مخلوقات الله جل وعلا التي تسمى الجمادات لها إرادة، لها حياة خاصة،
ولهذا الجماد لا يصح أن يعرّف عندنا بأنه الذي ليس فيه حياة،
الجماد تعريفه ما ليس فيه حركة ظاهرة
هذا تعريف الجماد، عندنا الجماد هو ما ليس فيه حركة ظاهرة، هذا الجدار أمامنا ليس فيه حركة ظاهرة فهو جماد، خشب أمامنا ليس فيه حركة ظاهرة أمامنا فهو جماد، وهو ما يناسب كلمة جماد، فهي من الجمود الذي هو عدم الحركة
أمّا أنْ يُقال الجماد ما ليس فيه حياة، فهذا باطل؛ لأنّ الله جل وعلا أثبت أن للجبال حياة، وأنّ للشّجر حياة، وأنّ لما لا يرى فيه حركة حياة
قال جل وعلا مثلا في قوله في آخر سورة الأحزاب? إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا? [الأحزاب:72]
وهذا الإباء نتيجة عن حياة خاصة، وأيضا قال النبي عليه الصلاة والسلام «أحد جبل يحبنا ونحبه» فأثبت أنه يحب، فدل على أنَّ له حياة خاصة
كذلك الجذع كان يحن لما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم حنّ حنين العشار، جذع أحد سواري المسجد، جذع من الجذوع كان النبي صلى الله عليه وسلم يستند إليه في خطبة الجمعة، فلما تركه بعد أن عُمل له المنبر، حنّ؛ سُمع له حنين كحنين العشار؛ حنين الإبل، فهذا فيه إثبات حياة
كذلك كان يسمع كلام بعض الصخور والحصى عليه الصلاة والسلام، ونحو ذلك.
المقصود
أنّ هذه التي تسمى جمادات في الشرع أدلة كثيرة -يطول لو أردنا أن نسردها طال المقام جدا- تدل على أنّ فيها حياة خاصة
فهنا الجدار (جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ) هذا فيه إثبات الإرادة للجدار، نأخذه بظاهره؛ أنّ الجدار له إرادة (يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ) له إرادة خاصة، ثم أنه (يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ) (9) هل هذا لأنه يفعل به ذلك، أم أنه اختيار منه؟ الله أعلم لأن حقائق ذلك محجوبة عنا.
الشيخ صالح آل الشيخ
ذكره الشيخ -حفظه الله وسدده- في (شرح نظم الورقات للجويني)، ومثله الذي في (منبر الفتاوى الشرعية) بعنوان (هل المندوب يقضى) وهذا ذكره الشيخ في
(شرحه للعقيدة الطحاوية) شريط رقم (26)
منقول
http://libyaalsalafi.bb-fr.com/montada-f14/topic-t506.htm