الباب الأول:
يَقُولُونَ خَطَئًا: (...) وَالصَّوَابُ: (...) والسَّبَبُ: (...)
1- يَقُولُونَ: (ما زُرْتُهُ أَبَدًا) وَالصَّوَابُ: (مَا زُرْتُهُ قَط أوْ لَنْ أزُورَهُ أَبَدًا) والسَّبَب؛ لأنَّ (أبدًا) ظَرفُ زَمَانٍ للمُستَقْبَل، وَيَدُلُّ عَلَى الاستمْرَارِ، قَالَ الله تَعَالَى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة 21-22 ] وَأَحيَانًا يُقيَّدُ الاستمْرَارُ بِقَرينَةٍ، قَالَ تَعَالَى: {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا} [المائدة 27] أَمَّا (قَطّ) فَتُسْتَعْمَلُ لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ فِي الفِعْلِ المَاضِي: (لَمْ تَنْجَحْ أَبَدًا المُحَاوَلاَتُ فِي السَّيْطَرَةِ عَلَى المَرَضِ) وَالصَّوَابُ: (لَمْ تَنْجَحْ قَطّ مُحَاوَلاَتُ..).
2 - يَقُولُونَ: (سَألتُهُ: عَمَّا إذَا كَانَ نَجحَ؟) وَالصَّوَابُ: (سَألتُهُ: هَلْ نَجحَ؟) والسَّبَب؛ لأنَّ (إذا) فِي هَذَا الأسلُوبِ شَرْطِيَّةٌ، وَلَيسَ فيه الجَوَابُ للشَّرطِ، فَهُوَ- حِينَئِذٍ- خَطَأٌ كَبيرٌ وَدَخِيلٌ عَلَى لُغَتِنَا الفُصْحَى.
3- يَقُولُونَ: (أَذَّنَ المغْرِبِ) وَالصَّوَابُ: (أذَّنَ المؤَذِّنُ بِالمغْرِب) أَوْ نَقُولُ: (أُذِّنَ لِصَلاةِ المغْرِبِ) والسَّبَب؛ أنْ نَذْكُرَ الفَاعِلَ المؤَذِّنَ أَوْ نَبْنِي الفعلَ للمَجهُولِ، فَكِلاهُمَا صَحِيحٌ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [27 الحج] فالمؤذِّنُ هُوَ المخَاطَبُ سَيِّدُنَا إبرَاهيمُ.
4- يَقُولُونَ: (أُذُنُ المولُودِكَبيرٌ) وَالصَّوَابُ: (أُذُنُ المولُودِكَبيرَةٌ) والسَّبَب؛ لأنَّ (أُذُن) تَلزَمُ التَّأنيثَ فِي لُغَتِنَا العَرَبِيَّة، وَتَصغيرُهَا (أُذَيْنَةٌ).
5- يَقُولُونَ: (أَذِنَ لَهُ بِالسَّفَرِ) وَالصَّوَابُ: (أَذِنَ لَهُ فِي السَّفَرِ) والسَّبَب؛ لأنَّ مَعْنَى أَذِنَ بِالشَّيءِ هُوَ عَلِمَ به، قَالَ الله تَعَالَى: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة 279] أي: كُونُوا عَلَى عِلْمٍ، أمَّا قَوْلنَا: أَذِنَ لَهُ فِي الأمرِ أَبَاحَهُ لَهُ أوْ استَمِعَ مُعْجَبًا.
6- يَقُولُونَ: (قَطَّعَهُ إرَبًا إرَبًا) وَالصَّوَابُ: (قَطَّعَهُ إرْبًا إرْبًا) والسَّبَب؛ لأنَّ كَلِمَةَ (إرْب) لا تُقَالُ إلا للعُضوِ فِي الإنسَانِ أوْ الحيَوَان، وَجَمعُها آرَاب أوْ آرْآب وَقدْ تَأتِي (إرْب) بِمَعنَى الحَاجَة أوْ العَقل أوْ الدِّين أو الدَّهَاء فِي الجُمَل العَرَبِيَّة.
7- يَقُولُونَ: (للأسَفِ مَاتَ فُلانٌ) وَالصَّوَابُ: (يَا للأسَفِ مَاتَ فُلانٌ) والسَّبَب؛ لأنَّ هُنَاكَ مَوَاضِعَ لا يَصِحُّ فيه حَذفُ الحَرف (يَا)، مِنْ أشهَرهَا المنَادَى المتَعَجَّب منهُ.
8- يَقُولُونَ: (مَا آليْتُ جهدًا) وَالصَّوَابُ: (مَا آلوْتُ جهدًا) والسَّبَب؛ لأنَّ مَعنَى الفعلِ (مَا آلَوْتُ) مَا قَصَّرتُ, أمَّا (مَا آليتُ) مَعنَاهَا: مَا حَلَفْتُ لِذَلِكَ؛ فَالتَّعبيرُ الثَّانِي هُوَ الصَّحِيحُ.
9- يَقُولُونَ: (حَدَّثتُهُ عندَمَا وَقفَ أمَامِي) وَالصَّوَابُ: (حدَّثتُهُ عندَمَا وَقفَ تُجَاهِِي أَوْ قُبَالَتِي أوْ إزَائِي) والسَّبَب؛ لأنَّ المرءَ يُحِدِّثُ غَيرَهُ وَهُوَ يُوَاجِهُهُ، أمَّا وَقفَ أمَامِي فَتَعنِي وَقفَ مُديرًا لِي ظَهْرَهُ كَمَا يُديرُ الإمَامُ للمُصَلِّين ولا يُحدِّث إنسانٌ آخَر-عَادةً- إلا إذَا كَانَ أحَدُهُمَا يَرَى الآخَرَ.
10- يَقُولُونَ: (سَارَعَ الفَلاحُونَ إلَى وِقَايَةِ مَزْرُوعَاتِهِم وَإلاَّ لَتَلفَ المحصُولُ) وَالصَّوَابُ: (وإلاَّ تَلفَ المحصُولُ) والسَّبَب؛ لأنَّهُ مِنَ الخًَطَأ دُخُولُ اللامِ فِي جَوَابِ (إِنْ)، فَفِي التَّركيب السَّابق إنْ مُدْغَمَةٌ فِي لا وَالمعنَى (إِنْ لَمْ يُسَارِعْ الفَلاحُونَ تَلفَ المحصُولُ).
11- يَقُولُونَ: (قُلتُ لَهُ أَنْ يَفعَلَ كَذَا) وَالصَّوَابُ: (قُلتُ لَهُ لِيَفَعلْ كَذَا) والسَّبَب؛ أنْ لا تَقَع بَعدَ لَفظِ القَولِ، وَالصَّوَابُ: التَّعبيرُ الثَّانِي، وَإنْ شِئتَ حَذَفتَ لامَ الأمر مِنَ الفعل فَتُصبح الجُمْلَة (قُلتُ لَهُ يَفعَلْ كَذا أوْ يَفعَلُ كَذَا) بِرَفع الفعلِ (يَفعَل) أوْ جَزمِهِ.
12- يَقُولُون: (فُلاَنٌ مُتَآمِرٌ) وَالصَّوَابُ: (فُلانٌ مُؤامِِرُ) والسَّبَب؛ لأنَّ الفعلَ تَآمَرَ وَوَزنُهُ تَفَاعَلَ يَتَطَلَّبُ التَّشَارُكَ بَينَ اثنَينِ أَوْ أَكْثَر؛ َلِذَلِكَ نَقُول: (هُمَا مُتَآمِرَانِ) وَ (هُمْ مُتَآمِرُونَ) أمَّا مَعنَى آمَرَ: شَاوَرَ، وَمنهُ الحديثُ( ): «آمِرُوا النِّسَاءَ فِي أنفُسِهِنَّ» أي: شَاوِروُهُنَّ فِي تَزويجِهِنَّ.
13- يَقُولُونَ: (يَنبَغي عَلَيكَ أنْ تَفعَلَ كَذَا) وَالصَّوَابُ: (يَنبَغِي لَكَ أنْ تَفعَلَ كَذَا) والسَّبَب؛ لأنَّ الفعلَ (يَنبَغِي) مُتَعَدٍّ بِحَرفِ الجَرِّ (اللام)، قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} [يس69].
14- يَقُولُونَ: (أسَافَرَ زَيدٌ أمْ عَمرُو؟) وَالصَّوَابُ: (أَزَيدٌ سَافَرَ أمْ عَمرُو؟) والسَّبَب؛ لأنَّ المسئُولَ عنهُ هُوَ مَا يَلِي الهَمزَةَ؛ لذَلِكَ الاستفهَامُ فِي التَّعبيرُ الثَّانِي هُوَ الصَّحِيحُ.
وللسُّؤَال عنِ الحَال نَقُولُ: أَرَاكِبًا جِئتَ أمْ مَاشِيًا؟
وللسُّؤَال عَنِ المفعُول نَقُولُ: أَعِنَبًا أَكَلْتَ أمْ تُفَّاحًا؟
وللسُّؤَال عَنِ الفعلِ نَقُولُ: أَسَافَرَ زَيدٌ أمْ أَقَامَ؟
15- يَقُولُونَ: (مَا إبرَاهيمُ نَائِمًا بَلْ سَاهِرًا) وَالصَّوَابُ: (مَا إبرَاهيمُ نَائَمًا بَلْ سَاهِرٌ) والسَّبَب؛ لأنَّهُ إذَا وَلِىَ خَبَرَ (مَا) اسمٌ مَسبُوقٌ بِبَلْ أوْ لَكِنْ وَجَبَ رَفعُهُ عَلَى أنَّهُ خَبَرٌ لِمُبتَدَإٍ مَحذُوفٍ، وَتُعرَبُ بَلْ أوْ لَكِنْ حَرْفَي ابتِدَاءٍ، فَلَوْ عَطَفْنَا عَلَى الخَبَرِ لتسلَّط النَّفي عَليهِ وَفِي ذَلِكَ تَنَاقُضٌ؛ لأنَّ النَّفي سَيَنفي عَنْ إبرَاهيمَ النَّومَ والسَّهرَ مَعًا، والضِّدَّانِ لا يَجْتَمِعَانِ ولا يَرتَفِعَانِ.
16- يَقُولُونَ: (البَنْكُ التِّجَارِيُّ) وَالصَّوَابُ: فِي لُغَتِنَا العَرَبِيَّة (المصْرِفُ التِّجَارِيُّ) والسَّبَب؛ لأنّ الفعلَ (صَرَفَ يَصْرِفُ صَرفًا) واسمُ المكَانِ عَلَى وَزنِ (مَفْعِل) لأنَّّ الفعلَ الصَّحيحَ مَكسُورُ العَينِ، وَكَذَا التِّجَارِي لاَ التُّجَارِي فَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى التِّجَارَةِ.
17- يَقُولُونَ: (بُوفِِيهِ الطَّعَامِ) وَالصَّوَابُ: (مَقْصِفُ الطَّعَامِ) حَيثُ أجَازَ مَجمَعُ اللُّغَةِ العَرَبيَّة (مَقْصِف) لا بُوفِيه فِي جَدْوَلِهِ رَقْم (25).
18- يَقُولُونَ: (بَرَزَ فُلانٌ فِي العلم بُرُوزًا عَظيمًا) وَالصَّوَابُ: (بَرَّزَ فُلانٌ فَي العلمِ تَبرِيزًا عَظيمًا) والسَّبَب؛ لأنَّ برَزَ مَعْنَاهَا ظَهرَ بَعدَ خَفَاءٍٍ أمَّا (بَرَّزَ) فَاقَ أصحَابَهُ, وهَذاَ هُوَ المعنَى المقصُود فِي الَّتعبير الثَّانِي الصَّحِيح.
19- يَقُولُونَ: (أضنى أُمَّه البُعَادُ) وَالصَّوَابُ: (أضنى أُمَّه البِعَادُ) والسَّبَب؛ لأنَّ البِعَادَ مصدرُ الفِعْلِ بَاعَدَ، وَالمصْدَرُ الآخَرُ مِنْهَا (مُبَاعَدَة) وَتَعْنِي: البُعْد.
20- يَقُولُونَ: (اشتَرَيتُ بَطِّيخًا) وَالصَّوَابُ: (اشتَرَيتُ بِطِّيخًا) والسَّبَب؛ عَدَمُ وُجُود اسمٍ فِي اللُّغَة العَرَبيَّة عَلَى وَزن فَعِّيل، كَمَا أورَدَ ذَلكَ صَاحبُ المصبَاح المنِيرِ.
21- يَقُولُونَ: (وَضَعتُ الكُتُبَ عَلَى المكتَبِ فَوقَ بعضِهَا) وَالصَّوَابُ: (وَضَعتُ الكُتُبَ بَعضَهَا فَوقَ بَعضٍ) والسَّبَب؛ لأنَّ العبَارَةَ الأولَى تُفيدُ أنَّكَ وَضَعتَ كُلَّ الكُتُبِ فَوقَ بَعض منهَا، وَهَذَا لا يَتَأتَّى، إذْ مِنْ أينَ (بَعضهَا) الَّتِى وَضَعتَ عَلَيهَا الكُتُبَ كُلّهَا؟ فَفِي العبَارَة تَنَاقُضٌ، وإذَا قُلتَ: وَقفَ الجُنُودُ وَرَاءُ بَعضهِم، كَانَ الأسلُوبُ خَطَأً أيضًا، إذْ فيه تَنَاقُضٌ كَالسَّابق، وَالصَّوَابُ قَوْلُكَ: وَقَفَ الجُنُودُ بَعضُهُم وَرَاءَ بَعضٍ.
22- يَقُولُونَ: (هَذَانِ بَنَّايَان مَاهِرَان) وَالصَّوَابُ: (هَذَانِ بنَّاءَان أوْ بنَّاوَان مَاهِرَان) والسَّبَب؛ لأنَّ الاسمَ الممدُودَ إذَا كَانَتْ هَمزَتُهُ مُنقَلبَة، عَنْ أصلٍ (يَاء أو وَاو) فَإنَّنَا نُبقِي عَلَيهَا أو نُبدُلُهَا بِوَاو.
23- يَقُولُونَ: (نَحنُ –بَائعُو الخبز- نَتَظَلَّمُ) وَالصَّوَابُ: (نَحنُ-بَائعِي الخبز- نتَظَلَّمُ) والسَّبَب؛ لأنَّهُ يَجِبُ نَصبُ الاسم التَّالِي (لِنَحنُ) عَلَى الاختصَاص، إذَا كَانَ اسمًا ظاهِرًا (معرَّف بأل أو مُضَاف إلَى مَعرفَة)؛ وَذَلكَ لِبَيَان المقصُود منهُ.
24- يَقُولُونَ: (شَطبَ الكَاتبُ بَعضَ كَلماتٍ فِي مَقَالِهِ) وَالصَّوَابُ: (شَطبَ الكَاتبُ عَنْ بَعضِ كَلماتٍ فِي مَقَالِهِ) والسَّبَب؛ لأنَّ (شَطَبَ) فعلٌ لازمٌ لا يَتَعَدَّى بنَفسه كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ الأُدَبَاءِ.
25- يَقُولُونَ: (انعَقَدَ مَجلسُ الوزَرَاء السَّاعَةَ الحَاديَةَ عَشرَة وَثَلاثينَ دَقيقَة) وَالصَّوَابُ: (انعَقَدَ مَجلسُ الوزَرَاء السَّاعة الحَاديَةَ عَشرَة والثَّلاثِين دَقيقَة أوْ الدَّقيقَة الثَّلاثِينَ) والسَّبَب؛ لأنَّ المعطُوفَ والمعطُوفَ عَلَيه إذَا كَانَا عَدَدَينِ وَجبَ أنْ يَتَّحِدَا فِي التَّعريف والتَّنكير.
26- يَقُولُونَ: (جَاءَ تَميمٌ ثُمَّ جَاءَ يَاسرٌ بَعدَ ذَلكَ) وَالصَّوَابُ: (جَاءَ تَميمٌ ثُمَّ يَاسرٌ) والسَّبَب؛ (يَجُوزُ حَذفُ الفعل الثَّانِي) وَحَذف (بَعدَ ذَلَكَ) وُجُوبًا؛ لأنَّ العطفَ (ثُمَّ) يَحملُ المعنَى نَفسَهُ.
27- يَقُولُونَ: (كَانَ لِي فُلانٌ بِمَثَابَةِ الأخ) وَالصَّوَابُ: (كَانَ لِي فُلانٌ كََالأخ) والسَّبَب؛ لأنَّ وُجُود (بِمَثَابَة) أفسَدَ المعنَى؛ لأنَّهَا تَأتي فِي الجُملَة بِمعنَى: لمنْزِل أوْ مُجتمَع النَّاس بَعدَ تَفَرُّقهم أوِ الجَزَاء، قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة 125] مَثَابَة فِي الآيَة: مُجْتَمَعُ النَّاس.
28- يَقُولُونَ: (عَادَتْ الفدَائيَّاتُ الجَْريحَاتُ إلَى مَيدَان المعرَكَة) وَالصَّوَابُ: (عَادَتْ الفدَائيَّاتُ الجَرحَى) والسَّبَب؛ لأنَّنَا نَقُولُ: رَجُلٌ جَريحٌ وامرَأةٌ جَريحٌ، وَلَمَّا كَانَ المؤنَّثُ لا تَلحَق آخرَهُ التَّاءُ المربُوطَةُ، فَإنَّنَا لا يِحقّ لنَا أنْ نَجمَعَهُ جَمعَ مُؤنَّث سَالِمًا.
29- يَقُولُونَ: (انتَصَرَتْ الجُيُوشُ الإسلامِيَّةُ أجمَعُهَا أو بِأجْمَعِِِهَا) وَالصَّوَابُ: (انتَصَرَتْ الجيُوشُ الإسلاميَّةُ أجمَع) والسَّبَب؛ لأنَّ لفظَةَ (أجمَع) منْ ألفَاظ التَّوكيد المعنَوىِّ الَّتِي لا تُضَافُ أبَدًا، ولا تَدْخُل عَلَيهَا البَاءُ، والأفصَحُ أنْ تَسبقَهَا كَلمَةُ (كُلّ) مُضَافَة إلَى ضَميرٍ مُنَاسبٍ للمؤَكّد، قَالَ الله تَعَالَى: {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [الحجر30-31].
30- يَقُولُونَ: (وُلِدَ فى جُمَادَى الأوَّل) وَالصَّوَابُ: (وُلِدَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى) والسَّبَب؛ لأنَّ كُلَّ شهُورِالسَّنة تَلزَمُ حَالةَ التَّذَكِيرِ إلاَّ جُمَاديين، فَإنَّهُمَا مُؤَنَّثَان، وَيُخطِئ -أيضًا- مَنْ يقُولُ: جُمَادَى الثَّانية، فالصَّحيحُ: جُمَادَى الآخِرَة، وجَمعُ جُمَادَى: جُمَادَيات أو جِمَاد، وَقَدْ تُذَكَّرُ ( ) ..
31- يَقُولُونَ: (يُحَاكَمُ فُلانٌ عَلَى جُنْحَةٍ ارتَكَبَهَا) وَالصَّوَابُ: (يُحَاكَمُ فُلانٌ علَىَ جُرْمٍ أو جُنَاحٍ) والسَّبَب؛ لأنَّ الجُنَاحَ بِمعنَى إثم ارتَكَبَهُ صَاحِبُهُ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكيمًا} [النساء23].َ
32- يَقُولُونَ: (فُلانٌ ذُو صَوت جَهُوْرِيٍّ) وَالصَّوَابُ: (فُلانٌ ذُو صَوتٍ جَهْوَرِىٍّ أوجَهِيرٍ) والسَّبَب؛ لأَنَّ أَصْلَ الفِعْلِ (جَهْوَرَ)، يُقَالُ: جَهْوَرَ فُلانٌ، أي: رَفَعَ الصَّوتَ بالقَول، أي: أظهَرَهُ، وَوَرَدَ فِي القُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه7].
33- يَقُولُونَ: (فُلانٌ حَجَّ إلَى البَيتِ الحَراَم) وَالصَّوَابُ: (فُلانٌ حَجَّ البَيتَ الحَرَام) والسَّبَب؛ لأنَّه يَحجُّهُ حِجًّا، أي: يَقْصُدُهُ، قَالَ الله تَعَالَى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة158] وَنَقُولُ أيضًا: رَجُلٌ حَاجٌّ وَقَومٌ حُجَّاجٌ وَحَجيجٌ.
34- يَقُولُونَ: (وُلِدَ فِي مُحَرَّم) وَالصَّوَابُ: (وُلِدَ فِي المحَرَّم) وَفِي مُستَدرَكِ التَّاجِّ أنَّ هَذَا الشَّهرَ الهجرِيَّ الوَحيدَ الذي أدخَلَ عَلَيه العَربُ (أل) منْ دُونَ الشهُور الأُخَر.
35- يَقُولُونَ: (السَّهْل والحَزَن) وَالصَّوَابُ: (السَّهْل والحَزْنُ) وَالسَّبَبُ؛ لأنَّ الحَزَنَ مثلُ الحُزْنِ نَقيض الفَرَح والسُّرُور، قَالَ تَعاَلىَ: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}[فاطر34 ] وقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف84] أمَّا الحَزْن فَهُوَ مَا غَلظَ وارتَفَعَ منَ الأرضِ، وجَمْعُهُ حُزُون وحُزُن وَهِيَ نَقيضُ السَّهل (أرض مُنبَسِطَة).
36- يَقُولُونَ: (أعْتَذِرُ عَنِ الحُضُور اليَومَ) وَالصَّوَابُ: (أعتذِرُ عَنْ عَدَم الحُضُور اليَومَ) والسَّبَب؛ لأنَّ الاعتذَارَ لا يَكُونُ عَن الحُضُور، ولَكنْ عَن عَدَم الحُضُور.
37- يَقُولُونَ: (أُخِذَ فُلانٌ إلَى المستَشفَى وَهُوَ يَحْتَضِر) وَالصَّوَابُ: (وَهُوَ يُحْتَضَر) والسَّبَب؛ لأنَّنَا نَقُولُ: اُحْتُضِرَ فُلانٌ، أي: حَضَرَهُ الموتُ أوْ احْتَضَرَهُ، ويُقَالُ: احتَضَر المجلِسُ أي: حَضَرَهُ وَنَزَلَ بِهِ مُستَحَقُوهُ، قَالَ تَعَالَى: {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} [القمر28].
38- يَقُولُونَ: (فُلانَةٌ مَحْظيَّةُ فُلانٍ) وَالصَّوَابُ: (فُلانَةٌ حَظِيَّة فُلانٍ) والسَّبَب؛ لأنَّ الحَظِيَّةَ هِي الَّتِي تَكُونُ ذَاتُ حَظٍّ وَمَنْزِلَة وَمَكَانةٍ عندَ زَوجهَا أوْ ذِي سُلْطَانٍ، وفعلُهَا: حَظِى يحظَى حُظوَة وحَظوَة وحِِظَةً.
39- يَقُولُونَ: (وَيُسمُّونَ النَّبَاتَ ذَا الحَبِّ الأصْفَرِ: الحِلْبَة) وَالصَّوَابُ: (الحُلْبَة) حَيثُ وَرَدَ فِي الحَديثِ( ): "لَو يَعلَمُ النَّاسُ مَا فِي الحُلبَة لاشتَرَوهَا ولَو بِوزَنِهَا ذَهَبًا" وَجمعُ الحُلبَة (حُلَبُ) وَقَد ذَكَرَ ابنُ البَيطَار فِي مُفرَدَاتِهِ فَوَائدَ صِحِيَّةً كَثيرةً للحُلبَة.
40- يَقُولُونَ: (رَأَى يُوسُفُ فِي الحِلْم أنَّ أحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا..) وَالصَّوَابُ: (رَأَى يُوسُفُ فِي الحُلْم أوْ الحُلُم أنَّ...) والسَّبَب؛ لأنَّ ضَمَّ الحَاء واللام أو ضَمَّ الحَاء وسُكُون اللام وَرَدَ كُلٌّ منهُمَا فِي المعَاجِم وَالقُرآنِ فِي قَولِهِ تَعَالَى فِي بَيَان وُجُوب أنْ يَستَأذِنَ مَنْ بَلغَ مَبلغَ الرِّجَال قَبلَ الدُّخُول: {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}[ النور59] والحُلُم فِي الآيَة وفِي قرَاءَةٍ بِضَمِّ الحَاء وسُكُونِ اللامِ، أمَّا الحِلْم فَيُطْلَقُ عَلَى مَعنَيَين: الأنَاة وَضَبْط النَّفس، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} [ التوبة14] أمَّا المعنَى الآخَر فَهُوَ العَقلُ، قَالَ تَعَالَى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الطور 23]
41- يَقُولُونَ فى الحَديث الشَّريف: (خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النِّعَم) وَالصَّوَابُ: (خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم) والسَّبَب؛ لأنَّ حُمُر جَمعُ "حِمَار"، والنِّعم جَمعُ "نِعمَة" أمَّا "حُمْر" فَِهي الإبلُ الحَمرَاءُ، وَمَفرَدُهَا: أحْمَرُ، وهِي أَنْفَسُ مَال العَرَب، والنَّعم المرادُ بِهَا الأنعَامُ، وَهُوَ المعنَى المقصُودُ.
42- يَقُولُونَ: (شَارَكَتْ المرأةُ زَوجَهَا تَحَمُّل الأعبَاء) وَالصَّوَابُ: (شَاَركَتْ المرأةُ زَوجَهَا فِي تحَمُّل الأعبَاء) وَالسَّبَبُ؛ لأنَّ الفعلَ (شَارَكَ) مُتَعَدٍّ لِوَاحِدٍ فَقَط بِنَفسِه، قَالَ الله تَعَالَى: {وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ} [ الإسراء64].
43- يَقُولُونَ: (يَجمَعُونَ الحَارَةَ عَلَى حَوارِي) وَالصَّوَابُ: (حَارَات) والسَّبَب؛ لأنَّ (حَوَارِي فُلانٍ) أي: خَاصَّتهُ مِنْ أصحَابِهِ وَأنصَاره، فَطَلحَةُ مَثَلاً مِنْ حَوَارِيِّ النَّبيِّ الكَريم فَلا يَجُوزُ جَمع حَارَة عَلَى (حَوَارِيّ)، وَهُنَاكَ أَيْضًا الحَوَارِيُّونَ أَتْبَاعُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
44- يَقُولُونَ: (احْتَارَ فِي أمرِهِ) وَالصَّوَابُ: (حَارَ فِي أمرِهِ) لأنَّ الفعلَ احْتَارَ لَمْ تَتَفَوَّه بِهِ العَرَبُ.
45- يَقُولُونَ: (يُهَرِّبُ فُلانٌ المُخدَّرَات) وَالصَّوَابُ: (يُهَرِّبُ فُلانٌ المُخَدِّرَات) لأنَّ المخدِّرَات اسمُ فَاعلٍ جَمْع مُخَدِّر، أمَّا قَولنَا: المخَدَّرَات فَهُنَّ النِّسَاءُ اللوَاتِي يُقِمْنَ فِي خُــدُورِهِنَّ، أي: بُيُوتِهِنَّ.
46- يَقُولُونَ: (دَخَلتَ وإذَا صدَيقي خَرَجَ) وَالصَّوَابُ: (دَخَلتُ وإذَا صَديقِي قدَ خَرجَ) والسَّبَب؛ لأنَّّ زِيَادَةَ (قَد) تُقَرِّبُ زَمَنَ الفعلِ المَاضِي مِنْ زَمَن الحَال.
47- يَقُولُونَ: (فُلانٌ حَسَنُ الخَصَائل، حُلوُ الشَّمَائل) وَالصَّوَابُ: (فُلانٌ حَسَنُ الخِصَالِ....) وَذَلكَ؛ لأنّ الخَصَائلَ جَمعُ خَصيلَة، والخَصيلَة هِي كُلُّ قَطعَةٍ منَ اللحمِ أوْ اللفيفَة منَ الشَّعر، أمَّا الخصَالُ جَمعُ خَصْلَة، وَهِي خُلُقٌ فِي الإنسَان حَسَنٌ أوْ سَيِّئٌ.
48- يَقُولُونَ: (أُعلِنَتْ خُطْبةُ فُلانٍ) وَالصَّوَابُ: (أُعلنَتْ خِطْبَةُ فُلانٍ) والسَّبَب؛ لأنَّ الخِطبةَ مُقَدَّمةُ الزَّوَاج، أمَّا الخُطبَة فَمَعْنَاهَا قَولٌ يُلقَى عَلَى جَمعٍ مَنَ النَّاس؛ بِحَيثُ يَتَوفَّر فيهِ فَنُّ الاستمَالة والإقنَاع.
49- يَقُولُونَ: (رَسمنَا خِطَّةً للفَتك بالعَدوِّ) وَالصَّوَابُ: (رَسمنَا خُطَّةً للفَتكِ بالعَدوِّ) والسَّبَب؛ لأنَّ (خِطَّة) مَكَانٌ مُختَطٌّ للعمَارَة أوْ عَلامَة مُمَيَّزَة، أمَّا (الخُطَّة) نِظَامٌ مُعيَّنٌ مَدرُوسٌ بِعِنَايَةٍ، وَهُوَ المعنَى المقصُود فِي العبَارَة.
50- يَقُولُونَ: (دَارَ فِي خُلْدِ فُلانٍ) وَالصَّوَابُ: (دَارَ فِي خَلَدِ فُلانٍ كَذَا وَكَذَا) والسَّبَب؛ لأنَّ (الخَلَدَ) بالُهُ أو قلبُهُ أو نفسُهُ،والخَلَدُ جَمْعُهُ أخْلادٌ.
عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 28.10.08 8:28 عدل 2 مرات