من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 22.06.08 22:26
جزاكم الله خيرا وهذا:
الرد السديد على عائض القرني في شرحه لشروط كلمة التوحيد
بقلم عبد الله بن عبد الرحمن
بسم الله الرّحمن الرّحيم
إِنَّ الحَمْدَ للهِ ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ،وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً
كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء : 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأَحزاب : 70-71].
أَمَّا بَعْدُ :
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخير الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.
و َبَعْدُ :
فهذه ورقات فيها الرد على ثلاثة مواضع انحرف فيها داعية النحلة ( القرضاوية ) عايض بن عبد الله القرني ، في شرحه لشروط كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) ، من كتابه ( أعرف دينك ) فقد أتى بشرح لم يسبق إليه ، وجنح في هذا الشرح عن الصراط المستقيم حتى إن القاريء إن لم يخرج بفكر مغلوط عن هذه الشروط ، فلا أقل من أن لا يفهمها ، ولا يدري ما قرر أهل العلم بحق فيها ، فهو لم يعرج على كلامهم بتاتاً ؛ بل ترك الحبل على الغارب لخياله الذي أفسد أكثر مما أصلح ، ولا ينقضي عجبي من قول عائض في نونيته عن علماء السلف ومن تبعهم كالإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله - :
فعلى عقيدتهم بنيت عقيـدتي **** وعلى رسائلهم فتقـت لساني
اقفوا طريقتهـم ونهجي نهجهم **** دومـاً وأبرأ من أخي كفـــــــرانِ
فوالله إنه في شرحه السقيم لشروط كلمة التوحيد نقض أبياته هذه من أصلها ، فهو لم يعرج على كلام هؤلاء الأئمة لا من قريب ولا من بعيد ! وإنني لا أدري مالذي ألجأ هذا القرني ( القرضاوي ) إلى هذا التفسير السقيم لشروط كلمة التوحيد ، هل هو الجهل منه بالتوحيد وأصوله ومسائله ، أم هو الخضوع لضغط الانتماء الحزبي ، والولاء الإخواني ، حتى لا يكتب شيئاً يمس مشاعر ( بطارقة ) فرقة ( الإخوان المسلمين ) ومنهم شيخه وأستاذه يوسف القرضاوي ؟!
ولئن فشل هذا القرني ( القرضاوي ) في تقرير أمر من أهم أمور التوحيد ، فكيف استجاز لنفسه أن يجلس على منابر التعليم التي يتورع البعض من أهل العلم بحق من الجلوس عليها وإن كانوا هم أحق بها وأهلها من عائض ( القرضاوي ) ومن لف لفه ، ومن كان على شاكلته ، ولكن هذا زمان ساد فيه الجهال ، ونطقت فيه الرويبضة ، ووسد فيه الكثير من الأمور إلى غير أهلها !
الموضع الأول :
قال عائض ، عند شرحه للشرط الثالث ( القبول ) : (( يقول – سبحانه – { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } وبعضهم يأخذ شيئاً من الإسلام ويترك شيئاً انظر إليهم في السنن الآن بعضهم يتضايق من بعض السنن يقول يكفي أن أصلي وأصوم وأن أحج أما هذه فثقيلة أو ما أستطيع ! فهم من الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض . ومن الذين جعلوا دينهم عضين ومن الذين فرقوا دينهم هؤلاء لا يرضى الله عملهم حتى يتموا بالقبول من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - )) !! قلت : من شروط ( لا إله إلا الله ) القبول المنافي للرد :أي المنافي لرد مدلولها ، قال تعالى :{ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون }، وقال تعالى : { فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } وقال – صلى الله عليه وسلم- : (( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقياً قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك راساً ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به )) رواه البخاري ومسلم . يقول العلامة الحكمي- رحمه الله - : (( والمقصود هنا أن المثلين الأولين لمن قبل هدى الله الذي هذه الكلمة أصله ، وإن كانوا على درجتين متفاوتتين ، والمثل الثالث لمن لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبله ، فلم ينتفع به هو ولم ينفع به غيره بل هو ضرر محض على نفسه وعلى غيره 2 . وقال الإمام بن باز – رحمه الله – : (( القبول لما دلت عليه ، ومعناه أن يقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده ، وترك عبادة ما سواه ، وأن يلتزم بذلك ويرضى به 3 . هذا هو التفسير الصحيح لهذا الشرط ، ولا يقال عمن تكاسل وتثاقل عن المسنونات – فضلاً عن بعضها - أو ادعى إنه لا يستطيعها تهرباً ممن طالبه بالإتيان بها ؛ لا يقال انه من الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض . ولا يقال عنه إنه من الذين جعلوا دينهم عضين ومن الذين فرقوا دينهم ؛ فمن أين لك هذا الحكم يا عائض ؟ . وأدهى من ذلك وأمر قولك بعدها عن هؤلاء : (( هؤلاء لا يرضى الله عملهم )) نعوذ بالله من التألي على الله ولكن تصدق أحكامك على من جحد هذه السنن وهو يعلم أنها ثابتة حقاً عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ، وعلى من استهزأ بها وتنقص من يعمل بها مع علمه أنها من سنن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، أما مجرد التثاقل عن أدائها ، والتبرم عند أمره بها فلا يقال إنه أخل بشرط (( القبول )) .
ثم إن السلف – رحمهم الله – إنما ذموا من داوم على ترك بعض السنن بالكلية ، كذم الإمام حمد – رحمه الله – لمن داوم على ترك الوتر . ثم إن كلامك قد أفسد المعنى الصحيح للقبول بضربك لهذا المثل غير المناسب ، و لتقرأ ما قاله الإمام بن باز – رحمه الله – في معنى هذا الشرط لتدرك مدى شططك وتعسفك .
وإني أنقل لك يا عائض كلام الإمام بن باز – رحمه الله – ليس فيمن تكاسل وتثاقل عن المسنونات ؛ بل الواجبات فتأمل – ، سُئل سماحته – قدس الله روحه- : ما حكم من يوحد الله تعالى ولكن يتكاسل عن أداء بعض الواجبات ؟
فأجاب : (( يكون ناقص الإيمان وهكذا من فعل بعض المعاصي ينقص إيمانه عند أهل السنة والجماعة ؛ لأنهم يقولون الإيمان قول وعمل وعقيدة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية 4 الخ كلامه . ولم يقل ان هذا المتكاسل من الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه !
الموضع الثاني :
قال عائض ، عند شرحه للشرط السادس ( الصدق ) : (( فلا تكن كاذباً في قولك ولا كاذباً في فعلك ولا كاذباً في اعتقادك ويظهر الكذب واضحاً جلياً في علاقات بعض الناس فمثلاً الذي يقول لا إله إلا الله ولم يصل الفجر في جماعة بغير عذر شرعي فهو كاذب بلا إلا الله . ومن يقول لا إله إلا الله وأمواله في البنوك الربوية فهو كاذب في لا إله إلا الله 5 !! قلت : من شروط ( لا إله إلا الله ) الصدق المنافي للكذب : أي أن يتواطأ على ذلك قلبه ولسانه حتى يكون من الصادقين ، ولا يكون من المنافقين الكاذبين . قال تعالى : { ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } .
وقال أيضاً : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } . وقال –جل جلاله – في حق المنافقين المكذبين بهذه الكلمة ، وإن أظهروها للناس خداعاً : { ومن الناس من يقول ءامنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } . وقال – صلى الله عليه وسلم - : (( ما من أحد يشهد أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار )) متفق عليه . ثم هل يقال عمن لم يصل الفجر في جماعة مكذب بلا إله إلا الله ؟!
وهل من كانت أمواله في البنوك الربوية مكذب بلا إله إلا الله ؟!
إذا علمت أن من كذب بلا إله إلا الله كافر بإجماع المسلمين ؛ تعلم جنوح هذا ( القرضاوي ) إلى عقيدة الخوارج في مرتكب الكبيرة من تكفيره وإخراج له من الملة .
ولقد سبق عائض إلى هذا بعض أخدانه ممن ذر ذره ، واختط خطته ، فها هو سفر الحوالي يقول : (( ...واستبحنا الربا حتى أن بنوك دول الكفر لا تبعد عن بيت الله الحرام إلا خطوات معدودات 6 . وها هو ناصر العمر يقول : (( كثير من الناس يتصور الآن أن الربا مجرد معصية أو كبيرة ، والمخدرات والمسكرات مجرد معصية ، والرشوة مجرد معصية أو كبيرة من الكبائر ، لا يا إخوان ، تتبعت الأمر ، فوضح لي الآن أن كثيراً من الناس في مجتمعنا استحلوا الربا – والعياذ بالله – أتعلمون الآن في بنوك الربا في بلادنا زادوا على مليوني شخص ، بالله عليكم هل كل هؤلاء يعرفون أن الربا حرام ولكنهم ارتكبوها وهي معصية ، لا والله ، إذن من الخطورة الموجودة الآن بسبب كثرة المعاصي أن الكثير قد استحلوا هذه الكبائر – والعياذ بالله - 7. فلا تعجب أيها القارىء من تتابع هؤلاء على هذا الفكر الخارجي { تشابهت قلوبهم } . يقول الإمام بن باز – رحمه الله - : (( أما وضع المال في البنوك الربوية بالفائدة الشهرية أو السنوية فذلك من الربا المحرم بإجماع العلماء ، أما وضعه بدون فائدة فالأحوط تركه إلا عند الضرورة إذا كان البنك يعمل بالربا 8 الخ . فماهذا العلم والفهم الذي خصصت به ياعائض دون هذا الإمام ودون غيره من علماء الأمة ، إن لم يكن فكرك نبتة من بذر الفكر القطبي الخارجي فلا أدري ما هو ؟!
ثم أين التفسير الحقيقي لهذا الشرط ، وأين بيان معناه من كلامك ياعائض ؟! ما أحسن تلك الكلمات التي ذكرها الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – ملخصاً معنى شرط (( الصدق )) حيث يقول : (( الصدق ومعناه أن يقولها وهو صادق في ذلك ، يطابق قلبه لسانه ، ولسانه قلبه ، فإن قالها باللسان فقط وقلبه لم يؤمن بمعناها فإنها لا تنفعه ، ويكون بذلك كافراً كسائر المنافقين 9 . قلت : قارن بين عبارة عائض ، وبين عبارة الإمام بن باز – رحمه الله – وكأني بك بعد هذا تقول : أين البعرة من البعير ، وأين الثرى من الثريا .
الموضع الثالث :
قال عائض ، عند شرحه للشرط السابع ( المحبة ) : (( أن تندفع إلى الدين بمحبة وأن تأتي إلى المسجد وصدرك مشروح 10 !! قلت : من شروط ( لا إله إلا الله ) المحبة المنافية لضدها من البغض والكراهية: أي أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب في الله ويبغض في الله ويوالي في الله ويعادي في الله . قال تعالى : { والذين آمنوا أشد حباً لله } . وفي الصحيح عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :(( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )) .
وفيه أيضاً عنه –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )) . وإن من مقتضى محبة الله ورسوله فعل ما أحبه الله ورسوله وترك ما حرمه الله
ورسوله ، كما قال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } .
قال الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – ملخصاً معنى شرط (( المحبة )) حيث يقول : (( المحبة ، ومعناها أن يحب الله – عز وجل – فإن قالها وهو لا يحب الله صار كافراً لم يدخل في الإسلام كالمنافقين ))11 وأما ما جاء في كلام عائض فإنما هو قصر لمعنى هذا الشرط وهو المحبة على بعض ما تقتضيه .
والخلاصة أن من قرأ شرح عائض لهذه الشروط يتبين له ما يلي :
1-اعتماد عائض على الكلام الإنشائي الذي ليس له خطام ولا زمام مما أوقعه في تقريرات وتوهمات خطيرة ، وقد تقدم بيان طرف من ذلك .
2-إعراض عائض عن كلام الشراح لهذه الشروط من العلماء ، ومخالفته الصريحة لما قرروه حولها من حقائق شرعية ثابتة .
3-عدم العناية بذكر الأدلة من الكتاب والسنة ، مع أن الكلام في أمر عظيم يخالف فيه كثير من الذين يقولون هذه الكلمة ولا يقومون بشروطها ؛ بل هناك من لا يعرفونها.
4-ضرب الأمثلة التي يستغلق معها الفهم ، وتزيد الأمر ضعثاً على إبالة .
5-تنزيل ما ينافي هذه الشروط على من ارتكب بعض الكبائر ، أو تقاعس عن أداء بعض السنن !
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته ، واقتفى أثره إلى يوم الدين . آمين .
الحواشي:
1 أعرف دينك لعائض القرني صحيفة 14 .
2 مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام ، لحافظ بن أحمد الحكمي صحيفة 23 .
3 تحة الإخوان لابن باز صحيفة 26 .
4 أنظر كامل الفتوى في مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز ج1 قسم 2 صحيفة 523 ( جمع الطيار وأحمد بن باز ) .
5 أعرف دينك لعائض القرني صحيفة 16 .
6 وعد كسينجر للحوالي القطبي صحيفة 115 .
7 شريط ( التوحيد أولاً ) لناصر العمر الإخواني .
8 مجموع فتاوى سماحته 4/311 .
9 تجفة الإخوان صحيفة 25 .
10أعرف دينك لعائض القرني صحيفة 17 .
11 تحفة الإخوان صحيفة 25 .
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 31.01.09 21:35 عدل 1 مرات