المقدمة
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيد,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وخاتم النبين والمرسلين لا نبي بعده ولا رسول أرسله الله تعالى بالهدى والعلم فصلوات الله تعالى عليه وسلامه أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمة وكشف الله تعالى به الغمة وتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك, أشهد أن الله أكمل الدين وأتم النعم ورضي لنا الإسلام دينا فالحمد لله تعالى على نعمت الإسلام والسنة .
أما بعد : فلا يخفى على الكثير ما يتعرض له الدين من هجمات همجيات شعواء على دين الله تعالى فبين شيعة حاقدة وصوفية قبورية ماجنة ودعاوى علمانية سافرة تتلاحق الفتن على المتمسكين المتسلكين سبيل السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, فمن هؤلاء الخبثاء أصحب الطريقة الأحمدية القديانية الذين خالفوا إجماع المسلمين في كل مكان وزمان, وقد ظهرة قناتهم على الفضائيات متبجحة سافرة عن وجهها القبيح البؤس متبرجة ببرج البدعة مخالفة هدي الخاتم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم , ولكن الله تعالى سخر لهذا الدين من يصد عنه غلو الغالين وتنطع المتنطعين وخبث المبتدعة الضالين فالله تعالى المسأول أن يعنني على الرد على بدعهم في حلقات والله تعالى الموفق .
الأدلة من الكتاب والسنة على ختم الرسالة والنبوة
الأدلة من كتاب الله تعالى
قوله تعالى : الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً (39) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40) الأحزاب : 39-40
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية : فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بطريق الأولى والأحرى؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي، ولا ينعكس. وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة.
الأدلة من السنة
الحديث الأول : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه ترك منه موضع لبنة فطاف النظار يتعجبون من حسن بنيانه إلا موضع تلك اللبنة فكنت أنا سددت موضع اللبنة ختم بي البنيان وختم بي الرسل " . وفي رواية : " فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين " . متفق عليه
الحديث الثاني : عن الطفيل بن أبيّ بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارًا فأحسنها وأكملها، وترك فيها موضع لَبنة لم يَضَعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه، ويقولون: لو تمَّ موضع هذه اللبنة؟ فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة".ورواه الترمذي، ( صحيح ): 5857 في صحيح الجامع
الحديث الثالث : عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثلي ومثل النبيين من قبلي كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لَبنَة واحدة، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة". مسلم
الحديث الرابع : عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي." قال: فشَقّ ذلك على الناس قال: قال : ولكن المبشرات". قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال: "رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة". رواه الترمذي
الحديث الخامس : عن أبا الطفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا نبوة بعدي إلا المبشرات". قال: قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: "الرؤيا الحسنة -أو قال -الرؤيا الصالحة."
الحديث السادس : عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فُضلت على الأنبياء بست: أعْطِيتُ جوامع الكلم، ونُصِرْتُ بالرعب، وأحِلَّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون".
الحديث اسابع : عن العِرْباض بن سارية قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنْجَدِل في طينته."
الحديث الثامن : محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي." أخرجاه في الصحيحين .
قال الإمام بن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير سورة الأحزاب ج 3 ص 508 الأية 40 ( فمن رحمة الله تعالى بالعباد إرسال محمد، صلوات الله وسلامه عليه، إليهم، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له. وقد أخبر تعالى في كتابه، ورسوله في السنة المتواترة عنه: أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل مَنِ ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك، دجال ضال مضل، ولو تخرق وشعبذ، وأتى بأنواع السحر والطلاسم والنَيرجيَّات ، فكلها محال وضلال عند أولي الألباب، كما أجرى الله، سبحانه وتعالى، على يد الأسود العَنْسي باليمن، ومسيلمة الكذاب باليمامة، من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة، ما علم كل ذي لب وفهم وحِجى أنهما كاذبان ضالان، لعنهما الله. وكذلك كل مدع لذلك إلى يوم القيامة حتى يختموا بالمسيح الدجال، فكل واحد من هؤلاء الكذابين يخلق الله معه من الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب مَنْ جاء بها. وهذا من تمام لطف الله تعالى بخلقه، فإنهم بضرورة الواقع لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر إلا على سبيل الاتفاق، أو لما لهم فيه من المقاصد إلى غيره، ويكون في غاية الإفك والفجور في أقوالهم وأفعالهم، كما قال تعالى: { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنزلُ الشَّيَاطِينُ * تَنزلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } الآية [الشعراء:221، 222]. وهذا بخلاف الأنبياء، عليهم السلام، فإنهم في غاية البر والصدق والرشد والاستقامة والعدل فيما يقولونه ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه، مع ما يؤيدون به من الخوارق للعادات، والأدلة الواضحات، والبراهين الباهرات، فصلوات الله وسلامه عليهم دائما مستمرا ما دامت الأرض والسموات.)
الأدلة على ظهور دجالين يدعون النبوة
الحديث الأول : عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا " . " السلسلة الصحيحة " 4 / 250
الحديث الثاني : عن حذيفة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال :" في أمتي كذابون و دجالون ، سبعة و عشرون ، منهم أربعة نسوة ، و إني خاتم النبين ، لا نبي بعدي " . " السلسلة الصحيحة " 4 / 654 قال الألباني - رحمه الله تعالى - و في الحديث رد صريح على القاديانية و ابن عربي قبلهم القائلين ببقاء النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، و أن نبيهم المزعوم ميرزا غلام أحمد القادياني كذاب و دجال من أولئك الدجاجلة .
الحديث الثالث : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم " . . رواه مسلم
الحديث الرابع : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله . تحقيق الألباني : صحيح الترمذي ( 2329 )
رد الإمام الألباني - رحمه الله تعالى - على الفرقة الأحمدية القديانية
الأول : قال - رحمه الله تعالى- في السلسة الصحيحة حديث 1683 جزء 2 صفحة 427 ( واعلم أن من هؤلاء الدجالين الذين ادعوا النبوة ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي ، الذي ادعى في عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي المنتظر، ثم أنه عيسى عليه السلام ،ثم ادعى أخيرا النبوة ، و اتبعه كثير ممن لا علم عنده بالكتاب و السنة ، و قد التقيت مع بعض مبشريهم من الهنود و السوريين، و جرت بيني و بينهم مناظرات كثيرة كانت إحداها تحريرية ، دعوتهم فيها إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء كثيرون ! منهم نبيهم ميرزا غلام أحمد القادياني . فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم ، يريدون بذلك صرف النظر عن المناظرة في اعتقادهم المذكور ، فأبيت و أصررت على ذلك ، فانهزموا شر هزيمة ، وعلم الذين حضروها أنهم قوم مبطلون. و لهم عقائد أخرى كثيرة باطلة، خالفوا فيها إجماع الأمة يقينا، منها نفيهم البعث الجسماني، و أن النعيم و الجحيم للروح دون الجسد، و أن العذاب بالنسبة للكفار منقطع. و ينكرون وجود الجن، ويزعمون أن الجن المذكورين في القرآن هم طائفة من البشر ! و يتأولون نصوص القرآن المعارضة لعقائدهم تأويلا منكرا على نمط تأويل الباطنية و القرامطة، و لذلك كان الإنكليز يؤيدونه و يساعدونه على المسلمين، و كان هو يقول: حرام على المسلمين أن يحاربوا الإنكليز ! إلى غير ذلك من إفكه و أضاليله. و قد ألفت كتب كثيرة في الرد عليه، و بيان خروجه عن جماعة المسلمين، فليراجعها من شاء الوقوف على حقيقة أمرهم .)
الثاني : قال رحمه الله تعالى - تخريج الطحاوية 1/39 ( وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته نصحا لهم وتحذيرا في أحاديث كثيرة أنه سيكون بعده دجالون كثيرون وقال في بعضها : " كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي " رواه مسلم وغيره ( الأحاديث الصحيحة 1683 ) ومن هؤلاء الدجالين " ميرزا غلام أحمد القادياني " الذي ادعى النبوة وله أتباع منتشرون في الهند وألمانيا وإنكلترا وأمريكا ولهم فيها مساجد يضلون بها المسلمين وكان منهم في سوريا أفراد استأصل الله شأفتهم وقطع دابرهم ولهم عقائد كثيرة غير اعتقادهم بقاء النبوة بعده صلى الله عليه وسلم . وسلفهم فيه ابن عربي الصوفي ولهم في ذلك رسالة جمعوا فيها أقواله في تأييد اعتقادهم المذكور.لم يستطع المشايخ الرد عليها لأنها مما قاله ابن عربي مع جزمهم بتكفيرهم ولا مجال لذكر شيء من عقائدهم الآن وهم بلا شك ممن عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عنه: " يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم " رواه المؤلف في " مشكل الآثار " ( 4 / 104 ) وهو عند الإمام مسلم ( 1 / 9 ) وإن من أبرز علاماتهم أنهم حين يبدءون بالتحدث عن دعوتهم إنما يبتدئون قبل كل شيء بإثبات موت عيسى عليه الصلاة والسلام فإذا تمكنوا من ذلك بزعمهم انتقلوا إلى مرحلة ثانية وهي ذكر الأحاديث الواردة بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام ويتظاهرون بالإيمان بها ثم سرعان ما يتأولونها ما دام أنهم أثبتوا بزعمهم موته بأن المقصود نزول مثيل عيسى وأنه هو غلام أحمد القادياني ولهم ن مثل هذا التأويل الشيء الكثير والكثير جدا مما جعلنا نقطع بأنهم طائفة من الباطنية الملحدة . وسيأتي الإشارة إلى بعض عقائدهم الضالة قريبا إن شاء الله تعالى )
الخاتمة
قلت : هذا ما وفقني الله تعالى إليه وما توافر لدي الآن والله أسأل أن يوفقني للرد على باقي بدعهم ودحرهه والله الموفق والحمد لله وحده على المعونة فلا حول ولا قوة إلا بالله
العزيز الحكيم