أولا :بعض مخالفات الغزالي
الغزالي السقا و طعنه في أهل الحديث
لقد ألّف الغزالي كتباً عدة منها ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل
الحديث ) و كتاب ( هموم داعية ) و شحنهما – و غيرهما – بطعونات شديدة في
أهل الحديث ، و يُلاحظ عليه أنه يُظهر أهل الحديث و كأنهم جهلة لا علم لهم
و لا فقه سوى معرفة الحديث صحيح هو أم ضعيف ، أما فقه الحديث و الأحكام
المستنبطة منه فـ هم بعيدون كل البعد عنها، وما نقمه منهم إلا أن التزموا
سنة نبيّهم صلى الله عليه و سلم الصحيحة و اعتنوا بها و عضوا عليها
بالنواجذ ، و أصّلوا أن النقل مقدم على العقل حين التعارض ، و أنّ السنة
الصحيحة كالقرآن تماماً في التشريع ، و أنّ من رد السنّة الصحيحة لهوىً و
لغيره فهو ضال منحرف...إلخ تلكم الأصول السلفية. هذه ذنوب أهل الحديث عند
الغزالي ، و هذه الكبائر التي وقعوا فيها ، فالله المستعان و عليه التكلان
.
قال محمد الغزالي السقا : ( إنَّ مَن قال بقطع الصلاة بالثلاثة المذكورةِ في حديث أبي ذرٍّ وغيرِه هم القاصرونَ من أهل الحديث ) .
المصدر : كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) ص 128 .
و قال : ( ... وقد ضقت ذرعا بأناس قليلي الفقه كثيري النظر في الأحاديث ،
يصدرون الأحكام ويرسلون الفتاوى فيزيدون الأمة بلبلة وحيرة . ولا زلت أحذر
الأمة من أقوام بصرهم بالقرآن كليل وحديثهم عن الإسلام جريء ، واعتمادهم
كله على مرويات لا يعرفون مكانها من الكيان الإسلامي المستوعب لشئون
الحياة...) .
المصدر : كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) ص 2 - 23 .
و قال : ( ... كل ما نحرص نحن عليه شد الانتباه إلى ألفاظ القرآن ومعانيه . فجملة غفيرة من أهل الحديث محجوبون عنها مستغرقون في شؤون أخرى تعجزهم عن تشرب الوحي ... ) .
المصدر : كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) ص 23 - 24 .
وقال: ( والذي أراني مضطرا إلى التنبيه إليه هو ضرورة العناية القصوى بالقرآن نفسه ، فإن ناسا أدمنوا النظر في كتب الحديث واتخذوا القرآن مهجورا فنمت أفكارهم معوجة وطالت حيث يجب أن تقصر وقصرت حيث يجب أن تطول ،
وتحمسوا حيث لا مكان للحماس وبردوا حيث تجب الثورة نعم من هؤلاء من ظن أن
الأفغانيين من أتباع أبي حنيفة لا يقلون شراً عن الشيوعيين أتباع كارل
ماركس . لماذا، لأنهم وراء إمامهم لا يقرون فاتحة الكتاب ).
المصدر : كتابه ( هموم داعية ) ص 13
الغزالي و مخالفته السلف الصالح في أن خبر الآحاد إذا تلقته الأمة بالقبول
أو إذا احتفت به القرائن ، أو كان مستفيضا، أفاد العلم اليقين
قال محمد الغزالي السقا : ( والبعد
الذي لاحظناه عن منهج السلف يرجع إلى انتشار الأحاديث الضعيفة، ويرجع قبل
ذلك إلى انتشار مقولة، لم يكن لها رواج بين الفقهاء القدامى، وهي أن
أحاديث الآحاد تفيد اليقين العلمي الذي يفيده المتواتر، قال لي أحد
المتمسكين بأن خبر الواحد يفيد اليقين إن المدرس وهو رجل واحد يؤتمن على
التعليم ، وإن السفير وهو رجل واحد يؤتمن على أخبار دولته ، وإن الصحافي
في الحديث الذي ينقله يؤتمن على ما يذكره . . . الخ قلت : إن العنعنات
التي تنقل بها المرويات ليست مثل ما ذكرت من وقائع ، وإذا فرضنا جدلا أنها
مثلها من كل وجه ، فإن اليقين لا يستفاد من هذه الوقائع ، فإن المدرس قد
يخطئ فيصحح نفسه أو يصحح له غيره والسفير ترقبه دولته وقد تراجعه فيما بلغ
، وكذلك الأحاديث الصحافية إن ما يحف بها من قرائن النشر والإقرار يجعل
الثقة بها أقرب ) .
المصدر : كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) ص 6
منقول من سحاب السلفية للاخ أسعد أسامة أحمد /[ينبع] .