مسألة (تضمين) القرآن في كلام الناس !!
وتجد أن هذه الظاهرة شائعة بين كثير من الأحبة ..
وهي استخدام نص من الكتاب المصون في كلامه الدارج وحديثه مع الآخرين ..
وقد تكلم العلماء في كتب علوم القرآن عن هذه المسألة وممن بحثها السيوطي في كتابيه الإتقان (1\240)
وكذلك تكلم عن هذه المسألة في الحاوي للفتاوى
و فيه أطنب في ذكر الأمثلة على الاقتباس عند العلماء في كتبهم مما يدل على ملكته القوية في استحضار ما يريد من الأدلة..
ونورد هاهنا بعض الأمثلة الشعرية نتبعها بكلام بعض العلماء في حكم الاقتباس ..
على أنني كاسد البضاعة ,,حاطب ليل , ناقل لكلام العلماء , فكم أسعد بإضافاتكم , واستدراكاتكم
فمن الاقتباس الغريب ما يكتبه بعضهم فوق رفوف مكتبته : "فيها كتب ٌ قيمة ".
ومن ذلك :قول صفي الدين الحلي:
هذي عصاي التي فيها مآرب لي *** وقد أهش بها طورا على غنمي
ومنه قول بعضهم:
عاتبت إنسان عيني في تسرعه *** فقال لي : " خُلق الإنسان من عجل "
وكذلك:
"بدت البغضاء من أفواههم" *** والذي يخفون منها أكبر
وقال بعضهم:
خلة الغانيات خلة سوء ***"فاتقوا الله يا أولي الألباب"
"وإذا ما سألتموهن" شيئا *** "فاسألوهن من وراء حجاب"
ونسب إلى علي رضي الله عنه قوله –إن صح- :
إذا قربت ساعة يالها***"وزلـزلـت الأرض زلــزالـهـا"
ويقول الآخر :
ويخزهم وينصركم عليهم***ويشف صدور قوم مؤمنيناً
وبعضهم أورد القرآن على وجه الهزل في شعره والعياذ بالله كمن قال:
أرخى إلى عشاقه طرفه***"هيهات هيهات لما توعدون"
وردفه ينطق من خلفه *** "لمثل هذا فليعمل العاملون"
وذكر الشيخ تاج الدين ابن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبدالقاهر بن طاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية و أجلائهم أن من شعره قوله:
يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف ***** ثم انتهى ثــم ارعـوى ثم اعـترف
أبـشـر بـقـول الله في آيــــاتـــــه ***** " إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"
ولكن السيوطي أنكر أن يكون هذا اقتباساً لأنه نص على أنه من قول الله.
ومما قال السيوطي في الاتقان:
(رأيت استعمال الاقتباس لأئمة أجلاء منهم الإمام أبو القاسم الرافعي , وأنشده في أماليه ورواه عنه أئمة كبار:
الملك لله الذي عنت الوجـــــــــو***ه لـه وذلـت عـنـده الأرباب
متفرد بالملك والسلطان قــــــــد***خسر الذين تجاذبوه وخابوا
دعهم وزعم الملك يوم غرورهم***"فسيعلمون غداً من الكذاب"
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن شيخه أبي عبدالرحمن السلمي قال :أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه:
سل الله من فضله واتقه***فإن التقى خير ماتــكـتـسـب
ومن يتق الله يصنع لـه***"ويرزقه من حيث لا يحتسب").
كما قال الزركشي في البرهان:
(ثبت عن الشافعيّ:
أَنِلْني بالذي استقرضتَ خطّا*** وأَشْهِدْ معشراً قد شاهدوه
فإن الله خلاّق البرايا ***عَنَتْ لجلال هيبته الوجوهُ
يقول "إذا تداينتم بدين *** إلى أجلٍ مُسَمًّى فاكتبوه")
ولعل هذا ينطبق عليه كلام السيوطي عن أبيات أبي منصور لتصريحه بكونها قرآناً.
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن شيخه أبي عبدالرحمن السلمي قال :أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه:
سل الله من فضله واتقه*** فإن التقى خير ماتــكـتـسـب
ومن يتق الله يصنع لـه***"ويرزقه من حيث لا يحتسب"
<<
ما جاء من فعله صلى الله عليه وسلم في ذلك:
مما يذكر في ذلك أنه لما تمنع صلى الله عليه وسلم من لقاء أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه لما جاء ليسلم أشار عليه العباس بأن يواجه الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له حال ما يراه :"تالله لقد ءاثرك الله علينا "
فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " لا تثريب عليكم اليوم ".
وغير ذلك من ادعية وما أكثرها
مثلاُ:
قوله في الصلاة وغيرها "وجهت وجهي الخ"
وقوله
"اللهم فالق الإصباح و جاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً , اقض عني الدين واغنني من الفقر" ..
<<<
وأما أقوال العلماء :
فالمالكية كما ذكر السيوطي يشددون النكير على من فعل ذلك ويحرمونه
أما متقدموا الشافعية فلم يتكلموا عن المسألة بينما تعرض لها بعض متأخريهم
وقد سئل العز بن عبدالسلام عنها فأجازها مستدلاً ببعض ما ذكرنا من أحاديث.
وخلاصة رأي السيوطي انقسامه لثلاثة أقسام:
مقبول:
ما كان في الخطب والمواعظ والعهود..
مباح:
ما كان في في الغزل والرسائل والقصص ..
مردود:
وهو إما أن يحتوي هزلاً أو أن ينسب له ما نسبه الله لنفسه سبحانه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقّعَ على مطالعة فيها شكاية عماله (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) ..
هذا وبالله التوفيق..
والنقل
لطفــــــاً .. من هنـــــــــــا
عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 28.12.08 10:32 عدل 1 مرات