خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    دفاع الشيخ حمد العثمان - حفظه الله - عن كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية دفاع الشيخ حمد العثمان - حفظه الله - عن كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 26.06.08 20:04

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
    مازلت استغرب من إصرار البعض على الخروج على إجماع المسلمين،ودفع الأدلة
    الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع في نحورها ، وتأخير أقوال علماء
    الصحابة الكبار وإجماع الأمة العملي المتيقن والمنطوق والالتفات عن آلاف
    الحوادث التاريخية إلى حادثتين أو ثلاثة انتقدها الصحابة وآل البيت جميعا
    ، فهل هذا إلا من المعاندة للحق والإصرار على الباطل .
    فيا أخانا أصول الاستدلال عندكم منكوسة ، فقول النبي صلى الله عليه وسلم
    المطلق أو العام منه لا يخصصه قول أو فعل الصحابي فقول الصحابي أو فعله
    متأخر الرتبة عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام أحمد بن حنبل
    رحمه الله (
    إنما على الناس إتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة
    صحيحها من سقيمها ، ثم بعد ذلك قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    إذا لم يكن قول بعضهم لبعض مخالفا ، فإن اختلف نظر في الكتاب ، فأي قولهم
    كان أشبه بالكتاب أخذ به ، فإذا لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا
    عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر في قول التابعين ، فأي قولهم كان
    أشبه بالكتاب والسنة أخذ به وترك ما أحدث الناس بعدهم )
    .
    بدائع الفوائد 4 / 1428
    وعلماء آل البيت رضي الله عنهم فضلا عن إجماع الصحابة أقروا لمعاوية رضي
    الله عنه بالخلافة فمن أنت وأشباهك حتى تتكلم في معاوية رضي الله عنه ؟!
    فهذا ابن عباس رضي الله عنهما من سادات أهل البيت جاءه رجل وقال له : هل لك في أمير المؤمنين معاوية أوتر بركعة !!
    فقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنه لفقيه
    . رواه البخاري فابن عباس رضي الله عنهما أقر الرجل على وصفه لمعاوية رضي الله عنه " أمير المؤمنين " وشهد لمعاوية رضي الله عنه بالعلم والفقه فمن أنت وأشباهك حتى تتكلم في معاوية ؟ !!
    معاوية رضي الله عنه شوه سيرته وسيرة بعض الصحابة ـ " رضوان الله عليهم "
    ـ الخبثاء والمبتدعة والجهال ، وما أراك إلا ممن يعينهم على ذلك شعرت أو
    لم تشعر !!
    قال قتادة : ( لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم : هذا المهدي ) .
    وقال مجاهد : ( لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي ) .
    منهاج السنة 6 / 232 .
    البعض يريد أن يعيش في أوهام مثالية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فهذا
    لا يكون ، ولن يأتي مثلهما أبدًا ، لذلك شط قلم الأخ ، ونال من صحابي رسول
    الله صلى الله عليه وسلم معاوية رضي الله عنه ، وتعامى عن مجمل سيرته
    وحكمه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (
    فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية ، ولا كان الناس في زمان ملك
    من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية إذا نُسبت أيامه إلى أيام من بعده ،
    وأما إذا نُسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل )

    منهاج السنة 6 / 232 .
    وهكذا حالنا نحن مع ولاتنا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( إقامة أكثر شرائع الإسلام وإن لم يمكن إقامة جميعها ، فهذا هو الواجب ) .الصحابة
    رضي الله عنهم وآل البيت الكرام رضي الله عنهم طووا صفحة الجراحات
    والاقتتالات فتنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما عن الخلافة لبني أمية وقد
    صار ملكا بعد أن كان خلافة راشدة وأجمعت الأمة على ذلك ، وانقادت وسمي
    بعام الجماعة ، وأنت الآن بعد خمسين ثلاثمائة وألف سنة تريد أن تُرجع
    الأمة إلى الوراء وتُنكئ الجراحات ؟!
    قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله :
    ( في الصحيح من حديث أبي بكرة أنه قال للحسن : " إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين ).
    فمدح الحسن وأثنى عليه بما أصلح الله به بين الطائفتين حين ترك القتال ، وقد بويع له واختار الأصلح ، وحقن الدماء مع نزوله عن الأمر
    فلو كان القتال مأمورا به لم يمدح الحسن ويثني عليه بترك ما أمر الله به وفعل ما نهى الله عنه» مجموع الفتاوى )
    28 / 513
    فهل الحسن بن علي رضي الله عنهما غش الأمة ، وأنتم تريدون نصحها بإثارة الفتن وإعادة الأمة إلى الوراء ؟! .
    فمنهج القوم منكوس قطعا يتعلقون بحادثتين أو ثلاث تراجع عن بعضها أصحابها
    أنفسهم ، وأنكر الباقي الصحابة ويتغافلون عن إجماع الأمة العملي في الصبر
    على أئمة الجور إلى يومنا هذا ، فهل من غافل فينتبه ، ومغرور فيزدجر ؟!! .
    حكينا لكم في المقال السابق استقرار إجماع أهل السنة على عدم الخروج على
    الحاكم المسلم الجائر ونقلنا الإجماع على ذلك عن ثلاثة جهابذة كبار النووي
    وابن حجر وابن تيمية رحم الله الجميع وأنت تريد نقض ما استقر عليه إجماع
    أهل السنة قال تعالى { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا }
    سورة النساء الآية 115 .
    فالنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ما يحصل للولاة من التغير قال له الصحابة " أفلا ننابذهم بالسيف ؟! قال : لا ما صلوا "
    ، وذكرنا لكم قول ابن المبارك رحمه الله أن هذا الحديث يقيد أحاديث الخروج
    على الحكام وابن عمر رضي الله عنهما زجر عن خلع يزيد كما في صحيح البخاري
    ، وأنس بن مالك رضي الله عنه شكا له الناس ظلم الحجاج فأمر بالصبر كما في
    البخاري ، والحجاج هو ممن ظلم ابن الزبير رضي الله عنه ، وغيره من خيار
    عباد الله الصالحين ، والصحابة وآل البيت كجابر بن عبدالله وأبي سعيد
    الخدري وابن عباس رضي الله عنهم أنكروا على الحسين بن علي رضي الله عنهما
    الخروج على يزيد ، وكان آخر الأمرين من أمر الحسين هو السمع والطاعة له
    بالمعروف والجهاد تحت ولايته ، فان الحسين بن علي رضي الله عنهما لما جاءه
    عسكر عبيد الله بن زياد ـ عليه من الله ما يستحق ـ عدل عن الخروج على يزيد
    ، وطلب منهم أن يرجع من حيث أتى ـ يعني الحجاز ـ أو يتركوه يذهب إلى ثغر
    من الثغور يجاهد في سبيل الله ، أو يذهبوا به إلى يزيد ليقضي فيه ، فأبى
    الظالم عبيد الله بن زياد إلا قتله عافانا الله .
    فآخر الأمرين من أمر الحســـــين رضي الله عنهما هو ترك الخروج على الأئمة ، فافهم هذا جيداً .
    والقوم لا يحسنون الاستدلال بآثار الصحابة ولا الحوادث التاريخية فقول أبي
    بكر الصديق رضي الله عنه " قد وُليت عليكم ولســـــت بخيركم ، فان أحسنت
    فأعينوني وان أسأت فقوموني " ، فهو خير الأمة رضي الله عنه ، وقوله " لست
    بخيركم " قالها تواضعا رضي الله عنه ، وقوله " قوموني " أي بالنصيحة وليس
    بالخروج الذي يسمى بـ " قلب النظام " في اصطلاح أهل هذا العصر ، فنصيحة
    الحكام في أخطائهم واجب ، أما أنتم فدعوتم للخروج على الحاكم المسلم ،
    وهذا مذهب الخوارج وليس مذهب أبي بكر الصديق رضي الله عنه فهناك فرق بين
    نصيحة الحكام وبين الخروج عليهم .
    وأما قول عمر رضي الله عنه " من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو والذين بايعه ، تغرة أن يقتلا " ،فهذا ضدكم فقول عمر رضي الله عنه هو في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق كلمتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان " رواه مسلم فهو دليل آخر في وجوب لزوم الجماعة وتحريم الخروج على الولاة
    يزيد خير من القعدية
    يزيد وقعت منه عظائم ولا شك ولكنه بلا ريب خير من القعدية فيزيد كان أمير
    أول جيش غزا القسطنطينية في إمارة أبيه وفي صحيح البخاري من حديث ابن عمر
    رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له "
    قطبية لا ســـــــلفية

    هذا الطعن في معاوية رضي الله عنه وفي خلافة بني أمية إنما دخل على الأخ
    من قراءة كتب سيد قطب ، وسيد قطب ليس من علماء المسلمين زرع بذور التكفير
    والانقلابات في عقائد هؤلاء القوم ، فإياكم وإياهم ، فهؤلاء القوم ارتسموا
    منهج سيد قطب ، ثم زعمــــوا زورا أنها " السلفية " وما هي من السلفية
    والذي لا إله إلا هو .
    سيد قطب وأشباهه حرشوا بين الصحابة وآل البيت بعد أن سكنت النفوس وانمحت الثارات فجاؤوا يحيونها ، فبئس المنهج والله .
    قال شهاب بن خراش رحمه الله : "
    أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون : اذكروا مجلس أصحاب رسول
    الله صلى الله عليه وسلم ما تأتلف عليه القلوب ، ولا تذكروا الذي شجر
    بينهم فتحرشوا عليهم الناس "
    سير أعلام النبلاء 8 / 285 .
    وحسبي في خاتمة مقالي أن اذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله : ( إياك أن تتكلم في احد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خصمك غدا النبي صلى الله عليه وسلم ) .والحمد الله رب العالمين

    - المصدر : جريدة " عالم اليوم " الكويتية الخميس 26 / 11 / 1428 هـ ـ 6 / 12 / 2007 م
    كتب د. حمد بن ابراهيم العثمان
    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو 13.11.24 12:51