الولي بدون حدود . و قد رد السبكي و هو من متأخري الاشاعرة و المتصوفه الذين تكلموا عن الكرامات بكلام مستفيض ورد فيه على المعتزلة و استدرك على مذهب الاشاعرة فقال ((معاذ الله أن يتحدى نبي بكرامه تكررت على ولي بل لا بد أن يأتي النبي بما لا يوقعه الله على يد الولي و إن جاز وقوعه فليس كل جائز في قضايا العقول واقعا .
و لما كانت مرتبة النبي أعلى و أرفع من مرتبة الولي كان الولي ممنوعا مما يأتي به النبي على الاعجاز و التحدي ، أدبا مع النبي )) طبقات الشافعية 2/320
بل ان لابي القاسم القشيري الصوفي كلاما جيدا يرد على اصحاب هذا المذهب نقله السبكي و نصره حيث قال القشيري ( إن كثيرا من المقدورات يعلم اليوم قطعا أنه لا يجوز أن يظهر كرامة للاولياء لضرورة أو شبه ضرورة يعلم ذلك فمنها حصول إنسان لا من أبوية و قلب جماد بهيمة أو حيونا و أمثال هذا يكثر ) انتهى .
ثم عقب السبكي عليه بقوله ( و هو حق لا ريب فيه و به يتضح أن قول من قال : لا فارق بين المعجزة و الكرامة إلا التحدي . ليس على وجهه ) طبقات الشافعية 2/316
و بهذا يتبين أن القول بعدم الفرق بين معجزات الانبياء و كرامات الاولياء قول فيه تجوز و أن الصحيح أن معجزات الانبياء أعلى و أرفع و اعظم و الله اعلم .
اما المذهب الثاني المنحرف مذهب المعتزلة يبطله الواقع دون الحاجة للادلة فالخوارق موجوده مشهوده لمن شهداها متواترة عند كثير من الناس .
يتبع .... [/align]
الحمد الله حمدا لا ينفد و اصلي و اسلم على النبي احمد و على آله و صحبه و من تعبد
أما بعد .
فقد اطلعت على مقال للمتحصن خلف جدر بن النفيس الازهري قام بنقله احد تلامذته الصغار حاول فيه ان يوهم العامه بأن اهل السنه متناقضون فأحدهم يجيز و الآخر يمنع و كما قيل أن كل قول صحيح و لكن آفته من الفهم السقيم ودرجة الفهم عند الصوفية حدث عنها و لا حرج فقد الغو شئ يسمى العلم و العقل و الرائ و السبب في ذلك يرجع الى التربية الخاطئة للمريدين على ايدي شيوخهم التنابله .
و قد ضل الصوفية في هذا الباب كما ضل النصاري فإن الحواريين مثلا كانت له مكرامات كما تكون الكرامات لصلاحي هذه الامة فظنو أن ذلك يستلزم عصمتهم فصاروا يوجبون موافقتهم في كل ما يقولون و هذا غلط حتى ان الصوفية زادو عنهم في الانحراف درجه فأوجبوا تأويل كلام مشايخهم فيما عارض ظاهر النصوص و المعاني العامة للكتاب والسنة .
و سأبين في هذه العجاله بإذن الفرق بين مذهب أهل السنه و الجماعة في احياء الموتي و مذهب المتصوفه حيث انه لا بد من حدود تحد للتفريق بين معجزة الانبياء و كرامة الاولياء كما انه لا بد من حد للتفريق بين كرامات اولياء الرحمن و و مخاريق اولياء الشيطان و أهل الاوثان و قد قال الحافظ بن حجر ( خرق العادة قد يقع للزنديق بطريق الإملاء و الإغواء كما يقع للصديق بطريق الكرامة و الاكرام و إنما تحصل التفرقة بينهما بإتباع الكتاب و السنة) . فتح البارئ 12/385 .
مقدمة .
من هو القادر على التميز بين الاحوال الرحمانية و الاحوال الشيطانية : -
يتمكن ابليس من الانسان على قدر حظه من العلم لذلك نجده قد تمكن من الصوفية غاية الامكان وذلك بسبب جهلهم المطبق لذلك لا تشتبه الكرامة الرحمانية بالحال الشيطانية إلا عند الجهال وأهل الاهواء بخلاف أهل العلم و البصيرة لذلك نجد الازهري في هذا الموضوع لم يستطع ان يفرق بين الحاليين فأعتقد ان هنالك تناقض في كلام الشيخين .
المذاهب في الكرامه .
المذهب الاول : جواز وقوعها على أيدي الصالحين و لكنها لا تصل إلى الخوارق التي أظهرها الله عز وجل على ايدي الانبياء ورسله لاثبات نبوتهم و هذا ما قرره شيخ الاسلام رحمه الله في موضوع الذي نقله الصوفي و هو مذهب أهل السنه .
المذهب الثاني: جواز وقوعها بدون حد فما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي بل الخارق يقع من النبي و الولي و الساحر و لا فرق إلا دعوى النبوة من النبي و الصلاح من الولي . وهذا مذهب الاشاعرة و المتصوفه وهذا سبب عدم فهمهم لاقوال أهل السنه في هذا المجال .
و المذهب الثالث : المنع من وقوع خرق العادة لغير الانبياء و هذا قول المعتزلة وابن حزم و يذكر عن الإسفراييني من الاشاعرة .
القول الراجح في الكرامات
القول الراجح هو ما يشهد له الدليل من الكتاب و السنه و يؤكده الواقع و الحوادث التي ينقلها الثقات وهو ما ذهب اليه سلف الامة من جواز وقوعها بما دون خوارق الانبياء . أما المذهبان الاخران فعلي كل واحد منهما مآخذ وسنرد علي كل مذهب بأقوال علماءه المنتمين له .
اولا مذهب الاشاعرة و المتصوفه .
تقدم أن مذهب الاشاعرة و الصوفية جواز وقوع الخارق من الولي بدون حدود . و قد رد السبكي و هو من متأخري الاشاعرة و المتصوفه الذين تكلموا عن الكرامات بكلام مستفيض ورد فيه على المعتزلة و استدرك على مذهب الاشاعرة فقال ((معاذ الله أن يتحدى نبي بكرامه تكررت على ولي بل لا بد أن يأتي النبي بما لا يوقعه الله على يد الولي و إن جاز وقوعه فليس كل جائز في قضايا العقول واقعا .
و لما كانت مرتبة النبي أعلى و أرفع من مرتبة الولي كان الولي ممنوعا مما يأتي به النبي على الاعجاز و التحدي ، أدبا مع النبي )) طبقات الشافعية 2/320
بل ان لابي القاسم القشيري الصوفي كلاما جيدا يرد على اصحاب هذا المذهب نقله السبكي و نصره حيث قال القشيري ( إن كثيرا من المقدورات يعلم اليوم قطعا أنه لا يجوز أن يظهر كرامة للاولياء لضرورة أو شبه ضرورة يعلم ذلك فمنها حصول إنسان لا من أبوية و قلب جماد بهيمة أو حيونا و أمثال هذا يكثر ) انتهى .
ثم عقب السبكي عليه بقوله ( و هو حق لا ريب فيه و به يتضح أن قول من قال : لا فارق بين المعجزة و الكرامة إلا التحدي . ليس على وجهه ) طبقات الشافعية 2/316
و بهذا يتبين أن القول بعدم الفرق بين معجزات الانبياء و كرامات الاولياء قول فيه تجوز و أن الصحيح أن معجزات الانبياء أعلى و أرفع و اعظم و الله اعلم .
اما المذهب الثاني المنحرف مذهب المعتزلة يبطله الواقع دون الحاجة للادلة فالخوارق موجوده مشهوده لمن شهداها متواترة عند كثير من الناس .
يتبع .... [/align]