خمسون نصيحة في
أسلوب النصيحة لولاة الأمر
أسلوب النصيحة لولاة الأمر
جمع أبي عبد الله
خالد بن محمد الغرباني
خالد بن محمد الغرباني
المقدمة
بسم الله به استعين وبه توفيقي
اعلم أخي - وفقني الله وإياك إلى طريق السلف – أن نقد الولاة من على المنابر ونصيحتهم بذلك باب من أبواب الشر ، من فتحه فقد فتح باب سوء ، فاحذر كل الحذر من ذلك واعلم أن أول من فتح هذا الباب هو ذو الخويصرة التميمي - قبحه الله - .
فأحببت أن أذكر إخواني الأفاضل ببعض السنن والآثار في كيفية نصيحة ولاة الأمر لتكون نبراسا لكل خطيب ولكل واعظ . وأسأل الله – عز وجل – أن يكون لنا نصيب من قوله تعالى : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..... الآية"
ومن قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) وقوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) .
وبعد ذلك - بارك الله فيك - إليك هذه النبذة السريعة من الشريعة ومن موقف السلف تجاه النصيحة لولاة الأمر . وليس معي جديد وإنما نقل من كتب المتقدمين والمتأخرين . قال تعالى : (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).
فهو جمع أسميته ( خمسون نصيحة في أسلوب النصيحة لولاة الأمر ) .
وكما ترى ليس في هذه الدرر المفيدة الإقرار لظلم الحكام بل النصيحة لهم لكن وفق الأسلوب الشرعي الذي دلنا عليه الشرع الحكيم المطهر ، فلسنا نحرم ولا ننكر النصيحة لولاة الأمر بل ربما تكون أحيانا واجبة ولكننا نكرر ونقول دائما "لا بد أن تكون النصيحة على الطريقة الشرعية"وإن كان البعض يرى ويظن فيها الجبن والخوف من منظوره الضيق ، ويظهر ذلك في عاطفته التي لم يعرضها على الكتاب والسنة ولكنه جعلها عرضة لحماس باطل منبعه من الذين جعلوا غايتهم الوصول إلى كراسي الحكم ولو باسم نصرة الدين .
فللأمراء والحكام المكانة المشروعة فلا يستخف بهم ومما يروى عن عبد الله بن المبارك (ت181هـ) – رحمه الله - أنه قال : من استخف بالعلماء ذهبت أخرته، ومن استخف بالأمراء، ذهبت دنياه ،ومن استخف بالأخوان ذهبت مروءته" (آداب الصحبة 1/62- تاريخ دمشق 32/444).
وكما يحب الإنسان أن يُنصح سرا فكذلك الأمراء والحكام ، وما أحسن قول الشاعر – وينسب للإمام الشافعي (ت204هـ) – رحمه الله - :
تعمدْني بنصحِكَ في انفرادي *** وَجِّنْبني النصيحةَ في الجماعةْ
فإِن النصحَ بين الناسِ نوعٌ *** من التوبيخِ لا أرضى استماعَهْ
وإِن خالفتني وعصيتَ قولي *** فلا تجزعْ إِذا لم تُعْطِ طاعهْ
فإِن النصحَ بين الناسِ نوعٌ *** من التوبيخِ لا أرضى استماعَهْ
وإِن خالفتني وعصيتَ قولي *** فلا تجزعْ إِذا لم تُعْطِ طاعهْ
وعلى حكام المسلمين أن يتقوا الله – عز وجل – وأن يصلحوا أنفسهم حتى يصلح الله لهم رعيتهم فلسنا نبرؤهم من كل عيب ونقص فهم عرضة لذلك مثلنا وهم ولاة أمورنا ولهم منا الدعاء والنصح لكن بالغيب كما في هذه الرسالة المتواضعة .
اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير .
عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 16.08.08 20:27 عدل 1 مرات