بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد
لما كتب موضوع (( القطب أحمد البدوي )) http://www.almjhool.net/vb/showthread.php?t=1
وضعت احتمالا أن يكون القطب أحمد البدوي شخصية خيالية ليس لها وجود وذلك أني لم أجد اسنادا صحيحا إليه ولم يذكره المؤرخون في كتبهم وقلت : (( بقيت نقطة مهمة في هذا المبحث و هي أن المؤرخين الذين هم أقرب عهدا من هؤلاء لم يذكروا البدوي الأسطورة فهذا الإمام الذهبي المتوفى سنة 748 لم يذكره في كتبه مثل تاريخ الإسلام والعبر ، ، وكذلك ابن الوردي المتوفى سنة 749 هجري لم يذكره في تاريخه وهو يذكر بعض الأعيان في نهاية كل سنة ، وكذلك ابن كثير المتوفى سنة 774 هجري لم يذكره في تاريخ البداية والنهاية ، وهو يذكر وفيات المشاهير في نهاية كل سنة ، وكذلك الملك المؤيد أبو الفداء المتوفى سنة 732 هجري لم يذكره في تاريخ المسمى المختصر في أخبار البشر .
فهذا يدل على أحد أمرين ، فالأول أن البدوي لم يكن من المشاهير ، ولم تعرف عنه تلك الحكايات والأساطير التي يحكيها المتصوفة عنه فكان مجرد رجل عادي من عامة المسلمين أو أنه على أقل تقدير أنه أحد الصالحين الأتقياء الأخفياء ولم يظهر في حياته ما يجعل له صيت عال فلم يعرفه مؤرخو الإسلام وهم الأقرب إلى عصره ، وعرفه متأخري الصوفية .
أما الاحتمال الآخر فهو أنه لم يكن في ذلك الزمان رجل أسمه أحمد البدوي ، وإنما هذه أسطورة من اختراع الصوفية أو المنتفعين من سدان الأضرحة ، والله تعالى أعلم ))
ولكن وجدنا ما يهدم ما سبق من نتيجة واحتمالات فقد كان البودي موجودا يزوره الناس ويطلبون البركة منه ويصرفون إليه خصائص الرب عز وجل والعياذ بالله في أن يحفظ لهم أنعامهم وزروعهم مع أنه لا يصلي ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل يتبول في المسجد وهذا جاء في قصة أخرجها المقريزي في درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة قال : (( أخبرنا شيخنا المقرئ النحوي شمس الدين محمد بن محمد الغماري رحمه الله قال أخبرنا شيخنا العلامة أثير الدين أبو حيان النفري رحمه الله قال : ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكل بن البابا المسير معه بالزيارة للشيخ المعتقد أحمد البدوي بناحية طنتدى فوافيناه يوم الجمعة فإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس تأتيه أفواجاً فمنهم من يقول : يا سيدي خاطرك مع غنمي ومنهم من يقول : خاطرك مع بقري ومنهم من يقول : زرعي إلى أن حان وقت صلاة الجمعة فنزلنا معه إلى الجامع بتنطدى وجلسنا في انتظار الصلاة ، فلما فرغ الخطيب من خطبة الجمعة وأقيمت الصلاة وقمنا لأداء الصلاة وضع الشيخ أحمد البدوي رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس حتى انقضت الصلاة ولم يصل )) [ درر العقود الفريدة ص 77 / 3 ، وذكر السخاوي في الضوء اللامع ترجمة محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الشمس أبي عبد الله الغماري ثم المصري المالكي النحوي ص 150 / 9 ] .
ولن نتكلم عن هذه القصة فلا أظن أن هذا من أفعال الصالحين ، والذي رووا هذه القصة غير متهمين ، والله تعالى أعلم
والنقل
لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــــا
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد
لما كتب موضوع (( القطب أحمد البدوي )) http://www.almjhool.net/vb/showthread.php?t=1
وضعت احتمالا أن يكون القطب أحمد البدوي شخصية خيالية ليس لها وجود وذلك أني لم أجد اسنادا صحيحا إليه ولم يذكره المؤرخون في كتبهم وقلت : (( بقيت نقطة مهمة في هذا المبحث و هي أن المؤرخين الذين هم أقرب عهدا من هؤلاء لم يذكروا البدوي الأسطورة فهذا الإمام الذهبي المتوفى سنة 748 لم يذكره في كتبه مثل تاريخ الإسلام والعبر ، ، وكذلك ابن الوردي المتوفى سنة 749 هجري لم يذكره في تاريخه وهو يذكر بعض الأعيان في نهاية كل سنة ، وكذلك ابن كثير المتوفى سنة 774 هجري لم يذكره في تاريخ البداية والنهاية ، وهو يذكر وفيات المشاهير في نهاية كل سنة ، وكذلك الملك المؤيد أبو الفداء المتوفى سنة 732 هجري لم يذكره في تاريخ المسمى المختصر في أخبار البشر .
فهذا يدل على أحد أمرين ، فالأول أن البدوي لم يكن من المشاهير ، ولم تعرف عنه تلك الحكايات والأساطير التي يحكيها المتصوفة عنه فكان مجرد رجل عادي من عامة المسلمين أو أنه على أقل تقدير أنه أحد الصالحين الأتقياء الأخفياء ولم يظهر في حياته ما يجعل له صيت عال فلم يعرفه مؤرخو الإسلام وهم الأقرب إلى عصره ، وعرفه متأخري الصوفية .
أما الاحتمال الآخر فهو أنه لم يكن في ذلك الزمان رجل أسمه أحمد البدوي ، وإنما هذه أسطورة من اختراع الصوفية أو المنتفعين من سدان الأضرحة ، والله تعالى أعلم ))
ولكن وجدنا ما يهدم ما سبق من نتيجة واحتمالات فقد كان البودي موجودا يزوره الناس ويطلبون البركة منه ويصرفون إليه خصائص الرب عز وجل والعياذ بالله في أن يحفظ لهم أنعامهم وزروعهم مع أنه لا يصلي ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل يتبول في المسجد وهذا جاء في قصة أخرجها المقريزي في درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة قال : (( أخبرنا شيخنا المقرئ النحوي شمس الدين محمد بن محمد الغماري رحمه الله قال أخبرنا شيخنا العلامة أثير الدين أبو حيان النفري رحمه الله قال : ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكل بن البابا المسير معه بالزيارة للشيخ المعتقد أحمد البدوي بناحية طنتدى فوافيناه يوم الجمعة فإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس تأتيه أفواجاً فمنهم من يقول : يا سيدي خاطرك مع غنمي ومنهم من يقول : خاطرك مع بقري ومنهم من يقول : زرعي إلى أن حان وقت صلاة الجمعة فنزلنا معه إلى الجامع بتنطدى وجلسنا في انتظار الصلاة ، فلما فرغ الخطيب من خطبة الجمعة وأقيمت الصلاة وقمنا لأداء الصلاة وضع الشيخ أحمد البدوي رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس حتى انقضت الصلاة ولم يصل )) [ درر العقود الفريدة ص 77 / 3 ، وذكر السخاوي في الضوء اللامع ترجمة محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الشمس أبي عبد الله الغماري ثم المصري المالكي النحوي ص 150 / 9 ] .
ولن نتكلم عن هذه القصة فلا أظن أن هذا من أفعال الصالحين ، والذي رووا هذه القصة غير متهمين ، والله تعالى أعلم
والنقل
لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــــا