عظمة الرجال تكون على قدر اتباعهم لشرع الواحد المتعال: الشيخ رضا بوشامة حفظه الله:
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى خير الورى الذي حذر أمته من الغلو فيه وحثهم على الدفاع عن سنته ومنهجه القويم:
من الكتابات التي أُعْجَبُ بها بين الحين والآخر ما يخطه يراع الأستاذ محمد الهادي الحسني ويزداد إعجابي به سيره على خطى شيخه وشيخ المسلمين محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله:
وفي هذا اليوم الذي يستقبل فيه المبتدعة والعامة والطرقية الاحتفال بالمولد النبوي الذي لم يحتفل به سلفنا الصالح ولا أئمتنا المرضيون كتب الأستاذ محمد الهادي الحسني مقالا في جريدة الشروق أشاد ونوَّه فيه بشاعر طالما انتقده الأئمة الغيورون على هذا الدين، وأشاد بقصيدته وعرَّف بها وزاده فخرا أن كان أصل ناظمها من صنهاجة ومن مدينة المسيلة إحدى مدن ربوع هذا الوطن الحبيب الجزائر:
فليعلم الكاتب ـ عفا الله عنا وعنه ـ أن الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدِّس الإنسانَ عملُه، كما نقل الإمام مالك في الموطأ عن سلمان الفارسي رضي الله عنه:
وكان الأحرى بالكاتب أن ينتقد الشاعر ويبين ما في بردته من المجازفات والغلو الذي حذرنا منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث كقوله عليه الصلاة والسلام: ( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ):
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله ):
قصيدة البردة فتحت للأمة بابا عظيما من أبواب الشرك بالله، فأي ذنب أعظم من الشرك والغلو:
مهما أجاد قائل الشرك في بلاغته ولغته، فالعرب لم يكن أحد أبلغ منهم ولا أشعر ولم يشفع لهم ذلك عند الله أن أرسل إليهم محمدا صلى الله عليه وسلم ليبين لهم التوحيد وينهاهم عن الشرك، وما كان له عليه الصلاة والسلام أن يردد أقوالهم الكفرية والشركية لمجرد بلاغة القائل وحسن كلامه:
كان الأولى بالكاتب أن يحذر المسلمين من هذه البردة الداعية للشرك الصراح والغلو غير المباح، وأن يقتفي سبيل العلماء الناصحين لهذه الأمة التي كثر فيها الجهل بشرع الله، لا أن يسكت عن بيان الحق من أجل أن قائلها من صنهاجة، فبئس وطنية وشعوبية تورث الجهل، والبعد عن دين الله:
في علماء الدين من المالكية المغاربة والأندلسيين، القائمين بالذود عن الشريعة الغراء وبيان الدين والتمسك بأصوله، غناء وفخر عمن حشر نفسه في زمرتهم، وأساء إلى أبناء ملتهم بالابتداع في الدين وإغواء المسلمين:
سمى الكاتب مقاله: - أعظم مادح لأعظم ممدوح - وفي المقال قرن - مادحه - بالصحابي الجليل الموحد حسان بن ثابت، فقال: لم يمدح أحد بعد حسان بن ثابت رسول الله عليه الصلاة والسلام مثل ما مدحه هذا الشاعر - البوصيري -:
تعليق: أين الثرى من الثريا، أي عظمة في تغيير أصول الدين، وإعطاء النبي صلى الله عليه وسلم صفات رب العالمين:
قال البوصيري في قصيدته البردة:
فإن من جودك الدنيا وضرتها * ومن علومك علم اللوح والقلم:
فجعل الدنيا والآخرة من جود النبي صلى الله عليه وسلم وإعطائه وإفضاله:
قال الله تعالى: ﴿ وإن لنا للآخرة والأولى ﴾ ( سورة الليل: 13 )
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب:
قال الله تعالى: ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ﴾ ( سورة النمل: 65 )
قال الله تعالى: ﴿ قل لا أَملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ﴾ ( سورة الأعراف: 188 )
عن الربيِّع بنت معوِّذ قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر، حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين ) رواه البخاري:
فلم يمنعه صلى الله عليه وسلم أن ينكر المنكر والغلو كون قائله جارية صغيرة تقول الشعر الحسن، ولا يمكن أن يتأثر غيرها من الصحابة بكلامها الباطل لصغرها وبعدها عن العلم، لكن حماية لجناب التوحيد أنكر ذلك، فكيف إذا كان القائل يوصف بأنه أعظم من مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بعد حسان بن ثابت ؟ ؟:
ألا يكون هذا دعاية لقراءة باطله والاقتداء به ؟ ؟:
قال الكاتب محمد الهادي الحسني معتذرا لعدم بيانه ما وقع فيه البوصيري من المخالفات: لم يكن يهمني من هذه الكلمة أن أصدر حكما على الإمام البوصيري رحمه الله وغفر له، أو أخوض فيما انتقده عليه بعض العلماء في بعض أبيات من غلو في رسول الله، لكني أحببت أن أنبه الناس وأذكرهم بأصل هذا الشاعر المبدع:
تعليق: عدم اهتمامك ببيان ما يقع في كلام هؤلاء من الغلو والشرك بالله، هو من عدم الاهتمام بالدعوة إلى التوحيد التي سخرت جمعية العلماء كل إمكاناتها في هذا السبيل، وهؤلاء هم مفخرة الجزائر:
قال الشيخ الإبراهيمي رحمه الله: إن شيوع ضلالات العقائد وبدع العبادات والخلاف في الدين هو الذي جر على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البعد من أصليه الأصليين، وهو الذي جردهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه، وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيأت النفوس لقبول الإلحاد، ومحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإن الإيمان حصن حصين للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهوينا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم: آثار البشير: 4/201:
قال الشيخ مبارك الميلي رحمه الله: إذا كان الاحتياج إلى معرفة الشرك شديدا، كان تعريف الناس به أمرا لازما أكيدا، وإذا كان الباعث على هذا التعريف إقامة العقيدة، فهو النصيحة المفيدة الحميدة، وليس الإرشاد إلى الخير النافع بأولى من التنبيه على الباطل الضار، بل كلاهما غرض حسن وسنن لا يغفل عنه الساعون في خير سنن، وهذا ما حمل المصلحين المجددين على الاهتمام بدعوة المسلمين إلى إقامة التوحيد وتخليصه من خيالات المشركين: الشرك ومظاهره: ص 51:
ألهذه الأصول كان يدعو البوصيري في قصيدته حتى نجعله مفخرة من مفاخر هذه البلاد ؟:
ردا على قول البوصيري:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * لولاه لم تخرج الدنيا من العدم:
الدنيا لم تخلق من أجل محمد صلى الله عليه وسلم، بل خُلقت من أجل إقامة التوحيد ونبذ الشرك وأهله:
قال الله تعالى: ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ ( سورة الذاريات: 56 )
قال البوصيري:
فاق النبيين في خلق وفي خُلُق * ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس * عرفا من البحر أو رشفا من الديم
تعليق: أين له من أن النبيين عليهم السلام التمسوا علومهم من النبي صلى الله عليه وسلم لا وحيا من الله تعالى ؟ ؟:
يكون دليله كلام ابن عربي الصوفي والحلاج وغيرهما ممن أفنى علماء الجمعية أعمارهم وأقلامهم في الرد عليهم وبيان ما هم فيه من الشرك والشر
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى خير الورى الذي حذر أمته من الغلو فيه وحثهم على الدفاع عن سنته ومنهجه القويم:
من الكتابات التي أُعْجَبُ بها بين الحين والآخر ما يخطه يراع الأستاذ محمد الهادي الحسني ويزداد إعجابي به سيره على خطى شيخه وشيخ المسلمين محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله:
وفي هذا اليوم الذي يستقبل فيه المبتدعة والعامة والطرقية الاحتفال بالمولد النبوي الذي لم يحتفل به سلفنا الصالح ولا أئمتنا المرضيون كتب الأستاذ محمد الهادي الحسني مقالا في جريدة الشروق أشاد ونوَّه فيه بشاعر طالما انتقده الأئمة الغيورون على هذا الدين، وأشاد بقصيدته وعرَّف بها وزاده فخرا أن كان أصل ناظمها من صنهاجة ومن مدينة المسيلة إحدى مدن ربوع هذا الوطن الحبيب الجزائر:
فليعلم الكاتب ـ عفا الله عنا وعنه ـ أن الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدِّس الإنسانَ عملُه، كما نقل الإمام مالك في الموطأ عن سلمان الفارسي رضي الله عنه:
وكان الأحرى بالكاتب أن ينتقد الشاعر ويبين ما في بردته من المجازفات والغلو الذي حذرنا منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث كقوله عليه الصلاة والسلام: ( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ):
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله ):
قصيدة البردة فتحت للأمة بابا عظيما من أبواب الشرك بالله، فأي ذنب أعظم من الشرك والغلو:
مهما أجاد قائل الشرك في بلاغته ولغته، فالعرب لم يكن أحد أبلغ منهم ولا أشعر ولم يشفع لهم ذلك عند الله أن أرسل إليهم محمدا صلى الله عليه وسلم ليبين لهم التوحيد وينهاهم عن الشرك، وما كان له عليه الصلاة والسلام أن يردد أقوالهم الكفرية والشركية لمجرد بلاغة القائل وحسن كلامه:
كان الأولى بالكاتب أن يحذر المسلمين من هذه البردة الداعية للشرك الصراح والغلو غير المباح، وأن يقتفي سبيل العلماء الناصحين لهذه الأمة التي كثر فيها الجهل بشرع الله، لا أن يسكت عن بيان الحق من أجل أن قائلها من صنهاجة، فبئس وطنية وشعوبية تورث الجهل، والبعد عن دين الله:
في علماء الدين من المالكية المغاربة والأندلسيين، القائمين بالذود عن الشريعة الغراء وبيان الدين والتمسك بأصوله، غناء وفخر عمن حشر نفسه في زمرتهم، وأساء إلى أبناء ملتهم بالابتداع في الدين وإغواء المسلمين:
سمى الكاتب مقاله: - أعظم مادح لأعظم ممدوح - وفي المقال قرن - مادحه - بالصحابي الجليل الموحد حسان بن ثابت، فقال: لم يمدح أحد بعد حسان بن ثابت رسول الله عليه الصلاة والسلام مثل ما مدحه هذا الشاعر - البوصيري -:
تعليق: أين الثرى من الثريا، أي عظمة في تغيير أصول الدين، وإعطاء النبي صلى الله عليه وسلم صفات رب العالمين:
قال البوصيري في قصيدته البردة:
فإن من جودك الدنيا وضرتها * ومن علومك علم اللوح والقلم:
فجعل الدنيا والآخرة من جود النبي صلى الله عليه وسلم وإعطائه وإفضاله:
قال الله تعالى: ﴿ وإن لنا للآخرة والأولى ﴾ ( سورة الليل: 13 )
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب:
قال الله تعالى: ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ﴾ ( سورة النمل: 65 )
قال الله تعالى: ﴿ قل لا أَملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ﴾ ( سورة الأعراف: 188 )
عن الربيِّع بنت معوِّذ قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر، حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين ) رواه البخاري:
فلم يمنعه صلى الله عليه وسلم أن ينكر المنكر والغلو كون قائله جارية صغيرة تقول الشعر الحسن، ولا يمكن أن يتأثر غيرها من الصحابة بكلامها الباطل لصغرها وبعدها عن العلم، لكن حماية لجناب التوحيد أنكر ذلك، فكيف إذا كان القائل يوصف بأنه أعظم من مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بعد حسان بن ثابت ؟ ؟:
ألا يكون هذا دعاية لقراءة باطله والاقتداء به ؟ ؟:
قال الكاتب محمد الهادي الحسني معتذرا لعدم بيانه ما وقع فيه البوصيري من المخالفات: لم يكن يهمني من هذه الكلمة أن أصدر حكما على الإمام البوصيري رحمه الله وغفر له، أو أخوض فيما انتقده عليه بعض العلماء في بعض أبيات من غلو في رسول الله، لكني أحببت أن أنبه الناس وأذكرهم بأصل هذا الشاعر المبدع:
تعليق: عدم اهتمامك ببيان ما يقع في كلام هؤلاء من الغلو والشرك بالله، هو من عدم الاهتمام بالدعوة إلى التوحيد التي سخرت جمعية العلماء كل إمكاناتها في هذا السبيل، وهؤلاء هم مفخرة الجزائر:
قال الشيخ الإبراهيمي رحمه الله: إن شيوع ضلالات العقائد وبدع العبادات والخلاف في الدين هو الذي جر على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البعد من أصليه الأصليين، وهو الذي جردهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه، وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيأت النفوس لقبول الإلحاد، ومحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإن الإيمان حصن حصين للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهوينا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم: آثار البشير: 4/201:
قال الشيخ مبارك الميلي رحمه الله: إذا كان الاحتياج إلى معرفة الشرك شديدا، كان تعريف الناس به أمرا لازما أكيدا، وإذا كان الباعث على هذا التعريف إقامة العقيدة، فهو النصيحة المفيدة الحميدة، وليس الإرشاد إلى الخير النافع بأولى من التنبيه على الباطل الضار، بل كلاهما غرض حسن وسنن لا يغفل عنه الساعون في خير سنن، وهذا ما حمل المصلحين المجددين على الاهتمام بدعوة المسلمين إلى إقامة التوحيد وتخليصه من خيالات المشركين: الشرك ومظاهره: ص 51:
ألهذه الأصول كان يدعو البوصيري في قصيدته حتى نجعله مفخرة من مفاخر هذه البلاد ؟:
ردا على قول البوصيري:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * لولاه لم تخرج الدنيا من العدم:
الدنيا لم تخلق من أجل محمد صلى الله عليه وسلم، بل خُلقت من أجل إقامة التوحيد ونبذ الشرك وأهله:
قال الله تعالى: ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ ( سورة الذاريات: 56 )
قال البوصيري:
فاق النبيين في خلق وفي خُلُق * ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس * عرفا من البحر أو رشفا من الديم
تعليق: أين له من أن النبيين عليهم السلام التمسوا علومهم من النبي صلى الله عليه وسلم لا وحيا من الله تعالى ؟ ؟:
يكون دليله كلام ابن عربي الصوفي والحلاج وغيرهما ممن أفنى علماء الجمعية أعمارهم وأقلامهم في الرد عليهم وبيان ما هم فيه من الشرك والشر