السائل : أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ؛ نلاحظ في الفترة الأخيرة بعض الشباب السلفي الحريصين على طلب العلم - لكن دون تأصيل سلفي سديد - قد قابلوا غلوَ الحدادية بالجفاء ؛ فيأخذون العلم عن أناس لا يعرفون ما دينهم و لا ديدنهم ، بمجرد ما تظهر أسماؤهم في الساحة ؛ و إن ذكَّرناهم بضرورة معرفة حال هؤلاء رمونا بالغلو و بغلاة التجريح ، و قد يصل الحد إلى وصفنا بالحدادية ، و والله إنا منها برآؤ؛ فنرجوا من فضيلتكم بيان مدى خطورة أخذ العلم عن من لا يُعرف حاله ؟ و لمن يكون ذلك ؛ و كذلك ، بيان أهمية الاطلاع على كتب الردود لعدم الوقوع في تلك الأخطاء .
الشيخ – حفظه الله تعالى- : أنا أوصيكم جميعا بتقوى الله ، و التآخي فيه ، و لين الجانب ، و الرفق و اللطف ، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله ، يعني صحيح يوجد شاب سلفي عنده شبه تمسك ، لكن تجد عنده شدة تشبه حِدّة الحدادية ، تشبه شدّة الحدادية ؛
فهذه تُطرح ( أو تُطرد ) – بارك الله فيك-
و العلماء يقولون " من شدّد نفّر" و الرسول – صلى الله عليه و سلم – قال : (( يسّروا و لا تعسّروا ، و بشّروا و لا تنفّروا )) ؛ فلينوا بأيدي إخوانكم يا شباب ؛ من عنده شيء من التمسك بالسنة ، فليُحلِّها بالأخلاق العالية من الصبر والحلم و اللطف و الرفق و ما شاكل ذلك ؛ تلطف لمن ترى أنه سلفي ، لكن فيه ضعف ؛ لا تقابله بالجفوة و القسوة و العنف و الشدة – بارك الله فيكم - ؛فإن هذا بغيض عند الله – تبارك و تعالى- ؛
فلا بد من الرفق و اللين – بارك الله فيكم- ؛ و على هؤلاء المتساهلين أن يتحرّكوا و أن يجدّوا في العمل ، و أن يحرصوا على كسب إخوانهم ، و أن يحرصوا على محبتهم ؛ و لابد أن يكون الحرص من الطرفين ؛ على طلب العلم و على التآخي في ذات الله ، وعلى التراحم ، على التراحم ﴿ أشداء على الكفّار رحماء بينهم ﴾ ، لابد من التراحم – بارك الله فيكم - ؛ إذا ما فيه رحمة ، أخوك أخطأ ، عامله بلطف ! و في حكمة ؛
أنا أقول غير مرة : نحن ، إذا سقط الواحد منا ، يعني يكون مثل الطبيب ، يأخذ هذا المريض إلى المستشفى ؛ عامله باللطف و بالحكمة ؛ فيه ناس عندهم شدة و حدّة ، إذا سقط الإنسان أجهزوا عليه مع الأسف الشديد .
ابتعدوا عن الشدة المهلكة ، و عن التساهل المضيع للحق ؛ و تراحموا فيما بينكم و تناصحوا بالحكمة و الموعظة الحسنة .
أسأل الله أن يُذهب هذه الفرقة ، و هذا الجفاء ، و علاجه : التحلي بالأخلاق الفاضلة من الأطراف كلها ؛ أسأل الله أن يرزقنا و إياكم التحلي بالأخلاق العالية من حب العلم ، و من التواضع و من اللين ، و من الرفق و من الجِدٍّ في تحصيل العلم و الحرص على كسب الإخوة في ذات الله – تبارك و تعالى - و من أجل الله ، لا من أجل المصالح الدنيوية و لا من أجل غير ذلك . اهـ
للتحميل بالصوت من هنا
http://www.fatwa1.com/upfiles/files/13805/101.rm
منقول
منارة الدعوة السلفية
http://www.al-salafia.com/manara/index.php?showtopic=924