خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هل يجوز للمسلم أن يعمل في مقابر الكفار ؟

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية هل يجوز للمسلم أن يعمل في مقابر الكفار ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 21.11.08 17:47

    هل يجوز للمسلم أن يعمل في مقابر الكفار ؟

    السؤال:

    ما حكم من يعمل في مقابر النصارى ؟ .



    الجواب:

    الحمد لله


    أولاً :

    العمل في مقابر الكفار محرَّم لعدة أسباب :

    الأول :

    أنها أمكنة عذاب ، وقد نهينا عن قربان تلك الأمكنة إلا باكين ، ونهينا عن الشرب من مائها .

    قال القرطبي – رحمه الله – في شرح قوله تعالى

    ( وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ )
    الحِجْر/ 80 - :

    روى البخاري عن ابن عمر

    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحِجر – ديار ثمود - في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها
    فقالوا : قد عجنَّا ، واستقينا
    فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا الماء ، وأن يطرحوا ذلك العجين .


    وفي الصحيح عن ابن عمر

    أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود ، فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين

    فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين ، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي تردها الناقة .

    وروى أيضا عن ابن عمر قال :

    مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحِجر
    فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، إلا أن تكونوا باكين ؛ حذراً أن يصيبكم مثل ما أصابهم ، ثم زجر فأسرع .

    قلت :

    ففي هذه الآية التي بيَّن الشارع حكمها وأوضح أمرها ثمان مسائل ، استنبطها العلماء واختَلف في بعضها الفقهاء :

    فأولها : كراهة دخول تلك المواضع ، وعليها حمل بعض العلماء دخول مقابر الكفار ، فإن دخل الإنسان شيئاً من تلك المواضع والمقابر : فعلى الصفة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتبار ، والخوف ، والإسراع .

    " تفسير القرطبي " ( 10 / 46 ) .



    الثاني :

    أن عمل المسلم في مقابر الكفار لن يخلو تنظيفها وترتيبها وتجميلها

    وهي تحوي منكرات واضحة ، كالصلبان التي توضع فوق كثير من قبورهم

    وقد أُمر المسلم بنقض الصلبان لا بتعظيمها ورعايتها وحراسها

    والعامل المسلم في تلك المقابر لا يستطيع – بالتأكيد – أن ينقض تلك الصلبان ، فهو عاجز عن ذلك

    بل لا يجوز له هدمها لما يترتب على ذلك من مفاسد

    لكن

    هذا لا يجيز له رعايتها ، وتنظيفها ، وحراستها .

    عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلَّا نَقَضَهُ .
    رواه البخاري ( 5608 ) .


    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

    هذا الصليب تعظمه النصارى ، وتعلقه في أعناقها ، وترسمه على أبواب بيوتها ، وفي مجالسها ، وفي كل شيء

    تعظمه بحجة أن المسيح عليه الصلاة والسلام قُتل ، وصُلب عليه

    ونحن نرى أنه منكر عظيم ؛ لأنه شعار كفر ؛ وأنه مبني على كذب لا حقيقة له

    والمبني على الكذب - والكذب باطل - يكون باطلاً .

    فإذا كسرَ إنسانٌ صليباً : فإنه لا يضمنه ؛ لأنه لا يجوز إقراره

    فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان لا يدع شيئاً فيه صليب إلا نقضه

    ولكن

    لو أتلفه ضمن

    وهل يضمنه بقيمته صليباً أو بقيمته مكسراً ؟

    يضمنه بقيمته مكسراً؛ لأنه ليس له قيمة شرعاً.

    ولكن

    هل للإنسان أن يكسر الصلبان التي ينصبها النصارى مثلاً ؟

    الجواب :

    لا ؛ لأنه ليس له ولاية حتى يمكن من كسر هذه الصلبان

    ثم لو فرض أن النصراني أظهر الصليب وأعلنه في لباسه أو غير ذلك : فهنا يجب على ولاة الأمر في البلاد الإسلامية أن يمنعوهم من إظهار الصليب ؛ لأنه شعار كفر ، وهم يعتقدون تعظيمه ديناً يدينون لله تعالى به.

    " الشرح الممتع " ( 10 / 224 ، 225 ) .



    الثالث :

    أن في العمل في تلك المقابر نوع إذلال للمسلم ، لا ينبغي أن يعرِّض نفسه له .

    ثانياً :
    ويجوز للمسلم أن يدفن الكافر ، لكن بشرط أن لا يوجد أحد من غير المسلمين من يفعل ذلك ، ومثل ذلك يكون طارئاً ، لا أن يعمل المسلم به بانتظام .


    قال علماء اللجنة الدائمة :

    " إذا وُجد من الكفار مَن يقوم بدفن موتاهم :


    فليس للمسلمين أن يتولوا دفنهم ، ولا أن يشاركوا الكفار ، ويعاونوهم في دفنهم ، أو يجاملوهم في تشييع جنائزهم عملا بالتقاليد السياسية ؛ فإن ذلك لم يُعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن الخلفاء الراشدين

    بل نهى الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقوم على قبر عبد الله بن أبي بن سلول ، وعلَّل ذلك بكفره

    قال تعالى :
    ( وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ )
    التوبة/ 84 ،

    وأما إذا لم يوجد منهم مَن يدفنه :

    دفنه المسلمون ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر ، وبعمِّه أبي طالب لما توفي ، قال لعلي : ( اذهب فواره ) – رواه أبو داود ( 3214 ) والنسائي ( 190 ) وصححه الألباني في " سنن أبي داود - .

    الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
    " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 9 / 11 ) .

    والله أعلم



    الإسلام سؤال وجواب

    http://islamqa.com/ar/ref/105774

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:08