خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    (( خمسون نصيحة فى أسلوب النصيحة الى ولاة الأمور ))

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية (( خمسون نصيحة فى أسلوب النصيحة الى ولاة الأمور ))

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.09.10 7:58

    ]((خمسون نصيحة فى أسلوب النصيحة الى ولاة الأمور))[/align]


    (( خمسون نصيحة فى أسلوب النصيحة الى ولاة الأمور )) 470674

    قال أنس: كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سب


    الأمراء.


    وقال أبو الدرداء :إن أول نفاق المرء : طعنه في أمامه.



    وقال أبو إسحاق السبيعي ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره .



    [align=center]جمع أبي عبد الله



    خالد بن محمد الغرباني[/align]

    بسم الله به استعين وبه توفيقي



    اعلم أخي - وفقني الله وإياك إلى طريق السلف - أن نقد الولاة من على المنابر ونصيحتهم بذلك باب من أبواب الشر ، من فتحه فقد فتح
    باب سوء ، فاحذر كل الحذر من ذلك واعلم أن أول من فتح هذا الباب هو ذو الخويصرة التميمي
    - قبحه الله - .



    فأحببت أن أذكر إخواني الأفاضل ببعض السنن والآثار في كيفية نصيحة ولاة الأمر لتكون
    نبراسا لكل خطيب ولكل واعظ .



    وأسأل الله - عز وجل - أن يكون لنا نصيب من قوله تعالى : ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..... الآية)) ومن قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) وقوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) .



    وبعد ذلك بارك الله فيك إليك هذه النبذة السريعة من الشريعة ومن موقف السلف تجاه
    النصيحة لولاة الأمر . وليس معي جديد وإنما نقل من كتب المتقدمين والمتأخرين . قال تعالى : (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).



    فهو جمع اسميته (خمسون نصيحة في أسلوب النصيحة لولاة الأمر)



    عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فأن لم يستطع فبلسانه ، فأن لم يستطع فبقلبه
    ، وذلك اضعف الإيمان ) رواه مسلم .



    وفي المسند : جَلَد عياض بن غنم - رضي الله عنه - صاحب دارا حين فتحت ، فأغلظ له هشام بن حكيم - رضي الله عنه - القول ، حتى غضب عياض ، ثم مكث ليالي ، فأتاه هشام بن حكيم ، فاعتذر إليه ، ثم قال
    هشام لعياض : ألم تسمع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول ( إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس ) قال عياض بن غنم : يا هشام بن حيكم ! قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت ، أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
    : ( من أراد أن ينصح لسلطان بأمر ، فلا يبد له علا نية ، ولكن لياخذ بيده فيخلو به ،
    فإن قبل منه فذاك ، وألا كان قد أدى الذي عليه له) وإنك يا هشام لآنت الجريء إذ تجترىء على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان
    فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى .رواه أحمد وابن أبي عاصم وصححه الألباني في ظلال الجنة2/521-522.



    وعن زياد بن كسيب العدوي قال : كنت مع أبي بكرة - رضي الله عنه - تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال مرداس بن أدية - أحد الخوارج -: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق . فقال أبو بكرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله ) رواه الترمذي ورواه أحمد في مسنده بدون ذكر القصة ولفظه : ( من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا ، أكرمه الله يوم القيامة ومن أهان سلطان
    الله تبارك وتعالى في الدنيا ، أهانه الله يوم القيامة ) . وحسن الحديث العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة 5/376 .



    عن أسامه ابن زيد - رضي الله عنه - أنه قيل له : ألا تدخل على عثمان لتكلمه ؟ فقال : ( أترون أني لا اكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه مادون أن أفتح
    أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه).رواه البخاري ومسلم وهذا سياق مسلم .



    وعن أسيد بن حضير - رضي الله عنه - أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تستعملني كما استعملت فلانا ؟ فقال : ( أنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) وقد بوب عليه النووي في شرح مسلم فقال ( باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم ) وبوب عليه ابن أبي عاصم في السنة فقال :( باب ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر عندما يرى المرء من الأمور التي
    يفعلها الولاة )



    واخرج مسلم في صحيحة عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( خياركم أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين
    تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) قيل يا رسول الله ! أفلا ننابذهم بالسيف ؟ فقال : ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا
    يده من طاعة ) وفي لفظ آخر له : (الا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله
    ولا ينزعن يدا من طاعة).



    وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) .



    وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه - قال : قالوا : يا رسول الله أي الإسلام أفضل ؟ قال ( من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .



    وفي مسند الإمام احمد عن معاذ ابن جبل -رضي الله عنه - قال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس من فعل منهن كان ضامنا ً على الله
    : ( من عاد مريضاً ، أو خرج مع جنازة ، أو خرج غازيا في سبيل الله ، أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره ، أو قعد في بيته فيسل الناس منه ويسلم).



    عن أبي بكرة -رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( السلطان ظل الله في الأرض فمن أكرمه أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله ) .



    وأخرج ابن أبي عاصم -أيضا في السنة عن معاوية ابن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال : لما خرج أبو ذر - رضي الله عنه - إلى الربذة لقيه ركب من أهل العراق ، فقالوا يا أبا ذر قد بلغنا الذي صنع بك فاعقد
    لواءً يأتيك رجال ما شئت . قال : مهلاً مهلاً يا أهل الإسلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( سيكون بعدي سلطان فأعزوه من التمس ذله ثغر في الإسلام ولم يقبل منه توبة حتى يعيدها
    كما كانت ).



    قال سهل بن عبد الله التستري -رجمه الله تعالى - :( لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء فإن عظموا هذين أصلح الله دنياهم
    وأخرهم وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم ) .



    وسمع ابن مسعود - رضي الله عنه- رجلا يقول : هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر . قال ابن مسعود: (هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر ).



    وقال الإمام احمد - رحمه الله - : ( لا يتعرض للسلطان ، فإن سيفه مسلول) الآداب الشرعية (1/197) .



    قال ابن مفلح - رحمه الله - في الآداب الشرعية (1/195-197) : ( ولا ينكر احد على سلطان إلا وعظاَ له وتخويفا أو تحذيرا من العاقبة في الدنيا والآخرة
    ، فإنه يجب ، ويحرم بغير ذلك ، ذكره القاضي وغيره والمراد : ولم يخفى منه بالتخويف والتحذير وإلا سقط وكان حكم ذلك كغيره .



    قال ابن الجوزي - رحمه الله - : الجائز من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع السلاطين : التعريف والوعظ ، فأما تخشين القول نحو : يا ظالم ! يا من لا يخاف الله ! فإن كان ذلك يحرك فتنة يتعدى شررها إلى الغير لم يجز وان لم يخف إلا على نفسه فهو
    جائز عند جمهور العلماء . قال : والذي أراه المنع من ذالك ...)



    قال ابن النحاس - رحمه الله - في كتابه (تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أفعال الهالكين)صـ64: -(ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الأشهاد ، بل يود لو
    كلمه سراً ونصحه خفية ، من غير ثالث لهما).



    قال سعيد بن جمهان - رحمه الله - : أتيت عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - وهو محجوب البصرة ، فسلمت عليه : قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جمهان . قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت قتلته الأزارقة . قال : لعن الله الازارقة لعن الله الأزارقة ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهم
    كلاب النار : قال : قلت الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها ؟ قال ك بلى ، الخوارج كلها . قال : قلت فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم قال فتناول يدي فغمرها بيده غمزة شديدة، ثم
    قال : ويحك يا ابن جمهان ، عليك بالسواد الاعظم عليك بالسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع
    منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم ،فإن قبل منك وإلا فدعه فانك لست بأعلم منه ) . رواه أحمد والطبراني وحسنه الألباني في تخريج السنة (2/523).



    وفي الزهد لهناد (2/602): عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - أنه قال (أيتها الرعية إن لنا عليكم حقا : النصيحة بالغيب ، والمعاونة على الخير ).



    وذكر الحافظ ابن رجب في (جامع العلوم والحكم1/225) أن ابن عباس - رضي الله عنهما - سئل عن أمر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر . فقال (إن كنت فاعلاً ولابد ففيما بينك وبينه ) .



    وقال الحسن البصري - رحمه الله - (في كتاب آداب الحسن البصري لابن الجوزي صـ119- 120) : (أعلم - عافاك الله - أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى ونقم الله لا تلاقي بالسيوف وإنما تتقى وتستدفع
    بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب . إن نقم الله متى لقيت بالسيف ، كانت هي اقطع . ولقد حدثني مالك بن دينار أن الحجاج كان يقول : اعلموا أنكم كلما أحدثتم ذنبا أحدث الله في سلطانكم عقوبة . ولقد حدثت أن قائلا قال للحجاج إنك تفعل بأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيت
    وكيت ! فقال : أجل إنما أنا نقمة على أهل العراق لما أحدثوا في دينهم ما أحدثوا وتركوا من شرائع
    نبيهم - عليه السلام - ما تركوا.



    وقيل : سمع الحسن - رحمه الله - رجلا يدعو على الحجاج، فقال : لا تفعل _رحمك الله _إنكم من أنفسكم أتيتم إنما نخاف إن عزل الحجاج أو مات: أن تليكم القردة والخنازير . ولقد بلعني : أن رجلا كتب إلى بعض الصالحين يشكو إليه جور العمال ، فكتب إليه: يا أخي ! وصلني كتابك تذكر ما انتم فيه من جور العمال وإنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن
    ينكر العقوبة وما أظن الذي أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب والسلام ) .



    وفي السنة لابن أبي عاصم : عن انس ابن مالك - رضي الله عنه - قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب) إسناده جيد ، رجاله كلهم ثقات ، والحسين بن واقد ثقة له أوهام وقد توبع : فقد رواه ابن عبد البر في التمهيد من طريق يحيى ابن يمان قال : حدثنا سفيان ، عن قيس ابن وهب عن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - قال :( كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سب الأمراء) سفيان هو الثوري وقد روى هذا الأثر الحافظ أبو القاسم الأصبهاني ، الملقب بقوام
    السنة ، في كتابه (الترغيب والترهيب) من طريق علي ابن الحسن ابن شقيق حدثنا الحسين ابن واقد عن الأعمش عن زيد ابن وهب
    عن انس ابن مالك _رضي الله عنه _ قال : ( نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم
    ، ولا تعصوهم ، واصبروا وتقوا الله عز وجل فإن الأمر قريب ) كما اخرج هذا الأثر - أيضا - البيهقي في كتابه (الجامع لشعب الأيمان) من طريق قيس ابن وهب بلفظ : ( أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ألا نسب أمراءنا ... ) الخ ، وإسناده جيد .



    قال ابن عباس - رضي الله عنها - (لا تجعل نفسك فتنه للقوم الظالمين) قالها لرجل يطعن في الولاة فتقاصر الرجل حتى ما أرى في البيت أقصر منه .



    وأخرج ابن عبد البر في التمهيد بسنده عن أبي الدرداء- رضي الله عنه- أنه قال ( إن أول نفاق المرء : طعنه في أمامه )



    وروى ابن أبي عاصم في السنة عن ابي اليمان الهوزني عن أبي الدرداء -رضي الله عنه - قال : (إياكم ولعن الولاة فإن لعنهم الحالقة ، وبغضهم العاقرة) قيل : يا أبا الدرداء فكيف نصنع أذا رأينا منهم ما لا نحب ؟ قال : اصبروا ، فإن الله أذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت .



    وفي التاريخ الكبير للبخاري عن عون السهمي قال أتيت أبا أمامة - رضي الله عنه - فقال ( لا تسبوا الحجاج فإنه عليكم أمير وليس علي بأمير) . قوله : ليس علي بأمير لأن أبا أمامة في الشام والحجاج والٍ في العراق .



    وفي التاريخ الكبير للبخاري - أيضاً - عن أبي جمرة الضبغي قال : لما بلغني تحريق البيت خرجت إلى مكة ، واختلفت إلى ابن عباس حتى عرفني واستأنس بي
    ، فسببت الحجاج عند ابن عباس - رضي الله عنهما - فقال : (لا تكن عوناً للشيطان).



    قال هلال ابن أبي حميد سمعت عبد الله بن عكيم يقول : لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان . فيقال له : يا أبا معبد أوأعنت على دمه ؟ فيقول إني أعد ذكر مساويه عوناً على دمه.



    وفي التمهيد لابن عبد البر عن أبي إسحاق السبيعي - رحمه الله - أنه قال : ( ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره).



    وفي المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي أن خالد ابن عبد الله القسري - رحمه الله - خطب يوم أن كان واليا على مكة فقال : إني والله ما أوتي بأحد يطعن على إمامه إلا صلبته في الحرم .



    وأخرج ابن زنجويه في كتاب الأموال بسند حسن أن أبي مجلز - رحمه الله - قال : ( سب الإمام الحالقة لا أقول حالقة الشعر ، ولكن حالقة الدين.



    وأخرج -أيضاً بسنده عن أبي إدريس الخولاني - رحمه الله - انه قال : (إياكم والطعن على الأئمة فإن الطعن عليهم هي الحالقة حالقة الدين ليس حالقة الشعر
    ألا إن الطعانين هم الخائبون وشرار الأشرار.) .



    قال ابن الصلاح - رحمه الله - : ( ومعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتنبيههم وتذكيرهم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم
    والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك . (صيانة صحيح مسلم 2/38)



    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - (الفتاوى 28/390) :- ولهذا كان السلف - كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهم يقولون : (لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان ) .



    وقال - رحمة الله - في مجموع الفتاوى 35/12 : (وأما أهل العمل والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة
    الأمور وغشهم والخروج عليهم : بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم) .



    قال النووي - رحمه الله - : (وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتنبيههم
    وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج
    عليهم وتآلف قلوب الناس لطاعتهم .(شرح مسلم2/38)



    قال الشوكاني - رحمه الله - في السيل الجرار(4/556) : ( ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ، ولايظهر الشناعة عليه على
    رؤوس الأشهاد. بل كما ورد في الحديث : أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله . وقد قدمنا في أول كتاب السير : أنه لا يجوز الخروج على الأئمة ، وأن بلغو في الظلم أي مبلغ ما أقاموا الصلاة ولم
    يظهر الكفر البواح . والأحاديث الواردة في هذا المعنى متواترة . ولكن على المأموم أن يطيع الأمام في طاعة الله ويعصيه في معصية الله .فإنه لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق) ا.هـ


    وقال-رحمة الله - في شرح قول صاحب الأزهار : (ويؤدب من يثبط عنه أو ينفى . ومن عاداه ، فبقلبه مخطئ وبلسانه فاسق وبيده محارب) . قال : (وأما قوله : ويؤدب من يثبط عنه ، فالواجب دفعه عن هذا التثبيط فإن كف ، وإلا كان مستحقا لتغليظ
    العقوبة والحيلولة بينه وبين من صار يسعى لديه بالتثبيط بحبس أو غيره لأنه مرتكب
    لمحرم عظيم وساع في إثارة فتنة تراق بسببها الدماء، وتهتك عندها الحرم ، وفي هذا
    التثبيط نزع ليده من طاع الإمام . وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من نزع يده من طاعة الإمام ،
    فإنه يجيء يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وهو مفارق للجماعة ، فإنه يموت موتة
    جاهلية).




    قال الشيخ محمد بن إبراهيم :



    من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الشيخ ......... المحترم سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :



    بلغني أن موقفك مع الإمارة ليس كما ينبغي ، وتدري بارك الله فيك أن الإمارة ما قصد
    بها إلا نفع الرعية ، وليس شرطها ألا يقع منها زلل والعاقل بل وغير العاقل يعرف أن
    منافعها وخيرها الديني والدنيوي يربوا على مفاسدها بكثير ومثلك أنما منصبه منصب وعظ
    وإرشاد وإفتاء بين المتخاصمين .



    ونصيحة الأمير والمأمور بالسر ، وبنيه خالصة تعرف فيها النتيجة النافعة للإسلام
    والمسلمين .



    ولا ينبغي أن تكون عثرة الأمير أو العثرات نصب عينيك والقاضية على فكرك والحاكمة
    على تصرفاتك ، بل في السر قم بواجب النصيحة وفي العلانية اظهر وصرح بما اوجب الله
    من حق الإمارة والسمع والطاعة لها ، وإنها لم تأتي لجباية أموال وظلم دماء وأعراض
    من المسلمين ، ولم تفعل ذلك أصلا إلا أنها غير معصومة فقط .



    فأنت كن وإياها اخوين احدهما مبين واعظ ناصح ، والآخر باذل ما يجب عليه كاف عن ما
    ليس له إن أحسن دعا له بالخير ونشط عليه وإن قصر عومل بما أسلفت لك .ولا يظهر عليك عند الرعية ولاسيما المتظلمين بالباطل عتبك على الأمير وانتقادك إياه
    ، لان ذلك غير نافع الرعية بشيء


    وغير ما تعبدت به ، أنما تعبدت بما قدمت لك ونحوه وان تكون جامع شمل، لا مشتت ،
    مؤلف ، لا منفر



    واذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى ( يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا ولا تختلفا ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . وأنا لم اكتب لك ذلك لغرض سوى النصيحة لك وللأمير ولكافة الجماعة ولإمام المسلمين
    والله ولي التوفيق. والسلام عليكم. ا.هـ


    قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :( فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان وأن لا يتخذ من أخطاء
    السلطان سبيلا لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة وأحد
    الأسس التي تحصل بها الفتنه بين الناس كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر
    والفتنة والفوضى وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها . فإن حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر ضاع الشرع والأمن لأن الناس
    إن تكلم العلماء ، لم يثقوا بكلامهم ، وإن تكلم الأمراء ، تمردوا على كلامهم وحصل
    الشر والفساد. فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان وأن يضبط الإنسان نفسه ، وأن يعرف
    العواقب . وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام فليس العبرة بالثورة ولا بالانفعال،
    بل العبرة بالحكمة . ولست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ بل معالجة الخطأ ، لنصلح الأوضاع، لا لنغير الأوضاع
    ، فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها) .





    وسئل العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : هل منهج السلف نقدا لولاة من فوق المنابر وما منهج السلف في نقد الولاة ؟ فقال-رحمة الله تعالى- : ( ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر ، لأن ذالك يفضي إلى الانقلابات ، وعدم السمع والطاعة في المعروف ، ويفضي إلى الخروج
    الذي يضر ولا ينفع ، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان
    ، والكتابة إليه ، أو الاتصال بالعلماء الذي يتصلون به حتى يوجه إلى الخير وإنكار
    المنكر يكون من دون ذكر الفاعل ، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر
    من فعلة ،ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن فلان يفعلها ، لا حاكم ولا
    غير حاكم . ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان ، قال بعض الناس لأسامة بن زيد - رضي الله عنه- : ألا تنكر على عثمان ، قال: أنكر عليه عند الناس ؟! لكن أنكر عليه بيني وبينه ، ولا أفتح باب شر على الناس. ولما فتحوا الشر في زمن عثمان -رضي الله عنه - وأنكروا على عثمان جهرة ، تمت الفتنة القتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره
    إلى اليوم ، حتى حصلت الفتنة بين على ومعاوية وقتل عثمان وعلى بأسباب ذلك ، وقتل
    جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً ، حتى أبغض الناس
    ولي أمرهم وحتى قتلوه ، نسأل الله العافية) .

    ، لأن ذالك يفضي إلى الانقلابات ، وعدم السمع والطاعة في المعروف ، ويفضي إلى الخروج
    الذي يضر ولا ينفع ، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان
    ، والكتابة إليه ، أو الاتصال بالعلماء الذي يتصلون به حتى يوجه إلى الخير وإنكار
    المنكر يكون من دون ذكر الفاعل ، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر
    من فعلة ،ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن فلان يفعلها ، لا حاكم ولا
    غير حاكم

    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في كتابه (مقاصد الإسلام ) عندما قرر أن النصيحة تكون للولاة سرا لا علانية وساق بعض الأدلة على ذلك ومنها
    هذا الحديث قال : (فإن كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهرا والتشهير به من أهانته التي توعد الله
    فاعلها بأهانته فلا شك انه يجب مراعاة ما ذكرنا _يريد الاسرار بالنصح ونحوه _لمن استطاع نصيحته من العلماء الذي يغشونهم ويخالطونهم ، وينتفعون بنصيحتهم دون
    غيرهم ... إلى أن قال رحمة الله تعالى : فإن مخالفة السلطان فيما ليس من ضروريات الدين علنا ، وإنكار ذلك عليه في المحافل
    والمساجد والصحف ومواضع الوعظ وغير ذلك ليس من باب النصيحة في شيء ، فلا تغتر بمن
    يفعل ذلك ، وأن كان عن حسن نية ، فإنه خلاف ما عليه السلف الصالح المقتدى بهم والله
    يتولى الهدى).



    قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في تعليقه على (مختصر صحيح مسلم):يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملإ لأن في الإنكار جهارا ما يخشى عاقبته
    كما أتفق في الإنكار على عثمان جهارا إذ نشأ عنه قتله).



    قال العلماء - رحمهم الله -: وأما ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من
    الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما كان عليه السلف الصالح
    من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب
    إنكاره على العباد وهذا غلط فاحش وجهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد
    العظام في الدين والدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه وعرف طريقة السلف الصالح
    وأئمة الدين . (نصيحة مهمة في ثلاث قضايا صـ30).



    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - (الرياض الناضرة 149-150): وأما النصيحة لأئمة المسلمين وهم ولاتهم : من السلطان الأعظم إلى الأمير إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة
    فهؤلاء لما كانت مهماتهم ووجاباتهم أعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم
    ومقاماتهم وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم ووجوب طاعتهم بالمعروف وعدم الخروج
    عليهم وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله وبذل ما
    يستطيع من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم فيما يحتاجون إليه في رعايتهم كل أحد بحسب
    حالته والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم واجتناب سبهم والقدح
    فيهم وإشاعة مثالبهم فإن في ذلك شرا وفسادا كبيرا . فمن نصحهم الحذر والتحذير لهم من ذلك وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سرا
    لا علنا بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود فإن هذا مطلوب في حق كل أحد
    وبالأخص ولاة الأمور فإن تنبيههم على هذا الوجه في خير كثير وذلك علامة الصدق والإخلاص.



    وسئل العلامة بن باز - رحمه الله - : عندما تقع بعض السلبيات أو المنكرات في المجتمع فما السبيل الأمثل -في نظر سماحتكم نحو معالجه هذه السلبيات وإنكار المنكرات ؟ الجواب : السبيل أوضحه الله عز وجلّ حيث يقول (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ويقول أيضا (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون
    ) ويقول أيضا(أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )ويقول سبحانه (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا
    بالصبر ) هذا هو السبيل وهو التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والنصيحة ودعوة الناس
    إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب الحسن والكلمات الطيبة والرفق
    حتى يعم الخير ويكثر وحتى يزول الشر ويندثر وهذا هو المطلوب من الجميع من الدولة
    ومن العلماء ومن أهل الخير ومن أعيان الناس ومن العامة كل بحسب طاقته ولكن بتحري
    العبارات الطيبة والأسلوب الحسن حتى يحصل الخير ويزول الشر . مجموع فتاوى ومقالات لسماحة الشيخ أبن باز -رحمه الله- (7/131). و قال العلامة ابن باز : فالنصح يكون بالأسلوب الحسن والكتابة المفيدة والمشافهة المفيدة ، وليس من النصح
    التشهير بعيوب الناس ، ولا بانتقاد الدولة على المنابر ونحوها ، لكن النصح أن تسعى
    بكل ما يزيل الشر ويثبت الخير بالطرق الحكيمة وبالوسائل التي يرضاها الله عز وجل
    . كلمة ألقاها سماحة الشيخ في اللقاء المفتوح بجدة في فندق ماريوت مساء الأربعاء 25/7/1412 هـ ونشرت في الصحف المحلية ومنها المدينة يوم السبت 28/7/1414 هـ .



    وقال -رحمه الله- عن حال الناس بالنسبة لولاتهم : ((..... فان بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم
    ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضا بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب ولا ريب إن سلك هذا
    الطريق والوقوع في أعراض لا يزيد الأمر إلا شدة فأنه لا يحل مشكلا ولا يرفع مظلمة
    وإنما يزيد البلاء بلاء ويوجب بغض الولاة وكراهتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم
    فيها ولا نشك أن ولاة الأمر قد يسيئون ويخطئون كغيرهم من بني آدم فان كل بني أدم
    خطّاء وخير الخطّائين التوّابون ولا نشك أيضا انه لا يجوز لنا أن نسكت على أي إنسان
    ارتكب خطأ حتى نبذل ما نستطيعه من واجب النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين
    وعامتهم فإذا كان كذلك فان الواجب علينا إذا رأينا خطأ من ولاة الأمور أن نتصل بهم
    شفويا أو كتابيا ونناصحهم سالكين بذالك أقرب الطرق في بيان الحق لهم وشرح خطئهم ثم
    نعظهم ونذكرهم فيما يجب عليم من النصح لمن تحت أيديهم ورعاية مصالحهم ورفع الظلم
    عنهم ونذكرهم بما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم - من قوله (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق ّعليهم فاشقق عليه )رواه مسلم وقوله (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة
    ) رواه مسلم ثم إن اتعظ بواعظ القرآن والحديث فذلك هو المطلوب وإن لم يتعظ بواعظ القرآن
    والحديث وعظناه بواعظ السلطان بان نرفع الأمر إلى من فوقه ليصلح من حاله فإذا بلّغنا
    الأمر الذين ليس فوقهم ولي من المخلوقين فقد برئت بذلك الذمة ولم يبق إلا أن نرفع
    الأمر إلى رب العالمين ونسأله إصلاح أحوال المسلمين وأئمتهم .))



    سئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -: ما هو المنهج الصحيح في المناصحة وخاصة مناصحة الحاكم أهو التشهير على المنابر بأفعالهم
    المنكرة؟ أم مناصحتهم بالسر؟ أرجو توضيح المنهج السلفي في هذه المسألة؟ الجواب: العصمة ليست لأحد إلا النبي-صلى الله عليه وسلم - فالحكام بشر يخطئون ولا شك أن عندهم أخطاء وليسوا معصومين ولكن لا نتخذ أخطائهم
    مجالا للتشهير بهم ونزع اليد من طاعتهم حتى وان جاروا وان ظلموا حتى وان عصوا ما
    لم يرتكبوا كفرا بواحا كما آمر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم - وان كان عندهم معاص وعندهم جور وظلم فان الصبر على طاعتهم جمع للكلمة ووحدة المسلمين
    وحماية لبلاد المسلمين وفي مخالفتهم ومنابذتهم مفاسد عظيمة أعظم من المنكر الذي هم
    عليه لأنه يحصل ما وهو أشد من المنكر الذي يصدر منهم ما دام هذا المنكر دون الكفر
    ودون الشرك . ولا نقول أنه يسكت على ما يصدر من الحكام من أخطاء لا... بل تعالج ولكن تعالج بالطريقة السليمة بالمناصحة لهم سرا والكتابة لهم سرا . وليست بالكتابة التي تكتب بالإنترنت أو غيره ويوقّع عليا جمع كثير وتوزع على الناس
    فهذا لا يجوز لانه تشهير ، هذا مثل الكلام على المنابر بل أشد فان الكلام ممكن ان
    ينسى ولكن الكتابة تبقى وتتداولها الأيدي فليس هذا من الحق . قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، الدين النصيحة ، الدين النصيحة. قلنا : لمن؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ). رواه مسلم وفي الحديث( أن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا
    وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وان تناصحوا من ولاه الله أمركم) رواه ابن حبان في الصحيح وأولى من يقوم بالنصيحة لولاة الآمر هم: العلماء وأصحاب الرأي والمشورة أهل الحل والعقد قال تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر
    منهم لعلمه الذين يستنبطونه ) النساء فليس كل أحد من الناس يصلح لهذا الأمر وليس الترويج للأخطاء والتشهير بها
    من النصيحة في شيء ولا هو من منهج السلف الصالح وان كان قصد صاحبها حسنا وطيبا وهو إنكار المنكر بزعمه لكن ما فعله أشد منكرا وقد يكون إنكار المنكر منكرا إذا
    كان على غير الطريقة التي شرعها الله ورسوله فهو منكر لأنه لم يتبع طريقة الرسول
    صلى الله عليه وسلم الشرعية التي رسمها حيث قال عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك
    أضعف الإيمان ) رواه مسلم وأحمد وأبو عوانه . فجعل الرسول الناس على ثلاثة أقسام : منهم من يستطيع أن يزيل المنكر بيده وهو صاحب السلطة ولي الآمر أومن وكل إليه الأمر
    من الهيئات والأمراء والقادة . وقسم ينكر المنكر بلسانه وهو من ليس له سلطه وعنده قدره على البيان . وقسم ينكر المنكر بقلبه وهو من ليس له سلطه وليس عنده قدره على البيان .



    وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء: ما حكم الدعاء على الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله ؟ فكان الجواب : تدعو له بالهداية والتوفيق وان يجعل الله على يده إصلاح رعيته فيحكم بينهم بشريعة
    الله .



    هذه خمسون ما بين حديث وأثر وقول لعالم .



    والحمد لله



    أخوكم في الله / الفقير إلى عفو ربه : خالد بن محمد الغرباني صنعاء -


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=317188


      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:51