هكذا يمارسون المتعة...
حامد الإدريسي
لعلَّ كثيرًا من المشتغلين بموضوع التشيع يعرفون أن الشيعةَ يعتقدون بالمتعة، ولكنَّ الكثير منهم، لا يتصورون طبيعةَ هذه العَلاقة وصورتَها في المجتمعات الشيعية القديمة والمعاصرة، لذا فإن هذا الموضوع يناقشُ الظاهرةَ؛ ليس من الجهة العقدية فقط، وإنما يعرِّج على الظاهرة من خلال جوانبها الاجتماعية، بحيث يعطي تصورًا عمليًا عن هذه العقيدة الماجنة...
إن الصورة التي يعرضها الفكرُ الشيعي عن زواج المتعة تجعلُ منه علاقةً جنسية محضة، تربط رجلاً بامرأة، دون أن تكفل لها أيَّ حق من الحقوق التي يكفلها لها الزواجُ، كالإرث والسكنى والنفقة، وتجعل المرأة وسيلة مجردة للمتعة وقضاء الوطر، تنال بذلك قدرًا من المال أسموه مهرًا.
وليس لهذا الزواج شرطٌ سوى صيغة العقد، وذكر المهر والمدة، وصورتُه: أن يلقى رجلٌ امرأةً فيعرض عليها التمتع، ويذكر الصيغة بأن يقول لها: أريد التمتع بك، وتقول: متعتك بنفسي، أو نحوها، ويتفقان على المهر، ويحددان المدة ولو يومًا واحدًا.
وهذه صورة دينية للزنى الصريح، ودعوة مباشرة إلى الفساد، ونشر عريض للفاحشة، بل نص علماؤهم -ومنهم الخميني في كتابه "تحرير الوسيلة"- على جواز التمتع حتى بالزانية العاهرة المحترفة للزنى؛ قال: ((يجوز التمتع بالزانية على كراهية، خصوصًا لو كانت من العواهر والمشهورات بالزنى))[1]، وماذا تريد هذه العاهرة غير ما تكسبه من الدراهم، سواء أكان الموردُ من متعة أم من زنى؟، فالفرق بين الذي قصَدَها للزنى والذي قصَدَها للمتعة هو الصيغة، فهذا يذكر المتعة، وهذا لا يذكرها!!! وهذا له الويل والثبور، وهذا له الأجر والحبور!!
وإليك قصةَ أحدهم يرويها صاحبُ الكافي؛ يقول: ((لما كان غداة الجمعة وأنا جالس بالباب، إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها، ثم أدخلها داري فتمتعت بها، فأحسَّت بي وبها أهلي، فدخلت علينا البيت، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا، فمزَّقت علي ثيابًا جددًا كنت ألبسُها في الأعياد))[2] بلا شهود وبلا كتابة وبلا إعلان، وما الفرقُ بين هذه الصورة وما نراه في مجتمعاتنا من صور الزنى، لا شيء إلا هاتين الكلمتين "متعتك نفسي".
وآخر يسأل إمامه عن أمر يؤرقه؛ قال: ((قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جارية بكر بين أبويها، تدعوني إلى نفسها سرًا من أبويها أفأفعل ذلك؟ قال: نعم، واتق موضع الفرج، قال: قلت: فإن رضيت بذلك؟ قال: وإن رضيت؛ فإنه عار على الأبكار))[3]، فانظر إلى أي حد انتشر هذا الفسادُ، حتى بين صغيرات السن، وحتى وهي عند والديها، والإمامُ جوَّز له أن يضاجعها دون علم أبويها، وأقرها على ما تفعل من دعوة هذا الرجل إلى نفسها سرًا.
ونص شيخُهم المفيد على جواز التمتع بالبكر دون إذن أبيها، وروى في ذلك حديثين، قال: ((قال أبو عبد الله عليه السلام: لا بأس بتزويج البكر إذا رضيت من غير إذن أبيها))، وقال: ((وجميل بن دراج حيث سأل الصادق عليه السلام: عن التمتع بالبكر؟ قال: لا بأس أن يتمتع بالبكر ما لم يفض إليها، كراهية العيب على أهلها))[4].
ولا أدري: أي زواج هذا الذي يُباح فيه موضعٌ من المرأة ويحرم موضعٌ، لكن الشيعة جعلت لأتباعها مناصًا عن الفرج، وأباحت لهم إتيان النساء من حيث لم يأمرنا الله.
فقد سأل أحدُهم أبا عبد الله عن إتيان النساء في أدبارهن، فقال: ((هي لعبتك لا تؤذها))[5].
وقال أحدهم للرضا: ((إن رجلا من مواليك أمرني أن أسالك عن مسألة هابك واستحيى منك أن يسألك، قال: وما هي؟ قلت: الرجل يأتي امرأته في دبرها؟ قال: ذلك له))[6].
ومع هذه الفتوى تتضح لك الصورةُ، ويصبح الحكم بجواز نكاح البكر من غير الفرج معقولا وعمليًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن الطريف أن عندهم خلافًا فيما إذا أتى الصائمُ امرأته في دبرها بغير إنزال، هل يفطر أم لا، واستدل المجيزون بهذه الرواية: عن أبي عبد الله قال: ((إذا أتى الرجلُ المرأة في الدبر وهي صائمة، لم ينقض صومها وليس عليها غسل))[7].
أما المهر فيكفي فيه سواك يعض عليه، كما نصت عليه الرواية[8].
ولا بأس بالتمتع حتى بالصغيرة التي لم تبلغ، فعن محمد بن مسلم أنه سأل المهدي المنتظر عن الجارية يتمتع منها الرجل؟ قال: ((نعم، إلا أن تكون صبية تخدع، قلت: أصلحك الله وكم الحد الذي إذا بلغته لم تخدع؟ قال: ابنة عشر سنين))[9].
وعلق في الحاشية بقوله: ((يدل على جواز التمتع بالبكر بعد عشر سنين بدون إذن الأبوين، وعلى كراهته قبله))[10] أما مع الإذن فلا كراهة قبل العشر.
وقد نقل أحدُ علماءهم عن الخميني أنه تمتع ببنت عمرها سبع سنوات، لكن بإذن أبيها[11].
وهذا دينهم، كما قال إمامُهم: ((المتعة ديني ودين آبائي؛ من عمل بها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير عقيدتنا))[12].
وقد كان يكفي في الدعوة إلى هذه الفاحشة إباحتُها، لكنهم رتبوا عليها الثوابَ العظيم، والمغفرةَ في الدنيا والآخرة، رغبةً في أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ولكي يسهلوا على هذه الفتاة المؤمنة ما ينتابُها من الخوف عندما تفكر في تمكين رجل من نفسها، وأخذ مقابل لما تبيعه لهذا المتمتع من جسدها، فإنهم يرغبونها في هذا العمل بمثل هذه النصوص:
فعن إمامهم الباقر أنه سئل: ألِلتَّمتُّع ثواب؟ قال: ((إن كان يريد بذلك الله عز وجل...لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له حسنة، وإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنبًا، فإذا اغتسل غفر الله له بعدد ما مر الماء على شعره، قال: قلت: بعدد الشعر؟ قال: نعم بعدد الشعر))، يريد بذلك الله عز وجل!!!
وعن الصادق قال: ((إن الله عز وجل حرم على شيعتنا المسكر من كل شراب، وعوضهم عن ذلك المتعة)).
وعن الباقر أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لما أسري بي إلى السماء لحقني جبرئيل فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقول: إني قد غفرت للمتمتعين من النساء))، وحاشا لرسول الله أن يقول وهو أفصح العرب: ((المتمتعين من النساء))، ولو قالها لسخرت منه جزيرةُ العرب كلها، ولأصبح أضحوكة بينهم، وهذا يدلك على عجمة واضع هذه الأخبار، وجهله باللغة العربية كأتم ما يكون الجهل.
وعن أبي عبد الله قال: ((ما من رجل تمتع ثم اغتسل، إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين ملكا يستغفرون له إلى يوم القيامة، ويلعنون متجنبها إلى أن تقوم الساعة))، نسأل الله أن نتجنبها إلى يوم القيامة، قال الشيخ المفيد بعد أن ساق هذه الأخبار ((وهذا قليل من كثير في هذا المعنى))[13].
وقد عانى المجتمعُ الشيعي هذه الرذيلةَ، وانهدَّت بنيتُه الاجتماعية، فبعد أن كان الزنى سبة وعارًا، أصبح شرفًا وثوابًا، ولم يعد الفتى يخشى وعيدًا أو عقابًا، بل سيغفر له بكل قطرة من ماء غسله، ويستغفر له آلاف الملائكة، وقبل هذا كله، نار في أحشائه ستطفأ، وشهوة تؤرقه ستبرد، ووطر في نفسه سيقضى.
وقد بلغ من انتشارها في مجتمعهم أن تذمر من ذلك بعض رؤسائهم، فقد ذكرت مجلة الشراع الشيعية أن الرئيس رفسنجاني أشار في حديث له، إلى وجود ربع مليون لقيط في إيران بسبب زواج المتعة، وقد وصفت الصحيفة مدينة مشهد المقدسة عندهم، بأنها تكثر فيها المتعة، وأنها المدينة الأكثر انحلالا على الصعيد الأخلاقي في آسيا[14].
وذكرت صحيفة يو إس إي توداي الأمريكية، بعد استطلاع أجرته في العراق، بعد سقوط النظام أنه: ((بعد انتخابات 31 يناير، وتكوين الشيعة أكبر كتلة في الجمعية الوطنية العراقية، انتشر العملُ بالمتعة في المدن الشيعية انتشارًا كبيرًا))، ونقلت عن رجل شيعي يدعى الزبيدي من مدينة الصدر الشيعية قوله: ((إنه كان خائفا تحت حكم صدام، إنهم كانوا يعاقبون الناس على زواج المتعة، والآن الجميع يمارسونه))، وأضاف أحد رجال الدين يدعى سيد كريم قال: ((إن هناك الآن الكثير من الفنادق في المدن الشيعية كالنجف وكربلاء والكاظمية، يرعاها الشيعة وتبارك هذا الزواج))[15].
وهكذا يستغل هذا الزواج لدعوة الشباب إلى التشيع، بدعوى أنه دين يسر، ولا تضييق فيه على الشباب، خصوصًا من لا يستطيع منهم الزواج، وأعجبني تسمية أحد الباحثين[16] لهؤلاء المتشيعين بسبب زواج المتعة، بـ(المؤلفة فروجهم) في مقابل المؤلفة قلوبهم الذين كانوا في بداية الإسلام.
وأحيلك إلى كتابي الذي اقتطفتُ منه هذا المبحث إن أردت الاستزادة "الفاضح لمذهب الشيعة الاثني عشرية".
أعاذنا الله وإياك من مضلات الفتن، وجعلنا من المتمسكين بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تحرير الوسيلة ج2 ص288.
[2] شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 12 - ص 408.
[3] تهذيب الأحكام: ج 7 ص 2.
[4] خلاصة الإيجاز – الشيخ المفيد- ص47.
[5] الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 540.
[6] المصدر السابق.
[7] تهذيب الأحكام للطوسي ج7 ص 460.
[8] مستدرك الوسائل ج14 ص463.
[9] من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج 3 - ص 461.
[10] الحاشية رقم 2 من نفس المصدر.
[11] ذكرها الموسوي في كتابه (لله ثم للتاريخ) ص 36.
[12] عزاه الموسوي في كتابه (لله ثم للتاريخ)، إلى من لا يحضره الفقيه ج3ص366.
[13] رسالة المتعة - الشيخ المفيد - ص 8 – 9.
[14] مجلة الشراع، العدد 684 السنة الرابعة، الصفحة 4 انظر موقع المجلة على الإنترنت: www.alshiraa.com
[15] صحيفة يو إس إي توداي، الخميس 5-6 - 2005م.
[16] هو الأخ الباحث الزبير دحان في كتابه الاستنساخ الفكري.هكذا يمارسون المتعة...
والنقل
لطفـــاً .. من هنـــــــــــا