أقوال أهل العلم في إبراهيم الدويش
بسم الله الرحمن الرحيم
1. الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي
سئل -حفظه الله تعالى- ما يلي :
سؤال : لا يخفى عليك أننا نحن مؤسسة لتسجيل الأشرطة ، وقد كَـثُر الكلام
حول بعض الدعاة لأننا نسجل لبعض الدعاة ، فنُصِحنَا من طرف بعض طلبة العلم
حول توقيف أشرطة هؤلاء ، ولكن لما كان هذا العلم وكان حامل لوائه هو الشيخ
ربيع -حفظه الله تعالى- أحببنا أن تدلي بدلوك في هذا ، وعندنا بعض الأسماء
يا حبذا لو تكشفوا لنا الضوء عن أصحابها ! .
الشيخ : أصحاب إيش ؟! .
السائل : أصحاب هذه الأسماء .
الشيخ : أي أسماء .
سؤال : مثل إبراهيم الدويش ، يعني الشباب يسألون هل يُسجَّل لـه ويُسمع له ؟ .
الجواب : لا ، لا ، لا ، أنا أسألك الآن : هل هؤلاء المتعصبون لأمثال هؤلاء ينشرون كتبنا وأشرطتنا ؟ .
السائل : -والله- يعني بعض الشباب يـا شيخ يُحبونكم ويسمعون لأشرطتكم ، وفي نفس الوقت يتأثرون بأشرطة هؤلاء .
الشيخ : لا هؤلاء أصلهم سلفيون متميعون ، ما أقول حزبيون ، الحزبيون لا
يمكن أن ينشروا ولا كتاب من كتبنا أبدا ، لا أشرطتنا ولا كتبنا ولا شيء ،
مع أنها حق ، فكيف يمزجون الحق بالباطل ؟ ، [...](1) تناهض المنهج السلفي
، وهم حرب على المنهج السلفي في مشارق الأرض ومغاربها ، هم لا هوادة في
حربهم لـنا أبدا ، أصحاب [...] في الحرب ، فلا تبقوا هكذا تائهين ضائعين .
يعني على قولك [...] فطيب أما كبارهم ودعاتهم لا ، يعني نسلك مسلك السلف في التحذير من كتبهم وأشرطتهم .
سؤال : يعني يا شيخ لا نسجل لهم حتى المواعظ ؟ .
ولا مواعظ ولا شيء ، مواعظ مخلوطة بالأحاديث الضعيفة والأخبار السيئة ،
وهي تمهيد لغزوٍ كبير للسلفيين ، يأخذونهم بـ [...] حتى يرتاحون إليهم
ويسمعون إليهم ، فيدسون فيهم ما يريدون .
أقرءوا كتب السلف كيف يُحذرُّون من كتب أهل الأهواء .
الذي يُـقبل على [.........] في هذا العصر يقول لك : أنا أقرأ وآخذ الحق
وأترك الباطل !!!! ، وأكثر الشباب لا يُميّزُون بين الحق والباطل فيقعون
فرائس وضحايا لأخطاء أهل الباطل وكتبهم .(2) اهـ
2. الشيخ المحدث العلامة أحمد بن يحي النجمي
سئل -حفظه الله تعالى- ما يلي :
سؤال : ما رأيكم في من يقول لا بأس بنشر أشرطة إبراهيم الدويّش لأنها في الوعظ الخالص ؟ .
الجواب : كُل مَن حَصَلَ مِنهُ ما حَصَل من الشطحات ينبغي أن يُـبتعد عن
أشرطته , وأن لا نسمع أشرطته , لأنهم يدسون السم في العسل . اهـ(3)
3. الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري
جاء في مقال : " تنبيه ذوي الألباب إلى مخالفات شريط بحر الحب للصواب " ما نصّه(4) :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ورب الطيـبين ، وأشهد أن
محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين
الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً على مر الأيام والليالي والسنين ، أما بعد...
فقد استمتعت إلى الشريط الموسوم بـ " بحر الحب " ، والذي يحتوي على محاضرة ألقاها إبراهيم بن عبد الله الدويش ، تلك المحاضرة التي طار بها الناس شرقاً وغرباً وملأت الآفاق ولقيت قبولاً لدى كثير من الخاصَّة والعامة على أنها نصيحة تُعالج موضوع من أهم الموضوعات الاجتماعية ، وعند تأملي ذلك الشريط استظهرت بل استبان لي يقيناً أن المحاضر لم يسلك في محاضرته تلك سبيل العلماء الناصحين للأمة البصيرين الذين بنوا فقههم للأمور ومعالجتهم للنوازل على الكتاب والسنَّة وسيرة السلف الصالح ، بل سلك مسلك المتفلتين من أدباء ومفكرين الذين لم يقيموا في طرحهم الموضوعات ومعالجتها وزناً للنصوص لأن جُلَّ اهتمامهم شقشقة العبارات وزخرفة الأقوال استجلاباً لعواطف الناس وتكثيراً لسواد المستمعين حولهم . ولهذا كان ذلكم الشريط محشواً بالأخطاء الشنيعة والملحوظات الفظيعة التي يجب أن يترفع عنها العامي من المتدينين فضلاً عن من يدعى العلم وينتسب إلى بلد التوحيد والسنَّة ويزعم أنه يفني وقته في الدعوة إلى الصلاح والإصلاح ، وأنا ذاكر لكم أيها القراء بعض الملحوظات على ما أودعه الدويش في ذلك الشريط تنبيهاً بها على ما لم أذكره لأني لا أريد أن أثقِل عليكم بسرد جميع الملحوظات على تلك المحاضرة فأقول سائلاً الله لي ولكم الهداية إلى
مراشد الأمور والسداد في الأقوال والأعمال :
[ أولا ] : الاستدلال بثلاثة أحاديث ضعيفة دون أن يـبين حالها وهاك تلك الأحاديث الضعيفة مع بيان حالها :
أ) حديث أبي سعيد الخدري : (( أن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة ، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما )) .
عزاه في الكنـز إلى تاريخ الرافعي ( التدوين في أخبار قزوين ) وميسرة ابن علي في مشيخته ، وضعفه الألباني -رحمه الله- في ( ضعيف الجامع الصغير ، برقم 1447 ) ، وهو في ( موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة ، 3898 ) .
ب) حديث عائشة وهو في قصة طويلة ، وفيه قال -صلى الله عليه وسلم- (( جزاكِ الله يا عائشة خيراً ، ما سررت فيه كسروري منكِ )) ، الحديث رواه أبو نعيم ( حلية الأولياء ، 2/45 ) ، وهو في ( السير ، 9/445 ) ، كما رواه البيهقي
في ( السنن الكبرى ، 7/422 ) ، والخطيب البغدادي في ( تاريخه ، 13/253 ) وغيرهم ، ومداره على أبي عبيده معمر بن المثنى ومعمر هذا قال فيه الحافظ في " التقريب " : ( ... صدوق أخباري ... ) ( 2/266 ) ، وقال الذهبي في ( السير ، 9/445 ) : ( ... لم يكن صاحب حديث وإنما أوردته لتوسعه في علم اللسان وأيام الناس ) ، وقال أيضاً ( 9/447 ) : ( .. قلت قد كان هذا المرء من بحور العلم ومع ذلك لم يكن بالماهر بكتاب الله ولا العارف بسنَّة رسول الله ... ولا البصير بالفقه واختلاف أئمة الاجتهاد بل كان معافاً من معرفة حكمة الأوائل ) ، كما ذكره في ( ديوان الضعفاء والترجمة ، 4206 ) .
قلت : فهل يوثق بعد هذا برجل هذه حاله في الرواية ؟! .
جـ) حديث أم ذره عن ميمونة قالت : ( خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عندي فأغلقت دونه الباب ، فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له ، فقال : أقسمت إلا فتحتي لي ، فقلت : لا ، تذهب لأزواجك في ليلتي هذه ، فقال : ما فعلت ولكني وجدت حقناً من بولي ) ، قلت أخرج هذا الحديث ابن سعد في ( الطبقات ) ، قال أخبرنا محمد ابن عمر حدثني إبراهيم بن محمد مولى خزاعة عن صالح بن محمد عن أم ذره عن ميمونة فذكره . ولنا على إيراد هذا الحديث ملحوظتان ، أولهما : في قول الدويش عن أم ذر عن ميمونة تلبيس على السامع وإيهام له أن الحديث صحيح ولعله من أجل ذلك بتر الإسناد .
وثانية الملحوظتين : أن هذا الحديث من طريق الواقدي وهو محمد ابن عمر قال فيه زكريا بن يحيى الساجي : متهم ، وقال البخاري : الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن ذكريا ،
وقال في موضع آخر كذَّبـه أحمد ، وقال ابن معين : ضعيف ، وقال مرة : ليس بشيء . وقال مسلم : متروك الحديث . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث .
[ ثـانياً ] : تصنّع البكاء في مواضع ليست مُوجبة له ، ومنها بعد ذكره حديث أم زرع .
[ ثـالـثاً ] : وقوعه في الدعوة إلى التشبه بالكفار مرتين ، فقال في الأولى : " فماذا لو فاجأت الزوجة زوجها إحدى الليالي فملأت غرفة النوم مثلاً بالورود والأزهار والشموع المضيئة والروائح الفواحة والأطياب الزكية" .
وقال في الثانية : " وإني لأخشى أن تحدث أزمة في محلات الهدايا والورد والمطاعم بسبب التأثر ، لكني أتمنى أن لا يكون التأثر لليلة أو ثلاث بل كل ليلة من ليالي العمر " .
بالله عليكم أيها المسلمون هل عرفتم ما دعا إليه الدويش من إيقاد الشموع ونشر الورود نظيراً في سَمت المسلمين وهديهم أم هو من سمت الكفار وهديهم ؟.
[ رابـعاً ] : تعسف في الاستدلال ببعض الآيات من ذلك قوله : " وإن كان للبحر ساحل فبحر الحب لا ساحل له ، فالحب الصادق بين الزوجين لا ساحل له ، ليس له نهاية أبداً بأيام الزواج الأولى وبسنينه الأولى والوسطى والأخيرة من الدنيا بل وفي جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آباءهم وأزواجهم ? ، الآخرة أليس الله تعالى يقول وذرياتهم ، إذاً بالمودة والمحبة والتفاهم يكون التعاون بين الزوجين على الصلاح والطاعة والخير ... " . ونحن نقول أولاً : ما معنى هذه الآية ؟ ، قال ابن كثير ( -صلى الله عليه
وسلم- 4/78 من تفسيره ) : ( أي جمعنا بينهم وبنيهم لتقر بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة ، كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) (5) ، أي ساوينا بين الكل في المنزلة لتقر أعينهم وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني بل رفعنا فأنقص العمل فساويناه بكثير العمل تفضلاً منا ومنَّة ) .
ثانياً : إذا نظرت في سياق ما وردت فيه الآية وتفسير الحافظ ابن كثير ظهر لك جلياً أن سبب دعاء الملائكة لهؤلاء هو الإيمان والعمل الصالح وليس مجرد الحب والمودة والتفاهم كما قرَّره الدويش ، يُدْرَك ذلك بضم أول عبارته وآخرها .
[ خـامساً ] : قال نقلاً عن ابن القيم : وأما محبة الزوجات فلا لوم على المحب فيها بل هي من كماله [ أي من كمال محبة الله ] وقد أمتن الله بها على عباده فقال : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) (6) ...... إلى آخر ما نقل . فعبارة :[ أي من كمال محبة الله ] زادها الدويش ولم تَـرد في كلام ابن القيم وأظنه أراد بهذه الزيادة التفسير . وهذا تفسير خاطئ . وذلك أن الناظر في سياق كلام ابن القيم يدرك أنه أراد -رحمه الله- أن محبة الزوجات من كمال الزوج .
وفي الختام أرى أنكم أيها القراء أدركتم من خلال ما أوردناه على ذلك الشريط من ملحوظات أن الدويش لا يخلو عن حالتين ، إحداهما : علمه بتلك الأخطاء الشنيعة ، وذلك هو منتهى الغش والخيانة والتلبيس على الأمة .
والحال الثانية : أن يكون جاهلاً غير متنبه لما وقع فيه وهذا دليل قاطع على أن الرجل ليس بصيراً بالسنَّة وإنما كان مُـقلداً للوعاظ والقُصَّاص الذين يُلقُون ما يلقون في السامعين بلا تمحيص ولا دراية لأن هَمَّهُم تكثير السواد واستجلاب عواطف الخاصَّة والعامَّـة ومجرد التأثير عليهم ، وسواء كان ما يحكون خطأ أو صواباً وذلك لقلة فقههم وفَرط جهلهم . والواجب على المسلمين عامة والشباب خاصة أن يرتبطوا بعلمائهم المعروفين بسلامة المعتقد واستقامة المنهج في الدعوة إلى الله ، وجَودة التحقيق ، وسِعة الإطلاع والبصيرة بمعالجة الأمور وِفق الكتاب والسنَّة وسِيرة السلف الصالح ، ولا يزال في بلادنا ولله الحمد من أولئك العلماء بقية مباركة مثل سماحة المفتي وفضيلة الشيخ صالح الفوزان ، وفضيلة الشيخ عبد الله الغديان
، وإخوانهم من أهل العلم والفضل وهم كُـثر . وفيهم غُنـية عن القُصَّاص الذين لا معرفة لهم بفقه الكتاب والسنة ، والله
أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أصحابه أجمعين .
وكتبه بالمدينة : عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري
في يوم الاثنين : 5 -رحمه الله- ربيع الأول -رحمه الله- 1422 هـ
وسئل -حفظه الله تعالى- ما يلي :
سؤال : وهذا بعث بورقة يسأل فيها عن منهج إبراهيم الدويش خاصة وأن كثيراً
من الناس مفتون به , وأشرطته توزع مجاناً ، وهل يُحذَّر منه ؟ .
الجواب : نعم يُحذَّر منه , وقد رددت عليه في شريط " بحر الحب " , ونُشِرَ
عبر شبكة " سحاب " ، والرجل قَصَّاص لا ينطلق من العلم والفقه بل من القصص
والحكايات والأحاديث الضعيفة , ثم هو يلتقي مع عائض القرني في التهيـيج
والتثوير مثل سلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهم , يعني الكل يستقي من ماء
واحد , وإن اختلفت الأساليب أحياناً , ولكن هذه النتيجة فيجب عليكم يا
شباب الإسلام يجب عليكم أن تطلبوا من يقول لكم قال رسول الله وقال الصحابة
, هنا هو الذي يُـؤخَذ عنه الفقه في دين الله ، لكن أقول لما الناس عندنا
تأثروا بفعل الجماعات الدعوية الحديثة الوافدة من إخوانية وتبليغية
وسرورية تمزَّق الناس وعزفوا عن العلماء الذين نشئوا على فقه الكتاب
والسنَّة وِفق سيرة السلف الصالح ابتُـلوا بهذه الأفكار الوافدة ، ابتلوا
نعم ! بهذه الأفكار الوافدة ، فاصبح كل فريق يتبع فريق من المخلطين
والضُلاَّل . اهـ(7)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحـواشـي :
(1) ما بين المعقوفتين كلمات غير واضحة في الشريط .
(2) شريط ( المجرحون ) ، تسجيلات أهل الحديث / الجزائر العاصمة .
(3) شبكة سحاب السلفية بتاريخ : 9/3/2003 ميلادي .
(4) شريط ( الأجوبة السلفية عن الأسئلة المنهجية ) ، نقلا عن شبكة سحاب السلفية بتاريخ : 9/3/2003 ميلادي .
(5) سورة الطور ، الآية 21 .
(6) سورة الروم ، الآية 21 .
(7) شريط ( جلسة مع شباب الدوادمي ) ، نقلا عن شبكة سحاب السلفية بتاريخ : 9/3/2003 ميلادي .
(8) سورة الأنعام ، الآية 112 .
منقول من سحاب السلفية