س1: ما هي السلفية ؟
الجواب: السلفية لغة: " سَلَفُ الإنسان مَن تقدَّمه بالموت من آبائه وذوي قَرابته ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف الصالح ومنه حديث مَذْحِجٍ " نحن عُبابُ سَلَفِها " أَي مُعْظَمها وهم الماضون ([1]) منها ومنه قول الرسول :P لابنته فاطمة-رضي الله عنها- " فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ " ([2]).
اصطلاحاً: قال القلشاني: "السلف الصالح، و هو الصدر الأول الراسخون في العلم، المهتدون بهدي النبي :P الحافظون لسنته، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامة دينه، ورضيهم أئمة للأمة، وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، وأفرغوا في نصح الأمة ونفعهم، وبذلوا في مرضاة الله أنفسهـم".
قال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه}(التوبة: 100).
وأثنى الله عليهم بقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح: 29).
وقال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحشر: 8).([3]) .
ولقد سئلت اللجنة الدائمة : ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج2: السلفية: نسبة إلى السلف، والسلف: هم صحابة رسول الله :P وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى y الذين شهد لهم رسول الله :P بالخير في قوله: « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ »([4]) والسلفيون: جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه، وهم الذين ساروا على منهاج السلف من إتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما، فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة .أهـ ([5]) .
قلت : ورسول الله :P وصحابته والتابعون لهم بإحسان هم سلف هذه الأمة، وكل من يدعو إلى مثل ما دعا إليه رسول الله :P وصحابته والتابعون لهم بإحسان؛ فهو على نهج السلف.
والتحديد الزمني ليس شرطاً في ذلك؛ بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنة في العقيدة والأحكام والسلوك بفهم السلف؛ فكل من وافق الكتاب والسنة فهو من أتباع السلف، وإن باعد بينه وبينهم المكان والزمان، ومن خالفهم فليس منهم وإن عاش بين ظهرانيهم.
ولذا؛ فإن الصحابة والتابعون أحق بالإتباع من غيرهم، وذلك لصدقهم في إيمانهم، وإخلاصهم في عبادتهم، وهم حراس العقيدة، وحماة الشريعة العاملون بها قولاً وعملاً، ولذلك اختارهم الله تعالى لنشر دينه؛ وتبليغ سنة نبيه :P .
قال النبي :P :(( تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ؛ كُلُّهُمْ فِي النَّارِ ؛ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً)) قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي))([6]).
ويطلق على كل من اقتدى بالسلف الصالح، وسار على نهجهم في سائر العصور ((سلفي)) نسبة إليهم، وتمييزاً بينه وبين من يخالفون منهج السلف ويتبعون غير سبيلهم.
قال تعالى: }وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً{( النساء: 115). ولا يسع أي مسلم إلا أن يفتخر بالانتساب إليهم.
ولفظ ((السلفية)) أصبح علماً على طريقة السلف الصالح في تلقي الإسلام وفهمه وتطبيقه، وبهذا فإن مفهوم السلفية يطلق على الملتزمين بكتاب الله، وما ثبت من سنة رسول الله :P ؛ التزاماً كاملاً بفهم السلف الصالح . ([7]) .
وقد ثبت في الآثار عن بعض الصحابة والتابعين لهم بإحسان استخدام كلمة السَّلف بالمعنى الاصطلاحي ، وإليكموها :
ما أخرجه عبد الرزاق في مُصنَّفه (3/69) برقم ( 4832 ) ((عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم أنه رأى قوما يصلون بعدما طلعت الشمس فقال : " لو أدرك هؤلاء السَّلَف الأول " علموا أن غير هذه الصلاة خير منها ، صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال )).([8]).
وفي صحيح الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في " كتاب : الجهاد والسير ، بَاب الرُّكُوبِ عَلَى الدَّابَّةِ الصَّعْبَةِ وَالْفُحُولَةِ مِنْ الْخَيْلِ " (( َقَالَ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الْفُحُولَةَ لِأَنَّهَا أَجْرَى وَأَجْسَرُ )) قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ قَوْله : ( كَانَ اَلسَّلَف ) أَيْ مِنْ اَلصَّحَابَةِ فَمِنْ بَعْدِهِمْ .([9]) .
وقال الإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ قال: (( اصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما يسعهم ) ).([10]) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن منظور في " لسان العرب " ( 9/158) ، وابن الأثير في " النهاية " ( 2/981) .
متفق عليه : أخرجه الإمام البخاري ح ( 6285 ) ، والإمام مسلم ح ( 2450 ) .
[3])) نقلاً عن " هي السلفية فاعرفوها " للشيخ / سمير المبحوح ( صـ 3 ) .
الإمام أحمد (4 / 426، 427، 479)، والبخاري [فتح الباري] برقم (2651، 3650، 6428، 6695)، ومسلم برقم (2535)، وأبو داود برقم (4657)، والترمذي برقم (2222، 2223).
([5]) السؤال الثاني من الفتوى رقم (1361) ( 2/165، 166) .
([6]) حسن : حسنه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في " صحيح سنن الترمذي " ح ( 2641) من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رصي الله عنه .
" ([7])الوجيز في عقيدة السلف الصالح((أهل السنة والجماعة)) " لعبد الله بن عبد الحميد الأثري ـ حفظه الله .
[8])) إسناده حسن ، القاسم هو ابن عوف الشيباني ، قال الحافظ في " التقريب " : صدوق يُغرب .نقلاً بواسطة " الكواشف الجلية " للشيخ أبي عبد الأعلى/ خالد بن عثمان المصري .
([9]) فتح الباري (8/490) .
([10]) أخرجه اللاكائي في " شرح أصول الاعتقاد " (315) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 8/255) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 35/200 ) .
الجواب: السلفية لغة: " سَلَفُ الإنسان مَن تقدَّمه بالموت من آبائه وذوي قَرابته ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف الصالح ومنه حديث مَذْحِجٍ " نحن عُبابُ سَلَفِها " أَي مُعْظَمها وهم الماضون ([1]) منها ومنه قول الرسول :P لابنته فاطمة-رضي الله عنها- " فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ " ([2]).
اصطلاحاً: قال القلشاني: "السلف الصالح، و هو الصدر الأول الراسخون في العلم، المهتدون بهدي النبي :P الحافظون لسنته، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامة دينه، ورضيهم أئمة للأمة، وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، وأفرغوا في نصح الأمة ونفعهم، وبذلوا في مرضاة الله أنفسهـم".
قال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه}(التوبة: 100).
وأثنى الله عليهم بقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح: 29).
وقال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحشر: 8).([3]) .
ولقد سئلت اللجنة الدائمة : ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج2: السلفية: نسبة إلى السلف، والسلف: هم صحابة رسول الله :P وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى y الذين شهد لهم رسول الله :P بالخير في قوله: « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ »([4]) والسلفيون: جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه، وهم الذين ساروا على منهاج السلف من إتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما، فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة .أهـ ([5]) .
قلت : ورسول الله :P وصحابته والتابعون لهم بإحسان هم سلف هذه الأمة، وكل من يدعو إلى مثل ما دعا إليه رسول الله :P وصحابته والتابعون لهم بإحسان؛ فهو على نهج السلف.
والتحديد الزمني ليس شرطاً في ذلك؛ بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنة في العقيدة والأحكام والسلوك بفهم السلف؛ فكل من وافق الكتاب والسنة فهو من أتباع السلف، وإن باعد بينه وبينهم المكان والزمان، ومن خالفهم فليس منهم وإن عاش بين ظهرانيهم.
ولذا؛ فإن الصحابة والتابعون أحق بالإتباع من غيرهم، وذلك لصدقهم في إيمانهم، وإخلاصهم في عبادتهم، وهم حراس العقيدة، وحماة الشريعة العاملون بها قولاً وعملاً، ولذلك اختارهم الله تعالى لنشر دينه؛ وتبليغ سنة نبيه :P .
قال النبي :P :(( تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ؛ كُلُّهُمْ فِي النَّارِ ؛ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً)) قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي))([6]).
ويطلق على كل من اقتدى بالسلف الصالح، وسار على نهجهم في سائر العصور ((سلفي)) نسبة إليهم، وتمييزاً بينه وبين من يخالفون منهج السلف ويتبعون غير سبيلهم.
قال تعالى: }وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً{( النساء: 115). ولا يسع أي مسلم إلا أن يفتخر بالانتساب إليهم.
ولفظ ((السلفية)) أصبح علماً على طريقة السلف الصالح في تلقي الإسلام وفهمه وتطبيقه، وبهذا فإن مفهوم السلفية يطلق على الملتزمين بكتاب الله، وما ثبت من سنة رسول الله :P ؛ التزاماً كاملاً بفهم السلف الصالح . ([7]) .
وقد ثبت في الآثار عن بعض الصحابة والتابعين لهم بإحسان استخدام كلمة السَّلف بالمعنى الاصطلاحي ، وإليكموها :
ما أخرجه عبد الرزاق في مُصنَّفه (3/69) برقم ( 4832 ) ((عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم أنه رأى قوما يصلون بعدما طلعت الشمس فقال : " لو أدرك هؤلاء السَّلَف الأول " علموا أن غير هذه الصلاة خير منها ، صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال )).([8]).
وفي صحيح الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في " كتاب : الجهاد والسير ، بَاب الرُّكُوبِ عَلَى الدَّابَّةِ الصَّعْبَةِ وَالْفُحُولَةِ مِنْ الْخَيْلِ " (( َقَالَ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الْفُحُولَةَ لِأَنَّهَا أَجْرَى وَأَجْسَرُ )) قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ قَوْله : ( كَانَ اَلسَّلَف ) أَيْ مِنْ اَلصَّحَابَةِ فَمِنْ بَعْدِهِمْ .([9]) .
وقال الإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ قال: (( اصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما يسعهم ) ).([10]) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن منظور في " لسان العرب " ( 9/158) ، وابن الأثير في " النهاية " ( 2/981) .
متفق عليه : أخرجه الإمام البخاري ح ( 6285 ) ، والإمام مسلم ح ( 2450 ) .
[3])) نقلاً عن " هي السلفية فاعرفوها " للشيخ / سمير المبحوح ( صـ 3 ) .
الإمام أحمد (4 / 426، 427، 479)، والبخاري [فتح الباري] برقم (2651، 3650، 6428، 6695)، ومسلم برقم (2535)، وأبو داود برقم (4657)، والترمذي برقم (2222، 2223).
([5]) السؤال الثاني من الفتوى رقم (1361) ( 2/165، 166) .
([6]) حسن : حسنه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في " صحيح سنن الترمذي " ح ( 2641) من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رصي الله عنه .
" ([7])الوجيز في عقيدة السلف الصالح((أهل السنة والجماعة)) " لعبد الله بن عبد الحميد الأثري ـ حفظه الله .
[8])) إسناده حسن ، القاسم هو ابن عوف الشيباني ، قال الحافظ في " التقريب " : صدوق يُغرب .نقلاً بواسطة " الكواشف الجلية " للشيخ أبي عبد الأعلى/ خالد بن عثمان المصري .
([9]) فتح الباري (8/490) .
([10]) أخرجه اللاكائي في " شرح أصول الاعتقاد " (315) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 8/255) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 35/200 ) .