.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.
لتحميل الكتاب على هيئة ملف وورد
-- انسخ الرابط التالي وضعه في المتصفح --
ww w.mediafire.com/?7eoex31msxsuqt9
.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.
لتحميل الكتاب على هيئة كتاب إلكتروني
-- انسخ الرابط التالي وضعه في المتصفح --
ww w.mediafire.com/?j1i7l5447wct900
.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.-*-.
نقد لفكر الاعتزال الفلسفي وإهداره قدسية النصوص
وفيه : بيان جنايات تعلم ومن ثم تعليم الفلسفة بل وربطها بالعقيدة مع مباينتها
* * *
قال الله تعالى
"... أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ"
سورة "يونس" الآية(35)
وقال شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى :
" كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته، وطاعة رسوله- صلى الله عليه وسلم .
وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك؛ فسببه مخالفة الرسول - صلى الله عليه وسلم- والدعوة إلى غير الله"
"المجموع" (15/25)
وقال– رحمه الله تعالى :
" العقول إذا فسدت لم يبق لضلالها حد معقول"
"مجموع الفتاوى" (2/357-358) .
((( المقدمة وفيها الباعث على الطرح )))
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " سورة "آل عمران" الآية (102)
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سورة "النسـاء" الآية (1)
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" سورة "الأحزاب" الآية (70-71)
،،، أما بعد ،،،
"فإن أصدق الحديث : كتاب الله . وأحسن الهدي : هدي محمد، وشر الأمور : محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلاله في النار"([1]) .
وبعد .. قال العلامة شمس الدين ابن القيم([2])– رحمه الله تعالى- عن تلاعب الشيطان بعقول بعض الأنام وكيده بهم : "ومن مكايده أنه يسحر العقل دائما حتى يكيده, ولا يسلم من سحره إلا من شاء الله, فيزين له الفعل الذي يضره حتى يخيل إليه أنه أنفع الأشياء, وينفر من الفعل الذي هو أنفع الأشياء له, حتى يخيل له أنه يضره .
فلا إله إلا الله، كم فتن بهذا السحر من إنسان وكم حال به بين القلب وبين الإسلام والإيمان والإحسان؟ وكم جلا الباطل وأبرزه في صورة مستحسنة وشنع الحق وأخرجه في صورة مستهجنة؟ وكم بهرج من الزيوف على الناقدين, وكم روج من الزغل على العارفين؟
فهو الذي سحر العقول حتى ألقى أربابها في الأهواء المختلفة والآراء المتشعبة, وسلك بهم سبل الضلال كل مسلك وألقاهم من المهالك في مهلك بعد مهلك..." "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" للعلامة ابن قيم الجوزية ص(130-131)
وقال- رحمه الله تعالى : "ومن حيله ومكايده : الكلام الباطل، والآراء المتهافتة، والخيالات المتناقضة، التي هي زبالة الأذهان، ونُحاتة الأفكار، والزبد الذى يقذف به القلوب المظلمة المتحيرة، التي تعدل الحق بالباطل، والخطأ بالصواب .
قد تقاذفت بها أمواج الشبهات، ورانت عليها غيوم الخيالات، فمركبها القيل والقال، والشك والتشكيك، وكثرة الجدال، ليس لها حاصل من اليقين يعول عليه، ولا معتقد مطابق للحق يرجع إليه، يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، فقد اتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا، وقالوا من عند أنفسهم فقالوا منكرا من القول وزورا، فهم فى شكهم يعمهون، وفى حيرتهم يترددون، نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، واتبعوا ما تلته الشياطين على ألسنة أسلافهم من أهل الضلال، فهم إليه يحاكمون، وبه يتخاصمون، فارقوا الدليل واتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل" "موارد الأمان المنتقى من إغاثة اللهفان" للشيخ علي حسن ص(191-192)
بل وعدّ شيخ الإسلام([3]) - رحمه الله تعالى : "من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجده فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم ... فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به، ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس ولا بذوق ووجد ومكاشفة ولا قال قط قد تعارض في هذا العقل والنقل" "مجموع الفتاوى" (13/28-29) .
وبعد .. يُعدُّ هذا الكتاب استجابة لحاجة، واستظهارا لوجه الحق زاهٍ بأزاهيره، وإزهاقا لباطل كل مبطل وتزينه، ظهر في ثوب الناصحين، وعدَّ نفسه من المصلحين، بيد أنه ضل السبيل، واستجاز التلفيق، فجانبه التوفيق .
فاستخرت الله- تعالى- وعمدت إلى أصوله غير الأصيلة بل الكليلة، من: اعتماد على العقل، وإعجاب بالرأي، واتباع للأهواء([4]) مختلطا بكبر كريه مستكره([5]) أزرى أول ما أزرى بأربابه، ولا بد([6]) .
وهم والحالة هذه يزعمون بل يتبجحون بأنهم أرباب فلسفة، وما علموا أن كل المشتغلين بالفلسفة يعترفون أنها ليس من شأنها أن تمنح يقيناً، أو تثمر رسوخا، فضلا عن قبولا .
إنها تناكح فهوم في النقول، تصارع خواطر مع أقوال، أو إن شئت فقل "نشاط فكري بشري لا يتوقف عن إثارة الأسئلة" المحيرة([7]) وتطفل على موائد اليقين، وتفلت من الشرع المبين، مع تعالج الجبلة الكامنة في النفس من التأله، فأحبلهم اضطرابا وتناقضاً([8]) وأولدهم شكاً([9]) وحيرة([10]) وأورثهم انحرافاً وإلحادا، ومن ذا غلوهم إذ زعموا أن الشك أول واجب على العبيد([11]) ومن غلهم ودغلهم : رتبوا على مخالفهم تكفيراً([12]) ويزعمون أنهم على شيء، ألا ساء ما يصنعون([13]) .
لذا جرت في عقولهم - مما جرى- الخرافة، ولهثوا وراء سراب الأساطير، وسعوا ولوغا في الفساد، فأورثهم خبالا فانتحارا([14]) واعتبر بخاتمة أساطينهم في الإفساد سقراط ([15]) وأشباهه .
بل واعتبر بحال همجهم – تابعيهم- الآن([16]) " أَلَمْ تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ" سورة "الشعراء" ايتان(225-226) بل والله أشد، " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً" سورة "النساء" الآية(46) ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، وبين يديه تعالى موقفون، ليسألهم عن أمر ونهيه، فماذا هم قائلون؟ "ها ها لا أدري" أم "سمعنا وأطعنا" ليقينهم بأنه "إليه المصير"
لذا رأيت وأنا في أثناء تعرضي لنقد فنقض فكرٍ ضال، منتسب إليهم، أعني : فكر المدعو (...) ومن خلال كتابه "من قضايا المرأة" ([17]) إذ تناول فيه قضايا ( الولاية - والقوامة - تعدد الزوجات- شهادة المرأة ) تناولاً منحرفاً بل منحطاً، وليته إذاك سكن واستتر، بل ادعى اجتهادا؟! فيقال له أيا دكتور! أيا مفكر!! أيا فيسلوف!!! "أحشفا وسوء كيلة" وسيأتي .
نحن إذا ما تكلمنا عن الإسلام إنما نتكلم عن قول الله– تعالى- وقول رسوله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- أما أن يأتي عاجز الفهم، ضعيف بل فاقد الأركان؛ ليهدم البنيان، فهذا يرد قوله، ويحجر على عقله، ويحبس بين أركان فكره، بأحبال الحق- الردود العلمية- القوية، موثقاً بالبراهين الشرعية حتى يتوب ويؤوب ويهود
هذا وقد كانت سيرتي في الطرح، أن قسمت بحثي إلى مقدمة، وثلاثة فصول، فخاتمة، على تفاصيل تجدها تباعا
الله تعالى أسأل التوفيق – للرد بل والمردود عليه بل وقارئه بل وعموم المسلمين– للخير والعمل به، آمين
بين يديه عدة مقدمات :
المقدمة الأول : حقيقة العبد والعبودية .
المقدمة الثانية : حقيقة الدين وتمامه، والدليل وكماله، الأمر الذي أغنانا عما سواه .
المقدمة الثالثة : وجوب التسليم للأمر وتعظيمه؛ لما فيه السلامة، واحتفافه بالهداية .
المقدمة الرابعة : العقل مناط التكليف وليس حاكمه .
المقدمة الخامسة : الآراء منها المحمودة ومنها المذمومة، وضابط ذلك، وذم الكلام وأهله .
المقدمة السادسة : الاجتهاد وأهله، وبيان أنه لا اجتهاد في مورد النص ؟
المقدمة السابعة : طلب العلم الشرعي وسيلة إلى كل فضيلة .
هذه سبع سموات، نصبتها سقفاً لبياني، يستظل بنجومها– برهانها- السائرين إلى الله تعالى، والله تعالى الموفق، وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل .
عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 09.02.11 14:45 عدل 2 مرات