خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ما هي الكواشف الجلية في الفروق بين الدعوة السلفية والدعوات الحزبية الأخرى ؟

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية ما هي الكواشف الجلية في الفروق بين الدعوة السلفية والدعوات الحزبية الأخرى ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 23.11.08 17:19

    س7: ما هي الكواشف الجلية في الفروق بين الدعوة السلفية والدعوات الحزبية الأخرى ؟
    أولاً: أذكر مختصراً في صفات أهل الأهواء والبدع ومناهجهم البدعية وأهمها هي:
    (1) التلون والمداهنة.
    (2) الكذب.
    (3) التنقل من مذهب لمذهب أو من فرقة لفرقة.
    (4) الأيمان الغموس .
    (5) التعالم .
    (6) العجب.
    (7) التعصب للأشخاص أو لفكر.
    (8) الكبر .
    (9) التناقض.
    (10) إتباع المتشابه.
    (11) إحداث البدع واستخدام وسائل للدعوة على خلاف السنة.
    (12) السعي لإرضاء الجماهير على حساب الدين .
    (13) الاهتمام بالسياسات الباطلة والولاء لها على حساب العقيدة.
    (14) التخفي والإسرار .
    (15) التنظيمات البدعية .
    (16) البيعات الحزبية الضالة.
    (17) ترك السمع والطاعة لولاة الأمور والتهييج عليهم.
    (18) الولاء والبراء لحزبهم والدعوة له لا للإسلام في شموله وعمومه.
    (19) ترك العلم الشرعي وإحلال وسائل الإعلام كالتلفاز والولوج في الفضائيات (حبا للظهور وليكون لهم الكلمة والسيطرة على كل مرافق الناس ).
    (20) إظهار التعاطف مع الشعوب ليكسبوا ودها سواء أرضى الله أم أسخطه .
    (21) الثناء على الكثرة والفصاحة ونحوها من الأمور الظاهرة في إثبات أن دعاتهم على حق وصدق.
    (22) السعي بكل جد لكسب التجار وكبار الشخصيات ليمدوهم بالأموال.
    (23) يسارعون في إفتاء الناس حين تنزل بهم النوازل دون الرجوع للعلماء .
    (24) الطعن في علماء السنة وبالذات الأكابر ليسقطوهم وعلومهم وليكونوا هم المرجعية .
    (25) التدليس على الناس والتلبيس بالباطل قال تعالى:{فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }[يونس:32].
    (26) التعاون مع أعداء الله من أي صنف هم ضد دعاة السلفية وتشويه صورتهم للناس بقولهم فيهم وهابية، وجامية، ومداخلة وعلماء سلطة ومداهنون وغير ذلك.
    (27) الدعوة للقتال-زعموا- للكفار وإلا فهم ينادون للجهاد الأكبر عندهم وهو إسقاط الحكام لتكون لهم الرياسة والتسلط.
    (28) الدعوة للتكتل وليس مُهماً أمر العقيدة بل يمكن التكتل لصوفي مع سلفي مع نصراني. وإعطاء جرعات من الثقافة لا يهتمون في عمومهم بالعلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنة ولذا فلا تجد لهم مرجعية يرجعون لها في كل الدنيا اليوم .
    (29) التساهل في الفتاوي ذات البلاوي وخروج من ليس أهلا للفتوى دون خوف من الله تعالى وإجلال لكتاب الله وسنة نبيه e([1]).
    قلت: ولأهل الأهواء والبدع علامات، تظهر عليهم ويعرفون بها، وقد أخبر الله عنهم في كتابه، وكما أخبر عنهم رسول الله e في سنته، وذلك تحذيراً للأمة منهم، ونهياً عن سلوك مسلكهم، ومن علامتهم:
    الجهل بمقاصد الشريعة، والفرقة والتفرق ومفارقة الجماعة، والجدل والخصومة، وإتباع الهوى، وتقديم العقل على النقل، والجهل بالسنة، والخوض في المتشابه، ومعارضة السنة بالقرآن، والغلو في تعظيم الأشخاص، والغلو في العبادة، والتشبه بالكفار، وإطلاق الألقاب على أهل السنة، وبغض أهل الأثر، ومعاداتهم لحملة أخبار النبي e
    والاستخفاف بهم، وتكفير مخالفيهم بغير دليل، واستعانتهم على أهل الحق بالولاء والسلاطين([2]).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1])) نقلاً عن المرقوم(ص245ـ247) بتصرف لأبي عاصم- حفظه الله.
    [2])) نقلاً عن الوجيز في عقيدة السلف الصالح ((أهل السنة والجماعة)) (ص124، 125) بتصرف لعبد الله بن عبد الحميد الأثري.
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: ما هي الكواشف الجلية في الفروق بين الدعوة السلفية والدعوات الحزبية الأخرى ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 23.11.08 17:21

    ثانياً: أهل السنة والجماعة: يتميزون عن غيرهم من الفرق؛ بصفات وخصائص وميزات منها:
    (1) أنهم أهل الوسط والاعتدال بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو والجفاء سواء أكان في باب العقيدة أم الأحكام أو السلوك، فهم وسط بين فرق الأمة، كما أن الأمة وسط بين الملل.
    (2) اقتصارهم في التلقي على الكتاب والسنة، والاهتمام بهما والتسليم لنصوصهما، وفهمهما على مقتضى منهج السلف.
    (3) ليس لهم إمام معظم يأخدون كلامه كله، ويدعون ما خالفه إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أعلم الناس بأحواله، وأقواله، وأفعاله؛ لذلك فهم أشد الناس حباً للسنة، وأحرصهم على إتباعها، وأكثرهم موالاة لأهلها.
    (4) تركهم الخصومات في الدين، ومجانبة أهلها، وترك الجدال والمراء في مسائل الحلال والحرام، ودخولهم في الدين كله.
    (5) تعظيمهم للسلف الصالح، واعتقادهم بأن طريقة السلف أسلم، وأعلم، وأحكم.
    (6) رفضهم التأويل، واستسلامهم للشرع، مع تقديمهم للنقل على العقل – تصورات الأذهان – وإخضاع الثاني للأول([1]).
    (7) جمعهم بين النصوص في المسألة الواحدة وردهم المتشابه إلى المحكم.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ([1])قلت: فأهل السنة والجماعة لا يعارضون النصوص بما يناقضها من معقول أو قياس أو رأي:
    قال شيخ الإسلام-رحمه الله-:(فأما معارضة القرآن بمعقول أو قياس فهذا لم يكن يستحله أحد من السلف، وإنما اُبتدع ذلك لما ظهرت الجهمية والمعتزلة ونحوهم ممن بنوا أصول دينهم على ما سَمَّوه معقولاً وردُّوا القرآن إليه، وقالوا: إذا تعارض العقل و الشرع إما أن يُفوض أو يُتأول). "الاستقامة" (1/30). وقال-رحمه الله-:(ومن المعلوم أن من أعظم المحارم معارضة كتاب الله بما يناقضه ويقدّم ذلك عليه)."درء تعارض العقل والنقل"(5/267).
    وقال-رحمه الله-:(ولم يكن في سلف الأمة وأئمتها من يرد أدلة الكتاب ولا السنة على شيء من مسائل الصفات ولا غيرها، بل ينكرون على أهل الكلام الذين يعدلون عمَّا دل عليه الكتاب والسنة إلى ما يناقض ذلك، ولا كانوا ينكرون المعقولات الصحيحة أصلاً ولا يدفعونها بل يحتجون بالمعقولات الصريحة كما أرشد إليها القرآن ودل عليها. فعامة المطالب الإلهية قد دل القرآن عليها بالأدلة العقلية والبراهين اليقينية). "الصفدية" (1/295). وقال-رحمه الله-:فأهل السنة والجماعة (جعلوا الرسول الذي بعثه الله إلى الخلق هو إمامهم المعصوم، عنه يأخذون دينهم، فالحلال ما حلله، والحرام ما حرّمه، والدين ما شرعه، وكل قول يخالف قوله فهو مردود عندهم، وإن كان الذي قاله من خيار المسلمين وأعلمهم، وهو مأجور فيه على اجتهاده، لكنهم لا يعارضون قول الله وقول رسول بشيء أصلا: لا نقل نُقل عن غيره، ولا رأي رآه غيره، ومن سواه من أهل العلم فإنما هم وسائط في التبليغ عنه: إما للفظ حديثه، وإما لمعناه، فقوم بَلَّغوا ما سمعوا منه من قرآن وحديث، وقوم تَفقّهوا في ذلك وعرفوا معناه، وما تنازعوا فيه ردّوه إلى الله والرسول). "منهاج السنة" (5/166.165). وقال-رحمه الله-:وأهل السنة والجماعة (من أعظم ما أنعم الله عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة، فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه، ولا بذوقه، ولا معقوله، ولا قياسه، ولا وجده، فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق، وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم...، فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به؛ ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلاً عن أن يقول: فيجب تقديم العقل، والنقل - يعني القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين- أما أن يفوض وإما أن يؤول...). "الفتاوى" (13/28-29).وقال-رحمه الله-: (فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعًا لما جاء به الرسول، ولا يتقدم بين يديه؛ بل ينظر ما قال، فيكون قوله تبعًا لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين؛ فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله، ولا يؤسس دينًا غير ما جاء به الرسول، وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول، فمنه يتعلم وبه يتكلم، وفيه ينظر ويتفكر، وبه يستدل، فهذا أصل أهل السنة، وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول، بل على ما رأوه أو ذاقوه، ثم إن وجدوا السنة موافقة وإلا لم يبالوا بذلك، فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضًا أو حرفوها تأويلاً، فهذا هو الفرقان بين أهل الإيمان والسنة، وأهل النفاق والبدعة، وإن كان هؤلاء لهم من الإيمان نصيب وافر من إتباع السنة، لكن فيهم من النفاق والبدعة بحسب ما تقدموا فيه بين يدي الله ورسوله، وخالفوا الله ورسوله، ثم إنْ لم يعلموا أن ذلك يخالف الرسول، ولو علموا لما قالوه لم يكونوا منافقين، بل ناقصي الإيمان مبتدعين، وخطؤهم مغفور لهم لا يعاقبون عليه وإن نقصوا به). "الفتاوى" (13/62-63). وقال-رحمه الله-: فـ(المقصود هنا أن جعل القرآن إمامًا يؤتم به في أصول الدين وفروعه هو دين الإسلام، وهو طريقة الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وأئمة المسلمين، فلم يكن هؤلاء يقبلون من أحد قط أن يعارض القرآن بمعقول أو رأي يقدمه على القرآن). "الفتاوى" (16/471-472).
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: ما هي الكواشف الجلية في الفروق بين الدعوة السلفية والدعوات الحزبية الأخرى ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 23.11.08 17:24

    (8) أنهم قدوة الصالحين؛ الذين يهدون إلى الحق، ويرشدون إلى الصراط المستقيم؛ بثباتهم على الحق وعدم تقلبهم واتفاقهم على أمور العقيدة، وجمعهم بين العلم والعبادة، وبين التوكل على الله، والأخذ بالأسباب، وبين التوسع في الدنيا والورع فيها، وبين الخوف والرجاء والحب والبغض، وبين الرحمة واللين للمؤمنين والشدة والغلظة على الكافرين، وعدم اختلاف الزمان والمكان.
    (9) أنهم لا يتسمون بغير الإسلام، والسنة، والجماعة.
    (10) حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة، والدين القويم، وتعليمهم الناس وإرشادهم، والنصيحة لهم، والاهتمام بأمورهم([1]).
    (11) أنهم أعظم الناس صبراً على أقوالهم، ومعتقداتهم، ودعوتهم.
    (12) حرصهم على الجماعة والألفة، ودعوتهم إليها وحث الناس عليها، ونبذهم للاختلاف والفرقة، وتحذير الناس منها.
    (13) أن الله U عصمهم من تكفير بعضهم بعضا، ثم هم يحكمون على غيرهم بعلم وعدل.
    (14) محبة بعضهم لبعض، وترحم بعضهم على بعض، وتعاونهم فيما بينهم، وسد بعضهم لنقص بعض، ولا يوالون ولا يعادون إلا على الدين.
    وبالجملة: فهم أحسن الناس أخلاقاً، وأحرصهم على زكاة أنفسهم بطاعة الله تعالى، وأوسعهم أفقا، وأبعدهم نظرا، وأرحبهم بالخلاف صدرا، وأعلمهم بآدابه وأصوله.
    وصفوة القول في مفهوم أهل السنة والجماعة:أنها الفرقة التي وعدها النبي e بالنجاة من بين الفرق، ومدار هذا الوصف على إتباع السنة، وموافقة ما جاء بها من الاعتقاد والعبادة والهدي والسلوك والأخلاق، وملازمة جماعة المسلمين.
    وبهذا لا يخرج تعريف أهل السنة والجماعة عن تعريف السلف، وقد عرفنا أن السلف هم العاملون بالكتاب المتمسكون بالسنة؛ إذن فالسلف هم أهل السنة الذين عناهم النبي e، وأهل السنة هم السلف الصالح ومن سار على نهجهم.
    وهذا هو المعنى الأخص لأهل السنة والجماعة؛ فيخرج من هذا المعنى كل طوائف المبتدعة وأهل الأهواء؛ كالخوارج، والجهمية، والقدرية، والمعتزلة، والمرجئة، والرافضة .. وغيرهم من أهل البدع ممن سلكوا مسلكهم.
    فالسنة هنا تقابل البدعة، والجماعة تقابل الفرقة، وهو المقصود في الأحاديث التي وردت في لزوم الجماعة والنهي عن التفرق.
    فهذا الذي قصده ترجمان القرآن؛ عبد الله بن عباس t في تفسير قول الله تبارك وتعالى: }يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}.قال: (تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة)(
    [2]).
    ولفظ ((السلف الصالح)) يرادف مصطلح أهل السنة والجماعة، كما يطلق عليهم أيضاً؛ أهل الأثر، وأهل الحديث، والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، وأهل الإتباع، وهذه الأسماء والإطلاقات مستفيضة عن علماء السلف([3])

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1])) قلت: أهل السنة والجماعة هم الذين حفظ الله بهم الدين:
    قال شيخ الإسلام-رحمه الله-:(...فإن المسلمين الذين يقيمون دين الإسلام في الشرق والغرب، قديمًا وحديثًا، هم الجمهور، والرافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام، ونقض عراه، وإفساد قواعده، والقدر الذي عندهم من الإسلام إنما قام بسبب قيام الجمهور به، ولهذا قراءة القرآن فيهم قليلة، ومن يحفظه حفظًا جيدًا فإنما تعلّمه من أهل السنة، وكذلك الحديث إنما يعرفه ويصدق فيه ويؤخذ عن أهل السنة، وكذلك الفقه والعبادة والزهد والجهاد والقتال إنما هو لعساكر أهل السنة، وهم الذين حفظ الله بهم الدين علمًا وعملاً، بعلمائهم وعبّادهم ومقاتليهم)."منهاج السنة" (7/415).
    ومن حفظ الله للدين بأهل السنة أن وفقهم للذب عن السنة والتحذير من البدعة وأهلها، وكذلك الذب عن الإسلام شبهات الملحدين وأعداء الدين.
    قال شيخ الإسلام-رحمه الله-:(وهذه الأمة -ولله الحمد- لا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق، فلا يمكن ملحدٌ ولا مبتدع من إفساده بغلوٍ أو انتصار على أهل الحق، ولكن يضلّ من يتبعه على ضلاله). "منهاج السنة" (6/428).
    قال-رحمه الله-: (وكان أئمة السنة والجماعة، كلما ابتدع في الدين بدعة، أنكروها ولم يقروها، ولهذا حفظ الله دين الإسلام، فلا يزال في أمة محمد طائفة هادية مهدية ظاهرة منصورة). "الجواب الصحيح" (4/342).
    قال-رحمه الله-:(وهذه الأمة حفظ الله لها ما أنزله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، [الحجر:9]، فما في تفسير القرآن، أو نقل الحديث أو تفسيره من غلط فإن الله يقيم له من الأمة من يبينه، ويذكر الدليل على غلط الغالط، وكذب الكاذب، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة، إذ كانوا آخر الأمم فلا نبي بعد نبيهم، ولا كتاب بعد كتابهم، وكانت الأمم قبلهم إذا بدلوا وغيروا بعث الله نبيًا يبين لهم ويأمرهم وينهاهم، ولم يكن بعد محمد e نبي، وقد ضمن الله أنه يحفظ ما أنزله من الذكر، وأن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، بل أقام الله لهذه الأمة في كل عصر من يحفظ به دينه من أهل العلم والقرآن، وينفي به تحريف الغالين، وانتحال المضلين، وتأويل الجاهلين). "الجواب الصحيح" (3/39.38).
    ([2]) انظر : ((تفسير ابن كثير)) ج 1، ص 390، والآية: 106 من سورة آل عمران .
    [3])) نقلاً عن الوجيز في عقيدة السلف الصالح ((أهل السنة والجماعة)) (ص29، 32) بتصرف لعبد الله بن عبد الحميد الأثري.

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 10:15