خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تيسير الأحكام المتعلقة بالميت (الدرس الثاني)

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية تيسير الأحكام المتعلقة بالميت (الدرس الثاني)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 04.11.08 14:53

    س2: ما يجب على من حضر عنده إذا حضره الموت؟
    الجواب: إذا حضره الموت، فعلى من عنده أمور:
    (1) أن يلقنوه الشهادة:
    لقوله e :((لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))([1])، وليس التلقين ذكر الشهادة بحضرة الميت وتسميعها إياه، بل هو أمره بأن يقولها خلافاً لما يظن البعض، والدليل حديث أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ t:(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e عَادَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ:(( يَا خَالُ! قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)). فَقَالَ: أَخَالٌ أَمْ عَمٌّ؟ فَقَالَ: لَا بَلْ خَالٌ، قَالَ: فَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ فَقَالَ: النَّبِيُّ e نَعَمْ)).
    (2) أن يدعوا له ، ولا يقولوا في حضوره إلا خيراً:
    لقوله e:((إِذَا حَضَرْتُمْ الْمَرِيضَ أَوْ الْمَيِّتَ، فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ))([2]).
    (3) عدم قراءة سورة (يس) عنده، وتوجيهه نحو القبلة:
    فلم يصح حديث في ذلك، بل كره سعيد بن المسيب-رحمه الله- توجيهه إليها، وقال: ((أليس الميت امرأً مسلماً !؟))،وعن زرعة بن عبد الرحمن-رحمه الله- أنه شهد سعيد بن المسيب-رحمه الله- في مرضه وعنده أبو سلمة بن عبد الرحمن-رحمه الله- فغشي على سعيد، فأمر أبو سلمة أن يحول فراشه إلى الكعبة، فأفاق، فقال: حولتم فراشي؟! فقالوا: نعم، فنظر إلى أبي سلمة فقال: أراه بعلمك؟ فقال: أنا أمرتهم! فأمر سعيد أن يعاد فراشه([3]).
    (4) جواز أن يحضر المسلم وفاة الكافر ليعرض الإسلام عليه، رجاء أن يسلم([4]):
    عَنْ أَنَسٍ t قَالَ:((كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ e فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ e يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ: لَهُ أَسْلِمْ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَ: لَهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ e فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ e وَهُوَ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ")).[فلما مات قال: (([صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ]))([5]).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1])) أخرجها مسلم في صحيحه.
    [2])) أخرجه مسلم والبيهقي ( 3 / 384 ) وغيرهما.
    [3])) أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 4 / 76 ) بسند صحيح عن زرعة.
    [4])) قلت: والجواز للعلة المذكورة (ليعرض الإسلام عليه، رجاء أن يسلم) وإلا فلا.
    [5])) أخرجه الأئمة البخاري والحاكم والبيهقي وأحمد (3/ 175،227، 280,260) والزيادة له في رواية .
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: تيسير الأحكام المتعلقة بالميت (الدرس الثاني)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 04.11.08 14:59

    س3:ما على الحاضرين بعد التحقق من موته؟
    الجواب: إذا تحقق الحضور من موته وأنه قضى وأسلم الروح ، فعليهم عدة أشياء :
    (1) أن يغمضوا عينيه، ويدعوا له:
    عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ-رضي الله عنها- قَالَتْ:((دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ e عَلَى أَبِي سَلَمَةَ، وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ، ثُمَّ قَالَ:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَأفْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ"))([1]).
    (2) أن يغطوه بثوب يستر جميع بدنه:
    لحديث عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- :((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ ))([2])،وهذا في غير من مات محرماً، فإن المحرم لا يغطى رأسه ووجه لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ:بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ، أَوْ قَالَ: فَأَوْقَصَتْهُ، قَالَ النَّبِيُّ e:((اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ،(وفي رواية: في ثوبيه[اللذين أحرم فيهما]... )، وَلَا تُحَنِّطُوهُ، (وفي رواية : لا تطيبوه)، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ [ولا وجهه]؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا))([3]).
    (3) أن يعجلوا بتجهيزه وإخراجه:
    لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ t : عَنْ النَّبِيِّ e قَالَ: (( أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ))([4]).
    (4) أن يدفنوه في البلد التي مات فيها ولا ينقلوه إلى غيرها:
    لأنه ينافي الإسراع المأمور به في حديث أبي هريرة t المتقدم، ونحوه حديث جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما- قال:" لما كان يوم أحد، حمل القتلى ليدفنوا بالبقيع ،فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم - بعدما حملت أمي أبي وخالي عديلين([5]) (وفي رواية : عادلتهما)(على ناضح) لتدفنهم تفي البقيع - فردوا (وفي رواية قال: فرجعناهما مع القتلى حيث قتلت) "([6]). ولذلك قالت عائشة-رضي الله عنها- لما مات أخ لها بوادي الحبشة فحمل من مكانه:((ما أجد في نفسي، إلا أني وددت أنه كان دفن في مكانه))([7]).
    قال النووي في ((الأذكار)):((وإذا أوصى بأن ينقل إلى بلد آخر لا تنفذ وصيته، فإن النقل حرام على المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون، وصرح به المحققون)).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] أخرجه الأئمة مسلم وأحمد(6/297) والبيهقي 3/334) وغيرهم .
    [2])) أخرجه الشيخان في صحيحيهما والبيهقي ( 3/ 385 ) وغيرهم .
    [3])) أخرجه الشيخان في " صحيحيهما "وأبو نعيم في " المستخرج " ( ق 139-140)والبيهقي (3/390)وليست الزيادة عند الإمام البخاري.
    [4])) أخرجه الشيخان ، والسياق لمسلم ، وأصحاب السنن الأربعة ، وصححه الترمذي وأحمد (2/240،280، 488) والبيهقي (4/ 21) من طرق عن أبي هريرة ، وله حديث آخر بنحو الآتي
    ([5]) أي:(شددتهما على جنبتي البعير كالعديلين).
    [6])) أخرجه أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه (196- موارد) والرواية الأخرى له ،وأحمد (3/297-380) والبيهقي (4/57) بإسناد صحيح ، وقال الترمذي : "حديث حسن صحيح " والزيادة لأحمد في رواية يأتي لفظها.
    [7])) (أخرجه البيهقي بسند صحيح).
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: تيسير الأحكام المتعلقة بالميت (الدرس الثاني)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 04.11.08 16:09

    س4: ما يجوز للحاضرين وغيرهم فعله إذا تحقق موته؟
    الجواب ويجوز لهم كشف وجه الميت وتقبيله،والبكاء عليه ثلاثة أيام،وفي ذلك أحاديث:
    الأول: عن جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ:(( لَمَّا قُتِلَ أَبِي، جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ أَبْكِي، وَيَنْهَوْنِي، وَالنَّبِيُّ e لَا يَنْهَانِي،( فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ e أَوْ أَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ)، فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبْكِي،فَقَالَ:"النَّبِيُّ e تَبْكِينَ، أَوْ لَا تَبْكِينَ، مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ"))([1]).
    الثاني : عن عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- زَوْجَ النَّبِيِّ e قَالَتْ:((أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ t عَلَى فَرَسِهِ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ،(وعمر t يكلم الناس) فَلَمْ يُكَلِّمْ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- ، فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ e وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ (بين عينيه)، ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ:"بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا"، وفي رواية :لقد مت الموتة التي لا تموت بعدها"))([2]).
    الثالث: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ:((دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ- ظِئْرًا ([3]) لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام- فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ e إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ e تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ t: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ! إِنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ e : إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ))([4]).
    الرابع: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍt:(( أَنَّ النَّبِيَّ e أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلَاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ. . الحديث))([5]).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1])) أخرجه الشيخان والنسائي والبيهقي وأحمد (3/298)والزيادة لمسلم والنسائي.
    [2])) أخرجه البخاري (3 /89) والنسائي (1 /260- 261) والزيادة له في رواية ، وابن حبان في صحيحه ( 2155) والبيهقي (3/ 406 ) وغيرهما .
    [3])) أي زوج مرضعة إبراهيم عليه السلام .
    [4])) أخرجه البخاري ( 3/ 35) ومسلم والبيهقي ( 4/69) بنحوه .
    [5] رواه أبو داود (2/124) والنسائي (2/292) وإسناده صحيح على شرط مسلم.
    هذا درس لراقمه يوم الثلاثاء

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 5:50