خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    السلفية هي سبيل المؤمنين والطريق المستقيم وحزب الله الظاهرين (س6)

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية السلفية هي سبيل المؤمنين والطريق المستقيم وحزب الله الظاهرين (س6)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 29.10.08 12:44

    س6:ما المانع الشرعي من تواجد هذه الفرق والأحزاب الأخرى لتعمل جنباً إلي جنب مع المنهج السلفي؟
    أقول والله المستعان وعليه التكلان، هذا السؤال يحتاج إلي تفصيل وبيان وإليكموه:
    أولاً: تعريف الفرقة :
    كلمة ( الفرقة ) من حيث مدلوها اللغوي
    غالباً ما تدل على الاختلاف والافتراق ، قال ابن منظور : (( مصدر الافتراق ... وفارق الشيء مفارقة وفراقاً : باينه ، والاسم الفرقة وتفارق القوم : فارق بعضهم بعضاً ، وفارق فلان امرأته مفارقة باينها ، والفرق والفرقة والفريق الطائفة من الشيء المتفرق والفرقة طائفة من الناس ، والفريق أكثر منه ))([1]). فمن حيث اللغة فإن ( الفرقة ) تعني طائفة من الناس ، ولا بد أن يكون هناك شيئاً يجب أن يميز هذه الطائفة حتى دعيت به ، كأن تكون مقالة أو مذهب أو رأي .
    أما من حيث الاصطلاح فالفرقة تعني كل طائفة من الناس دعيت إلى معتقد معين([2])، بحيث عرفت به وتميزت عن غيرها ، ويمكن القول إن هذا المصطلح من حيث مدلوله الاصطلاحي ألصق بأصول العقيدة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار تفرق الناس فيه ، ولا يدل في معظم الأحيان على الافتراق في فروع الدين ، ولذلك نقول : فرقة الخوارج أو فرقة المعتزلة ؛ لأن خلاف أهل السنة مع هذه الفرق كان بالمعتقد ، في حين أننا نطلق مصطلح ( مذهب ) على الشافعية أو الحنفية ، ولا يصح أن نقول ( فرقة الشافعية ) أو ( فرقة الحنفية ) ؛ لأن الخلاف بين المذاهب كان في فروع الدين لا في أصوله .
    من هنا يمكن القول إن تعريف العلماء لمصطلح ( الفرقة ) له علاقة بالمغزى الاعتقادي لهذه الطائفة المتعينة ، وقد كان الإمام ابن حزم-رحمه الله- أكثر دقة من غيره عندما فرّق بين مصطلح ( الفرقة ) الذي يشمل المسلمين وغيرهم ، وبين مصطلح ( النحلة ) إذ أنه استعمل المصطلح الأخير للدلالة على فرق المسلمين – أو بتعبيره – نحلهم ، في أكثر دقة وموضوعية ؛ لأن فيها دلالة على الانتحال : وهو نسبة القول إلى غير قائله ، ومنه انتحل فلان شعر فلان ، وكأن هذا الشيء يعني اعتقاد الشيء والتمسك به وهو على غير هدى([3])، وقد تبع الشهرستاني-رحمه الله- الإمام ابن حزم-رحمه الله- في استعمال هذا المصطلح للتفريق أيضاً بين المسلمين وغيرهم، فسمى كتابه ( الملل والنحل )
    أما عبد القاهر البغدادي-رحمه الله- فقد تمسك بمصطلح الفرقة وإليه يشير كتابه ( الفَرْق بين الفِرق ) لتعميمه على فرق المسلمين ، وقد يكون عذر البغدادي في ذلك هو أنه لم يضمن كتابه مقالات لغير المسلمين ، فاكتفى بإطلاق هذه التسمية على كتابه ، وفي فعل البغدادي موضوعية يحمد عليها ، وجمع محمد بن عمر الرازي ( ت 544هـ ) بين فرق المسلمين والمشركين ، فسمي كتابه ( اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ) .
    ويمكن القول أخيراً إن مؤلفات المسلمين في حقل الفرق والملل يعطينا تصوراً متبايناً عند هؤلاء العلماء في تحديد الإطار الدقيق لهذه الكلمة ، لكن يمكن القول إنها من حيث المضمون لها معنى مشترك متفق عليه ، يعتمد على البعد العقائدي للكلمة من جهة ، وعلى الغلو في تعميمها من جهة أخرى ([4]).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] لسان العرب ، مادة فرق : 10/300 .
    [2] ينظر : ابن حزم ، الفصل في الملل والأهواء والنحل : 2/263 ؛ ابن الجوزي ، تلبيس إبليس : ص 28 .
    [3])) مجيد الخليفة ، ابن حزم الأندلسي ومنهجه في دراسة العقائد والفرق الإسلامية : ص 109 .
    [4])) نقلاً بواسطة " مفهوم الفرقة عند العلماء المسلمين"لدكتور مجيد الخليفة (ص2، 3).
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية السلفية هي سبيل المؤمنين والطريق المستقيم وحزب الله الظاهرين (س6)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 29.10.08 12:59

    ثانياً: الفرقة في الكتاب والسنة:
    (أ) الفرقة في القرآن الكريم :
    لقد أشرنا في تعريفنا لكلمة ( الفرقة ) إلى أنها تعني الافتراق ، وقد جاءت في هذا المعنى في قوله تعالى : ﴿ وإذ فرقنا بكم البحر﴾ [ البقرة:50] قال الإمام القرطبي-رحمه الله- في تفسير هذه الآية : (( فرقنا : فلقنا فكان كل فرق كالطود العظيم : أي الجبل العظيم، وأصل الفرق : الفصل ))([1])، فجاءت الفرقة هنا بمعنى الفصل بين الشيئين ، وقد سمي القرآن فرقاناً لأنه يفصل بين الحق والباطل ، قال تعالى : ﴿ تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ﴾[ الفرقان:1] ، وسمي الله تعالى يوم بدر يوم الفرقان لأنه اليوم الذي فرّق الله فيه بين الحق والباطل ، قال تعالى : ﴿وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ﴾ [ الأنفال : 41 ] ، وأطلقت هذه التسمية على الملائكة أيضاً في قوله تعالى : ﴿ فالفارقات فرقا ﴾ [ المرسلات:4] والسبب في إطلاق هذه التسمية لأنها بنزولها تفرق بين الحق والباطل([2]) .
    وقد يأتي الفرق بمعنى الفصل بين الشيئين ، وعليه يدل قوله تعالى : ﴿وقرءانا فرقناه لتقرأه ﴾ [ الإسراء:106] ، فقد روي عن ابن عباس t أن الله تعالى فصل القرآن من اللوح المحفظ إلى بيت العزة ، ثم نزل مفرقاً منجماً([3]).
    لكن المعنى الذي يهمنا هنا إلى أن القرآن الكريم أشار إلى الافتراق الحاصل سواء كان ذلك في الأمم السابقة أو في هذه الأمة ، كما في قوله تعالى : ﴿إن الذين فرقوا دينهم ﴾[ الأنعام:159] ،وقد ذكر المفسرون أخباراً كثيرة في نسبة هذه الآية إلى طائفة معينة ، فقيل إن هذه الآية نزلت في حق اليهود والنصارى ، وروي عن النبي e أنها في أهل البدع من هذه الأمة ، وعن ابن عمر أنها في حق الخوارج ، وكل هذا غير ثابت من حيث الإسناد([4]).
    قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله- بعد أن أورد هذه الأخبار :(( والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله ، وكان مخالفاً له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه { وَكَانُوا شِيَعًا } أي: فرقًا كأهل الملل والنحل -وهي الأهواء والضلالات-))([5]). وهذا المعنى الذي ذكره الحافظ ابن كثير-رحمه الله- هو الأقرب إلى معنى الآية ؛ لأن الخطاب عام ولم يأتِ تخصيص فيه، علماً أن الله تعالى ذكر الافتراق الحاصل في الأمم السابقة في أكثر من آية ، منها قوله تعالى على لسان هارون u:{قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}[طه:94] فقد عبد بنو إسرائيل العجل عند غياب موسى u في الطور، رغم نصح هارون u لهم وتفانيه في منعهم، وبعد أن يأس من توبتهم رأى أن يختار أخف الضررين، وهو أن يجمع بين الطائفتين الموحدة وعبدت العجل حتى يرجع موسى، بدلاً أن يتركهم ويذهب فتهلك الفرقة التي عبدت العجل([6]).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1])) الجامع لأحكام القرآن : 1/387 .
    [2])) تفسير ابن كثير : 4/460 .
    [3])) المصدر نفسه : 3/69 .
    [4])) تفسير الطبري : 7/229.
    [5])) تفسير ابن كثير: 2/197.
    [6])) تفسير القرطبي : 7/289.
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية السلفية هي سبيل المؤمنين والطريق المستقيم وحزب الله الظاهرين (س6)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 29.10.08 13:05

    (ب) الفرقة في السنة النبوية :
    إن الأحاديث الواردة في التحذير من الاختلاف والافتراق الحاصل في هذه الأمة أحاديث كثيرة لا يمكن أن نحيط بها ، وإنما تحتاج إلى بحث مستقل ، ولكننا سنتناول في بحثنا هذا ما له علاقة مباشرة بالموضوع الذي نحن بصدده .
    وعمدة ما يورده مصنفو الملل والنحل في هذا الباب ما اصطلح على تسميته بـ( حديث الافتراق ) الذي بين فيه الرسول e حال الأمم السابقة وحال هذه الأمة ، وقد روي بألفاظ عديدة ، منها ما أخرجه الإمام الترمذي-رحمه الله- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوt قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :e((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّه؟ِ قَالَ:"مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي"))([1])، وفي رواية أخرجها الإمام ابن ماجة-رحمه الله- عندما سئل النبي e عن الفرقة الناجية قال : ((الْجَمَاعَةُ )([2]).
    ورغم أن البعض حاول أن ينتقد هذا الحديث من حيث الإسناد ، نظراً لوروده بأكثر من لفظ إلا أن هذا القول مردود نظراً لكثرة طرق الحديث التي يعضد بعضها بعضاً ، وقد أخرجه عدد من الأئمة ، وصححه عدد آخر ، ونظراً لأهمية هذا الحديث ، نرى أن نورده باختلاف ألفاظه :
    1ـ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ:((إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَهَلَكَتْ سَبْعُونَ فِرْقَةً وَخَلَصَتْ فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَتَهْلِكُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَتَخْلُصُ فِرْقَةٌ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ تِلْكَ الْفِرْقَةُ؟ قَالَ: "الْجَمَاعَةُ الْجَمَاعَةُ"))([3]).
    2ـ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:(( افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "الْجَمَاعَةُ"))([4]).
    3ـ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ:((تفترق هذه الأمة ثلاثة وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : وما تلك الفرقة ؟ قال : من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي ))([5]).
    وقد ورد الحديث بألفاظ مختلفة ، وقد استعرض الإمام العجلوني-رحمه الله- طرق هذا الحديث، ومن رواه من الصحابة، إذ أحصى ستة عشر صحابياً ، ومن طرق مختلفة([6])([7])، والأمر المهم هنا أن الحديث يدل دلالة قاطعة على أن الاختلاف واقع في هذه الأمة لا محالة ، والنجاة منه هو التزام السنة والجماعة ، والراجح أن معناهما واحد في الحديث ، إذ قوله e عندما سئل عن الفرقة الناجية قال في الأولى ( الجماعة ) وفي الثانية : ( ما كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) ، ومعناهما متقارب إن لم يكن مترادف ، فمن لازم الجماعة لا بد أن يكون على ما كان عليه النبي e ، والعكس صحيح أيضاً ، والله تعالى أعلم .
    بقي أن نشير إلى أن العلماء – خاصة كتاب الملل والنحل – عدوا العدد الوارد في هذا الحديث نطاقاً لمؤلفاتهم ، وربما تعسف بعضهم في تحديد عدد فرق المسلمين بثلاث والسبعين ، دون أن يراعي تتابع الزمان ، وظهور هذه الفرق وتنوعها بتنوع الأزمان والأمكنة ، لذلك فإن العدد الوارد في الحديث ليس قطعي الدلالة بأي حال من الأحوال، ذلك أننا يمكن أن نفسر تحديد العدد المذكور في الحديث بالتكثير ؛ لأن مفهوم العدد لا يعتد به عند أهل الأصول أولاً ، وثانياً أننا نلحظ ظهور الفرق من المسلمين ومن غيرهم عبر تتالي العصور ، وقد تعدى العدد السبعين ، ويمكن أن يتأول العدد المذكور بأن أصول هذه الفرق لا تخرج عن إطار السبعين ، ثم تفرعت عنها وتعددت بمرور الوقت .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1])) سنن الترمذي ، كتاب الإيمان ، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة : رقم 2641.
    [2])) سنن ابن ماجة ، كتاب الفتن ، باب افتراق الأمم : رقم 3992 .
    [3])) مسند الإمام أحمد : 3/145.
    [4])) سنن ابن ماجة : 2/1322 ؛ الطبراني ، المعجم الكبير : 18/70 .
    [5])) الطبراني ، المعجم الأوسط : 8/22.
    [6])) كشف الخفاء : 1/346 .
    [7])) قلت:ولتخريج روايات الحديث والحكم عليها . انظر السنة لابن أبي عاصم مع ظلال الجنة (ص32 ،35)، والصحيحة (ج1/3)(ص12 ،23) ح(203 ،204).
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية السلفية هي سبيل المؤمنين والطريق المستقيم وحزب الله الظاهرين (س6)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 29.10.08 13:09

    وهناك أحاديث أخرى وردت عن النبي e، يمكن الإشارة إلى بعضها ؛ لأن غرضنا هنا ليس استعراض هذه الأحاديث ، وإنما غرضنا دلالة السنة على حدوث الافتراق ، وظهور بعض الفرق :
    1ـ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ((كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ e عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ:" نَعَمْ" قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ:" نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ " قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ:" قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ" قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ:" نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ:"هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ:" تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ:" فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِك"))([1]).
    عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ t فَسَأَلَاهُ عَنْ الْحَرُورِيَّةِ أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ e ؟قَالَ: لَا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ e يَقُولُ: يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ -وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا- قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ أَوْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ، فَيَتَمَارَى فِي الْفُوقَةِ هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنْ الدَّمِ شَيْءٌ؟))([2]). وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن هذا الحديث يشير إلى ظهور الخوارج بعد وفاته e ([3]).
    3ـ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ t قَالَ:((وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ e يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ: رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ))([4]).
    فمجمع هذه الأحاديث يشير إلى أن الافتراق حاصل في هذه الأمة بتقدير الله تعالى ، وقد وردت بعض الأحاديث فيها تحديد لمسميات الفرق، منها :
    1. ظهور الخوارج ، وقد تقدم الدليل عليه في حديث أبي سعيد الخدري t.
    2. ظهور القدرية ، في قوله e:((الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ))([5]).
    ومن خلال هذه الطائفة من الأحاديث النبوية يمكن القول إنها بعمومها تنبه الأمة على ضرورة الاعتصام بحبل الله تعالى ، ونبذ الفرقة والاختلاف التي تؤدي إلى التناحر والتدابر بين المسلمين ، إلا أن هذا لا يفرغ بعضها من دلالتها على المعجزة النبوية ، ولذا فإن فهم هذه الأحاديث بمجموعها يجب أن يتسم بالموضوعية للتوفيق بينها ؛ لأن ذلك يؤدي إلى حصول سوء فهم فيها ، قال صاحب "عون المعبود" قَالَ الْعَلْقَمِيّ-رحمه الله-:((قَالَ: شَيْخنَا أَلَّفَ الْإِمَام أَبُو مَنْصُور عَبْد الْقَاهِر بْن طَاهِر التَّمِيمِيّ-رحمه الله- فِي "شَرْح هَذَا الْحَدِيث" كِتَابًا قَالَ فِيهِ:" قَدْ عَلِمَ أَصْحَاب الْمُقَاوَلَات أَنَّهُ e لَمْ يُرِدْ بِالْفِرَقِ الْمَذْمُومَة الْمُخْتَلِفِينَ فِي فُرُوع الْفِقْه مِنْ أَبْوَاب الْحَلَال وَالْحَرَام وَإِنَّمَا قَصَدَ بِالذَّمِّ مَنْ خَالَفَ أَهْل الْحَقّ فِي أُصُول التَّوْحِيد ، وَفِي تَقْدِير الْخَيْر وَالشَّرّ وَفِي شُرُوط النُّبُوَّة وَالرِّسَالَة وَفِي مُوَالَاة الصَّحَابَة وَمَا جَرَى مَجْرَى هَذِهِ الْأَبْوَاب لِأَنَّ الْمُخْتَلِفِينَ فِيهَا قَدْ كَفَّرَ بَعْضهمْ بَعْضًا بِخِلَافِ النَّوْع الْأَوَّل فَإِنَّهُمْ اِخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ غَيْر تَكْفِير وَلَا تَفْسِيق لِلْمُخَالِفِ فِيهِ فَيَرْجِع تَأْوِيل الْحَدِيث فِي اِفْتِرَاق الْأُمَّة إِلَى هَذَا النَّوْع مِنْ الِاخْتِلَاف"))([6])، وهذا الرأي يعضد ما قدمناه بأن مفهوم ( الفرقة ) المعني هنا الاختلاف العقائدي وليس الاختلاف في باب الفروع ، وبهذا ينتهي الإشكال الحاصل في تحميل هذه الكلمة أكثر من مضمونها الحقيقي الذي استعملت فيه الأدلة الشرعية ([7]).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1])) متفق عليه: البخاري ، الصحيح ، كتاب المناقب ، باب علامات النبوة : 2411 ؛ مسلم ، الصحيح ، كتاب الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين : رقم 1874 .
    [2])) متفق عليه: البخاري ، الصحيح ، كتاب أحاديث الأنبياء : رقم 3166 ؛ مسلم ، الصحيح ، كتاب الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم : رقم 1064 .
    [3])) ينظر: فتح الباري : 8/69.
    [4])) الترمذي ، السنن ، كتاب العلم ، باب الأخذ بالسنة : رقم 2627 ؛ أبو داود ، السنن ، كتاب السنة ، باب لزوم السنة : رقم 4607 ؛ ابن ماجة ، السنن ، كتاب المقدمة ، باب إتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين : رقم 44.
    قلت:وصححه العلامة الألباني-رحمه الله-في"المشكاة"ح(165).
    [5])) أبو داود ، السنن ، كتاب السنة ، باب القدر : رقم 4691 ؛ ابن ماجة ، السنن ، كتاب المقدمة ، باب القدر : رقم 92.
    قلت:وصححه العلامة الألباني-رحمه الله-في"المشكاة"ح(107).
    [6]عون المعبود - (ج 10 / ص 115)، الفرق بن الفرق : (ص 7 ).
    [7]نقلاً بواسطة "مفهوم الفرقة عند العلماء المسلمين" بقلم د. مجيد الخليفة(ص2ـ8)بتصرف وزيادة.
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية السلفية هي سبيل المؤمنين والطريق المستقيم وحزب الله الظاهرين (س6)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 29.10.08 13:21

    ثالثاً:تضافر الأدلة من السنة على منع الاختلاف وذمه الذي يؤدي إلي الفرقة:
    1ـ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَا كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَt يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ:(( مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ))([1]).
    قال الحافظ ابن رجب-رحمه الله-: ([2]) ((هذا الحديث بهذا اللفظ أخرجه مسلم وحده من رواية الزهري عن سعيد ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة t وخرجاه من رواية أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة t عن النبي e قال: (دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)([3]).
    والشاهد منه النهي عن الاختلاف وهنا يعتبر نهياً شرعياً يعارضه ما أخبر الله U عنه من وقوع الاختلاف قدراً كقوله تعالى {ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}([4]).
    ففي هذه الآية إخبار عن الاختلاف الكوني القدري.
    2ـ وفي الحديث أيضاً أن النبي e قال:(لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ)([5]).
    وروى مسلم في"صحيحه" عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:(اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا)([6]).
    3ـ وعن عبد الله بن عمرو t قال: هَجَّرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e يَوْمًا قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ e يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ فَقَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْكِتَابِ)([7]).
    4ـ وعَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:( إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ)([8]) أهـ.
    وأورد الحافظ ابن كثير-رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} قال أمرهم بالجماعة ونهاهم عن الفرقة.
    5ـ وروى أحمد والترمذي عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ t قال: قال رسول اللهe :(آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: بِالْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَامَ وَإِنْ صَلَّى؟ قَالَ: وَإِنْ صَامَ وَإِنْ صَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ)([9]).
    6ـ وروى الترمذي وأبوا داود والإمام أحمد وابن حبان في صحيحه قال: قال رسول الله e:( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ)([10]).
    7ـ وروى والإمام أحمد من حديث الزُّبَيْرِِِِ بْنِِِ الْعَوَّامِ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَال: (دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَوْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ)([11]).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ([1]) أخرجه مسلم (ص 1831) طبع دار الفكر في باب توقيره eوترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه.
    ([2]) جامع العلوم والحكم (ص 63) طبعة مصطفى البابي الحلبي.
    ([3]) أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنة النبي e رقم الحديث (7288).
    ([4]) سورة هود آية رقم: 119.
    ([5]) أخرجه مسلم في باب إتباع اليهود والنصارى من كتاب العلم ح(4822).
    [6] أخرجه مسلم في كتاب العلم. رقم الحديث (2647).
    [7] أخرجه مسلم في كتاب العلم رقم الحديث (2666).
    [8] أخرجه مسلم، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة من كتاب الأقضية رقم الحديث (1715).
    [9]أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/212).
    [10] أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/444). عن أبي الدرداءt.
    [11] الأدب المفرد، وأخرجه بنحوه الترمذي عن الزبير بن العوام t رقم (2510)، وأحمد (1/165،167).
    رابعاً: مما سبق نعلم أن الحزبية بدعة يتابع

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 10:37