خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    لازم المذهب .. و .. التكفير باللازم

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية لازم المذهب .. و .. التكفير باللازم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.08 12:53

    ( لازم المذهب) و ( التكفير باللازم)
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    من يتكرم علينا ببيان نافع حول
    ( لازم المذهب هل هو مذهب..؟
    وهل يدخل التكفير باللازم تحت الكلام على لازم المذهب..؟)
    أرجو الإفادة وبوركتم
    ===================
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    لازم المذهب ليس بمذهب، إلا إذا التزمه صاحب القول

    وهذه بعض النقولات للفائدة





    درء التعارض لابن تيمية ج: 8 ص: 108
    ولكن لازم المذهب ليس بمذهب وليس كل من قال قولا التزم لوازمه التي صرح بفسادها بل قد يتفق العقلاء على مقدمة وان تناقض بعضهم في لوازمها




    مجموع الفتاوى ج: 16 ص: 461
    000 لكن هذا كله لازم المذهب و هو يدل على بطلانه و لازم المذهب لا يجب أن يكون مذهبا بل أكثر الناس يقولون أقوالا و لا يلتزمون لوازمها فلا يلزم إذا قال القائل ما يستلزم التعطيل أن يكون معتقد للتعطيل بل يكون معتقدا للإثبات و لكن لا يعرف ذلك اللزوم




    مجموع الفتاوى(20/217)

    وسئل
    شيخ الإسلام قدس الله روحه هل لازم المذهب مذهب أم لا‏؟‏‏.‏
    فأجاب‏:‏ وأما قول السائل‏:‏ هل لازم المذهب مذهب أم ليس بمذهب ‏؟‏ فالصواب‏:‏ أن مذهب الإنسان ليس بمذهب له إذا لم يلتزمه، فإنه إذا كان قد أنكره ونفاه كانت إضافته إليه كذبا عليه بل ذلك يدل على فساد قوله وتناقضه في المقال غير التزامه اللوازم التي يظهر أنها من قبل الكفر والمحال مما هو أكثر فالذين قالوا بأقوال يلزمها أقوال يعلم أنه لا يلتزمها لكن لم يعلم أنها تلزمه ولو كان لازم المذهب مذهبا للزم تكفير كل من قال عن الاستواء أو غيره من الصفات أنه مجاز ليس بحقيقة، فإن لازم هذا القول يقتضي أن لا يكون شيء من أسمائه أو صفاته حقيقة وكل من لم يثبت بين الاسمين قدرا مشتركا لزم أن لا يكون شيء من الإيمان بالله ومعرفته والإقرار به إيمانا، فإنه ما من شيء يثبته القلب إلا ويقال فيه نظير ما يقال في الآخر ولازم قول هؤلاء يستلزم قول غلاة الملاحدة المعطلين الذين هم أكفر من اليهود والنصارى‏.‏
    لكن نعلم أن كثيرا ممن ينفي ذلك لا يعلم لوازم قوله بل كثير منهم يتوهم أن الحقيقة ليست إلا محض حقائق المخلوقين وهؤلاء جهال بمسمى الحقيقة والمجاز وقولهم افتراء على اللغة والشرع وإلا فقد يكون المعنى الذي يقصد به نفي الحقيقة نفي مماثلة صفات الرب سبحانه لصفات المخلوقين قيل له‏:‏ أحسنت في نفي هذا المعنى الفاسد ولكن أخطأت في ظنك أن هذا هو حقيقة ما وصف الله به نفسه فصار هذا بمنزلة من قال‏:‏ إن الله ليس بسميع حقيقة، ولا بصير حقيقة، ولا متكلم حقيقة، لأن الحقيقة في ذلك هو ما يعهده من سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم والله تعالى منزه عن ذلك‏.‏
    فيقال له‏:‏ أصبت في تنزيه الله عن مماثلته خلقه، لكن أخطأت في ظنك أنه إذا كان الله سميعا حقيقة بصيرا حقيقة متكلما حقيقة كان هذا متضمنا لمماثلته خلقه‏.‏ فكذلك لو قال القائل‏:‏ إذا قلنا‏:‏ إنه مستو على عرشه حقيقة لزم التجسيم والله منزه عنه فيقال له‏:‏ هذا المعنى الذي سميته تجسيما ونفيته هو لازم لك إذا قلت‏:‏ إن له علما حقيقة، وقدرة حقيقة وسمعا حقيقة‏:‏ وبصرا حقيقة، وكلاما حقيقة، وكذلك سائر ما أثبته من الصفات، فإن هذه الصفات هي في حقنا أعراض قائمة بجسم فإذا كنت تثبتها لله تعالى مع تنزيهك له عن مماثلة المخلوقات وما يدخل في ذلك من التجسيم‏:‏ فكذلك القول في الاستواء، ولا فرق‏.‏
    فإن قلت‏:‏ أهل اللغة إنما وضعوا هذه الألفاظ لما يختص به المخلوق فلا يكون حقيقة في غير ذلك‏.‏
    قلت‏:‏ ولكن هذا خطأ بإجماع الأمم‏:‏ مسلمهم وكافرهم وبإجماع أهل اللغات فضلا عن أهل الشرائع والديانات وهذا نظير قول من يقول‏:‏ إن لفظ الوجه إنما يستعمل حقيقة في وجه الإنسان دون وجه الحيوان والملك والجني أو لفظ العلم إنما استعمل حقيقة في علم الإنسان دون علم الملك والجني ونحو ذلك بل قد بينا أن أسماء الصفات عند أهل اللغة بحسب ما تضاف إليه، فالقدر المشترك أن نسبة كل صفة إلى موصوفها كنسبة تلك الصفة إلى موصوفها فالقدر المشترك هو النسبة فنسبة علم الملك والجني ووجوههما إليه كنسبة علم الإنسان ووجهه إليه وهكذا في سائر الصفات والله أعلم ‏.‏
    فأجاب‏:‏ وأما قول السائل‏:‏ هل لازم المذهب مذهب أم ليس بمذهب ‏؟‏ فالصواب‏:‏ أن مذهب الإنسان ليس بمذهب له إذا لم يلتزمه، فإنه إذا كان قد أنكره ونفاه كانت إضافته إليه كذبا عليه بل ذلك يدل على فساد قوله وتناقضه في المقال غير التزامه اللوازم التي يظهر أنها من قبل الكفر والمحال مما هو أكثر فالذين قالوا بأقوال يلزمها أقوال يعلم أنه لا يلتزمها لكن لم يعلم أنها تلزمه ولو كان لازم المذهب مذهبا للزم تكفير كل من قال عن الاستواء أو غيره من الصفات أنه مجاز ليس بحقيقة، فإن لازم هذا القول يقتضي أن لا يكون شيء من أسمائه أو صفاته حقيقة وكل من لم يثبت بين الاسمين قدرا مشتركا لزم أن لا يكون شيء من الإيمان بالله ومعرفته والإقرار به إيمانا، فإنه ما من شيء يثبته القلب إلا ويقال فيه نظير ما يقال في الآخر ولازم قول هؤلاء يستلزم قول غلاة الملاحدة المعطلين الذين هم أكفر من اليهود والنصارى‏.‏
    لكن نعلم أن كثيرا ممن ينفي ذلك لا يعلم لوازم قوله بل كثير منهم يتوهم أن الحقيقة ليست إلا محض حقائق المخلوقين وهؤلاء جهال بمسمى الحقيقة والمجاز وقولهم افتراء على اللغة والشرع وإلا فقد يكون المعنى الذي يقصد به نفي الحقيقة نفي مماثلة صفات الرب سبحانه لصفات المخلوقين قيل له‏:‏ أحسنت في نفي هذا المعنى الفاسد ولكن أخطأت في ظنك أن هذا هو حقيقة ما وصف الله به نفسه فصار هذا بمنزلة من قال‏:‏ إن الله ليس بسميع حقيقة، ولا بصير حقيقة، ولا متكلم حقيقة، لأن الحقيقة في ذلك هو ما يعهده من سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم والله تعالى منزه عن ذلك‏.‏ فيقال له‏:‏ أصبت في تنزيه الله عن مماثلته خلقه، لكن أخطأت في ظنك أنه إذا كان الله سميعا حقيقة بصيرا حقيقة متكلما حقيقة كان هذا متضمنا لمماثلته خلقه‏.‏
    فكذلك لو قال القائل‏:‏ إذا قلنا‏:‏ إنه مستو على عرشه حقيقة لزم التجسيم والله منزه عنه فيقال له‏:‏ هذا المعنى الذي سميته تجسيما ونفيته هو لازم لك إذا قلت‏:‏ إن له علما حقيقة، وقدرة حقيقة وسمعا حقيقة‏:‏ وبصرا حقيقة، وكلاما حقيقة، وكذلك سائر ما أثبته من الصفات، فإن هذه الصفات هي في حقنا أعراض قائمة بجسم فإذا كنت تثبتها لله تعالى مع تنزيهك له عن مماثلة المخلوقات وما يدخل في ذلك من التجسيم‏:‏ فكذلك القول في الاستواء، ولا فرق‏.‏
    فإن قلت‏:‏ أهل اللغة إنما وضعوا هذه الألفاظ لما يختص به المخلوق فلا يكون حقيقة في غير ذلك‏.‏ قلت‏:‏ ولكن هذا خطأ بإجماع الأمم‏:‏ مسلمهم وكافرهم وبإجماع أهل اللغات فضلا عن أهل الشرائع والديانات وهذا نظير قول من يقول‏:‏ إن لفظ الوجه إنما يستعمل حقيقة في وجه الإنسان دون وجه الحيوان والملك والجني أو لفظ العلم إنما استعمل حقيقة في علم الإنسان دون علم الملك والجني ونحو ذلك بل قد بينا أن أسماء الصفات عند أهل اللغة بحسب ما تضاف إليه، فالقدر المشترك أن نسبة كل صفة إلى موصوفها كنسبة تلك الصفة إلى موصوفها فالقدر المشترك هو النسبة فنسبة علم الملك والجني ووجوههما إليه كنسبة علم الإنسان ووجهه إليه وهكذا في سائر الصفات والله أعلم ‏.‏
    مجموع الفتاوى ج: 29 ص: 41
    و على هذا فلازم قول الانسان نوعان

    أحدهما لازم قوله الحق فهذا مما يجب عليه أن يلتزمه فان لازم الحق حق و يجوز أن يضاف إليه إذا علم من حاله أنه لا يمتنع من التزامه بعد ظهوره و كثير مما يضيفه الناس الى مذهب الأئمة من هذا الباب

    و الثانى لازم قوله الذي ليس بحق فهذا لا يجب التزامه إذ أكثر ما فيه أنه قد تناقض و قد ثبت أن التناقض و اقع من كل عالم غير النبيين ثم ان عرف من حاله أنه يلتزمه بعد ظهوره له فقد يضاف إليه و إلا فلا يجوز أن يضاف إليه قول لو ظهر له فساده لم يلتزمه لكونه قد قال ما يلزمه و هو لا يشعر بفساد ذلك القول و لا يلزمه

    و هذا التفصيل فى اختلاف الناس فى لازم المذهب هل هو مذهب أو ليس بمذهب هو أجود من إطلاق أحدهما فما كان من اللوازم يرضاه القائل بعد و ضوحه له فهو قوله و ما لا يرضاه فليس قوله و إن كان متناقضا

    و هو الفرق بين اللازم الذي يجب التزامه مع ملزوم اللازم الذي يجب ترك الملزوم للزومه فاذا عرف هذا عرف الفرق بين الواجب من المقالات و الواقع منها و هذا متوجه في اللوازم التى لم يصرح هو بعدم لزومها

    فأما إذا نفي هو اللزوم لم يجز أن يضاف إليه اللازم بحال

    و إلا لأضيف إلى كل عالم ما اعتقدنا أن النبى صلى الله عليه و سلم قاله لكونه ملتزما لرسالته فلما لم يضف إليه ما نفاه عن الرسول و إن كان لازما له ظهر الفرق بين اللازم الذي لم ينفه و اللازم الذي نفاه و لا يلزم من كونه نص على الحكم نفيه للزوم ما يلزمه لأنه قد يكون عن اجتهادين فى و قتين.

    عبدالرحمن بن عمر الفقيه
    =================
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذا كلام طيب للأخت الفاضلة " كاملة الكوَّاري " وفقها الله
    في كتابها " المجلَّى شرح القواعد المثلى للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله "

    ************** ( ملحق القاعدة الرابعة ) *************

    ثانياً : لازم المذهب :

    ذكرنا معنى اللازم فيما سبق :
    و المقصود بلازم القول : ما يلزم من ثبوت القول ثبوته عقلاً أو شرعاً أو لغة ولم يذكر في الكلام كما سبق أن ذكرنا 0
    واللازم قد يكون واضحاً بيناً وقد يكون خفياً فاللازم الخفي هو الذي يحتاج في إثبات لزومه لغيره إلى دليل كلزوم الحدوث للعالم فلا يجزم بالحدوث إلا بدليل وإن اختلفوا في نوع الدليل فالمتكلمون يستدلون بأنه متغير وكل متغير حادث وأما القرآن فيستدل بحدوثه بقوله تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } والشاهد من الآية واضح 0
    وأما اللازم البين الواضح فهو الذي لا يحتاج في إثبات لزومه لغيره إلى دليل 0
    مثاله : لزوم الشجاعة للأسد والفردية للثلاثة فإن لزوم هذين لملزوميهما لا يفتقر إلى دليل 0
    وينقسم اللازم البين إلى قسمين :
    أ- لازم بين بالمعنى الأخص وهو ما يكفى فيه تصور الملزوم فقط للجزم باللزوم بينه وبين اللازم 0
    مثاله : الزوجية للأربعة فإذا تصورنا الأربعة جزمنا بالزوجية .
    ب- لازم بين بالمعنى الأعم وهو ما لابد فيه من تصور الملزوم واللازم حتى نجزم باللزوم بينهما 0
    مثاله :لزوم مغايرة الإنسان للفرس فلا يلزم من تصور الإنسان تصور مغايرته للفرس بل إذا تصورت الإنسان وتصورت الفرس تجزم بلزوم المغايرة بينهما 0
    ويشترط المحققون من المناطقة في اللازم أن يكون بيناً بالمعنى الأخص لا غيره وسيأتي الأقوال الأخرى في المسألة 0
    انظر تحرير المقال فيما تصح نسبته للمجتهد من الأقوال د 0 عياض ص 88 والمنطق الوافي لحسن حنبل ( 1/20) وشرح السلم للجندي ص 13

    مثال للازم :
    اختلف الفقهاء في الإقالة هل هي فسخ أو بيع 0
    والإقالة : هي أن يقيل البائع المشتري أو المشتري البائع فلا يلزم أحدهما الآخر بالعقد بل له أن يفسخه .
    فمذهب الحنابلة أنه فسخ كما في الشـرح الممتـع للشيـخ ابن عثيمين ( 8/382) و مذهب المالكية أنه بيع كما في شرح الخرشي على خليل (5/166) والإشـراف علـى مذاهـب الخـلاف للقاضـي عبد الوهاب ( 1/282)
    ويترتب على هذا الخلاف أمور ذكرها ابن رجب في القواعد ص 379 ، و ( 3/309) من الطبعة التي حققها مشهور آل سلمان .
    فمن قال إنه بيع يلزم منه أنه يشترط له شروط البيوع ومن قال إنه فسخ فإنه لا يشترط ذلك .
    وانظر أمثلة أخرى في كتاب تحرير المقال د 0 عياض السلمي ص 88 ونشر البنود على مراقي السعود للعلوي (1/110)



    ثالثاً :
    هل لازم المذهب مذهب :

    قبل أن نذكر الخلاف في المسألة لابد أن نحرر محل النزاع كما ذكر المؤلف سابقاً .

    1- لازم قول الله عز وجل ولازم قول الرسول صلى الله عليه وسلم قول لأن لازم قولهما حق كما سبق .
    2- إذا التزم القائل باللازم أصبح قولاً له وإذا لم يلتزمه لم يكن قولاً له وقد سبق ذلك
    3- إذا سكت عن اللازم فهل يكون قولاً أو مذهباً له أم لا ؟

    اختلف في هذا على أربعة أقوال : -

    الأول :
    أنه ليس مذهباً له وقد سبق أدلة ذلك

    قال الشاطبي في الاعتصام (2/64) : ولازم المذهب : هل هو مذهب أو لا ؟
    هي مسألة مختلف فيها بين أهل الأصول .
    والذي كان يقول به شيوخنا البجائيون و المغربيون ويرون أنه رأى المحققين أيضاً : أن لازم المذهب ليس بمذهب 0

    الثاني :
    أن لازم المذهب مذهب وهو قول الأثرم والخرقي
    انظر الفتاوى (35/289) ، والتخريج د 0 يعقوب ص 290

    الثالث :
    إن لازم المذهب إن كان قريباً فهو مذهب ، وإن كان بعيداً فليس مذهباً 0
    وقال الكوثري فيما نقله عنه السقاف في شرح العقيدة الطحاوية ص364
    " وهذا الاستلزام بين وما يقال من أن لازم المذهب ليس بمذهب إنما هو فيما إذا كان اللزوم غير بين ، فاللازم البين لمذهب العاقل مذهب له ، وأما من يقول بملزوم مع نفيه للازمه البين فلا يُعَدُّ هذا اللازم مذهباً له لكن يسقطه هذا النفي من مرتبة العقلاء إلى درك الأنعام وهذا هو التحقيق في لازم المذهب ……." انتهى ما أردنا نقله 0

    الرابع :
    التفصيل وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في الفتاوى ( 29/42) : لازم قول الإنسان نوعان :

    أحدهما :
    لازم قوله الحق فهذا مما يجب عليه أن يلتزمه فإن لازم الحق حق ويجوز أن يضاف إليه إذا علم من حاله أنه لا يمتنع من التزامه بعد ظهوره وكثير مما يضيفه الناس إلى مذهب الأئمة من هذا الباب
    0
    والثاني :
    لازم قوله الذي ليس بحق فهذا لا يجب التزامه إذ أكثر ما فيه أنه قد تناقض وقد ثبت أن التناقض واقع من كل عالم غير النبيين ثم أن عرف من حاله أنه يلتزمه بعد ظهوره له فقد يضاف إليه وإلا فلا يجوز أن يضاف إليه قول لو ظهر له فساده لم يلتزمه لكونه قد قال ما يلزمه وهو لا يشعر بفساد ذلك القول ولا يلزمه 0
    وهذا القول هو ظاهر كلام الشيخ ابن عثيمين في الكتاب للتعليل الذي ذكره كما سبق أن وضحنا وهذا هو الصواب لأمور

    1- أن لازم القول الصحيح حق فلا تمتنع إضافته إلى المجتهد إذ لا ضرر يلحقه في ذلك 0
    أما اللازم الباطل فلو صحت نسبته للزم تكفير كثير من العلماء كما سبق .
    2- أن التناقض ليس مستحيلاً على المجتهد لكثرة وقوعه كما سبق أن نقلنا عن شيخ الإسلام في ذلك
    3- القول بأن لازم المذهب ليس مذهباً على الإطلاق يتعارض مع ما صنعه علماء المذاهب الأربعة من استنتاج مذاهب الأئمة من فتاواهم بطريق التلازم بين ما أفتوا فيه وسكتوا عنه .
    4- إن كثيراً من اللوازم التي يحكيها العلماء هي ليست لوازم في الحقيقة
    ولهذا يقول ابن القيم في مختصر الصواعق ص 579

    فيا لله كيف لا يستحي العاقل من المجاهرة بالكذب على أئمة الإسلام لكن عذر هذا وأمثاله أنهم يستجيزون نقل المذاهب عن الناس بلازم أقوالهم ، ويجعلون لازم المذهب في ظنهم مذهباً
    كما نقل بعض هؤلاء المباهتين أن مذهب أحمد بن حنبل وأصحابه أن الله لا يرى يوم القيامة ، قال لأنه يقول أنه لا يرى إلا الأجسام وقد قام الدليل على أنه سبحانه وتعالى ليس بجسم ، فلا يكون مرئياً على قولهم
    ونقل هذا أيضاً أن مذهبهم أن الله تعالى يجوز أن يتكلم بشيء ولا يعنى به شيئاً إلزاماً لهم من قولهم إنه لا يعلم تأويل المتشابه إلا الله وبهذا القول الباطل الذي لم يقله أحد من أهل الأرض وكما نقل هذا أو غيره من أهل البهتان أن مذهبهم أن الله جسم إلزاماً لهم بقولهم إن الله مستو على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه موصوف بصفات الكمال ا0هـ.
    وانظر تحرير المقال د 0 عياض ص 92 ، ومنهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد (2/72)

    وأختم الكلام في هذا بما قال الإمام ابن القيم في النونية .

    ولوازم المعنى تراد بذكره ** من عارف بلزومها الحقان
    وسواه ليس بلازم في حقه ** قصد اللوازم وهي ذات بيان
    إذقد يكون لزومها المجهول أو ** قد كان يعلمه بلا نكران
    لكن عرته غفلة بلزومها ** إذ كان ذا سهو وذا نسيان
    ولذاك لم يك لازماً لمذاهب ** العلماء مذهبهم بلا برهان
    فالمقدمون على حكاية ** مذهبهم أولو جهل مع العدوان
    ذاك لا فرق بين ظهوره وخفائه ** قد يذهلون عن اللزوم الداني
    سيما إذا ما كان ليس بلازم ** لكن يظن لزومه بجنان
    لا تشهدوا بالزور ويلكم على ** ما تلزمون شهادة البهتان
    بخلاف لازم ما يقول إلهنا ** ونبينا المعصوم بالبرهان

    والمؤلف رحمه الله يقول : بأن لوازم المعنى لا تكون مقصودة عند ذكره إلا ممن يعرف لزومها له ، فهذا هو الذي يمكن أن يؤخذ بما يلزم ما يثبته من معان ، وأما غيره ممن يجهل اللزوم بينهما فليس بلازم في حقه القصد إلى اللوازم عند ذكر المعنى مهما تكن اللوازم بينة واضحة ، إذ قد يكون لزومها مجهولاً له ، أو يكون معلوماً ولكن أصابته غفلة عن ذلك اللزوم بسبب كثرة سهوه ونسيانه
    ولذلك قرر العلماء بأن لازم المذهب لا يكون مذهباً بلا حجة ولا برهان ، وأن من حكى ذلك عنهم فهو من أجهل الجهل والعدوان ، ولا فرق في ذلك بين اللوازم الظاهرة واللوازم الخفية ، فإن الإنسان قد يذهل عن اللازم القريب
    وهذا الحكم إنما هو بالنسبة إلى اللوازم التي ثبت لزومها ، أما ما ليس بلازم في الحقيقة ولكن يظن الذهن لزومه فهذا أولى أن لا يعتبر لازماً فلا تشهدوا أيها المعطلة على ما تلزموننا به شهادة زور وبهتان فترمونا بالقول بتلك اللوازم ، وأنها مذهب لنا ، مع أنا لم نقصدها ولم تخطر لنا في الأذهان عند إثبات الصفات للرحمن ا 0 هـ
    من شرح الشيخ خليل هراس (2/253) 0 ا.هـ
    والنقل
    لطفــــــاً .. من هنــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 18:41