خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ما توجيه حديث تصفيد الشياطين مع ظهور افسادهم الشديد في رمضان ؟

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ما توجيه حديث تصفيد الشياطين مع ظهور افسادهم الشديد في رمضان ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.11.08 9:18

    ما توجيه حديث تصفيد الشياطين مع ظهور افسادهم الشديد في رمضان ؟



    ما توجيه حديث تصفيد الشياطين مع ظهور افسادهم الشديد في رمضان ، فالقنوات الفضائية على اشدها وغفلة الناس في مجملهم على ما هي عليه في غير رمضان ، وكأن الوضع لم يتغير الا ما نرى من امساك الناس عن الاكل والشرب فقط ، فما التوجيه ؟

    وفقكم الله .



    ==========


    شياطين الجن تصفد اما شياطين الانس فلا يصفدها الا درة عمر او سيف القسري .


    وأذا رأيت الرجل يخف شره ويكثر خيره ويؤمن قلبه في رمضان ويقبل على ربه فانه قد ابتلى بقرين قد سلسل عنه .


    وأذا رأيته يعظم شره ويكثر ذنبه في رمضان فاعلم انه شيطان مريد من شياطين الانس , وقد كُفى أبليس مؤنته بل يقارنه شياطين لا لغوايته بل للافادة من طرق افساده ونشر شره وقد تجدهم يتعاقبون عليه ( اي الشياطين ) ليس عجزا عنه بل حتى تعم الفائدة على اكبر عدد من جند ابليس ( وقد يحتاج الى واسطة لمقارنته ) او قد تعوزهم القرعة لكثرة النتازع عليه ‍ ؟

    قبحهم الله وكفى المسلمين شرهم .



    =====


    الاخ الفاضل البرهان ان كنت تقصد تصفيد الشياطين فهو في الصحيحين والسنن والمسانيد وغيرها .

    جاء بلفظ صفدت وجاء بلفظ سلسلت .

    والعلماء اكثرهم على حمل اللفظ على ظاهره اي تصفيدا حقيقا وقال بعضهم انه مجاز والحق الاول .

    وجاء في بعض الروايات عند الترمذي وغيره ( مردة الشياطين ) فيكون بهذا مقيدا للحديث المطلق الذي في الصحيح ولا اعرف الحقيقة صحة هذه الرواية اي قوله ( مردة الشياطين ) .

    فيكون تفسير ما يحصل من الاغواء بان هذا من بقية الشياطين دون المردة , وسواء ثبتت الرواية ام لم تثبت فان الغواية ليست بسبيل الشياطين فقط فان النفس الامارة والهوى المتبع والدنيا الفتانة كلها مؤثرة على العبد في رمضان وغيره .



    والله اعلم .



    ======


    معنى تصفيد الشياطين في رمضان


    سؤال:

    ماذا تقولون في تصفيد الشياطين في رمضان ؟ .

    الجواب:

    الحمد لله

    روى البخاري ( 1899 ) ومسلم ( 1079 ) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ ).

    وقد اختلف العلماء في معنى تصفيد الشياطين في رمضان على أقوال .

    قال الحافظ ابن حجر نقلا عن الحليمي : " يحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر ".

    وقال غيره - أي غير الحليمي - المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم .... وقوله صفدت ... أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وهو بمعنى سلسلت ....

    قال عياض يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل اغواؤهم فيصيرون كالمصفدين ، قال ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن بن شهاب عند مسلم فتحت أبواب الرحمة ، قال ويحتمل أن يكون .... تصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات .

    قال الزين بن المنير والأول أوجه ولا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره " فتح الباري 4/114

    وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وصفدت الشياطين ) ومع ذلك نرى أناسا يصرعون في نهار رمضان ، فكيف تصفد الشياطين وبعض الناس يصرعون ؟

    فأجاب بقوله : " في بعض روايات الحديث : ( تصفد فيه مردة الشياطين ) أو ( تغل ) وهي عند النسائي ، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية التي موقفنا منها التسليم والتصديق ، وأن لا نتكلم فيما وراء ذلك ، فإن هذا أسلم لدين المرء وأحسن عاقبة ، ولهذا لما قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه : إن الإنسان يصرع في رمضان . قال الإمام : هكذا الحديث ولا تكلم في هذا .

    ثم إن الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس ، بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله تعالى في رمضان . " انتهى كلامه [ مجموع الفتاوى 20 ]

    وعلى هذا فتصفيد الشياطين تصفيد حقيقي الله أعلم به ، ولا يلزم منه ألا يحصل شرور أو معاصي بين الناس .

    والله أعلم .

    يراجع السؤال رقم ( 12653 ) .



    الإسلام سؤال وجواب
    http://www.islam-qa.com/index.php?pg...f=39736&ln=ara


    ===========


    رقم الفتوى (4275)
    موضوع الفتوى تصفيد الشياطين في رمضان


    السؤال

    س: كيف تصفد الشياطين في رمضان؟ ووسوسة الشيطان لا تنقطع والشر يزداد في رمضان حيث يقلب الناس نهارهم ليلا ويسهرون أمام الفضائيات وينامون عن الصلوات المكتوبة ولا يستيقظون إلا مع غروب الشمس حيث يملئون بطونهم بما لذ وطاب، ويكثر خروجهم في هذا الشهر للسهر والتجول في الأسواق والمنتزهات؟ وقد قرأت أن الشياطين ومردة الجن تصفد في رمضان لكن شياطين الإنس غير مصفدين فهل هذا صحيح؟

    الاجابـــة
    نصدق بأن الشياطين تصفد في رمضان، فلا تخلص إلى ما كانت تخلص إليه في غير رمضان من الإغواء والإضلال وإذا وجدت المعاصي في رمضان فإن لها أسبابا غير وسوسة الشياطين، فمن ذلك النفس الأمارة بالسوء، فقد ظل كثير من الناس بطاعة النفس وإعطائها ما تلتذ به ولو كان حراما.

    ومن ذلك اتباع الهوى فإن الهوى يعمي ويصم، ومن ذلك الانخداع بزهرة الدنيا وزينتها وما فيها من الشهوات والملذات أمام أعين الناظرين مما لا يصبر معه الإنسان عادة من الاندفاع تحت الشهوات والانخداع بالمغريات

    ومن ذلك أن الكثير من الناس قد اعتادوا في غير رمضان على عادات سيئة، فألفتها نفوسهم وصعب عليهم الانفطام عنها وذلك كالسهر أمام الفضائيات والنوم عن الصلوات المكتوبة، وتتبع المجتمعات المختلطة وخروجهم إلى الأسواق مع ما فيها من المنكرات، فيكون ذلك دافعا لهم إلى الاستمرار على هذه المنكرات في رمضان وفي غيره

    ومن أسباب كثرة المعاصي الإكثار من الشهوات أكلا وشربا، فإن ذلك سببا لثقل الطاعات على ذلك الإنسان والميل إلى الشهوات وسماع الأغاني والنظر إلى الأفلام الخليعة، والعكوف أمام الفضائيات، فأسباب ذلك ليست كلها من وسوسة الشيطان.


    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين


    http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.*******.275&parent=786


    ========


    في مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله تعالى :

    (( ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين‏)‏ فإن مجاري الشياطين الذي هو الدم ضاقت، وإذا ضاقت انبعثت القلوب إلى فعل الخيرات التي بها تفتح أبواب الجنة، وإلى ترك المنكرات التي بها تفتح أبواب النار، وصفدت الشياطين، فضعفت قوتهم وعملهم بتصفيدهم، فلم يستطيعوا أن يفعلوا في شهر رمضان ما كانوا يفعلونه في غيره، ولم يقل‏:‏ إنهم قتلوا ولا ماتوا، بل قال‏:‏ ‏[‏صفدت‏]‏ والمصفد من الشياطين قد يؤذى، لكن هذا أقل وأضعف مما يكون في غير رمضان، فهو بحسب كمال الصوم ونقصه، فمن كان صومه كاملاً دفع الشيطان دفعًا لا يدفعه دفع الصوم الناقص ))



    والنقل
    لطفـــــاً .. من هنـــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما توجيه حديث تصفيد الشياطين مع ظهور افسادهم الشديد في رمضان ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.11.08 9:19

    الحمدلله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أما بعد:

    فإن رمضان شهر تصفد فيه الشياطين، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وتصفيدها من أعظم أسباب التغلب عليها والعافية منها ومن شرها، حيث ورد لفظ سلسلت وذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».

    وورد كذلك لفظ صفدت وذلك في الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه وصححه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد جاءكم رمضان شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم».

    وورد كذلك لفظ تسلسل وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والنسائي وصححه من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا رمضان قد جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين».

    فإذا كانت الشياطين هي المتسلطة على المسلمين بالمس والأذى والعذاب والألم والحرب والوسوسة والإفساد والتحريش والتفريق، سواء من دخل في الأجساد ولابسها أو من يوحي للإنسان ويؤزه من خارجه، فإذا صفدت في هذا الشهر الكريم فهي فرصة كبيرة للتغلب على الشياطين، ومن مس الجسد من الجن وإحراقه وإهلاكه.

    ولكن ما معنى التصفيد الذي ورد في الحديث وبألفاظ مختلفة؟

    قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "وصفدت الشياطين"

    قال عياض: "يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته، وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ومنع الشياطين من أذى المؤمنين".

    "ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو، وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين".

    وقال أيضاً: "وتصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزين الشهوات".

    ونقل ابن حجر أيضاً عن القرطبي في معنى التصفيد: "أنها أي الشياطين تقل عن الصائمين في الصوم الذي حوفظ على شروطه، وروعيت آدابه".

    أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم، كما تقدم في بعض الروايات.

    أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أٌقل من غيره.

    وقال ابن مفلح رحمه الله: "الشياطين تسلسل وتغل في رمضان على ظاهر الحديث، أو المراد مردة الشياطين كما ورد بهذا اللفظ".

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وتصفد الشياطين فلا يتمكنون أن يعملوا ما يعملونه في الإفطار فإن المصفد هو المقيد، إنما يتمكنون من بني آدم بسبب الشهوات، فإذا كفوا عن الشهوات صفدت الشياطين".

    ومن خلال نقولات كلام السلف وأهل العلم في معنى التصفيد نستخلص الآتي:

    أولاً: أن معنى التصفيد يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته قد يكون لجميع الشياطين وقد يكون للمردة منهم فقط وقد يكون لإبليس وذريته دون سواهم وقد يكون لكفار الجن، وكل هذه الأقوال ذكرها أهل العلم.

    ومما يؤيد هذا المعنى أن حال الشياطين تختلف عن حال الإنس، فإنه قد ورد في الأحاديث الصحيحة أن الشيطان لا يقرب من قراء آية الكرسي عند نومه حتى يصبح فكيف يحصل منعه ممن قرأها؟

    وكذلك فإن البسملة حجاب للإنس عن الجن فكيف يكون الحجاب بالبسملة؟
    وتأثر الشيطان برقية الموقن أكثر من رقية من هو أقل يقيناً، فكيف يكون ذلك؟
    فسبحان من أحكم خلقه وتدبيره.

    ثانياً: ويحتمل أن معنى التصفيد هو عبارة عن عدم قدرة الشياطين على الإغواء عن طريق تضييق مجاري الدم بالصيام والتي يجري منها الشيطان فلا يصل إلى الإغواء كما يصل إليه في غير الصيام فيكون كالمصفد فيقبل الإنسان على العبادات والطاعات وأنواع القربات.

    ومما يؤيد هذا المعنى وهو أن التصفيد عبارة عن عدم قدرة الشيطان على الإغواء في رمضان أمور منها:

    أن بعد الشيطان عن الصائم وعدم قدرته عليه كما لو كان مفطراً يكون في رمضان وفي غيره مع أنه في رمضان أكد وذلك بحسب كمال الصوم ونقصه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فمن كان صومه كاملاً دفع الشيطان دفعاً لا يدفعه دفع الصوم الناقص".

    وكذلك فإن الصائم متلبس بعبادة طيلة نهاره، يجعل الشيطان أبعد ما يكون إليه فإن الصوم جنة، بخلاف العبادات الأخرى التي وقتها يسير بما يجعل الشيطان متربص بصاحبها ينتظر خلاصه منها، وهذا يكون للصائم في رمضان وفي غيره.

    وكذلك فإن الصائم يمسك عن الشهوات التي بها يتقوى الشيطان على العبد فيؤذيه به أو يغويه فإذا تحصن الإنسان من عدوه الشيطان قهره وأضعفه وسلم منه، وهذا كذلك يتأتى في رمضان وفي غيره.

    وكذلك فإن الصوم عبادة فيها صبر وتحمل وعزيمة قوية فإذا سمعت النفس وقوي إيمانها وعزيمتها ذل دونها الشيطان ورد كيده إلى الوسوسة فإن كيد الشيطان ضعيف وهذا يشمل صوم رمضان وغيره والله أعلم.

    ثم إنه قد يشكل ما يكون لبعض الناس من مفارقة بعض المحرمات أو وسوسة أو صرع في رمضان مع أن الشياطين قد صفدت.

    أما مقارفة بعض الناس لبعض المحرمات في رمضان فلا يعارض التصفيد فقد يأتي الإغواء من فسقة الجن أو الإنس مما لا يصفد، وقد يكون من غلبة الهوى والنفس الأمارة بالسوء، واعتياد المحرم.

    يقول القرطبي رحمه الله: "إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية لأن لذلك أسباب غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية".

    ويقول الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله: "ولكن الكثير الذين اعتادوا المعاصي يبقون على ما هم عليه بحكم العادة المتبعة ولو كانت الشياطين مصفدة فإن العادات تحكم، وحيث يوجد الكثير من المعاصي كالمسكرات والزنا والأغاني ونحوها في رمضان فإن الدافع لها العادات والأهواء والنفوس الشريرة وشياطين الإنس والشهوات والمغريات والفتن الكثيرة من الصور والأفلام الخليعة ونحوها فلا غرابة إذا وجدت هذه المعاصي في رمضان ولو كانت الشياطين مصفده".
    انتهى كلامه حفظه الله.

    وأما ما يجده بعض الناس من الوسوسة في رمضان فيقال فيه: "إن الوسواس أنواع: فمنها

    وساوس مرضية ومنها وساوس نفسية، ومنها وساوس شيطانية.

    فالمرضية تعتبر وساوس قهرية لا طاقة للإنسان بدفعها تماماً حتى يشفى منها.

    وأما الوساوس النفسية فهي ما يحدث الإنسان به نفسه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأيضاً فالنفوس لها وسوسة، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ }

    وأما الوساوس الشيطانية فهي التي تكون من الشيطان سواء من كان خارج الجسد أو داخله وهي موضع الإشكال عند البعض إذ كيف يوسوس الشيطان للإنسان في رمضان وقد صفدت الشياطين.

    فيقال: إن التصفيد لا يمنع منه وسوسة الشيطان فإن الشياطين قد توسوس وهي مصفدة، فقد سئل الشيخ أبو الحسن القابسي عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشياطين تصفد في رمضان».
    فأجاب بأن قال: "قد يوسوس وهو مصفد".

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والمصفد من الشياطين قد يؤذي ولا شك أن الوسوسة من الأذى بل إن كان قد يؤذي فإبمكانه الوسوسة من باب أولى.

    وأما صرع الجني للإنسي في رمضان، فإن هذا النوع من الصرع هو عندي نوعان: صرع عن قوة وصرع عن ضعف:

    فالنوع الأول: وهو أن يصرع الجني الإنسي إما بنفسه وذلك إذا غلبه بفعل المحرمات وترك الطاعات وعدم المجاهدة وسرعة الغضب فإنه حينئذ يتقوى عليه ويصرعه.

    وإما أن يصرعه بمعونة غيره وذلك بمساعدة من بعض شياطين الجن له من خارج جسد المصروع فيتقوى هذا الشيطان الداخل في الجسد ويصرعه وكلاهما صرع عن قوة.

    وأما النوع الثاني: فإن الشيطان الداخل في الجسد إذا ضيق عليه بالرقية الشرعية أو تلاوة القرآن أو سماعه أو الدعاء أو غير ذلك فإنه يضعف وينهزم ويتأذى حتى لا تبقى له قوة فيحظر حظوراً كلياً وينصرع، فينصرع الإنسي المتلبس به تبعاً لذلك، وهذا صرع عن ضعف لأن المصروع حقيقة هو الجني وليس الإنسي، وانصراع الإنسي معه لأنه متلبس به كلياً.

    ولذا فإن الصرع الذي يحصل لبعض الناس في رمضان هو من قبيل هذا النوع وهو صرع عن ضعف لا عن قوة وهذا لا يمنع التصفيد إذا المصروع حقاً هو الجني وكون الإنسي صرع تبعاً له لتلبسه بكامل جسده والله أعلم.

    ويقال أيضاً: إن التصفيد لا يمنع الأذى من الشيطان كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فضعفت قوتهم وعملهم بتصفيدهم فلم يستطيعوا أن يفعلوا في شهر رمضان ما كانوا يفعلونه في غيره ولم يقل أنهم قتلوا ولا ماتوا بل قال: صفدت والمصفد من الشياطين قد يؤذي" انتهى كلامه

    ولهذا قد يكون أذى الشيطان أحياناً وهو مصفد أقوى من تحمل بعض الناس واستطاعته لشدة ضفعه فيصرعه ولا منافاة في ذلك والله أعلم.

    ولكن يبقى أن الشيطان يضعف مع الصيام، ولا يستطيع أن يحصل على ما كا ن يحصل عليه في غير الصيام وخاصة في رمضان، فاستثمار هذا الضعف الذي حصل للشيطان وهذه القوة والنشاط والإيمان الذي حصل للمسلم، يساعد في التغلب على الشيطان والسلامة منه والعافية وزوال الأمراض والمشكلات النفسية والزوجية التي سببها تسلط الشيطان ومكره وكيده.

    أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يحفظنا بحفظه، وأن يعيننا على أنفسنا والشيطان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يجب تحفيز الناس على كثرة قراءة القرآن في رمضان كأن تقام المسابقات بين الأفراد والأسر والأحياء في إتقان تلاوة وتجويد وحفظ سورة البقرة وكذلك آل عمران ودعمها من قبل المحسنين، ووضع الجوائز القيمة ليلة أو يوم العيد، لعل ذلك يطرد الفتور الذي يحصل لكثير من المسلمين بعد يومين أو ثلاثة من دخول رمضان.

    إعداد
    محمد بن عبدالله الربيش

    المصدر السابق
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما توجيه حديث تصفيد الشياطين مع ظهور افسادهم الشديد في رمضان ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.11.08 9:22

    والصحيح أن التصفيد عام شامل لكل الشياطين ، مردتهم وغيرهم بدليل رواية الترمذي :

    [إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ،صفدت الشياطين ومردة الجن ،وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ،ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة].


    فقوله : (صفدت الشياطين ومردة الجن) من باب عطف الخاص على العام .

    والله أعلم.



    =====



    بارك الله في المشايخ الفضلاء .

    قد يقال أن أعمال شياطين الأنس تُعمل ، وتُنفذ ، وتُعد ، ويُنتهى منها ... قبل شهر رمضان المبارك ... في وقت عدم التصفيد .... وفي شهر رمضان - وقت تصفيدهم - يتم العرض فقط .

    مثل أصحاب السبت ... يرمون شباكهم قبل يوم السبت ... ويأخذونها بعد يوم السبت .

    وشياطين الجن والأنس ... يرمون شباكهم قبل رمضان ... - قبل التصفيد - ... وينظرون إلى الصيد في رمضان - وقت التصفيد - .... ويراجعون النتائج بعد رمضان .

    أصلح الله الحال .

    المصدر نفسه

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:39