ثبات السلفي مع كثرة الفتن !
فضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري :
الحمد لله ، والصلاةوالسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين ،أما بعد : فأيها القراء الكرام ! هذه نصيحة للجميع بالصبر والثبات حتى الممات على منهج السلف الصالح ،فأن الأمة كانت مجتمعة ومتحدة فدب فيها داء الأمم : وهو الاختلاف والتفرق ، وخرجت فيها الفرق الكثيرة والطوائف المتناحرة ،التي بسببهاأريقت الدماء وتفرقت الكلمة وتشتت الجماعة وضعفت الشوكة ؛ فكان من أهل الحق على عادتهم أن ردوا هؤلاء النافرين إلى جادة الحق والصواب إمتثالاً لقوله تعالى : ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ . [ آل عمران : 103 ]،فمن استجاب هدي ومن أبا حذروا منه حماية للمجتمع منشره .
ولقد صدق الصحابي الجليل حذيفة - رضي الله عنه ، وهو صادق في نصحه - دخل أبو مسعودعلى حذيفة فقال له : ( أعهد إلي ؛ فقال له : ألم يأتك اليقين ! قال : بلى وعزة ربي،قال : فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره ، وأن تنكر ما كنت تعرفه ، وإياك والتلون فإن دين الله واحد ) . " سنن البيهقي الكبرى " : (10/42) ، و " مصنف عبد الرزاق " : (11/249) ، و " اعتقاد أهل السنة " - للالكائي - : (1/90) ، و " الإبانة " : (1/189) .
وهذه وصيةأخرى من عبد الله بن مسعود قال : ( إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه ؛ العمل فيه قائد للهوى،وسيأتي بعدكم زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه ؛ الهوى فيه قائد للعمل . اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل ) . وقد أخرج هذا الأثر الإمام مالك في " الموطأ " : (1/173) . عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان : ( إنك في زمان كثير فقهاؤه … )إلى آخره ؛ثم قال بن عبدالبر : ( والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان ) .
هذا في زمانه - رحمه الله - فكيف بزماننا هذا !؟
وعن محمد بن سيرين قال : قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه - : ( إنكم لن تزالوا بخير ما لم تعرفوا ما كنتم تنكرون وتنكروا ما كنتم تعرفون ، وما دام عالمكم يتكلم بينكم غير خائف ) . " الإبانة " : (1/ 190) .
ومصداق ماتقدم ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ،حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤسًا جهالاً فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ؛فضلوا وأضلوا ) .
وقال شيخ الإسلام: ( إن ما عند عوام المسلمين وعلمائهم أهل السنة والجماعة من المعرفة واليقين ، والطمأنينة والجزم بالحق والقول الثابت والقطع بما هم عليه ؛ أمر لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين ) . " مجموع الفتاوى " : (4/48) .
وقالالأصبهاني : ( ومما يدل على أن أهل الحديث هم أهل الحق : أنك لو طالعت إلى جميع كتبهم المصنفة قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وتباعد ما بينهم من الديار ، وسكون كل واحد منهم في قطر من الأقطار . وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها . قولهم في ذلك واحد ونقلهم واحد لا ترى فيهم اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قل . بل لو جمعت جميع ما على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء على قلب واحد وجرى على لسان واحد ، وهل على الحق دليل أبين من هذا !؟ ) . " الانتصار لأصحاب الحديث " للسمعاني : ( ص 45 ) .
الخاتمة :عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من أن يقول : ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )،فقلت : يا رسولالله آمنا بك وبما جئت به ؛ فهل تخاف علينا !؟ ،قال : ( نعم ! إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ) . [ رواه الترمذي : 2140 ، وابن ماجة : 3834 ] .
فاللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
منقول,,,
فضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري :
الحمد لله ، والصلاةوالسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين ،أما بعد : فأيها القراء الكرام ! هذه نصيحة للجميع بالصبر والثبات حتى الممات على منهج السلف الصالح ،فأن الأمة كانت مجتمعة ومتحدة فدب فيها داء الأمم : وهو الاختلاف والتفرق ، وخرجت فيها الفرق الكثيرة والطوائف المتناحرة ،التي بسببهاأريقت الدماء وتفرقت الكلمة وتشتت الجماعة وضعفت الشوكة ؛ فكان من أهل الحق على عادتهم أن ردوا هؤلاء النافرين إلى جادة الحق والصواب إمتثالاً لقوله تعالى : ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ . [ آل عمران : 103 ]،فمن استجاب هدي ومن أبا حذروا منه حماية للمجتمع منشره .
ولقد صدق الصحابي الجليل حذيفة - رضي الله عنه ، وهو صادق في نصحه - دخل أبو مسعودعلى حذيفة فقال له : ( أعهد إلي ؛ فقال له : ألم يأتك اليقين ! قال : بلى وعزة ربي،قال : فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره ، وأن تنكر ما كنت تعرفه ، وإياك والتلون فإن دين الله واحد ) . " سنن البيهقي الكبرى " : (10/42) ، و " مصنف عبد الرزاق " : (11/249) ، و " اعتقاد أهل السنة " - للالكائي - : (1/90) ، و " الإبانة " : (1/189) .
وهذه وصيةأخرى من عبد الله بن مسعود قال : ( إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه ؛ العمل فيه قائد للهوى،وسيأتي بعدكم زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه ؛ الهوى فيه قائد للعمل . اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل ) . وقد أخرج هذا الأثر الإمام مالك في " الموطأ " : (1/173) . عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان : ( إنك في زمان كثير فقهاؤه … )إلى آخره ؛ثم قال بن عبدالبر : ( والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان ) .
هذا في زمانه - رحمه الله - فكيف بزماننا هذا !؟
وعن محمد بن سيرين قال : قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه - : ( إنكم لن تزالوا بخير ما لم تعرفوا ما كنتم تنكرون وتنكروا ما كنتم تعرفون ، وما دام عالمكم يتكلم بينكم غير خائف ) . " الإبانة " : (1/ 190) .
ومصداق ماتقدم ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ،حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤسًا جهالاً فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ؛فضلوا وأضلوا ) .
وقال شيخ الإسلام: ( إن ما عند عوام المسلمين وعلمائهم أهل السنة والجماعة من المعرفة واليقين ، والطمأنينة والجزم بالحق والقول الثابت والقطع بما هم عليه ؛ أمر لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين ) . " مجموع الفتاوى " : (4/48) .
وقالالأصبهاني : ( ومما يدل على أن أهل الحديث هم أهل الحق : أنك لو طالعت إلى جميع كتبهم المصنفة قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وتباعد ما بينهم من الديار ، وسكون كل واحد منهم في قطر من الأقطار . وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها . قولهم في ذلك واحد ونقلهم واحد لا ترى فيهم اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قل . بل لو جمعت جميع ما على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء على قلب واحد وجرى على لسان واحد ، وهل على الحق دليل أبين من هذا !؟ ) . " الانتصار لأصحاب الحديث " للسمعاني : ( ص 45 ) .
الخاتمة :عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من أن يقول : ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )،فقلت : يا رسولالله آمنا بك وبما جئت به ؛ فهل تخاف علينا !؟ ،قال : ( نعم ! إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ) . [ رواه الترمذي : 2140 ، وابن ماجة : 3834 ] .
فاللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
منقول,,,