قال الإمام النووي رحمه الله :
" و لايتعلم إلا ممن تكملت أهليته و ظهرت ديانته و تحققت معرفته و اشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين و مالك بن أنس و غيرهما من السلف : ( هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) " .
--------------------
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله :
" عن عقبة بن نافع قال لبنيه : ( يا بني لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة ) ، وعن ابن معين قال : ( كان فيما أوصى به صهيب بنيه أن قال : - يا بني لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة - ) ، وقال ابن عون : ( لا تأخدوا العلم إلا من شهد له بالطلب ) ".
---------------------
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله :
" كتب مالك بن أنس إلى محمد بن مطرف : ( سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله - فذكره بطولة - ... خذه - يعني العلم - من أهله الذين و رثوه ممن كان قبلهم يقينا بذلك و لاتأخذ كلما تسمع قائلا بقوله فإنه ليس ينبغي أن يؤخذ من كل محدث و لا من كل من قال و قد كان بعض من يرضى من أهل العلم يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخدون دينكم ) ".
--------------------
وسئل العلامة الشيخ الفوزان حفظه الله السؤال التالي :
( لقد كثر المنتسبون إلى الدَّعوة هذه الأيام ، مما يتطلَّب معرفة أهل العلم المعتبرين ، الذين يقومون بتوجيه الأمَّة وشبابها إلى منهج الحقِّ والصَّواب ؛ فمن هم العلماء الذين تنصح الشّباب بالاستفادة منهم ومتابعة دروسهم وأشرطتهم المسجَّلة وأخذ العلم عنهم والرُّجوع إليهم في المهمَّات والنَّوازل وأوقات الفتن ) ؟
" الدَّعوة إلى الله أمر لابدّ منه ، والدِّين إنَّما قام على الدّعوة والجهاد بعد العلم النَّافع ؛ { إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [العصر: 3] ؛ فالإيمان يعني العلم بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته وعبادته ، والعمل الصَّالح يكون فرعًا من العلم النَّافع ؛ لأنَّ العمل لا بدَّ أن يؤسَّس على علم .
والدَّعوة إلى الله والأمر بالمعروف والتَّناصح بين المسلمين ؛ هذا أمر مطلوب ، ولكن ما كلُّ أحد يُحسنُ أن يقوم بهذه الوظائف ، هذه الأمور لا يقوم بها إلا أهل العلم وأهل الرَّأي النَّاضج ؛ لأنها أمور ثقيلة مهمَّةٌ ، لا يقوم بها إلا من هو مؤهَّلٌ للقيام بها ، ومن المصيبة اليوم أنَّ باب الدّعوة صار بابًا واسعًا ، كلٌّ يدخل منه ، ويتسمَّى بالدَّعوة ، وقد يكون جاهلاً لا يُحسِنُ الدَّعوة ، فيفسد أكثر ممَّا يصلح ، وقد يكون متحمِّسًا يأخذ الأمور بالعجلة والطَّيش ، فيتولَّدُ عن فعله من الشُّرور أكثر ممّا عالج وما قصد إصلاحه ، بل ربّما يكون ممّن ينتسبون للدّعوة ، ولهم أغراض وأهواء يدعون إليها ويريدون تحقيقها على حساب الدّعوة وتشويش أفكار الشباب باسم الدعوة والغيرة على الدّين ، وربّما يقصد خلاف ذلك ؛ كالانحراف بالشّباب وتنفيرهم عن مجتمعهم وعن ولاة أمورهم وعن علمائهم ، فيأتيهم بطريق النّصيحة وبطريق الدّعوة في الظّاهر ؛ كحال المنافقين في هذه الأمة ، الذين يريدون للناس الشَّرَّ في صورة الخير.
أضرب لذلك مثلاً في أصحاب مسجد الضِّرار ؛ بنوا مسجدًا ، في الصُّورة والظَّاهر أنه عمل صالح ، وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلِّيَ فيه من أجل أن يرغِّبَ الناس به ويقرَّهُ ، ولكنَّ الله عَلِمَ من نيَّات أصحابه أنهم يريدون بذلك الإضرار بالمسلمين ، الإضرار بمسجد قُباء ، أول مسجد أُسِّسَ على التَّقوى ، ويُريدون أن يفرِّقوا جماعة المسلمين ، فبيَّن الله لرسوله مكيدة هؤلاء ، وأنزل قوله تعالى: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ، لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } [التوبة:107-108 ].
يتبيَّن لنا من هذه القصة العظيمة أن ما كلُّ من تظاهر بالخير والعمل الصالح يكون صادقًا فيما يفعل ، فربما يقصد من وراء ذلك أمورًا بعكس ما يُظهِرُ .
فالذين ينتسبون إلى الدَّعوة اليوم فيهم مضلِّلون يريدون الانحراف بالشَّباب وصرف الناس عن الدِّين الحقِّ وتفريق جماعة المسلمين والإيقاع في الفتنة ، والله سبحانه وتعالى حذَّرنا من هؤلاء : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة: 47] ؛ فليس العبرة بالانتساب أو فيما يظهر ، بل العبرة بالحقائق وبعواقب الأمور .
والأشخاص الذين ينتسبون إلى الدَّعوة يجب أن يُنظر فيهم : أين دَرَسوا ؟ ومِن أين أخذوا العلم ؟ وأين نشؤوا ؟ وما هي عقيدتهم ؟ وتُنظرُ أعمالُهم وآثارهُم في الناس ، وماذا أنتجوا من الخير ؟ وماذا ترتَّب على أعمالهم من الإصلاح ؟
يجب أن تُدرس أحوالهم قبل أن يُغتَرَّ بأقوالهم ومظاهرهم ، هذا أمر لا بدَّ منه ، خصوصًا في هذا الزَّمان ، الذي كثر فيه دعاة الفتنة ، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعاة الفتنة بأنهم قومٌ من جلدتنا ، ويتكلَّمون بألسنتنا ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سُئِلَ عن الفتن ؛ قال : (دُعاةٌ على أبواب جهنَّمَ ، من أطاعَهُم قذفوه فيها) [رواه البخاري في [ صحيحه ( 8/92-93 ) ] من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه] ، سمَّاهم دُعاةً !
فعلينا أن ننتبه لهذا ، ولا نحشُدَ في الدَّعوة كلَّ من هبَّ ودبَّ ، وكل من قال : ( أنا أدعو إلى الله ، وهذه جماعة تدعو إلى الله ) ! لا بدَّ من النَّظر في واقع الأمر ، ولا بدَّ من النَّظر في واقع الأفراد والجماعات ؛ فإنَّ الله سبحانه وتعالى قيَّد الدَّعوة إلى الله بالدَّعوة إلى سبيل الله ؛ قال تعالى : { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ...} [يوسف: 108]؛ دلَّ على أنَّ هناك أناسًا يدعون لغير الله ، والله تعالى أخبر أنَّ الكفَّار يدعون إلى النار ، فقال : { وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 221] ؛ فالدُّعاة يجب أن يُنظَرَ في أمرهم " .
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب رحمه الله عن هذه الآية { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ } : ( فيه الإخلاصُ ؛ فإنَّ كثيرًا من الناس إنَّما يدعو إلى نفسه ، ولا يدعو إلى الله عز وجل ) ".
" و لايتعلم إلا ممن تكملت أهليته و ظهرت ديانته و تحققت معرفته و اشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين و مالك بن أنس و غيرهما من السلف : ( هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) " .
--------------------
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله :
" عن عقبة بن نافع قال لبنيه : ( يا بني لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة ) ، وعن ابن معين قال : ( كان فيما أوصى به صهيب بنيه أن قال : - يا بني لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة - ) ، وقال ابن عون : ( لا تأخدوا العلم إلا من شهد له بالطلب ) ".
---------------------
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله :
" كتب مالك بن أنس إلى محمد بن مطرف : ( سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله - فذكره بطولة - ... خذه - يعني العلم - من أهله الذين و رثوه ممن كان قبلهم يقينا بذلك و لاتأخذ كلما تسمع قائلا بقوله فإنه ليس ينبغي أن يؤخذ من كل محدث و لا من كل من قال و قد كان بعض من يرضى من أهل العلم يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخدون دينكم ) ".
--------------------
وسئل العلامة الشيخ الفوزان حفظه الله السؤال التالي :
( لقد كثر المنتسبون إلى الدَّعوة هذه الأيام ، مما يتطلَّب معرفة أهل العلم المعتبرين ، الذين يقومون بتوجيه الأمَّة وشبابها إلى منهج الحقِّ والصَّواب ؛ فمن هم العلماء الذين تنصح الشّباب بالاستفادة منهم ومتابعة دروسهم وأشرطتهم المسجَّلة وأخذ العلم عنهم والرُّجوع إليهم في المهمَّات والنَّوازل وأوقات الفتن ) ؟
" الدَّعوة إلى الله أمر لابدّ منه ، والدِّين إنَّما قام على الدّعوة والجهاد بعد العلم النَّافع ؛ { إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [العصر: 3] ؛ فالإيمان يعني العلم بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته وعبادته ، والعمل الصَّالح يكون فرعًا من العلم النَّافع ؛ لأنَّ العمل لا بدَّ أن يؤسَّس على علم .
والدَّعوة إلى الله والأمر بالمعروف والتَّناصح بين المسلمين ؛ هذا أمر مطلوب ، ولكن ما كلُّ أحد يُحسنُ أن يقوم بهذه الوظائف ، هذه الأمور لا يقوم بها إلا أهل العلم وأهل الرَّأي النَّاضج ؛ لأنها أمور ثقيلة مهمَّةٌ ، لا يقوم بها إلا من هو مؤهَّلٌ للقيام بها ، ومن المصيبة اليوم أنَّ باب الدّعوة صار بابًا واسعًا ، كلٌّ يدخل منه ، ويتسمَّى بالدَّعوة ، وقد يكون جاهلاً لا يُحسِنُ الدَّعوة ، فيفسد أكثر ممَّا يصلح ، وقد يكون متحمِّسًا يأخذ الأمور بالعجلة والطَّيش ، فيتولَّدُ عن فعله من الشُّرور أكثر ممّا عالج وما قصد إصلاحه ، بل ربّما يكون ممّن ينتسبون للدّعوة ، ولهم أغراض وأهواء يدعون إليها ويريدون تحقيقها على حساب الدّعوة وتشويش أفكار الشباب باسم الدعوة والغيرة على الدّين ، وربّما يقصد خلاف ذلك ؛ كالانحراف بالشّباب وتنفيرهم عن مجتمعهم وعن ولاة أمورهم وعن علمائهم ، فيأتيهم بطريق النّصيحة وبطريق الدّعوة في الظّاهر ؛ كحال المنافقين في هذه الأمة ، الذين يريدون للناس الشَّرَّ في صورة الخير.
أضرب لذلك مثلاً في أصحاب مسجد الضِّرار ؛ بنوا مسجدًا ، في الصُّورة والظَّاهر أنه عمل صالح ، وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلِّيَ فيه من أجل أن يرغِّبَ الناس به ويقرَّهُ ، ولكنَّ الله عَلِمَ من نيَّات أصحابه أنهم يريدون بذلك الإضرار بالمسلمين ، الإضرار بمسجد قُباء ، أول مسجد أُسِّسَ على التَّقوى ، ويُريدون أن يفرِّقوا جماعة المسلمين ، فبيَّن الله لرسوله مكيدة هؤلاء ، وأنزل قوله تعالى: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ، لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } [التوبة:107-108 ].
يتبيَّن لنا من هذه القصة العظيمة أن ما كلُّ من تظاهر بالخير والعمل الصالح يكون صادقًا فيما يفعل ، فربما يقصد من وراء ذلك أمورًا بعكس ما يُظهِرُ .
فالذين ينتسبون إلى الدَّعوة اليوم فيهم مضلِّلون يريدون الانحراف بالشَّباب وصرف الناس عن الدِّين الحقِّ وتفريق جماعة المسلمين والإيقاع في الفتنة ، والله سبحانه وتعالى حذَّرنا من هؤلاء : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة: 47] ؛ فليس العبرة بالانتساب أو فيما يظهر ، بل العبرة بالحقائق وبعواقب الأمور .
والأشخاص الذين ينتسبون إلى الدَّعوة يجب أن يُنظر فيهم : أين دَرَسوا ؟ ومِن أين أخذوا العلم ؟ وأين نشؤوا ؟ وما هي عقيدتهم ؟ وتُنظرُ أعمالُهم وآثارهُم في الناس ، وماذا أنتجوا من الخير ؟ وماذا ترتَّب على أعمالهم من الإصلاح ؟
يجب أن تُدرس أحوالهم قبل أن يُغتَرَّ بأقوالهم ومظاهرهم ، هذا أمر لا بدَّ منه ، خصوصًا في هذا الزَّمان ، الذي كثر فيه دعاة الفتنة ، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعاة الفتنة بأنهم قومٌ من جلدتنا ، ويتكلَّمون بألسنتنا ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سُئِلَ عن الفتن ؛ قال : (دُعاةٌ على أبواب جهنَّمَ ، من أطاعَهُم قذفوه فيها) [رواه البخاري في [ صحيحه ( 8/92-93 ) ] من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه] ، سمَّاهم دُعاةً !
فعلينا أن ننتبه لهذا ، ولا نحشُدَ في الدَّعوة كلَّ من هبَّ ودبَّ ، وكل من قال : ( أنا أدعو إلى الله ، وهذه جماعة تدعو إلى الله ) ! لا بدَّ من النَّظر في واقع الأمر ، ولا بدَّ من النَّظر في واقع الأفراد والجماعات ؛ فإنَّ الله سبحانه وتعالى قيَّد الدَّعوة إلى الله بالدَّعوة إلى سبيل الله ؛ قال تعالى : { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ...} [يوسف: 108]؛ دلَّ على أنَّ هناك أناسًا يدعون لغير الله ، والله تعالى أخبر أنَّ الكفَّار يدعون إلى النار ، فقال : { وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 221] ؛ فالدُّعاة يجب أن يُنظَرَ في أمرهم " .
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب رحمه الله عن هذه الآية { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ } : ( فيه الإخلاصُ ؛ فإنَّ كثيرًا من الناس إنَّما يدعو إلى نفسه ، ولا يدعو إلى الله عز وجل ) ".