واجب النصيحة لهم بالأسلوب الأمثل
المناسب لرتبتهم ورفعتهم وعظيم قدرهم
بحجة وبرهان
تقدم معنا بيان خطورة الطعن في العلماء
وبيان أنه قد يعظم الخطب إن كان ذلك ناتج عن جهل
مع الإقرار بوقوع الخطأ منهم بمقتضى بشريتهم
فما الواجب على المسلم الناصح لنفسه حيال ردّهم إلى جادة الصواب
وكيف يكون النصح عملاً بالقاعدة النبوية العامة:
"الدين النصيحة..."
"صحيح الإمام مسلم"(1/74) من حديث تميم الداري–رضي الله عنه.
سلامة للمجتمع عموماً، وللعالم خصوصاً،
ذلك لأن زلت العالم زلة عالم، وحبذا لو كانت من مثله بعد التبيّن كما تقدم .
قال ابن جماعة الكناني – رحمه الله تعالى-
مرشداً ومعلماً :
"ولا يقول –أي :الطالب-لما رآه الشيخ وكان خطأ: هذا خطأ، ولا هذا ليس برأي
بل يحسن خطابه في الرد إلى الصواب
كقوله :
"يظهر أن المصلحة في كذا"
ولا يقول : "الرأي عندي كذا"وشبه لك"
"تذكرة السامع والمتكلم" لابن جماعة الكناني ص(112)
المناسب لرتبتهم ورفعتهم وعظيم قدرهم
بحجة وبرهان
تقدم معنا بيان خطورة الطعن في العلماء
وبيان أنه قد يعظم الخطب إن كان ذلك ناتج عن جهل
مع الإقرار بوقوع الخطأ منهم بمقتضى بشريتهم
فما الواجب على المسلم الناصح لنفسه حيال ردّهم إلى جادة الصواب
وكيف يكون النصح عملاً بالقاعدة النبوية العامة:
"الدين النصيحة..."
"صحيح الإمام مسلم"(1/74) من حديث تميم الداري–رضي الله عنه.
سلامة للمجتمع عموماً، وللعالم خصوصاً،
ذلك لأن زلت العالم زلة عالم، وحبذا لو كانت من مثله بعد التبيّن كما تقدم .
قال ابن جماعة الكناني – رحمه الله تعالى-
مرشداً ومعلماً :
"ولا يقول –أي :الطالب-لما رآه الشيخ وكان خطأ: هذا خطأ، ولا هذا ليس برأي
بل يحسن خطابه في الرد إلى الصواب
كقوله :
"يظهر أن المصلحة في كذا"
ولا يقول : "الرأي عندي كذا"وشبه لك"
"تذكرة السامع والمتكلم" لابن جماعة الكناني ص(112)
وفي هذا أيضاً يقول العلامة ابن عقيل الحنبلي-رحمه الله تعالى-كما في"الواضح":
[b]"ويجتنب القول له "هذا خطأ" أو"غلط" أو"ليس كما تقول"
بل يكون قوله له : " أرأيت إن قال قائل : "يلزم على ما ذكرت كذا" و "إن اعترض على ما ذكرت معترض بكذا"؛
فإن نفوس الكرام الرؤساء المقدمين تأبى خشونة الكلام
إذ لا عادة لهم بذلك
وإذا نفرت عميت القلوب، وجمدت الخواطر، وانسدت أبواب الفوائد
فحرمت كل الفوائد بسفه السفيه، وتقصير الجاهل في حقوق الصدور"
"شرح الكوكب المنير"ص(379) والنقل عن"الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام"ص(239)
وهاكم مثال يجلي فضيلة التناصح المحمود بين عالمين من أعلام المسلمين
أجعله بين ناظريك، تلتمس منه الأدب، وتتحسس منه دماثة الخلق، وتقف فيه على عظيم نفع العلم لأهله . وهو ما ذكره
الإمام الغزالي –رحمه الله تعالى- حيث قال:
"وقد حكي أن يحيى بن يزيد النوفلي كتب إلى مالك بن أنس –رضي الله تعالى عنه- أما بعد:
فقد بلغني أنك تلبس الدقاق، وتأكل الرقاق، وتجلس على الوطئ، وتجعل على بابك حاجباً،
وقد جلست مجلس العلم، وقد ضربت إليك المطي، وارتحل إليك الناس، واتخذوك إماماً، ورضوا بقولك،
فاتق الله يا مالك،
وعليك بالتواضع،كتبت إليك بالنصيحة مني، ما اطلع عليه غير الله –سبحانه وتعالى-
والسلام .
فكتب إليه مالك :
"بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
من مالك بن أنس، إلى يحيى بن يزيد
سلام الله عليك، أما بعد،
فقد وصل إليّ كتابك، فوقع مني موقع النصيحة والشفقة والأدب
أمتعك الله بالتقوى، وجزاك بالنصيحة خيراً،
وأسأل الله تعالى التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فأما ما ذكرت لي أني آكل الرقاق، وألبس الدقاق وأحتجب، وأجلس على الوطئ، فنحن نفعل ذلك
ونستغفر الله تعالى، فقد قال الله تعالى:
"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
وإني لأعلم أن ترك ذلك خير من الدخول فيه
ولا تدعنا من كتابك ، فلسنا ندعك من كتابنا
والسلام .
قال الغزالي-رحمه الله تعالى:
"فانظر إلى إنصاف مالك إذ اعترف أن ترك ذلك خير من الدخول فيه
وأفتى بأنه مباح
وقد صدق فيهما جميعاً
ومثل مالك في منصبه إذا سمحت نفسه بالإنصاف والاعتراف في مثل هذه النصيحة
فتقوى أيضاً نفسه على الوقوف على حدود المباح، حتى لا يحمله ذلك على المراءاة والمداهنة والتجاوز إلى المكروهات
وأما غيره فلا يقدر عليه"
"إحياء علوم الدين"للإمام أبي حامد الغزالي (1/66)
وفي هذا يقول أمير المؤمنين في الحديث سفيان - رحمه الله تعالى:
" قلت لمسعر : تحب أن يخبرك رجل بعيوبك ؟
قال : أما أن يجيء إنسان فيوبخني بها : فلا، وأما أن يجيء ناصح: فنعم"
وقال الإمام عبد الله بن المبارك–رحمه الله تعالى:
" كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره، أمره في ستر، ونهاه في ستر
فيؤجر في ستره، ويؤجر في نهيه
فأما اليوم : فإذا رأى أحد من أحد ما يكره استغضب أخاه، وهتك ستره"
فكيف لو رأى الإمام حالنا اليوم
ونظر كيف تلصق التهم بالأخيار، وتلفق لهم الأقوال وهم الأبرار
ثم يطار بها في الآفاق كل مطار، ويزاد عليها بالأمتار، من ثلة أغمار
والموعد الوقوف بين يدي الجبار .
وقال يحيى بن معين- رحمه الله تعالى:
"ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره
وما استقبلت رجلاً في وجهه بأمر يكرهه
ولكن أبيّن له خطأه فيما بيني وبينه فإن قبل ذلك وإلا تركته"
"سير أعلام النبلاء"(11/83)
" كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره، أمره في ستر، ونهاه في ستر
فيؤجر في ستره، ويؤجر في نهيه
فأما اليوم : فإذا رأى أحد من أحد ما يكره استغضب أخاه، وهتك ستره"
فكيف لو رأى الإمام حالنا اليوم
ونظر كيف تلصق التهم بالأخيار، وتلفق لهم الأقوال وهم الأبرار
ثم يطار بها في الآفاق كل مطار، ويزاد عليها بالأمتار، من ثلة أغمار
والموعد الوقوف بين يدي الجبار .
وقال يحيى بن معين- رحمه الله تعالى:
"ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره
وما استقبلت رجلاً في وجهه بأمر يكرهه
ولكن أبيّن له خطأه فيما بيني وبينه فإن قبل ذلك وإلا تركته"
"سير أعلام النبلاء"(11/83)
وعن عبد الله بن وهب –رحمه الله تعالى- قال :
" كنت عن مالك فسئل عن تخليل الأصابع، فلم يرى ذلك
فتركت حتى خفّ المجلس، فقلت: إن عندنا في ذلك سنة
حدثنا الليث وعمرو بن الحارث عن أبي عُشَّانة عن عقبة بن عامر أن النبي–صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-قال:
"إذا توضأت فخلل أصابع رجليك" فرأيته بعد ذلك يسأل عنه، فيأمر بتحليل الأصابع
وقال لي:
"ما سمعت بهذا الحديث قط إلا الآن"
"سير أعلام النبلاء" للحافظ شمس الدين الذهبي (9/233-234)
[/b]
نقلا عن كتاب
"بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."
نقلا عن كتاب
"بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."