البيانات المصرية في التحذير من الطريقة الجعفرية

ان الصوفية سواء كانت نظرية أم عملية، فى القديم ام فى الحديث ،هى صورة واحدة فاسدة كاسدة ، فقد قامت لتصرف الناس عن عبادة الخالق، إلى عبادة المخلوق. إنسانا كان أم حيوانا، ملكا أم شيطانا، حيا أم ميتا، لتجعل من المسلمين عباد هوى وشهوة وأوثان.

فلسنا أمام فئة تحترم العقل، بل تزدريه وتحقره، ثم تهب في قحة طاغية الجراءة لتشتم الله، وتقدح فى رسول الله ، وتسب اولياء الله ، فكيف يعاب علينا أننا ندافع عن دين الله، وأنا نقول للشيطان: إنك أنت الشيطان؟!

واننا نقتدي في هذا برسولنا وأسوتنا نبينا محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، إذ بدأ دعوته بالدعوة إلى الله وحده، وإلى النهي عن اتخاذ شركاء أو شفعاء من دون الله رب العالمين، بدأ بوحي من الله بدعوة الناس إلى التوحيد الخالص، والنهى عن الشرك بكل صوره واسبابه ، هل نلام إذا هتكنا القناع عن وجه هذا الرجل، ليبصره المخدوعون به، ليبصروه مسخا ثانيا للشيطان؟

إننا في ميدان مستعر الأتون، يقاتلنا فيه عدو دنيء -التصوف- يتراءى أنه الأخ الشفيق الحنو، الندي الرحمة، فلا أقل من أن نحاربه بما يدفع ضره وشره، ويحول بينه وبين القضاء على الرمق الذابل من عقائد المسلمين .

كيف لا والتصوف فيه وشرك مكر وضلال ودهاء :

فالتصوف

- دين يرى في الشيء عين نقيضه، فيؤمن بالشرك توحيدا، وبالكفر إيمانا وتصديقا. !!

- دين يرى في كل شيء إلها يجب أن يعبد، وربا يخلق ما يشاء ويختار!!

- دين يقر أن حقيقة التوحيد الأسمى: هي في الإيمان بأن الله -سبحانه- عين كل شيء!!

- دين لا تجد فيه فيصلا بين القيم، ولا بين حقائق الأشياء، ولا بين الضد وضده، ولا بين النقيض ونقيضه!!

- دين يقول عن القاتل، عن السارق، عن الباغي، عن كل وغد تسفل في دناءته، عن كل طاغية بغى في تجبره. يقول عن كل هؤلاء: إنهم تعينات الذات الإلهية!!

- دين يدعوه الى الى التواكل والبطالة ،ويذهد فى التوكل والكسب والتجارة ، وتدمير ما تشيدون من معال واعمال ،وينسف كل ما أسستم من أمجاد !!

- دين يدعو الى هتك ما تحمون من أعراض ، ففيه المواخير مفتحة الأبواب، ممهدة الفجاج. ومباءات البغاء تفتح ذراعيها الملهوفتين لكل شريد من ذئاب البشر, وحانات الخمور تطغى على قدسية المساجد !!

ذالكم هو دين التصوف في وسائله وغاياته، وتلك هي رواحنيته العليا . (2)

وليس هذا عن منهج الصوفية بعجيب ، ولا بسير أربابها بغريب ،فان من سبر احوالهم ،وتعمق فى اغوارهم ،وأرٌخ أصول نشأتهم ومصادر وعقيدتهم ،أيقن " أن الصوفية تنتسب الى كل نحلة مارقة، وتنتهب منها أخبث ما تدين به، ثم تفتريه لنفسها، مؤمنة به، وتحمل على الإيمان به كل أتباعها.

ان المتصفح لهذه الرسالة ،متجردا من الهوى والتعصب ،متوشحا بالعدل والانصاف ،راجيا ربه ان يقيه من الزيغ والانحراف ، ليوقن ان صالح الجعفرى ما هو الا : ابن عربي في زندقته، وابن الفارض في وثنيته،و الحلاج فى وحدته ، والبسطامى فى فجره وجراته، والشعراني في خباله وفحش سجيته، --------، فانك لو تدبرت اقواله واقوالهم ، وكتبه وكتبهم ،وقصائده وقصائدهم تجد صدق ما قد كتبناه، وحقيقة ما ادعاه .

وهذا يا اخى نصحى لك و لاخوانى :

1- عليكم - هداكم الله - بالعلم الشرعى ودعاته، وانبذوا الجهل وسادته .

- قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى (3) : الجهل والظلم هما اصل كل شر كما قال سبحانه وتعالى " وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا "الاحزاب:72"

- قال الحافظ بن القيم رحمه الله تعالى (4) : أخبر سبحانه ان الجهال شر الدواب على اختلاف اصنافها :من الحمير والسباع والكلاب والحشرات وسائر الدواب ، فالجهال اشر منهم ،وليس على دين الرسل اضر من الجهال ،بل هم اعدءهم على الحقيقة .

2- تحروا وابحثوا - ارشدكم الله - عن اهل السنة والجماعة ، اتباع المنهج السلفى النقى، الظاهر الساطع البهى ، الذى لا ريبة ولا مرية فيه ، فانهم بحمد الله منتشرون ، وبالحق منصورون، وعلى اهل الضلال ظاهرون ،ففتشوا عنهم ولا تعشوا اعينكم عنهم ،وعليكم بالسنة استمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ،واياكم ثم اياكم والبدعة واهلها ، والمحدثات وشرها ، ففروا منها ، ولا تستشرفوا لناعقها ، ولا تركنوا لحماتها فتصيبكم فتنة اوتهلكوا مع اهلها .

- قال الامام محمد بن سيرين رحمه الله تعالى :

إن هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم. (أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه ).

3- ثم اياكم وكتب هذه الفرق المنحرفة ، ومجالسهم المنتكسة ، فلا تقراوا كتبهم ولا تقعدوا معهم ، فهى كتب بدع وضلالة، ومجالس غش وخيانة ،عليكم بالعتيق، عليكم بالكتاب والسنة والأثر فإنكم ستجدون فيها الخير والخبر، و فيهم بحق ما يغنيكم ويشفيكم ويهديكم .

- سئل الامام أبا زُرعة الرازى رحمه الله عن الحارث المحاسبي - احد روس هذه الفرقة الضالة- وكتبه : فاجاب بقريب من هذه العبارة للسائل . قلت واين المحاسبى من معاصرينا هؤلاء – وان كانوا جميعا فى الغى سواء .

4- وليكن شعارى وشعاركم : وعجلت لك ربى لترضى ، ولتلهج ألسنتنا بذكرالله وتسبيحه، ولنعمر قلوبنا بالايمان بالله و خشيته ، وجوارحنا بالتضرع الى الله وحده ، والافتقار الى رضاه وعفوه ، والاستعاذة به ومنه ،والفرار منه واليه ، والاستغاثة به وحده دون غيره ، وان لا نصرف اى عبادة : صغيرة او كبيرة ، ظاهرة او باطنة الا لله الواحد الاحد ، الفرد الصمد ، الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .

وهذا يا اخوانى اهدائى : نصيحة من عالم ربانى ،صادعا بالسنة لايمارى ،قامعا للبدعة لا يبالى ،كان عصره عصرا تموج فيه الاهواء والفتن ،فاظهر الله به السنة وقمع به الاحن والمحن .

قال رحمه الله تعالى (5) :

-اعلم أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر فمن السنة لزوم الجماعة و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا .

- والأساس الذي بينا عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة والضلال وأهله في النار، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلاله فقد بينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله وتبين للناس فعلى الناس الاتباع

-واعلم رحمك الله أن الدين إنما جاء من قبل الله تبارك وتعالى لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم وعلمه عند الله وعند رسوله فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الإسلام فإنه لا حجة لك فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته السنة وأوضحها لأصحابه وهم الجماعة وهم السواد الأعظم والسواد الأعظم الحق وأهله .

-واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها فاحذر المحرمات من الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار .

-واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع المخرج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء فإن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختر عليه شيئا فتسقط في النار .

-اعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين أما أحدهما فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يريد إلا الخير فلا يقتدى بزلته ، فإنه هالك ورجل عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة حقيق على من عرفه أن يحذر الناس منه ويبين لهم قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك .

- واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعا مصدقا مسلما فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم فهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس منه .

ثم نقل رحمه الله تعالى أثارا كثيرة فى التحذير من هؤلاء المضلين وبدعهم (6) ،حرى بكل مسلم ان يطلع عليها ، لكننى استللت منها اقوال امام واحد مما يتمسح به القوم ، ويعدونه من رجالهم، وما افضح كذبهم وبهتانهم وزيف ادعاءهم وخبل عقلهم ، حتى وصل بهم الجنون الى عد الصحابة بل والرسول من مؤسسى هذا الدين المجهول ،"انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ" (الأنعام : 24 ) ، هذا الامام هو الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى ، فان المطلع على اثارهذا الامام وتواليفه ، وتواليف اساطين هذه الفرقة اللطيمة ، ليجد نفسه بين مشرق ومغرب .

- قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى :

- من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة .

- لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة .

- من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه .

- من جلس مع أصحاب بدعة في طريق فجز في طريق غيره .

- من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن زوج كريمته مبتدع فقد قطع رحمها ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع .

- آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد .

- إذا علم الله عز وجل من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له وإن قل عمله ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة فلا تكن صاحب بدعة في الله أبدا .

كتبه
العبد الفقير الى عفو ربه ورضاه
ابو خديجة عصام الدين بن أبي السعود
-غفر الله تعالى له-

قال شيخ الإسلام
في منهاج السنة 2/202:

"... والمقصود
أن الإمامية إذا كان لهم قولان = كانوا متنازعين في ذلك كتنازع سائر الناس،
لكنهم فرع على غيرهم في هذا وغيره
؛ فإن مثبتيهم تبع للمثبتة، ونفاتهم تبع للنفاة

إلا ما اختصوا به من افتراء الرافضة فإن الكذب والجهل والتكذيب بالحق الذي اختصوا به لم يشركهم فيه أحد من طوائف الأمة،

وأما ما يتكلمون به في سائر مسائل العلم أصوله وفروعه فهم فيه تبع لغيرهم من الطوائف

يستعيرون كلام الناس فيتكلمون به وما فيه من حق فهو من أهل السنة لا ينفردون عنهم بمسألة واحدة صحيحة لا في الأصول ولا في الفروع.



وقال الإمام ابن تيمية
في منهاج السنة 6/381: