فضل العلم في أقوال السلف الصالح
قال العلامة ابن القيم-رحمه الله تعالى:" أن العلم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة مالا يرفعه الملك ولا المال ولا غيرهما فالعلم يزيد الشريف شرفاً ويرفع العبد المملوك حتى يجلسه مجالس الملوك، كما ثبت في الصحيح( ) من حديث الزهري عن أبي الطفيل أن نافع بن عبد الحارث أتى عمر بن الخطاب بعسفان وكان عمر استعمله على أهل مكة فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى. فقال: من ابن أبزى؟ فقال: رجل من موالينا. فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟ فقال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض. فقال عمر: أما أن نبيكم قد قال:"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين""مفتاح دار السعادة"(1/501
ما رواه حرب في"مسائله"مرفوعاً إلى النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:"يجمع الله تعالى العلماء يوم القيامة ثم يقول : يا معشر العلماء، إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم، ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم" وهذا وإن كان غريباً فله شواهد حسان""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/400)
قال عمر بن الخطاب-رضى الله عنه:"لولا ثلاث في الدنيا لما أحببت البقاء فيها: لولا أن أحمل أو أجهز جيشاً في سبيل الله، ولولا مكابدة هذا الليل، ولولا مجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر، لما أحببت البقاء" فالأول: الجهاد . والثاني: قيام الليل. والثالث: مذاكرة العلم. فاجتمعت في الصحابة بكمالهم، وتفرقت فيمن بعدهم" "مفتاح دار السعادة"(1/393)
قال ابن عباس وأبو هريرة-رضي الله تعالى عنهم-وبعدهما أحمد بن حنبل-رحمه الله تعالى:"تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلينا من إحيائها""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/397)
قال عمر-رضى الله تعالى عنه:"أيها الناس عليكم بالعلم، فإن لله سبحانه رداء يحبه، فمن طلب باب من العلم رداه الله بردائه، فإن أذنب ذنباً استعتبه؛ لئلا يسلبه رداءه ذلك حتى يموت به" قلت: ومعنى استعتاب الله عبدة أن يطلب منه أن يعتبه أي: يزيل عتبه عليه بالتوبة والاستغفار والإنابة" "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/397-398)
قال الحسن-رحمه الله تعالى-في قوله تعالى:"ربنا آتنا في الدنيا حسنة"سورة"البقرة"الآية(201) هي: العلم والعبادة. "وفي الآخرة حسنة" هي الجنة. وهذا من أحسن التفسير؛ فإن أجلّ حسنات الدنيا: العلم النافع والعمل الصالح""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/397)
قال أبو العالية-رحمه الله تعالى: كنت آتي ابن عباس وهو على سريره وحوله قريش، فيأخذ بيدي فيجلسني معه على السرير، فتغامز بي قريش، ففطن لهم ابن عباس فقال:"كذا هذا العلم يزيد الشريف شرفاً، ويجلس المملوك على الأسرة"
وقال إبراهيم الحربي–رحمه الله تعالى:"كان عطاء ابن أبي رباح عبداً أسود لامرأة من مكة وكان أنفه كأنه باقلاء، قال: وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه فجلسوا إليه وهو يصلي فلما صلى انفتل إليهم فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج وقد حول قفاه إليهم ثم قال سليمان لابنيه:"قوما، فقاما. فقال: يا بني لا تنيا في طلب العلم فإني لا أنسى ذلّنا بين يدي هذا العبد الأسود"."مفتاح دار السعادة"(1/501-502)
قال الحربي–رحمه الله تعالى:"وكان محمد بن عبد الرحمن الاوقص-عنقه داخل في بدنه-وكان منكباه خارجين كأنهما زجان( )
فقالت أمه: يا بني لا تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك منه، المسخور به فعليك بطلب العلم؛ فإنه يرفعك. فولى قضاء مكة
عشرين سنة. قال وكان الخصم إذا جلس إليه بين يديه يرعد حتى يقوم .
قال العلامة ابن القيم –رحمه الله تعالى:"إن الله سبحانه جعل العلم للقلوب كالمطر للأرض فكما أنه لا حياة للأرض إلا بالمطر، فكذلك لا حياة للقلب إلا بالعلم""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/168)
قال الحسن–رحمه الله تعالى:"العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلباً لا تضروا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلباً لا تضروا بالعلم؛ فإن قوماً طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا
بأسيافهم على أمة محمد–صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-ولو طلبوا العلم لم يدلّهم على ما فعلوا" "مفتاح دار السعادة"(1/304)
قال سفيان بن عيينة –رحمه الله تعالى:"أرفع الناس عند الله منزلة، من كان بين الله وبين عباده: وهم الرسل والعلماء""مفتاح دار السعادة"(1/390)
قال ابن القاسم سمعت مالكاً –رحمهما الله تعالى-يقول:"إن أقواماً ابتغوا العبادة وأضاعوا العلم، فخرجوا على أمة محمد بأسيافهم ولو ابتغوا العلم لحجزهم عن ذلك""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/392)
قول ابن المبارك–رحمه الله تعالى:"وقد سئل : من الناس؟ قال : "العلماء""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/400)
قال العلامة ابن القيم–رحمه الله تعالى:"إن من أدرك العلم لم يضره ما فاته بعد إدراكه، إذ هو أفضل الحظوظ والعطايا، ومن فاته العلم لم ينفعه ما حصل له من الحظوظ، بل يكون وبالاً عليه، وسبباً لهلاكه، وفي هذا قال بعض السلف:"أي شيء أدرك من فاته العلم، وأي شيء فاته من أدرك العلم !!!" "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/400-401)
قال الإمام أبو محمد ابن حزم –رحمه الله تعالى:"لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به إلا أن يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داع إليه، فكيف وله من الفضل ما يطول ذكره""الأخلاق والسير"ص (21) والنقل عن"مع المعلمين"لمحمد بن إبراهيم الحمد ص (14)
قال أبو إسحاق الإلبييري-رحمه الله تعالى-في بيان فضل العلم والمواظبة على طلبه والحثّ على تحصيله :
أبا بكر دعوتـك لو أجبـتا إلى ما فيه حظـك إن عقلتـا
إلى عـلم تكن بـه إمامـا مطاعـاً إن نهيت وإن أمرتـا
وتجلو ما بعينك من عشاهـا وتهديك السبـيل إذا ضللـتا
وتحمل منه في ناديك تاجـاً ويكسوك الجـمال إذا اغتربتا
ينالك نفعـه ما دمت حـياً ويبقى ذخـره لك إن ذهبـتا
هو العضب( )المهند ليس ينبو تصب به مقاتـل من ضربـتا
وكنز لا تخـاف عليه لصـاً خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
فلو ذقت من حلواه طعـماً لآثـرت التعلـم واجتهدتـا
ولم يشغلك عنه هوىً مطاع ولا دنـيا بزخرفـها فتنـت
ولا ألهاك عنه أنيـق روض ولا خـدر بربربة( )كلفـتا
فقوت الروح أروح المعاني وليس بأن طعمت وإن شربتا
فواظبه وخـذ بالجد فيـه فإن أعطاكه الله أخـذتا( )
وبعد .. لقد درج سلفنا الصالح على تعظيم العلم وأهله وبالغوا في ذلك أي مبلغ –وحق لهم ذلك- لما علموا من فضله وفقهوا ما
يجب لأهله .
نقلا عن كتاب
"بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."
قال العلامة ابن القيم-رحمه الله تعالى:" أن العلم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة مالا يرفعه الملك ولا المال ولا غيرهما فالعلم يزيد الشريف شرفاً ويرفع العبد المملوك حتى يجلسه مجالس الملوك، كما ثبت في الصحيح( ) من حديث الزهري عن أبي الطفيل أن نافع بن عبد الحارث أتى عمر بن الخطاب بعسفان وكان عمر استعمله على أهل مكة فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى. فقال: من ابن أبزى؟ فقال: رجل من موالينا. فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟ فقال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض. فقال عمر: أما أن نبيكم قد قال:"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين""مفتاح دار السعادة"(1/501
ما رواه حرب في"مسائله"مرفوعاً إلى النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:"يجمع الله تعالى العلماء يوم القيامة ثم يقول : يا معشر العلماء، إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم، ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم" وهذا وإن كان غريباً فله شواهد حسان""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/400)
قال عمر بن الخطاب-رضى الله عنه:"لولا ثلاث في الدنيا لما أحببت البقاء فيها: لولا أن أحمل أو أجهز جيشاً في سبيل الله، ولولا مكابدة هذا الليل، ولولا مجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر، لما أحببت البقاء" فالأول: الجهاد . والثاني: قيام الليل. والثالث: مذاكرة العلم. فاجتمعت في الصحابة بكمالهم، وتفرقت فيمن بعدهم" "مفتاح دار السعادة"(1/393)
قال ابن عباس وأبو هريرة-رضي الله تعالى عنهم-وبعدهما أحمد بن حنبل-رحمه الله تعالى:"تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلينا من إحيائها""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/397)
قال عمر-رضى الله تعالى عنه:"أيها الناس عليكم بالعلم، فإن لله سبحانه رداء يحبه، فمن طلب باب من العلم رداه الله بردائه، فإن أذنب ذنباً استعتبه؛ لئلا يسلبه رداءه ذلك حتى يموت به" قلت: ومعنى استعتاب الله عبدة أن يطلب منه أن يعتبه أي: يزيل عتبه عليه بالتوبة والاستغفار والإنابة" "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/397-398)
قال الحسن-رحمه الله تعالى-في قوله تعالى:"ربنا آتنا في الدنيا حسنة"سورة"البقرة"الآية(201) هي: العلم والعبادة. "وفي الآخرة حسنة" هي الجنة. وهذا من أحسن التفسير؛ فإن أجلّ حسنات الدنيا: العلم النافع والعمل الصالح""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/397)
قال أبو العالية-رحمه الله تعالى: كنت آتي ابن عباس وهو على سريره وحوله قريش، فيأخذ بيدي فيجلسني معه على السرير، فتغامز بي قريش، ففطن لهم ابن عباس فقال:"كذا هذا العلم يزيد الشريف شرفاً، ويجلس المملوك على الأسرة"
وقال إبراهيم الحربي–رحمه الله تعالى:"كان عطاء ابن أبي رباح عبداً أسود لامرأة من مكة وكان أنفه كأنه باقلاء، قال: وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه فجلسوا إليه وهو يصلي فلما صلى انفتل إليهم فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج وقد حول قفاه إليهم ثم قال سليمان لابنيه:"قوما، فقاما. فقال: يا بني لا تنيا في طلب العلم فإني لا أنسى ذلّنا بين يدي هذا العبد الأسود"."مفتاح دار السعادة"(1/501-502)
قال الحربي–رحمه الله تعالى:"وكان محمد بن عبد الرحمن الاوقص-عنقه داخل في بدنه-وكان منكباه خارجين كأنهما زجان( )
فقالت أمه: يا بني لا تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك منه، المسخور به فعليك بطلب العلم؛ فإنه يرفعك. فولى قضاء مكة
عشرين سنة. قال وكان الخصم إذا جلس إليه بين يديه يرعد حتى يقوم .
قال العلامة ابن القيم –رحمه الله تعالى:"إن الله سبحانه جعل العلم للقلوب كالمطر للأرض فكما أنه لا حياة للأرض إلا بالمطر، فكذلك لا حياة للقلب إلا بالعلم""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/168)
قال الحسن–رحمه الله تعالى:"العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلباً لا تضروا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلباً لا تضروا بالعلم؛ فإن قوماً طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا
بأسيافهم على أمة محمد–صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-ولو طلبوا العلم لم يدلّهم على ما فعلوا" "مفتاح دار السعادة"(1/304)
قال سفيان بن عيينة –رحمه الله تعالى:"أرفع الناس عند الله منزلة، من كان بين الله وبين عباده: وهم الرسل والعلماء""مفتاح دار السعادة"(1/390)
قال ابن القاسم سمعت مالكاً –رحمهما الله تعالى-يقول:"إن أقواماً ابتغوا العبادة وأضاعوا العلم، فخرجوا على أمة محمد بأسيافهم ولو ابتغوا العلم لحجزهم عن ذلك""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/392)
قول ابن المبارك–رحمه الله تعالى:"وقد سئل : من الناس؟ قال : "العلماء""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/400)
قال العلامة ابن القيم–رحمه الله تعالى:"إن من أدرك العلم لم يضره ما فاته بعد إدراكه، إذ هو أفضل الحظوظ والعطايا، ومن فاته العلم لم ينفعه ما حصل له من الحظوظ، بل يكون وبالاً عليه، وسبباً لهلاكه، وفي هذا قال بعض السلف:"أي شيء أدرك من فاته العلم، وأي شيء فاته من أدرك العلم !!!" "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/400-401)
قال الإمام أبو محمد ابن حزم –رحمه الله تعالى:"لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به إلا أن يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داع إليه، فكيف وله من الفضل ما يطول ذكره""الأخلاق والسير"ص (21) والنقل عن"مع المعلمين"لمحمد بن إبراهيم الحمد ص (14)
قال أبو إسحاق الإلبييري-رحمه الله تعالى-في بيان فضل العلم والمواظبة على طلبه والحثّ على تحصيله :
أبا بكر دعوتـك لو أجبـتا إلى ما فيه حظـك إن عقلتـا
إلى عـلم تكن بـه إمامـا مطاعـاً إن نهيت وإن أمرتـا
وتجلو ما بعينك من عشاهـا وتهديك السبـيل إذا ضللـتا
وتحمل منه في ناديك تاجـاً ويكسوك الجـمال إذا اغتربتا
ينالك نفعـه ما دمت حـياً ويبقى ذخـره لك إن ذهبـتا
هو العضب( )المهند ليس ينبو تصب به مقاتـل من ضربـتا
وكنز لا تخـاف عليه لصـاً خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
فلو ذقت من حلواه طعـماً لآثـرت التعلـم واجتهدتـا
ولم يشغلك عنه هوىً مطاع ولا دنـيا بزخرفـها فتنـت
ولا ألهاك عنه أنيـق روض ولا خـدر بربربة( )كلفـتا
فقوت الروح أروح المعاني وليس بأن طعمت وإن شربتا
فواظبه وخـذ بالجد فيـه فإن أعطاكه الله أخـذتا( )
وبعد .. لقد درج سلفنا الصالح على تعظيم العلم وأهله وبالغوا في ذلك أي مبلغ –وحق لهم ذلك- لما علموا من فضله وفقهوا ما
يجب لأهله .
نقلا عن كتاب
"بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."